حسناً بالتأكيد أنها ليست أول مخالفة مرورية، فهناك بضعة مخالفات لكاميرا السرعة - مراعاة للعربية - ولكن لا شيء سوى ذلك حتى عصر أمس، الثالث من شهر أغسطس، وبالفعل هذا الصيف كان غاية في الغرابة حتى الآن !!

بما أنه على ما يبدو لبلدية مسقط خطة ما، بما يخص الطريق العام بين تقاطع جسر الخوض وتقاطع جسر الموالح، فإن الزحام عصر الأمس كان لا يطاق، ولا يحتمل، ومستحيل أن تكون غارقاً فيه إلا ويكون ضغط دمك يصل إلى مستويات قياسية، كونك عائداً من عملك، ولا تتوقع أن تمضي أكثر من ساعة ونصف فقط في زحام كل الطرق المؤدية إلى وكرك، في حين أنك تقطعه عادة في أقل من ربع ساعة.

بالمناسبة، على ما يبدو أن بلدية مسقط، مستمرة في مشروع الطريق في المنطقة المذكورة أعلاه، وبالتالي، أعزائي قراء مدونة فشكول يجب عليكم تغيير كل خططكم للوصول إلى الخوض/المعبيلة/السيب/الباطنة بصفة عامة، معظم الطرق الفرعية أو الجانبية شهدت زحاماً كبيراً مساء أمس ولذا أقترح أن تدرسوا أمر الوصول إلى مساكنكم وأمور حياتكم الأخرى.

نعود لسالفة المخالفة، كنتُ اقف في صف طويل من السيارات نتيجة ذلك الزحام الهائل، فجأة رأيت دورية شرطة النجدة تنقض على مخالف ولأن الزحام كان هائلاً فقد كان حدثاً يستحق الإهتمام، بعد أن توقف السائق المخالف لدقائق وبعد أن تحدث إلى أحد رجال الدورية، نزل من سيارته، وتوجه إلى النافذة الامامية لسائق سيارة الدورية وانحنى أمامها متكلماً ومحدثاً الشرطي الذي يقود سيارة الدورية، وعلى ما يبدو فإنه كان يشرح لمَ أصبح في وضع الشبهة والمخالفة.

فجأة، أجد أحد رجال الدورية، يشير إلي أنه قد حان الوقت للمخالفة، خرجت من الصف وتوجهت بسيارتي إتجاه الدورية، وأنا أتسائل ما هي قسمتي من المخالفات لهذا اليوم، إنتظرت الشرطي إلى أن أتاني، حياني، وصافحني، ثم طلب مني "الليسن والمكلية"، ناولته إياها في إحترام وتقدير بالغ، عاد لي بعدها بلحظات يخبرني أن المخالفة تخص "الكشافات"، ولم يخبرني بهذه الكيفية، فالرجل قال لي بنبرة عصبية - أو هكذا فهمتها -:" ليش مبند الليتات ومشغل الكشافات؟!"، أخبرته أن الوقت كان قبل دقائق لا يزال نهاراً - الساعه 18:30-، وأن السماء ملبدة بالغيوم وتحجب الشمس، ومن المفيد أن أكون مرئياً بالنسبة للآخرين الذين يستخدمون الطريق، وليس من الداعي أن أضيء مصابيح الزينون ذات الإضاءة القوية مقارنة بمصابيح الضباب إضائتها تحت السيارة مباشرة ومدى قصير جداً وإن كان هذا الشيء يغضبه فبإمكاني أن أغلقها وأن أضيء المصابيح الرئيسية، ففي الحقيقة أنا أجهل متى يكون إستخدام هذه المصابيح مباحاً ومتى يعتبر مخالفاً للقانون !

عندما شعر الشرطي أني غير متقبل للمخالفة، أخبرني أنه بإمكاني الحديث إلى مسئوله، الذي يجلس بالسيارة ومناقشته في الأمر، سألته هل يتوجب علي النزول للحديث إلى مسئوله؟ للأسف لا أذكر ماذا كانت إجابته، نزلت من سيارتي، وتوجهت إلى شرطي الدورية الراكب في المقعد الأمامي، سلمت ولكني لم ألحظ منه إهتماماً لوجودي، فذهبت إلى الرجل الآخر الذي يجلس في مقعد السائق، وفتح لي النافذة ما إن رآني آتياً إليه مشكوراً.

حييته ورد علي التحية بود وإحترام، شرحت له لماذا لا أعتبر الأمر يستحق المخالفة، أجابني بما معناه، أننا لا نستطيع أن نخالف أحداً ونعفوا عن الآخرين، أخبرته فوراً أني لا أطلب إستثنائاً أبداً، كل ما أريد أن أعلمه هو لماذا أُعتبر مخالفاً للقانون، انبرى يشرح لي ساعتها أنه ليس هو من يصيغ القانون، وبإمكاني الإحتجاج على المخالفة "هناك"، أخبرته لا وقت لدي لذلك، وهو يخبرني أنه كان ينبغي علي أن أفتح المصابيح الرئيسية وليست تلك المخصصة للضباب، وأنا أقول له إن كان للأمر حكمة فتلك أذاها أكبر، فجأة توقف عن الإستماع إلي وبدأ يحرر لي المخالفة، ثم سألني أن أوقع على المخالفة، سألته ماذا يعني توقيعي عليها؟! أخبرني أنه يعني قبولك بها، أخبرته أني ربما أرغب بالإحتجاج، أخبرني أنه في حالة لم أوقع عليها سيكتب "رفض التوقيع"، لم يشرح لي ماهي العواقب القانونية لذلك، أو ماهية توقيعي من عدمه على محضر المخالفة، كما أن محضر المخالفة لا يتضمن أي ملاحظات قانونية تشرح المسئولية القانونية المترتبة علي، أو على الأقل تفيد ما هي حقوقي، أو كيفية الإحتجاج على سبيل المثال .. كتب أني أرفض التوقيع، ثم سألني هل سآخذ المخالفة أم لا، سألته ماذا يعني أخذي لها؟ وكنت أقصد مالذي يترتب قانونياً علي لأخذها من عدمه؟ لن أقول ماذا قال أحد رجال الدورية ساعتها، نظرت إلى محضر المخالفة ولم أجد فيها ما يشير إلى هوية الشرطي سوى إسمه، ولا أقصد التشكيك، ولكني سألت نفسي لماذا لم يذكر في المحضر الرقم العسكري؟ حيث توجد لهذا الغرض خانة في نفس المحضر، أخذت المخالفة وطويتها بكل تقديس، لدرجة أني لم أعتنِ بشهادة تخرجي كما إعتنيت بهذه المخالفة الأولى بيد رجال الشرطة، أفكر حالياً في تعليقها كبرواز حتى أتذكر أن لا أكررها أبد الآبدين !

أذكر أني سألتهم، الناس أمامنا الآن وهم يصارعون الزحام ويريدون الوصول إلى بيوتهم، وأنه سيكون شيء جيد لو أنهم ساهموا في التخفيف من حدة المشكلة، أجابني الجالس في مقعد سائق الدورية أن ذلك ليس من إختصاص شرطة النجدة ولكنه إختصاص "المرور"، طيب والمخالفات؟؟ إختصاص من يا جماعة ؟!


من الرائع كيف أستطيع تصوير مشهد، كان غاية في فلتان الأعصاب بكل هذا البرود، أليس كذلك ؟!!! إلى فشكلة أخرى ..

* مصدر الصورة ..