كتب - عبدالله العييدي
نعيش ضبابية فكرية في كيفية التفريق بين "النقد والانتقاد" ونجدها حتى على الصـُعد النخبوية فضلاً عن انتشارها كثيراً بين عوام الناس
جاء في الأثر أن المسيح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، مرّ ومعه الحواريون على حمار قد أنتنت جيفته -أي مضى عليه وقت بعد الموت- فقال الحواريون: ما أشدّ نتن رائحته!! فقال المسيح (عليه السلام): ما أشدّ بياض أسنانه".
درس أولي في كيفية التعاطي مع النقد والتقييم الموضوعي، النظر إلى الجانب المشرق والجانب الإيجابي من الصورة، أكثر منها إلى الجانب المظلم والجانب السلبي منها فقط. وقد ورد عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام في مواضع عدّة كيفية النقد الموضوعي بما أدبه به ربه سبحانه، ففي صحيح مسلم -285):عن أنس -رضي الله عنه- قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مَهْ، مَهْ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تزرموه- يعني: اتركوه لا تقطعوا عليه بوله- دعوه"، فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعاه، فقال له: "إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، وإنما هي لذكر الله عز وجل، والصلاة وقراءة القرآن". فأمر رجلاً من القوم، فجاء بدلو من ماء، فشنه عليه). وهنا تتجلى عظمة الخـُلـُق من النبي صلى الله عليه وسلم، في توضيح آلية النقد وتبيين المسألة فليس بالزجر تُقوِّم العِوَجْ.
نعيش ضبابية فكرية في كيفية التفريق بين "النقد والانتقاد" ونجدها حتى على الصـُعد النخبوية فضلاً عن انتشارها كثيراً بين عوام الناس، فالنقد كما تم تعريفه في مواضع عدّة. جاء في المعجم الفلسفي لـ..جميل صليبا أن النقد هو: "النظر في قيمة الشيء-التقييم- فالنقد المعرفي مثلاً هو النظر في إمكانية وشروط المعرفة وحدودها، وهو عموماً عدم قبول القول أو الرأي قبل التمحيص، وينقسم إلى نوعين عامّين: نقد خارجي External وهو النظر في أصل الرأي، ونقد داخلي Internal وهو النظر في الرأي ذاته من حيث التركيب والمحتوَى". وجاء في تعاريف أخرى أن النقد: "هو التعبير المكتوب أو المنطوق من متخصص يطلق عليه اسم ناقد عن سلبيات وإيجابيات أفعال أو إبداعات أو قرارات يتخذها الإنسان أو مجموعة من البشر في مختلف المجالات من وجهة نظر الناقد. كما يذكر مكامن القوة ومكامن الضعف فيها، وقد يقترح أحيانا الحلول. وقد يكون النقد في مجال الأدب، والسياسة، والسينما، والمسرح وفي مختلف المجالات الأخرى".
بعد التعريج على تعاريف النقد، هل ما يـُمارَس في مجتمعاتنا الصغيرة والكبيرة، الثقافية والسياسية، التربوية والدينية، هو نقد أم انتقاد..؟! هل ندفع الآخر إلى التحسين والتطوير، أم نحاصره بالتثبيط والتجريح، هل نـُبرز الجانب الإيجابي في تناولنا للمـُنتقـَد أم نبقى في فلك السلبية ونشيح النظر عن الجانب الممتلئ من الكأس..؟! فإذا كان النقد كما وقفنا عليه بالتعريف السابق فهو إذن توجه ذو هدف إصلاحي تنويري، أما إن كان مملوءًا بذكر عيوب الآخر والتأليب عليه وإسقاط رؤيته جملة وتفصيلا فهذا يندرج تحت الانتقاد، وهو الجانب المغلوط الذي يمارسه -البعض- خاصة عندما يتعلق الأمر بتناول منظمة أو وزارة أو إدارة أو حتى على الصعيد الشخصي في محاولة إسقاط القصور على ذات الشخص في مؤسسة ما.
النقد والانتقاد.. له حضوره الأقوى في حياتنا في صحافتنا في ممارساتنا اليومية، بمفاهيم متداخلة نتوجس من تناول الآخر، نوجه نقداً أم انتقادا..؟! فكلاهما في المظهر متساويان وفي التطبيق والنتائج يختلفان كما الضدان الليل والنهار.
كاتب سعودي
aloyaidi@gmail.com
نعيش ضبابية فكرية في كيفية التفريق بين "النقد والانتقاد" ونجدها حتى على الصـُعد النخبوية فضلاً عن انتشارها كثيراً بين عوام الناس
جاء في الأثر أن المسيح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، مرّ ومعه الحواريون على حمار قد أنتنت جيفته -أي مضى عليه وقت بعد الموت- فقال الحواريون: ما أشدّ نتن رائحته!! فقال المسيح (عليه السلام): ما أشدّ بياض أسنانه".
درس أولي في كيفية التعاطي مع النقد والتقييم الموضوعي، النظر إلى الجانب المشرق والجانب الإيجابي من الصورة، أكثر منها إلى الجانب المظلم والجانب السلبي منها فقط. وقد ورد عن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام في مواضع عدّة كيفية النقد الموضوعي بما أدبه به ربه سبحانه، ففي صحيح مسلم -285):عن أنس -رضي الله عنه- قال: بينما نحن في المسجد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذ جاء أعرابي، فقام يبول في المسجد، فقال أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: مَهْ، مَهْ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا تزرموه- يعني: اتركوه لا تقطعوا عليه بوله- دعوه"، فتركوه حتى بال، ثم إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعاه، فقال له: "إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول ولا القذر، وإنما هي لذكر الله عز وجل، والصلاة وقراءة القرآن". فأمر رجلاً من القوم، فجاء بدلو من ماء، فشنه عليه). وهنا تتجلى عظمة الخـُلـُق من النبي صلى الله عليه وسلم، في توضيح آلية النقد وتبيين المسألة فليس بالزجر تُقوِّم العِوَجْ.
نعيش ضبابية فكرية في كيفية التفريق بين "النقد والانتقاد" ونجدها حتى على الصـُعد النخبوية فضلاً عن انتشارها كثيراً بين عوام الناس، فالنقد كما تم تعريفه في مواضع عدّة. جاء في المعجم الفلسفي لـ..جميل صليبا أن النقد هو: "النظر في قيمة الشيء-التقييم- فالنقد المعرفي مثلاً هو النظر في إمكانية وشروط المعرفة وحدودها، وهو عموماً عدم قبول القول أو الرأي قبل التمحيص، وينقسم إلى نوعين عامّين: نقد خارجي External وهو النظر في أصل الرأي، ونقد داخلي Internal وهو النظر في الرأي ذاته من حيث التركيب والمحتوَى". وجاء في تعاريف أخرى أن النقد: "هو التعبير المكتوب أو المنطوق من متخصص يطلق عليه اسم ناقد عن سلبيات وإيجابيات أفعال أو إبداعات أو قرارات يتخذها الإنسان أو مجموعة من البشر في مختلف المجالات من وجهة نظر الناقد. كما يذكر مكامن القوة ومكامن الضعف فيها، وقد يقترح أحيانا الحلول. وقد يكون النقد في مجال الأدب، والسياسة، والسينما، والمسرح وفي مختلف المجالات الأخرى".
بعد التعريج على تعاريف النقد، هل ما يـُمارَس في مجتمعاتنا الصغيرة والكبيرة، الثقافية والسياسية، التربوية والدينية، هو نقد أم انتقاد..؟! هل ندفع الآخر إلى التحسين والتطوير، أم نحاصره بالتثبيط والتجريح، هل نـُبرز الجانب الإيجابي في تناولنا للمـُنتقـَد أم نبقى في فلك السلبية ونشيح النظر عن الجانب الممتلئ من الكأس..؟! فإذا كان النقد كما وقفنا عليه بالتعريف السابق فهو إذن توجه ذو هدف إصلاحي تنويري، أما إن كان مملوءًا بذكر عيوب الآخر والتأليب عليه وإسقاط رؤيته جملة وتفصيلا فهذا يندرج تحت الانتقاد، وهو الجانب المغلوط الذي يمارسه -البعض- خاصة عندما يتعلق الأمر بتناول منظمة أو وزارة أو إدارة أو حتى على الصعيد الشخصي في محاولة إسقاط القصور على ذات الشخص في مؤسسة ما.
النقد والانتقاد.. له حضوره الأقوى في حياتنا في صحافتنا في ممارساتنا اليومية، بمفاهيم متداخلة نتوجس من تناول الآخر، نوجه نقداً أم انتقادا..؟! فكلاهما في المظهر متساويان وفي التطبيق والنتائج يختلفان كما الضدان الليل والنهار.
كاتب سعودي
aloyaidi@gmail.com
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions