*ماهي اللحظة التي تعتبرها الأفضل خلال مسيرتك في سباقات السيارات؟

الفيصل: كوني أول فائز بتحدي بورش جي تي3 الشرق الأوسط. فقد بذلت الكثير من الوقت والجهد في هذه السلسلة وكان الفوز يعني لي الكثير.

السعودية - ش

تألق الأمير السعودي عبد العزيز الفيصل بفوزه في أول سباقات تحدي كأس بورش جي تي 3 الشرق الأوسط. وفيما يتطلع إلى المشاركة في التحدي المقبل، الذي ينطلق في نوفمبر المقبل ضمن سباق أبوظبي جراند بري للفورمولا 1، يتحدث إلينا عن بدايته المتأخرة في عالم سباقات السيارات ونجاحه خلال الموسم الفائت، كما يتحدث عن التحدي المقبل بمشاركة سائقين متميزين من أمثال الشيخ سلمان بن راشد آل خليفة من البحرين، والسعودي الشاب فهد الغصيبي والسائق خالد القبيسي من أبوظبي. كان الفوز بلقب تحدي بورش أبرز إنجازات النجم السعودي الذي يستلهم تألقه من بطل سباقات الفورمولا 1 السابق آيرتون سينا ويقول عبد العزيز إن سلسلة تحدي كأس بورش جي تي 3 تفتح الآفاق واسعة أمام سباقات السيارات في المنطقة.

* حدثنا عمّا جذبك إلى سباقات السيارات في المقام الأول؟

الفيصل: جذبتني السيارات منذ نعومة أظفاري. بدأت القيادة منذ عمر التاسعة مع والدي وأشقائي في الصحراء. ووالدي مهتم اهتماماً كبيراً بالسيارات الكلاسيكية، ومن هنا بدأت اهتماماتي. أصبحت مولعاً برياضات السيارات في فترة لاحقة، وبدأت بالمشاركة عندما أتيحت لي أول فرصة بذلك.

* متى وكيف بدأت؟

الفيصل: كانت أولى الفعاليات التي شاركت فيها سلسلة بي إم دبليو فورمولا في البحرين. شاركت على مدى ثلاثة أيام ثم كان عليّ التوجه إلى لندن للدراسة. وعند عودتي في إجازة الأعياد تلقيت رسالة إلكترونية تخبرني بإقامة سباق في إجازة نهاية الأسبوع فقررت المشاركة وفزت. وكانت تلك بالفعل بدايتي الحقيقية.

وفي العام التالي شاركت في الموسم بكامله ولكني فوّت أحد السباقات مما حرمني من اللقب وأنهيت البطولة في المركز الثالث.

* هل كان لديك أبطال مفضلون أو قدوة معيّنة في رياضات السيارات؟

الفيصل: كان لآيرتون سينا أكبر الأثر عليّ، ليس فقط لكونه سائقاً رائعاً بل بسبب التزامه التام وروحه الإنسانية العالية. كان ينظر إلى الصورة الأكبر، حيث منحته رياضة السيارات الفرصة لمساعدة الناس، وقد تبرّع بالفعل بملايين الدولارات لمساعدة الأطفال المحرومين في البرازيل.

* كيف ترى نفسك كسائق؟

الفيصل: أعتقد أنني لا زلت في البداية حيث بدأت المشاركة في سباقات السيارات في عمر الثانية والعشرين وهو عمر متأخر جداً في الواقع، أي لم أشارك أبداً في منافسات الكارتينج عندما كنت أصغر سناً كبقية السائقين. ولكنني أشعر بأنني قطعت شوطاً كبيراً في وقت قصير، وقد حققت ذلك من خلال العمل الجاد وبذل الكثير من الوقت والجهد والالتزام بتحسين مستواي، هذا وما يزال أمامي مشوار طويل لأتمكن من تحقيق آمالي وطموحاتي.

* هل كان سباق تحدي كأس بورش جي تي 3 الشرق الأوسط في مستوى توقعاتك؟

الفيصل: في الواقع لقد تجاوز السباق توقعاتي بكثير، هذا على الرغم من أنني أعرف والتر ليخنر، الذي يدير سلسلة بورش، منذ العام 2005 وأعرف الأسلوب الرائع الذي يدير به الفرق والفعاليات.

تستفيد السلسلة كثيراً من المكانة الراسخة لعلامة بورش والدعم الذي تقدمه، وتعتبر مثالاً جيداً على فرص الأعمال المتاحة في قطاع رياضات السيارات في الشرق الأوسط.

في العام الفائت قام عدد قليل جدا من السيارات من حمل العلامات التجارية للجهات الراعية، بينما في أوروبا يتلقى جميع السائقين رعاية وتحمل كافة السيارات العلامات التجارية للرعاة.

يجب ان يحدث الأمر ذاته في الشرق الأوسط فهذه رياضة احترافية ولابد من إدارتها كشركة تجارية لنتمكن من منافسة بقية العالم في هذا المجال.

يأتي الميكانيكيون الذين يعتنون بسياراتنا من أوروبا، ويتمتعون بمهارات فريدة وخبرات طويلة، ولكن لا يوجد سبب يمنع الشباب من السعودية ودول الخليج الأخرى من بدء مسار مهني مرموق في رياضات السيارات والعمل في المجال.

* فزت بـ 9 سباقات من أصل 12، مما يعطي انطباعاً بأن الأمر كان سهلا، فهل كان كذلك؟

الفيصل: لم يكن الأمر كذلك أبداً. كانت بعض السباقات أكثر سهولة من غيرها، ولكنني في غالبيتها واجهت ضغوطات خاصة من قبل الشيخ سلمان وفهد، وكذلك من قبل الأمير خالد في الجولة الأولى، ولأن سياراتنا متماثلة تماماً فإنه من الصعب التقدم على الآخرين وعلى المرء بذل جهد فائق للحفاظ على تركيزه طيلة السباق.

* وهل جعلك ذلك سائقاً أفضل؟

الفيصل:بالتأكيد. فكلما زادت الممارسة تحسن مستوى القيادة، وخاصة في سلسلة تنافسية مثل تحدي كأس بورش جي تي 3 التي تدار بشكل احترافي جدا. كما جعلتني تجربتي ومشاركتي في تحدي كأس بورش جي تي 3 أشعر بأنني محظوظ لتمكني من الاحتراف في رياضة سباقات السيارات.

* كيف كانت أصداء نجاحك في السلسلة في المملكة العربية السعودية؟

الفيصل: كانت هائلة إلى حد أنه قد أصبح هناك الكثيرون الآن ممن يعرفونني بفضل سلسلة تحدي كأس بورش جي تي 3 الشرق الأوسط. اشتريت معطفاً من أحد المتاجر في الرياض مؤخراً وأخبرني الموظف الذي ساعدني بأنه يناسبني كسائق سباقات السيارات. فقد تابع السلسلة، التي حظيت باهتمام كبير خاصة من طرف الإعلاميين، وأصبحت أتلقى العديد من الاتصالات لإجراء مقابلات صحفية.

|* هل تأمل بأن يكون نجاحك ملهماً لغيرك من السعوديين للتألق في رياضات السيارات؟

الفيصل: بالطبع. فمما رأيته على أرض حلبة الريم الدولية يوجد الكثير من الشباب الذين يمارسون رياضة سباقات السيارات، ويبدأون من الكارتينج وهو البداية الصحيحة بالفعل. إن سلسلة تحدي كأس بورش جي تي 3 في مستوى أكثر تقدماً بكثير، ولكننا متأكدون أننا سنجد في المستقبل القريب المزيد من السائقين المحليين الذين سيشاركوننا الاهتمام بالمسابقات مثل تحدي كأس بورش جي تي 3 عند وصولهم إلى المستوى المطلوب.

* ما هو هدفك في تحدي كأس بورش جي تي 3 الشرق الأوسط للعام 2010-2011 ؟

الفيصل: سأدافع عن اللقب وأود الفوز به مجدداً. سيكون الأمر أصعب بكثير ولكنني آمل في تحقيقه. وأنا أقوم الآن بالكثير من التدريبات البدنية والذهنية سعياً إلى تحقيق هدفي.

* من هم السائقون الذين تشعر بأنهم سيكونون أكبر منافسيك ؟

الفيصل: الشيخ سلمان بالطبع، كونه سائقاً يتمتع بسرعة وبراعة كبيرتين. وكذلك فهد، فهو يتمتع بالموهبة وقد اكتسب الكثير من الخبرة في الموسم الفائت رغم صغر سنه، كما أتوقع الكثير من خالد القبيسي الذي يتقدم بخطوات واسعة ويكتسب الكثير من الخبرة في أوروبا هذا الصيف. أضن أن النتائج ستكون متقاربة جداً بيننا، وسيفوز من يتمكن من التركيز حتى النهاية. كما أنني سمعت أن هناك سائقين جددا سينضمون إلى السلسلة، مما يعني أننا قد نشهد مفاجآت وخاصة اننا جميعا نقود سيارات متماثلة تماماً.

* ما هي اللحظة التي تعتبرها الأفضل خلال مسيرتك في سباقات السيارات ؟

الفيصل: كوني أول فائز بتحدي بورش جي تي 3 الشرق الأوسط. فقد بذلت الكثير من الوقت والجهد في هذه السلسلة وكان الفوز يعني لي الكثير.

|* وما هي أسوأ اللحظات ؟

الفيصل:خسارة الموسم الأخير من سباق دبي 24 ساعة. فقد أنهينا السباق في المركز الثاني بسبب إطار فرغ من الهواء في الصباح، مما كلفنا 49 ثانية ثمينة وحرجة.

* ما هو طموحك الأكبر في رياضات السيارات ؟

الفيصل: أن أحسن مهاراتي و أرتقي في الرياضة قدر الإمكان. إنني في عمر لا يمكنني من قيادة سيارات السباق ذات المقعد الواحد أو المشاركة في بطولات الفورمولا 1، ولكنني أود الوصول إلى أعلى مستوى يمكنني الوصول إليه، وسأواصل المشاركة في السباقات طالما أشعر بالمتعة في ذلك.