بقلم - محمد بن سيف الرحبي
يوم أن أهدى العالم المتحضر إلينا فكرة الانترنت جاءت بزوابع صاخبة لم نكن في موقع القوة لاستيعاب ما يحدث من حولنا، حسبناها لعبة مسلية على جهاز الحاسوب، نفتش في أركانها (وكنا نظنها محدودة) عن متطلبات أغلبها في ذهننا ممنوعة، ونزوعنا الدائم نحو البحث عن سبل تفجّر كبتنا السياسي والاجتماعي وصولا إلى الجنسي، وكان لكل منا ما يريد على الشبكة العنكبوتية، وعرف بعض (الحاذقين) من ضرب أسوار شركة الاتصالات وحوائطها التي ترى أنه يجب الحفاظ على أخلاقياتنا الوطنية من طيش المواقع المشبوهة والإباحية، وقد يكون لها الحق فيما ترى، كما أن للجالسين أمام الشاشات الحق في ارتياد العالم بحرّية يعدّونها حقا إنسانيا مكتسبا، وليس منّة حكومية يمكن الاجتهاد فيها.
ضمن هذا السياق أطلّت مواقع الكترونية عمانية تمتلك الجرأة في كسر التابوهات التي ظلت قلاعا حصينة لا يمكن الاقتراب (حتى) من جدرانها، في تلك المرحلة ظهر منتدى سبلة العرب، وكان في التصور الذهني المحلي أشبه بموقع للمعارضة، وجرى استغلاله حسب الحالة الاندفاعية للمشاركين فيه والذين وجدوا فجأة أبوابا من الحرية (مع التحفظ على طبيعة الكلمة ومفهومها هنا) فانطلقوا غير عابئين بشيء، وأهمها الفوارق بين الشخصي والعام، بين نقد أداء وإساءة تشكّل انحرافا ضد الأخلاق والقانون والدين، وكلها تصب في قالب واحد.
بين غث كثير وسمين قليل بدأت التجربة تنضج قليلا، وبقيت الفوارق بين الشخصي والعام فاردة ذراعيها لكل من يريد الضرب تحت الحزام ضد من يراه خصما: مؤسسات الدولة وإدارات الشركات ووصولا إلى الثأر الخاص للبعض من مسؤوليهم في الوحدات المختلفة.
في موازاة ذلك الصخب (الحواري) والتعليقات الساذجة (التي بدت جزءا من ثقافة الحوار الالكترونية) تولّد حوار اجتماعي يمكن من خلاله قراءة ترمومتر المجتمع، عبر نافذة حقيقية بها قدر واسع من الحرّية لتقول ما تريد من آراء، وجاءت سبلة عمان كوارثة للسبلة الأولى، مقتربة من عمان على مستوى الاسم، عازفة على وتر الوطنية بين معرفة حقيقية لهذا المفهوم.. ومسايرة للثقافة الشعبية التي يثيرها (القدح) أكثر من المدح، وتشدها (الأخبار السرّية) بتصديق أكثر مما تقوله (الأخبار المعلنة).
سبلة عمان تبدو اليوم مؤسسة مدنية نشطة لا تعني فقط المنتديات الحوارية، بما فيها من خير وشر، صدق وافتراء، قيمة وسذاجة.. تريد أن تقدم نفسها كحاضنة ثقافية تتحرك بإيجابية مشعلة شمعة بدلا من أن تلعن الظلام ليل نهار.. نشاط أدبي جاء بأسماء فاعلة في فضاءات الثقافة العمانية، تفاعل مع الأحداث، تبنّي إصدارات أدبية، ولعله باستضافة أديب نوبل الألماني جونتر جراس سيحقق ما يمكن تسميته (ضربة معلم) بما للكلمتين من معنى، قريب وبعيد.
الجهد الذي يقوده مؤسسها وصاحبها موسى الفرعي جدير بالإشارة إليه، يشاركه فيه جابر الرواحي (أحد القائمين على جائزة سمائل للشعر الفصيح)، نوعية من الشباب المجتهد من أجل فكرته، من أجل إشعال شمعة أخرى تنير العتمات التي نشعر أنها بحاجة إلى نور بدلا من صب اللعن على الظلام، وعلى كل شيء..
حركة من النضج في ثقافة المنتديات، فتح أبوابا أخرى بموازاة الحوارات، وما لم تستطع المنتديات الحوارية أن تقدمه من إضافات يمكن لمشاعل أخرى من النور أن تحققه.. كما يفعل إبراهيم السالمي في الصحيفة الالكترونية للسبلة.
Gmail.com@alrahby
يوم أن أهدى العالم المتحضر إلينا فكرة الانترنت جاءت بزوابع صاخبة لم نكن في موقع القوة لاستيعاب ما يحدث من حولنا، حسبناها لعبة مسلية على جهاز الحاسوب، نفتش في أركانها (وكنا نظنها محدودة) عن متطلبات أغلبها في ذهننا ممنوعة، ونزوعنا الدائم نحو البحث عن سبل تفجّر كبتنا السياسي والاجتماعي وصولا إلى الجنسي، وكان لكل منا ما يريد على الشبكة العنكبوتية، وعرف بعض (الحاذقين) من ضرب أسوار شركة الاتصالات وحوائطها التي ترى أنه يجب الحفاظ على أخلاقياتنا الوطنية من طيش المواقع المشبوهة والإباحية، وقد يكون لها الحق فيما ترى، كما أن للجالسين أمام الشاشات الحق في ارتياد العالم بحرّية يعدّونها حقا إنسانيا مكتسبا، وليس منّة حكومية يمكن الاجتهاد فيها.
ضمن هذا السياق أطلّت مواقع الكترونية عمانية تمتلك الجرأة في كسر التابوهات التي ظلت قلاعا حصينة لا يمكن الاقتراب (حتى) من جدرانها، في تلك المرحلة ظهر منتدى سبلة العرب، وكان في التصور الذهني المحلي أشبه بموقع للمعارضة، وجرى استغلاله حسب الحالة الاندفاعية للمشاركين فيه والذين وجدوا فجأة أبوابا من الحرية (مع التحفظ على طبيعة الكلمة ومفهومها هنا) فانطلقوا غير عابئين بشيء، وأهمها الفوارق بين الشخصي والعام، بين نقد أداء وإساءة تشكّل انحرافا ضد الأخلاق والقانون والدين، وكلها تصب في قالب واحد.
بين غث كثير وسمين قليل بدأت التجربة تنضج قليلا، وبقيت الفوارق بين الشخصي والعام فاردة ذراعيها لكل من يريد الضرب تحت الحزام ضد من يراه خصما: مؤسسات الدولة وإدارات الشركات ووصولا إلى الثأر الخاص للبعض من مسؤوليهم في الوحدات المختلفة.
في موازاة ذلك الصخب (الحواري) والتعليقات الساذجة (التي بدت جزءا من ثقافة الحوار الالكترونية) تولّد حوار اجتماعي يمكن من خلاله قراءة ترمومتر المجتمع، عبر نافذة حقيقية بها قدر واسع من الحرّية لتقول ما تريد من آراء، وجاءت سبلة عمان كوارثة للسبلة الأولى، مقتربة من عمان على مستوى الاسم، عازفة على وتر الوطنية بين معرفة حقيقية لهذا المفهوم.. ومسايرة للثقافة الشعبية التي يثيرها (القدح) أكثر من المدح، وتشدها (الأخبار السرّية) بتصديق أكثر مما تقوله (الأخبار المعلنة).
سبلة عمان تبدو اليوم مؤسسة مدنية نشطة لا تعني فقط المنتديات الحوارية، بما فيها من خير وشر، صدق وافتراء، قيمة وسذاجة.. تريد أن تقدم نفسها كحاضنة ثقافية تتحرك بإيجابية مشعلة شمعة بدلا من أن تلعن الظلام ليل نهار.. نشاط أدبي جاء بأسماء فاعلة في فضاءات الثقافة العمانية، تفاعل مع الأحداث، تبنّي إصدارات أدبية، ولعله باستضافة أديب نوبل الألماني جونتر جراس سيحقق ما يمكن تسميته (ضربة معلم) بما للكلمتين من معنى، قريب وبعيد.
الجهد الذي يقوده مؤسسها وصاحبها موسى الفرعي جدير بالإشارة إليه، يشاركه فيه جابر الرواحي (أحد القائمين على جائزة سمائل للشعر الفصيح)، نوعية من الشباب المجتهد من أجل فكرته، من أجل إشعال شمعة أخرى تنير العتمات التي نشعر أنها بحاجة إلى نور بدلا من صب اللعن على الظلام، وعلى كل شيء..
حركة من النضج في ثقافة المنتديات، فتح أبوابا أخرى بموازاة الحوارات، وما لم تستطع المنتديات الحوارية أن تقدمه من إضافات يمكن لمشاعل أخرى من النور أن تحققه.. كما يفعل إبراهيم السالمي في الصحيفة الالكترونية للسبلة.
Gmail.com@alrahby
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions