مسقط-ش

في حين تستعد القنوات الفضائية للكشف عن أطباق مائدتها الرمضانية التي لطالما كان "التنوع" هو عنوانها، نجد أنها ككل عام لم تغفل عن تقديم طبق مميز، تدعى ببرامج "الفوازير"، وقبل استعراض مفهوم ومعنى الفوازير فمن المهم أن نذكر أن المخرج راشد السابعي قد أعد للأطفال الجزء الثاني من فوازير "بلادي" الذي جاب به أرض السلطنة لاستعراض تقاليدها والتطور الحضاري فيها ونباغة أبنائها أيضاً الذين شاركوا معه في تقديم حلقات البرنامج الذي سيعرض في التلفزيون إلى جانب فوازير الكبار "وطني" للمذيعة ابتهال الزدجالية.

وتعد الفوازيز هي الألغاز التي يتم تداولها في المجالس، و"فوازير" كلمة يستخدمونه في مصر التي قدمت الفوازير على صورة برامج تعليمية بأسلوب محبب لعامة الناس، حيث تعد الألغاز علماً من العلوم التي تداولها المؤرخون والادباء والفلاسفة وأيضاً الفقهاء على مر الأزمان.

* تاريخ برامج الفوازير..

ولد فن الفوازير في الإذاعة أولاً على يد الإعلاميَّة سامية صادق في العام 1958، وقدمته الإعلاميَّة آمال فهمي في العام التالي، ثم انتقلت الفكرة إلى التلفزيون في العام 1967، وقدَّمها سمير غانم، وجورج سيدهم، والضيف أحمد باسم "فوازير ثلاثي أضواء المسرح"، وإخراج محمد سالم، ثم احتكرت الفنانة نيللي تقديمها منذ العام 1975 حتى 1981، كما احتكر فهمي عبدالحميد اخراجها حتى وفاته العام 1990، وفي العام 1982 ابتكر فهمي عبد الحميد شخصية فطوطة، وقدمها سمير غانم في الفوازير حتى 1984، وفي العام التالي قدمت الفنانة شيريهان فوازير "ألف ليلة وليلة" الَّتي عرضت حتى 1988، ثم كانت فوازير "المناسبات" من بطولة صابرين، وهالة فؤاد، ويحيى الفخراني، وفي العام 1989 كانت فوازير "الفنون" من بطولة شيرين رضا، ومدحت صالح.

وتوفي المخرج فهمي عبد الحميد بينما كان يصور فوازير "عالم ورق" في يناير 1990 من بطولة نيللي، واستكملها مساعده جمال عبدالحميد، وقدمت نيللي في العام 1992 فوازير "عجايب صندوق الدنيا"، و"أم العريف" في 1993، ثم كانت فوازير "قيس وليلى" بطولة محمد الحلو، وشيرين وجدي في العام 1994، ثم "حاجات ومحتاجات" بطولة شيريهان في العام 1994، وقدمت نيللي "الدنيا لعبة" و"زي النهاردة" في العامين التاليين، وفي العام 1997 قدمت الفنانة جيهان نصر فوازير "الحلو ما يكملش"، فيما قدم كل من الراقصة دينا، وأشرف عبدالباقي، ومحمد هنيدي فوازير "أبيض وأسود"، وقدمت لوسي "قيمة وسيما" في العام التالي، ثم عادت دينا بفوازير "أبيض وأسود كمان" في العام 1999، وكانت فوازير "جيران الهنا" من نصيب راقصة البالية نادين في العام 2000، ثم قدمت "منستغناش" في العام التالي، وقدمت نيللي كريم "حلم ولا علم" في العام نفسه، فيما جاءت فوازير "العيال اتجننت" بطولة ياسمين عبدالعزيز، ومحمد سعد، وعبدالله محمود في العام 2002، وكانت النسخة الأخيرة من الفوازير من بطولة الفنانة غادة عبدالرازق في العام 2003 بعنوان "فرح.. فرح". وطوال السنوات السبع الفائتة لم تتوقف بورصة الترشحيات، فمن حين إلى آخر تخرج فنانة وتقول إنها ستقدم الفوازير، لكن الأمور لم تزد على مجرد الكلام، ولم تتخطاه إلى الفعل.

كما اختلفت موازين وطبيعة فوازير رمضان القديمة عن التي تقدم في الساحة الفنية في الوقت الراهن، فقد انتشر التنافس من أجل لوحات لا تخلو من الاغراء فيما تخلو من القيمة الفنية وهو ما يسعى لاعادته فنانون مشاركون في تقديم فوازير العام الجاري مع بداية شهر رمضان.