يحيى الفخراني: "شيخ العرب" يجسد روح الشخصي

    • يحيى الفخراني: "شيخ العرب" يجسد روح الشخصي

      * اليوم الذي يحكم أسواق السينما والتليفزيون هو الربح والعمل الجيد.

      حوار- محمد إسماعيل

      من عام لآخر يثبت للجميع أنه فنان قادر ببراعة على التلون والتنوع في مختلف الشخصيات، حتى استحق عن جدارة لقب دكتور الدراما المصرية، فلونه امتزج بين خيال المؤلف وواقعية الشارع المصري.. تفاصيله متعددة.. وملامحه في ثورة دائمة على الشخصية التي يجسدها حتى يخرج بها إلى النور. إنه يحيى الفخراني، أكثر الفنانين ارتباطا بشهر رمضان، فعلى مدار ما يقارب العشر سنوات لم يغب عن شاشة التليفزيون، حيث قدم العديد من الأعمال الكبيرة "ليالي الحلمية"، و"زيزينيا"، و"عباس الأبيض"، و"ابن الأرندلي"، وغيرها الكثير، وهذا العام نجده في " شيخ العرب همام "، مسلسل سيرة ذاتية لرجل ذي شأن عاش حياة مليئة بالتجارب والعبرات.. في إطار الحوار التالي يكشف يحيى الفخراني عن أبعاد هذه الشخصية وأحداث المسلسل، وكيف تأثرت طقوسه في رمضان لانشغاله الدائم. - في البداية.. كيف وقع اختيارك على شخصية شيخ العرب همام لأدائها هذا العام؟

      الشخصية كتبت بشكل أكثر من رائع، وليست الشخصية وحدها بل جميع التفاصيل وضعتني في النهاية أمام ورق يستحق كل الاحترام أبدع من خلاله مؤلف قدير استطاع من وجهة نظري أن يكون لوحة في غاية الجمال والروعة، فعندما قرأت الورق لم أجد سبيلا له إلا تصويره.

      * ولكن المسلسل يحمل الطابع التاريخي إلى جانب السيرة الذاتية.. ألم تتخوف من هذا الأمر؟ أحداث المسلسل تحاكي حقبة تاريخية، ولكن ليس كل مسلسل يحاكي التاريخ نعتبره سيرة ذاتية لأحد المعاصرين لتلك الحقبة، فأنا لا أعتبر شيخ العرب همام سيرة ذاتية، بل إنه كتابة درامية في المقام الأول اعتمدت على خيال المؤلف إلى جانب التفاصيل التاريخية الموثقة لإيجاد الحبكة الدرامية المناسبة لهذا العمل، وهذا معناه أننا لسنا بصدد سيرة ذاتية حقيقية كسعد زغلول أو الملك فاروق، على سبيل المثال، ولكن كما قلت، فالعمل تأليف درامي نابع من الخيال والتاريخ.

      * وما الملامح الأساسية التي تجعل من شخصية شيخ العرب همام كيانًا دراميًا يستحق العرض؟

      شيخ العرب همام.. آخر ملوك الصعيد تدور أحداثه منذ 230 عامًا، عن شخصيَّة "همام بن يوسف" التى أقدمها وهو رجل صعيدي من فرشوط في محافظة قنا، امتلك أراضٍ من محافظة المنيا إلى أسوان، وحكم المنطقة كلَّها، حتَّى القضايا الجنائيَّة بالمجالس العرفيَّة، وكان ذلك في أواخر العصر العثماني.. وحكاياته كانت تملأ الديار في الصعيد، وكبار السن متشبثون بها إلى الآن، لأنَّ "همام" كان زعيمًا لهذه المساحة كلها من الوادي وصولا إلى الشلالات جنوبًا، وهو رمز للصعيد كله. كما تم الاستناد إلى شخصية "همام" بالمسلسل لإسقاط معان ودلالات كثيرة من الماضي على الحاضر، للتعبير عن قوة الروح والشخصيَّة المصريَّة الَّتي تنتفض مدافعةً عن هويتها وعن آمالها وأحلامها في مواجهة إحساسها بسلب إرادتها على يد الأجانب.

      * ولماذا وافقت على هذا المسلسل رغم أن مؤلفه كتب ١٤ حلقة فقط برغم رفضك لهذا الأمر من قبل؟

      لم أتخل عن شرطي فلا أزال متمسكا بأن يكون المسلسل مكتوباً كاملا قبل التعاقد عليه باستثناء الحلقة الأخيرة، عبد الرحيم كمال كتب بالفعل ١٤ حلقة على الورق وقت التعاقد، لكنها في التنفيذ تعادل ٢٩، كما أنني أحب الاتفاق مع المؤلف على طريقة كتابتها، وهي غير ملزمة بوقت في كتابتها، بل متروكة حتى نصل إلى أفضل صورة ممكنة، فقد تكتب بعد شهرين من التصوير مثلما حدث مع مسلسل "ابن الأرندلي" العام الفائت.

      * أنت المتهم الرئيسي في رفع أجور نجوم الدراما.. فما ردك؟ (ضاحكا).. لو أنني المتهم بهذا فأنا أعتبر أن هذا الاتهام ظريف، وليس عيباً فما المشكلة في ذلك، الأمر يخضع لسياسة العرض والطلب، وعن نفسي لو أن الناس ترى أني لن أكون ورقة رابحة في أعمالهم فلن يستعينوا بي مرة أخرى.

      * ألا ترى أن ميزانية النجم تستنزف العمل الدرامي لتتسبب في نهاية المطاف في انحداره؟ على العكس، فمع زيادة ميزانية العمل تستطيع أن تخرج بعمل مميز وبصورة جيدة، تعال وانظر مثلا إلى شيخ العرب همام الذي احتاج "لوكيشن" له طبيعة خاصة، وحروب، وتفجيرات لا حصر لها، والمسألة ببساطة لو خرجت بعمل جيد فتستطيع توثيقه، وبالتالي تتحقق أرباح والعكس، واليوم الذي يحكم أسواق السينما والتليفزيون هو الربح والعمل الجيد، وأرى أن شيخ العرب همام جمع بين الميزتين خاصة، انه يوثق لمرحلة مهمة في تاريخ الصعيد مثلتها حياة هذا الرجل كما أن إذاعتها على القنوات حاليا مكن منتجوها من التسويق الجيد لها.

      * في ظل انشغالك طوال السنوات الفائتة في تقديم الأعمال الرمضانية.. ألم تتأثر خصوصيتك في هذا الشهر؟

      بزيادة مشاغل العمل تأثرت هذه العادة بعض الشيء، إلا أن هناك قواعد لا أقبل المساس بها، ومن الأشياء الثابتة في رمضان والتي تلازمني منذ زمن، قضاء بعض الوقت عقب الإفطار مباشرة في أجراء العديد من المكالمات الهاتفية ببعض الأصدقاء أو ممن يتركون لي رسائل هاتفية مسجلة أثناء وجودي خارج المنزل في نهار رمضان، وهذه الاتصالات تحدث بصورة يومية لدرجة أن زوجتي تقول دائما لأصدقائنا المقربين إن التليفون هو أهم وجبة أتناولها في رمضان، ورغم أن هذه العادة تسببت لي في كثير من المواقف الطريفة، فإنني لا أستطيع التخلي عنها.

      * وما أطرف هذه المواقف؟

      أذكر أنه خلال تصوير مسلسل "ليالي الحلمية"، الذي كان يعرض بمجرد تصويره مباشرة اكتشف المخرج أن هناك أحد المشاهد تحتاج إلى إعادة تصويره وعبثا حاول الاتصال بي بعد الإفطار، لأن خط التليفون كان مشغولا باتصالاتي الكثيرة، ولم يجد حلا سوى أن يرسل لي مساعد المخرج لاستدعائي لتصوير المشهد، والذي كاد يتسبب في وقف عرض المسلسل.

      * هل استطعت المحافظة على طقوسك الرمضانية برغم هذا الانشغال؟

      بزيادة مشاغل العمل تأثرت هذه العادة بعض الشيء، إلا أن أحرص دائماً على أن يجتمع أفراد عائلتي الكبيرة على مائدة الإفطار سوياً في أول أيام رمضان، الأمر الذي أعده عرفاً سنويا لا أقبل المساس به على الإطلاق.

      * وماذا عن باقي طقوس العمل الرمضانية؟

      لا تختلف عن غيرها من الشهور وحيث أقوم بتصوير معظم أعمالي في نهار رمضان؛ لأن الصيام لا يعني الكسل أو الانقطاع عن العمل، وهذا العام لست مرتبطا بتصوير أعمال خلال هذا الشهر بعد أن تم الانتهاء من مسلسل شيخ العرب همام، والذي أعتقد أن فرصتي كبيرة لإعطاء أسرتي حقها بأن أكون معهم لأطول وقت ممكن، وكذلك الالتقاء بالأصدقاء والزملاء الفنانين على مائدة الافطار والسحور وتبادل الزيارات العائلية، التي تعد من عاداتي المحببة في هذا الشهر.

      * وماذا عن أعمالك الشخصية في نهار رمضان؟

      وفي أحيان كثيرة انتهز نهار رمضان في حالة عدم ارتباطي بالعمل في قراءة الكتب الدينية والتاريخية أو الاطلاع على سيناريوهات الأعمال المعروضة علي، وهذه العادة هي أفضل وسيلة تسلية لي في نهار رمضان، حيث أبدأ من وقت ما قبل السحور في ممارسة هوايتي المفضلة في القراءة، لأغلق باب مكتبي وأجلس لقراءة كتاب ما أو رواية، وهذه العادة أفادتني كثيراً كفنان في متابعة تطور الحركة الأدبية والثقافية، وأعطتني الفرصة لقراءة العديد من الأعمال الأدبية، لأنني نادراً ما أشاهد التليفزيون في هذا الوقت، وأكتفي بمشاهدة أعمال متفرقة من آن لآخر؛ لأن ازدحام شاشة التليفزيون، خاصة هذا العام يتسبب في تشويش المشاهد وتعرض كثير من هذه الأعمال للظلم، حيث إن كثيراً منها لا يعرض في أوقات مناسبة.

      * وما أحب الآكلات لك على مائدة الأفطار؟

      لا يوجد طعام مفضل أحرص عليه خلال شهر رمضان أكثر من "السلطات" بجميع أنواعها، وبعض المشروبات الساخنة، وقليل من الحلوى، حتى لا يزداد وزني في نهاية الشهر، وفي السحور أتناول كميات قليلة أيضا من الطعام وأحرص كثيرا على تناول فنجان من القهوة قبل الاستعداد للصيام.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions