تميز سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه بالعقل الراجح.. وسدادة الرأي.. وكان شديد الحذر والحيطة في إدارته، كما كان -رضي الله عنه- شريفا غير محب لذاته، ساعيا للخير لا لمصلحته فلم يبتغ من وراء حكمه مطامع دنيوية بل كان لا يهمه الغنى، زاهدا في الفخر، راغبا عن اللذات، محسنًا إلى المحتاجين، والفقراء، ويساعد المعوزين بماله الخاص.

وقد تزوج سيدنا أبو بكر -رضي الله عنه-، أربع زوجات، اثنتين في الجاهلية، والأخريين في الإسلام، أما عن زوجاته -رضي الله عنه- في الجاهلية، فأولاهما: "قتيلة بنت سعد"، التي أنجبت له عبد اللّه وأسماء. وقد شهد عبد اللّه يوم الطائف مع النبي صلى اللّه عليه وسلم وبقي إلى خلافة أبيه، ومات في خلافته.. وولد لعبد اللّه إسماعيل فمات ولا عقب له. أما أسماء رضي الله عنها فهي ذات النطاقين، وقد كانت أشجع نساء الإسلام، وأثبتهن جأشا، وأعظمهن تربية للولد على الشهامة، وعزة النفس، تزوجها الزبير بمكة فولدت له عدة أولاد، ثم طلقها فكانت مع ابنها عبد اللّه بن الزبير حتى قتل بمكة، وعاشت مائة سنة حتى عميت، وماتت.

و"أم رومان".. هي زوجته -رضي الله عنه- الثانية، وأنجبت له عبدالرحمن، وعائشة زوج رسول اللّه –صلى الله عليه وسلم- التي توفيت في حياته لسنة ست من الهجرة، فنزل رسول اللّه قبرها واستغفر لها، أما عبدالرحمن، فشهد بدرا وأحدا مع الكفار، ودعا إلى البراز فقام إليه أبو بكر ليبارزه، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "متعنا بنفسك" وكان شجاعاً رامياً، أسلم في هدنة الحديبية وحسن إسلامه، وقد توفي فجأة بمكان اسمه حبش على نحو عشرة أميال من مكة، وحمل إلى مكة ودفن فيها، وكان موته لسنة ثلاث وخمسين من الهجرة.

أما في الإسلام، فقد تزوج سيدنا أبو بكر من "أسماء بنت عُمَيس"، والتي أنجبت له محمد، وحين مات عنها أبو بكر، تزوجها سيدنا علي بن أبي طالب -رضي اللّه عنه- مصر فقاتله صاحب معاوية، وظفر به فقتله، وولد له القاسم.

وآخر من تزوج سيدنا أبو بكر رضي الله عنه كانت "حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير الخزرجي"، وأنجبت له عائشة أم كلثوم.. التي تزوجها طلحة بن عبيد اللّه فولدت له زكريا، وعائشة، ثم قتل عنها، فتزوجها عبد الرحمن بن عبيد اللّه بن أبي ربيعة المخزومي.