أعجبت البرتقالة الصغيرة بلونها الأخضر، وتمنت ألا تكبر أكثر من ذلك.

كبرت البرتقالات الأخريات، وكبرت البرتقالة الصغيرة معهن لكنها احتفظت بلونها مع بعض الاصفرار.

حين امتدت يد البستاني لقطفها دسها في جيبه ولم يضمها لبقية البرتقالات في السلة الممتلئة.

كان مالك المزرعة مستغربا من وفرة محصوله في الوقت الذي كان فيه البستاني قد وصل إلى مبنى الصحيفة الشهيرة ليعلن لصحفي مغمور هناك أن معجزة قد حدثت بين يديه. فقد كانت البرتقالة الخضراء مليئة بالشقوق البيضاء، وكان البستاني مصراً على أن السماء قد خطت بمدادها على البرتقالة كلمة (الله).

اهتمت الصحف بالحديث عن انخفاض أكيد لأسعار البرتقال هذا العام، وكخبر قد يحفل باهتمام بعضهم أوجد الصحفي المغمور مكانا لخبر البرتقالة الخضراء في الصفحة الأخيرة دون أن يتمكن من نشر صورة واحدة للبرتقالة بعد أن نازعه في مساحتها إعلان عن مقو جنسي كان لابد لصورة الإعلان أن تبرز فيه، رغم أن البستاني كان يردد على مسامع الصحفي أنه كان يرفض أن يأكل السفرجل في صغره مع أن أمه كان تقول له وهي تحاول إطعامه إياه: " كُلْ السفرجل. فإن به سرا لا تعرفه"، إذ أيقن أن هذا السر يكمن في برتقالته هذه فقط.

لكن الناس تقاطروا على البقالين لشراء البرتقال الرخيص قبل أن يرتفع ثمنه مجددا، ولم يكونوا مستعدين على ما يبدو لشراء برتقالة خضراء يعرضها بستاني عليهم بالآلاف.

حين قرر أن يحتفظ بها لنفسه لم يستطع أن يقاوم رغبة كشف السر الذي أودعته السماء في البرتقالة.

قشرها تاركا الحروف الأربعة تتمزق...

------------------------------------------

* مصدر الصورة: telecomtv.com







المصدر : مدونة سرنمات سعيد