روث سندرلاند

إن نجاح الاقتصاد الألماني في استعادة عافيته هو لشاهد على احترام هذا الاقتصاد للتصنيع، كما أن هذا التحسن في الاقتصاد الألماني شاهد أيضا على نجاح شركاتها المصنعة مثل "بي ام دبليو" بالاضافة الى الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم. لقد واجهت ألمانيا العديد من المتاعب خلال أزمة الائتمان العالمية فلقد اتسم أداء بعض مصارفها بالغباء وكون ألمانيا تعتبر الرجل القوي في منطقة اليورو فلقد كان هناك جدل عميق فيها عن اضطرار دافعي الضرائب الألمان لإنقاذ دول أضعف مثل اليونان.

إن استعادة الاقتصاد الألماني لعافيته كان بحق انجازا مذهلا فلقد نما الناتج المحلي الإجمالي الألماني 2،2% في الربع الثاني من هذا العام، وهذا أفضل رقم منذ توحيد ألمانيا ولكن هذا لا يعني أن هذا الأداء سوف يستمر بتلك السرعة، كما أن هذا التحسن في الاقتصاد الألماني يظهر حقيقة أن بقية دول منطقة اليورو ما تزال تعاني. إن هذا التحسن في الاقتصاد الألماني يعكس الاحترام للتصنيع وكيف أن المصدرين مثل "بي ام دبليو" و "بوش" لا يعتمدون على العملة الرخيصة من أجل بيع البضائع في الخارج ولكنهم يعتمدون على الامتياز في المنتج الذي يصنعوه.

إن العمود الفقري للاقتصاد الألماني هو مجموعة من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم والعديد منها يتم توارثها من جيل لآخر، علما ان تلك الشركات قد أثبتت متانتها ومرونتها. عندما التقيت العديد من ممثلي تلك الشركات في منتصف الثمانينات في منطقة (نوردرهاين - وست فالن) الصناعية في ألمانيا قالوا لي انه ينتابهم شكوك في ما يتعلق بالمعجزة الاقتصادية البريطانية في ذلك الوقت والنظام الانجلوساكسوني الرأسمالي القائم بشكل عام على الدين.

إن الحكومة البريطانية تأمل في أن الشركات الأصغر سوف توجد فرص العمل وتساعد في اعادة التوازن للاقتصاد في المانيا فإن هذا قد بدأ بالحدوث فعلا فطبقا لغرف التجارة الالمانية فإن الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم تريد أن توجد ما مجموعه 100 ألف فرصة عمل بحلول نهاية العام، كما انها تقوم بتبني تقنية خضراء أي تقنية تهتم بالبيئة.

إن بريطانيا ما يزال لديها مصنعون رائعون بالرغم من بيئة وثقافة العمل السائدة في بريطانيا خلال السنوات الثلاثين االفائتة حيث إن ثقافة العمل البريطانية لم تكن من العوامل المساعدة في هذا الخصوص. يجب علينا في بريطانيا أن نتوقف ونسأل انفسنا ماذا يمكن أن نتعلم من الألمان؟

الجارديان