قصيدة الوداع لغازي القصيبي ( أخر قصيده كتبها على فراش الموت ) رحمك الله ياغازي

    • قصيدة الوداع لغازي القصيبي ( أخر قصيده كتبها على فراش الموت ) رحمك الله ياغازي

      قيل بأنها القصيدة الاخيرة قبل وفاته، كتبها الشاعر الراحل الذي ودعنا بالأمس- غازي القصيبي- وهو على فراش الموت. القصيدة موجهة لابنته هديل:


      أغالب الليل الحزين الطويل
      أغالب الداء المقيم الوبيل
      أغالب الآلام مهما طغت
      بحسبي الله ونعم الوكيل
      فحسبي الله قبيل الشروق
      وحسبي الله بعيد الأصيل
      وحسبي الله إذا رضّني
      بصدره المشؤوم همّي الثقيل
      وحسبي الله إذا أسبلت
      دموعها عين الفقير العليل
      يا رب أنت المرتجى سيّدي
      أنر لخطوتي سواء السبيل
      قضيت عمري تائهًا ، ها أنا
      أعود إذ لم يبقَ إلا القليل
      الله يدري أنني مؤمن
      في عمق قلبي رهبة للجليل
      مهما طغى القبح يظل الهدى
      كالطود يختال بوجه جميل
      أنا الشريد اليوم يا سيدي
      فاغفر أيا ربّ لعبد ذليل
      ذرفت أمس دمعتي توبة
      ولم تزل على خدودي تسيل
      يا ليتني ما زلت طفلاً وفي
      عيني ما زال جمال النخيل
      أرتّل القرآن يا ليتني
      ما زلت طفلاً في الاهاب النحيل
      على جبين الحب في مخدعي
      يؤذنّي في الليل صوت الخليل
      هديل بنتي مثل نور الضحى
      أسمع فيها هدهدات العويل
      تقول يا بابا تريث فلا
      أقول إلا سامحيني ...هديل
      قال رسول الله صلى الله عليه واله
      ( اذا ضاعت الامانة فانتظروا الساعة )
      ===========
      في البخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قبل الساعة سنون خداعا ، يصدق فيهن الكاذب ، ويكذب فيهن الصادق ، ويخون فيهن الأمين ، ويؤتمن الخائن ، وينطق فيهن الرويبضة .[ ص: 681 ] قالوا : هو الرجل التافة الحقير ينطق في أمور العامة ، كأنه ليس بأهل أن يتكلم في أمور العامة فيتكلم .
      =============
      =============
      الكذب آفة تهدم المجتمعات !!!
    • لم يكن شاعرا عابرا، ولا سياسيا عاديا، لكنه حفر في ذاكرة الامة اسمه كواحد من الذين دافعوا عن قضاياها وآمنوا بقدراتها، ولم يترك موقفا يستوجب على الفرسان ان ينزلوا الى ساحته الا وكان سباقا، ولم يتخل عن مبدأ، او يتنازل عن رؤية حق آمن بها، وكرس كل حياته في كل موقع دفاعا عنها، وتدعيما لها ولم يكن موقفه ابان الغزو العراقي البغيض للكويت بغريب على من حملوا مثل ما في قلبه من ايمان حقيقي بالعروبة الحقة لا الزائفة، وما قسمه للكويت الا واحد من دلائل عشقه لهذه البلاد التي استقبلت عشقه بما هو اهل له وسكبت عليه من نهر تقديرها ما يستحقه كشاعر صادق، لم يهادن، ولم يستبدل بكلمته ولم يقايض فكان حقا فارس الشعر النبيل، الذي بكته الاقلام، وودعته القلوب، واحتفظت به ذاكرة الاجيال.
      و«الوطن» اذ تستعيد مع قارئها جوانب من عطاء هذا الرجل، انما تعبر عن جانب من امتنانها لمواقفه وتقديرها لعطائه، وايمانها بان في الامة رجالاً كان في طليعتهم هم رهانها على مستقبل الايام.


      ............................................

      غازي القصيبي لـ الوطن: عرباً كنا وسنبقى عرباً

      في العام 1991


      اجرت الحوار سعدية مفرح

      < هل يتصف الشعراء بالهدوء والشراسة لتكن الاجابة ما شاء الله لها ان تكون ولكننا سنقول اننا بصدد محاورة شاعر هادئ شرس يسمى د. غازي القصيبي؟!
      لتنهل الاسئلة على بياض الورق ولهفة المتذوقين ولتنقل الاجابات المغيمة على نقاء الوعي وحدة الاستقبال الحبيب.
      غازي القصيبي.. هل لي ان اسميه «شاعر الازمة» لا ادري ان كان يحق للازمات على ضيق افقها المحدود ان يكون لها شاعر واسع مثل خليج يفيض وشاسع مثل صحارى تغيض!!
      ولكنه على اية حال شاعر الازمة، للازمات امجادها احيانا وهو احد كتاب هذه الازمة اعني احد الذين امتشقوا اقلامهم واشهروها في وجه الاحتلال وكانت مقالاته التي زرعها وردا وبارودا في «عين العاصفة» من اكثر المقالات التي كتبت خلال المحنة اقترابا من عين الحقيقة المرة التي خشي البعض من التعريض بها او خاف من التصريح بها.
      غازي القصيبي الصوت الهادئ الشرس «اصر على ذلك» لا ينبغي له ان يظل مجرد ذكرى لقلم «كان» يقاتل معنا ايام محنتنا ولن يكون!!
      صحيح انني مثل غير ممن بقوا داخل الكويت المحتلة طوال اشهر الاحتلال لم اقرأ له حرفا واحدا ولكنني متأكدة انني مثل غيري من الصامدين كنا بعضاً من وقود اشعاره الحارقة وكان ما يحدث لنا داخل الكويت يصهل مثل خيول نافرة على اوراق غازي القصيبي لاجل صمود اهل الكويت البهي يطل علينا اليوم الشاعر الدكتور غازي القصيبي فارسا «حاليا» ونجما شعريا حتى وان لم يعترف هو بذلك.
      ولكنه الشعر سيد الابداع وهو زمنه الالق سيد الازمة، وشاعرنا هو غازي القصيبي طافحا بالشعر والعشق والحضور النبيل.
      < غازي القصيبي بيننا بعد شهور من التحرير لا مفر اذن من ان يكون لازمة احتلال العراق للكويت النصيب الاول بين انصبة اسئلتنا المبعثرة وليكن السؤال على ضوء ازمة الخليج هل هو ضوء حقا؟! هل يمكن الان ان نتذكر ان نخبة عربية مثقفة قامت خلال الازمة بدورها المنوط بها؟ ام ان هذه النخبة كانت مصابة بازمة بدورها؟ وكيف نفسر لوعينا الحاضر سقوط بعض الرموز العربية المميزة في مستنقع ما حدث؟
      - لا يجب ان نتوقع من النخب سواء اكانت نخبا سياسية او تجارية او ثقافية التحرر من الضغوط التي تنتجها البيئة السياسية والاقتصادية والثقافية المحيطة بها في كل الاحوال والظروف.
      والمثقف الذي يستطيع ان يتغلب على هذه الضغوط، ويتخذ موقفا مبنيا على المبدأ هو ظاهرة نادرة، مثل هذه الظواهر بسبب ندرتها هي التي تدخل التاريخ وعبر ازمة الخليج انحازت معظم الرموز مع الضغوط التي ولدتها البيئة، باستثناءات بسيطة، وفي هذه الحالة، كما في غيرها، يجب ان يكون شعارنا «اعقل الناس اعذرهم للناس».

      لقد كفروا

      < ولكنني لا احتاج الى مزيد من الجرأة عندما اقول بأن الكثيرين من دعاة الوحدة والحلم المشترك «كفروا» بدعوتهم تلك بعد ان فقدت بريقها العاطفي الاخاذ اثناء الازمة وهم يختنقون برائحة النفط المحترق من آبارنا.. ترى هل كانوا محقين بذلك؟
      - انا لا ارى علاقة بين ما حدث في الكويت وبين شعورنا كعرب، اننا في نهاية المطاف، امة تربط بينها روابط الدين والتاريخ والثقافة والحضارة، نحن لم نتعلم العروبة من صدام حسين حتى نفقدها بسبب تصرفات صدام حسين، ولا جاءتنا العروبة من ميشيل عفلق لتزول عنا بسبب تصرفات تلميذه غير النجيب.
      نحن، مذ كنا، عربا مسلمين، وسنبقى عربا مسلمين، اما الانفعالات المتشنجة التي تطفو الآن فهي امر طبيعي، ومن الامر الطبيعي ان تزول بعد حين.
      انظري.. انظري ماذا يحدث في اوروبا: من كان يصدق سنة 1945م ان المانيا وبريطانيا سوف تكونان جزءاً في وحدة اوروبية شاملة!!
      علينا اذن ان ننظر الى الامور بمنظار تاريخي حتي لان نبقى الى الابد سجناء اللحظة، وفي المعيار التاريخي «عربا كنا.. ونبقى عرباً»
      < هذا صحيح ولكن على اكثر من صعيد عبر المواطن الخليجي عن خيبة امله بالمثقف العربي الذي احس انه خذله في هذه الازمة .. والذي اكتشف انه ساهم بخديعته في رسم صورة لامعة لشخصية صدام حسين قبل ذلك ترى كيف نستعيد ثقة هذا المواطن بالشخصية العربية المثقفة؟
      - لا ارى مبررا لان نخص المثقف العربي بنوع مختلف من العقاب او الحساب.
      اذا انجرف المثقفة العربي وراء صدام حسين فقد كان يقتفي بدقة بدقة اثر التيارات السياسية التي سبقته الى الانجراف.
      لقد كانت هناك عوامل موضوعية عديدة ساهمت في ايصال صدام حسين الى الموقع الذي مكنه من بناء آلته العسكرية الضاربة وكذلك موقعه السياسي وعندما تؤخذ هذه العوالم كلها بعين الاعتبار سيتضح ان الاعتبارات السياسية كانت اهم بكثير من مواقف المثقفين العرب في بناء «وحش فرانكشتاين» التكريتي!!

      الصدامية.. فردية أم جماعية؟

      هذا بالنسبة لصدام حسين كفرد، ولكنني اعتقد ان صدام حسين ممثل واحد من ممثلين عدة للحالة «الصدامية» ان جاز لنا وصفها بذلك التي تمسك بزمام الكثير من الامور على المستوى العربي.
      < الا يشجع ما حدث للحالة الصدامية كفرد على فضح الحالة الصدامية كحالة او كجماعة؟!
      عندما ننتهى من معالجة الحالة الفردية التي امامنا ويختفي صدام حسين من الصورة تماما يمكننا ان ننتقل الى «الظاهرة العامة»، ولكني أؤمن بالاولويات.
      والاولوية الان هي التعامل مع الرجل بذاته.

      قطيعة بستمولوجية

      < هل توافقني على ان كل اطروحاتنا السابقة لم يكن لها تأثير في التنبؤ بما حدث لنا؟
      هل سيشجعنا ذلك على قبول دعوة من يدعونا الى قطيعة بستمولوجية مع تاريخنا القريب ؟
      اكثر حالات الهجوم المباغت واكاد اقول كلها لم يتوقعها احد لسبب أو لآخر.
      على سبيل المثال: من الذي توقع تحركات هتلر الخاطفة؟
      من الذي توقع هجوم اليابان الصاعق على بيرل هاربر؟! من الذي توقع استخدام القنبلة الذرية في هيروشيما؟
      من الذي توقع الهجوم الاسرائيلي سنة 1967؟
      من الذي توقع الهجوم المصري السوري سنة 1973؟
      لا ارى علاقة لا من قريب ولا من بعيد، بين عجزنا عن التوقع وبين قبول دعوة من يدعونا الى قطيعة مع التاريخ.. بعيدة او قريبة.

      كتب الازمة

      < مارأيك بالكتب التي ظهرت اثناء وبعد ازمة الخليج؟
      - هل اكون محقاً عندما ارى انها نوع من الحمص الذي اراد البعض ان يطلع به قبل انتهاء المولد.؟
      الكتب الجيدة في كل الحالات نادرة جدا، والازمات دائما وابدا هي مواسم الكتب والمطبوعات على طريقة مصائب قوم عن قوم فوائد، ومن هنا فلم افاجأ بملاحظة ان معظم الكتب التي صدرت حتى الآن تافهة ومكررة ودعائية حتى العظم ليس عندي من حيث المبدأ اعتراض على اهل «الحمص» مادام من الواضح في الاذهان ان المعروض «حمص» وليس جواهر ولآلئ.

      حقيقة واحدة

      < نعود الان لغازي القصيبي الشاعر.. في اكثر من لقاء صحافي معك رفضت ان تكون مجرد شاعر وربما كان ذلك من مميزاتك كشاعر او اداري او استاذ في الجامعة او سفير الان كيف ترتب هذه الاولويات بالنسبة لك؟
      - ليس هناك اولويات هناك حقيقة واحدة : انا انسان ومن هذه الحقيقة تتفرغ كل الاشياء الاخرى بما فيها المناصب الزائلة والقصائد الباقية «حتى حين – على اية حال».

      البر والبحر

      < «بدو وبحارة ماالفرق بينهما؟
      والبر والبحر ينسابان من مصر؟!
      هذا البيت الشعري يقودنا الى سؤال عادة ما يوجه الى الشاعر غازي القصيبي ورغم كلاسيكية السؤال بالنسبة لك اعود لأسألك عن مصادر الجدلية مابين البر والبحر في شعرك؟؟
      - لا ادري عن الجدليات – ولكني اعرف ان نصف عقلي الباطن تسكنه الصحراء بكل مافيها من مخلوقات ضارية واليفة بنخيلها ونوقها وبداوتها وشهامتها وانفعالها وغاراتها اما النصف الاخر فيسكنه البحر بكل مافيه من اسماك ملونة صغيرة «وجراجير» مرعبة ، بكل ما فيه من سكون وثورة من جمال وقبح ألم تقرأ في ألف ليلة وليلة عن عبدالله البحري وعبدالله البري؟!

      كلية أم خاصة؟
      < قصائدك التي قلتها خلال احتدام الأزمة كانت حادة حارقة، شائكة… هل تعتقد أن تلك النعوت التي اضفيتها على قصيدة الحرب أو الأزمة لديك هي نعوت خاصة بكلية المرحلة الشعرية التي تمر بها هذه الأيام؟ أم أنها خاصة بخصوصية حالة احتلال العراق للكويت؟
      - يقول شيخ الاسلام ابن تيمية فحقا «ان للحرب مقالا وان للسلم مقالا»، وكل ما كتبته خلال الازمة من شعر أو نثر كان من «مقال الحرب».
      - الأغبياء، وحدهم هم الذين يواجهون الصواريخ الفتاكة بألفاظ تدمى وجناتها حياء وخجلاً.. وعفة!
      < بشكل عام نرى ان كل او معظم القصائد التي ظهرت خلال الازمة من قبل شعراء متباينين في الاتجاهات والمدارس الشعرية كانت قصائد صاخبة تنبعث منها روائح الحرب وصليل سيوف المعركة واصوات انفجارات القنابل هل ترى قي الافق ما يبشر بقصائد اكثر هدوءا او فنية مما سمعنا وقرأنا؟!
      - ارجو ذلك. العمل الفني الجيد سواء كان قصيدة او رواية او مسرحية او لوحة او قطعة موسيقية يحتاج الى وقت ليختمر في الاعماق ويتكامل ولن استغرب على الاطلاق اذا وجدت ان اروع القصائد عن الازمة لم تكتب بعد سوف اكون أسعد الناس صدقيني اذا قرأت مستقبلا قصائد تفوق كل ما كتبته روعة وجمالا وخلودا.

      الكلاسيكية والحداثة

      < يمتاز شعرك بخصوصية الجمع بين الكلاسيكية في الشكل والحداثة في المضمون… الان… بعد ظهور الكثير من التجارب الشعرية المغرقة في التحديث والتجريب… أما زلت عند موقفك القديم من الحداثة كقضية وكمبدأ؟
      - موقفي منذ بدأت كتابة الشعر قبل اكثر من ثلث قرن وحتى الآن لم يتغير التجديد دون تطرف- والوسطية بين من يقدسون تاريخنا الشعري وبين من يودون حرقه- كنت ولا ازال مقلدا- مجددا- او مجددا- مقلدا- أما ما ترينه من «موضات» فكثير منها سينتهي مع نهاية الفصل. شأنها شأن كل الموضات في الازياء والسيارات!

      خريطة الشعر

      < كيف تنظر لخريطة الشعر العربية حاليا، وعلى نفس المستوى كيف تنظر لنفس الخريطة على مستوى الخليج؟
      - هناك عدة قارات في هذه الخريطة هناك قارة كبرى اسمها «قارة المحافظين» يسكن فيها معظم قراء الشعراء وأقلية من الشعراء، وهناك قارة أصغر يسكن فيها معظم الشعراء والنقاد وعدد قليل من القراء اسمها «قارة المجددين».
      وهناك قارة يصعب علي تحديد مساحتها لأني أسكن فيها- وهي قارة «أهل الوسط»، هذه الخريطة تنطبق على الخليج، كما تنطبق على الأمة العربية.. وبنفس تفاصيلها- «ولا تنسي قارة النبط!».

      الازمة والمقالة

      < نعرف أنك كاتب مقالة جيد قبل الأزمة… هل تعتقد أن الأزمة خلقت منك كاتب مقالة ممتازا أو نجما كما يعتقد البعض؟
      - نجم؟!! سامحك الله!! لم تجعل مني الأزمة شيئا لم أكنه من قبل… بحسب علمي على أية حال، وفوق كل ذي علم عليم!
      < بغض النظر عن مفهومك لمبدأ الالتزام… هل أنت شاعر ملتزم؟
      - لا

      الأديب والسلطة

      < ينظر البعض لأي أديب يرتبط بالسلطة نظرة شك ويبعده عن دائرة الارتباط بقضايا الشعب و«الناس اللي تحت» بصفتك مدير جامعة سابقاً- وزير سابق- سفير حالي وبنظرة الى الخصوصية المترفة في لغة قصائدك… هل تعتقد أن الاعتقاد السابق صحيح؟
      - في كل عمل توليته سابقا أو أتولاه الآن، كانت قضايا «الناس اللي تحت» بالنسبة لي أهم من قضايا «الناس اللي فوق»، وهم على أية حال لا يحتاجون إلى خدماتي- أما مدى توفيقي في ترجمة هذا الحرص الى منجزات يستفيد منها هؤلاء الناس فعلمه عند الله، أولا، وعند الناس ثانيا- لماذا لا تسألينهم؟!

      اسباب النجومية

      < الشاعر الدكتور غازي القصيبي هل تعتقد ان «النجومية» التي تتمتع بها الآن انت من شاعريتك فقط؟ ام ان عوامل مساعدة اخرى ترتبط بمكانك الاجتماعية والدبلوماسية هي التي ساعدت على ذلك؟
      - يجب اولا ان اعترف بالنجومية كي اتمكن من تحليل عواملها ودوافعها.. والنجومية في عالمنا العربي مقتصرة على نجوم السينما والفن وابطال كرة القدم.. «واشخاص آخرين من الاسلم.. عدم الاشارة اليهم!..» وانا كما تريدن لا انتمي الى النجوم هذه!

      المد النقدي والإبداعي

      < كيف تنظر للحركة النقدية لدينا؟ وهل ترى ان المد النقدي يسير متوازياً مع المد الابداعي بشكل عادل؟
      - تريدين مني ان انقد النقاد؟! يقول شاعرنا القديم «وعداوة الشعراء بنس المقتفي» اما عداوة النقاد فانتحار مؤكد!

      الوحدة الخليجية

      < اعرف ان «للبحرين» كبلد وكوطن خصوصية معينة لديك تتعدى كونها البلد التي تعمل سفيرا في عاصمتها.. وللكويت خصوصيتها الجديدة لديك بعد ان كتبت ما كتبت طوال اشهر الازمة من اجل عينيها. كما انك اولا واخيرا شاعر سعودي، ترى ومن هذه المنطلقات كيف يمكن النظر الى الوحدة الخليجية كحلم وكمشروع متداول هذه الايام بكثرة؟!
      - باختصار، ان لم يتوحد الخليج فلن يبقى.. كلما اسرعنا في فهم هذه الحقيقة واستيعابها كلما زادت امكانيات بقائنا على المدى البعيد، مشكلتنا الرئيسية في الخليج هي اننا غير مستعجلين.

      السيرة الذاتية

      < ما جديدك على مستوى النشر؟ ومتى تستطيع اكمال سيرتك الذاتية التي وقفت عند حدود الأربعين عبر كتاب «سيرة شعرية»؟
      - هناك هذا الشهر ثلاثة كتب جديدة: «عقد من الحجارة»، وهي مجموعة شعرية و«الغزو الثقافي» وهي مجموعة من المقالات و«أزمة الخليج» محاولة للفهم وهو من نوع «الحمص» الذي تحدثنا عنه في سؤال سابق إما مسيرة شعرية فلم يحن الأوان بعد للاضافة إليها.


      ...................................................................

      اعتبروه علماً بارزاً يحمل مجموعة من المواهب اجتمعت في رجل واحد

      «القصيبي».. في عيون مثقفي الكويت

      علي السبتي: خدم بلده وأمته وترجم بعض قصائدي للانجليزية

      خليفة الوقيان: خسرت الثقافة العربية بغيابه واحداً من فرسانها الكبار

      سليمان الشطي: في شعره الكثير الذي لم يدرس فهو كاتب ساحر بأسلوبه

      سليمان الخليفي: مواقفه من الاحتلال محفورة في الذاكرة الكويتية لا تنسى

      خالد الشايجي: كان شاعراً مميزاً نهض بالشعر السعودي والخليجي

      ليلى السبعان: فقدنا سفيراً في الشعر والأدب والعلاقات العامة والسياسة

      عبداللطيف الخضر: كان روائياً محترفاً وشاعراً بارزاً قدم القصيدة العربية العصرية



      كتب فيصل العلي:
      أجمع نخبة بارزة من كبار المثقفين الكويتيين على ان الساحة الادبية والشعرية فقدت علما كبيرا من اعلامها برحيل الشاعر الكبير غازي القصيبي، مؤكدين ان الفقيد كان مجموعة من المواهب والفضائل التي اجتمعت في شخص واحد، فهو شاعر وروائي وباحث وكاتب وصحافي واقتصادي وسياسي واداري وعلم تنويري رائد.
      واشاد المثقفون بابداعات الراحل في مجالات شتى، وعلى رأسها الشعر والادب والرواية، التي حقق من خلالها انجازات باهرة يشار إليها بالبنان في مقدمتها النهوض بالشعر السعودي والخليجي لمصاف الشعر العربي المعاصر، واعادة تقديم القصيدة العربية التقليدية في اطار معاصر براق، مثمنين اسلوبه الساحر، ولغته الرشيقة الجذابة التي كان يكتب بها رواياته، ومن ابرزها رواية «العصفورية» التي وضعته في مكانة الروائيين الكبار في العالم العربي، و«شقة الحرية» التي كانت رواية فذة رائعة تم تحويلها لمسلسل تلفزيوني، فضلا عن كلماته العذبة البسيطة التي طالما زين بها اشعاره.
      وشدد المثقفون على ان الفقيد سيظل محفورا في ذاكرة الكويتيين والعرب بمآثره ومواقفه المشهودة، وخاصة خلال الاحتلال العراقي الغاشم على العراق، حيث وقف وقفة جريئة شجاعة في وجه هذا العدوان البغيض والقى اشعاره التي تندد به وتبث الامل في نفوس الكويتيين، مؤكدين ان تلك الوقفة وهذه الاشعار لن تمحى من ذاكرة كل كويتي وستتناوله الاجيال بالبحث والدراسة.
      و«الوطن» رصدت نقاطا مضيئة في مسيرة العطاء الحافلة بالانجازات والابداعات في عيون محبيه من مثقفي البلاد.

      دبلوماسي باسل

      في البداية قال الشاعر علي السبتي ان غازي القصيبي شاعر كبير ومتميز كنت اتابعه منذ زمن طويل وهو من الشعراء المبدعين وقد خدم بلده وأمته في الكثير من الميادين كما خدم الثقافة العربية في نواح عدة وأذكر أنه اختار بعض قصائدي وترجمها الى اللغة الانجليزية، ولم ننس دوره ابان الاحتلال العراقي للكويت عندما دافع عن الحق الكويتي ببسالة الاديب والدبلوماسي المؤثر.

      علم بارز

      ومن جهته قال الشاعر الدكتور خليفة الوقيان: لقد خسرنا بغياب الشاعر غازي القصيبي علما بارزا من اعلام الفكر والفعل المميزين فالفقيد الكبير مجموعة مواهب وفضائل اجتمعت في رجل واحد فهو شاعر وروائي وباحث وكاتب صحافي واقتصادي وسياسي واداري وعلم من اعلام التنوير وهو في كل هذه الحقول مثالا للنجاح.
      واضاف: يحتل القصيبي في نفوس الكويتيين منزلة عالية اذ كان المثقف الشجاع الذي جند قلمه للدفاع عن الحق الكويتي شعرا ونثرا وكان يستشرف المستقبل برؤيته الثاقبة ويرى ان الكويت سوف تنتصر على الغزاة وتعود حرة أبية، وفي زمن التلون والتردي والتخاذل يصبح من يحملون رؤية غازي القصيبي وارادته عملة نادرة ولذلك ارى ان الثقافة العربية خسرت بغيابه واحدا من فرسانها الكبار.

      كاتب ساحر

      ومن ناحيته قال الاديب الدكتور سليمان الشطي ان مكانته الأدبية معروفة لدى الكثير من الناس ولكن هناك جانب خاص بطريقة تعرفي على هذا الشاعر حين أصدر ديوانا في الستينيات بعنوان «قطرات من ظمأ» وقد وصلني الديوان ومعه مقالة للأستاذ علي السيار الذي كتب مقالة يستعرض بها هذا الديوان وصاحبها وقد نشر المقال في مجلة «البيان» التي تصدرها رابطة الأدباء حينها كنت سكرتيرا لتحرير المجلة واذكر أنني سهرت ليلتي مع ديوان غازي القصيبي وعرفت أنني أقرأ لشاعر مجيد ومتميز عن أقرانه وفي شعره التفاتة جديدة على شعر المنطقة ففي ذلك الوقت كنت اعرف شعراء الكويت المميزين وآخرين من البحرين الا أنني لم اعرف من السعودية في هذا الجانب الا القليل ومن ذلك اليوم أحسست بأن هذا الشاعر سوف يكون له شأن عظيم.
      واضاف: وقتها لم يكن القصيبي مشهورا وازدادت معرفتي به دون ان أراه من صديق له اسمه حسين الصباغ وكان صديقا له أثناء دراسته في القاهرة فعرفت جانبا من شخصيته التي سجل الكثير منها في روايته الشهيرة «شقة الحرية» وظللت اتابع هذا الشاعر فازداد اعجابي به وان كان قد خسره الشعر كثيرا عندما انتقل الى الجانب الاداري لكن في الشعر يقف عنده الانسان مبهورا لانه يجد في شعره الكثير الذي لم يدرس بعد، وعندما رافق القصيبي الشعر بالرواية والمقالة فجاء كاتبا ساحرا متميزا فشقة الحرية سجل ممتاز ولكن رواية العصفورية وضعته مع الروائيين المتميزين فهي رواية فذة وجميلة ويكفي انك ما ان تبدأ بقراءتها يصعب عليك ان تتركها لان فيها علماً وبساطة ولغة رشيقة جاذبة دون ان تفقد المعنى الذي يريد ان يقوله.
      وتابع: غازي القصيبى له علينا دين كبير فهو قلم قد شحذ ليدافع عن الحق الكويتي دفاعا مجيدا قل نظيره لانه كان يكتبه من قلبه ومن ايمانه ولا تشعر بأنه من الكتاب الذين يؤدون واجبا بل من الكتاب الذين يعبرون حسا وثقافة وايمانا بهذه القضية وما أبدعه من كتابات جميلة انما ترفعه درجات في عين كل محب للحق، وعندما نفقد شخصا مثل القصيبي لابد من ان نحس أننا فقدنا ركنا من أركان الثقافة والوعي العاقل غير المندفع ولكنه لم يضيع طريق المستقبل.

      مواقف مشرفة

      وبدوره شدد الاديب سليمان الخليفي على نقطة مهمة وقال ان مكانة القصيبي الادبية معروفة كشاعر وكروائي بيد ان له مكانة خاصة في قلوب الكويتيين اذ كانت له مواقف مشرفة من الاحتلال العراقي للكويت فكان يدافع عنها دبلوماسيا وأدبيا بصورة لا تنسى في الوقت الذي وقف فيه الكثير من السياسيين والمثقفين العرب مواقف مخزية بينما كانت مواقف القصيبي شجاعة وجريئة وهي محفورة في ذاكرة الكويت.

      شاعر مميز

      وقال امين عام رابطة الادباء في الكويت الدكتور خالد الشايجي لقد فقدنا خلال الايام الفائتة شاعرين مبدعين هما الشاعر احمد السقاف والشاعر غازي القصيبي فكانت خسارة كبيرة للشعر الخليجي والعربي فهما قامتان كبيرتان في الشعر سيخلدهما معا لأنهما أبدعا فتركا شعرا مؤثرا تذكره الأجيال وتتناوله الدراسات الأدبية.
      واضاف ان الراحل غازي القصيبي كان شاعرا مميزا نهض بالشعر السعودي والخليجي الى مصاف الشعر العربي المعاصر بتميزه وابداعاته التي خلدته في مسيرة الشعر العربي.

      سفير الأدب

      واما الناقدة الدكتورة ليلى السبعان استاذة الادب العربي بكلية الاداب بجامعة الكويت فقالت متأثرة: لقد فقدنا بوفاة القصيبي الكثير فهو سفير الشعر والادب والعلاقات العامة والسياسة، وبتميزه لم يكن قد اعطى صورة ايجابية عن بلده المملكة العربية السعودية بل اعطى صورة جميلة عن منطقة دول مجلس التعاون الخليجي اذ انه كان نجما لامعا في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي اذ خرج الى العالم بانتاجه الادبي المميز في الشعر والرواية منها «شقة الحرية» التي حولت الى مسلسل تلفزيوني.
      واضافت: لقد تميز القصيبي بالكثير من الصفات التي جعلته مميزا عن بقية الشعراء الذين عاصروه اذ انه قدم نموذجا ايجابيا عن الانسان الخليجي الى الشعبين العربي والعالمي كما عرفه الجمهور الكبير من خلال قصيدته «لورا» التي غناها الفنان محمد عبده والتي تتميز بجمال الصور المعبرة، وقد حقق تقارب الاجناس الادبية بين الشعر والرواية، وكانت له مواقف لا تنسى ابان الاحتلال العراقي للكويت فهو عاشق للكويت وبصورة كبيرة، وقد تزامنت وفاته مع وفاة الشاعر احمد السقاف وكلاهما كان مثقفا ومؤثرا.

      روائي محترف

      وعلى الصعيد نفسه قال الروائي عبد اللطيف الخضر عندما تنظر الى شعره فهو شاعر مبدع يعد من افضل شعراء السعودية والخليج والوطن العربي كما انه قدم القصيدة العربية التقليدية بصورة معاصرة مقروءة اضافة الى شعر التفعيلة وعندما تنظر الى كتاباته الروائية فانك تقرأ لرواية كتبها بحرفنة كبار الروائيين العرب ولن تكون مبالغا ان جعلته منافسا لهم وربما يكون قد تفوق على البعض منهم ومن يقرأ رواية «شقة الحرية» ورواية «العصفورية» يدرك ذلك ناهيك عن المقالة المميزة التي يكتبها باتقان وهو شخصية عربية جمعت بين الدبلوماسية والنجومية لم تتحقق للكثير من الادباء، رحمه الله.
      ....................................................................

      القصيبي ناقش العدالة في فكر القائد الضرورة في استراحة «الوطن»

      لم يكن لـ«الوطن» أن تحرم قارئها وقد اعتادت أن تقدم له كل ما يليق بوعيه وبنهجها، من أن يطل الشاعر الوزير السياسي المثقف الكبير الراحل د.غازي القصيبي على صفحاتها فكان ان استضافته في استراحتها عدة مرات ننشر لقارئنا العزيز فيما يلي اثنتين منها لعله يستعيد معها بعضا مما اثارته فيه وقت نشرهما إحداهما نشرت في التاسع من نوفمبر 1995 والأخرى في 30 مايو 1996.
      ................................................


      معركة الجنس اللطيف داخل مجلس الامة


      وصلت الكويت وقضية حقوق المرأة السياسية في قمة غليانها. وكان اخشى ما اخشاه ان يسألني سائل عن الموضوع «احنا ناقصنا؟» كما قال فيلسوف قديم نسيت اسمه. ان وقفت مع تاريخي الطويل المجيد في الدفاع عن المرأة انقض عليّ المنقضون «ورحت وطي» (ولي تاريخ طويل مجيد في «الذهاب وطي») – وان تنكرت لمبادئي ولحواء الجميلة العظيمة وقعت في ورطة اعظم. عداء النساء اخطر من عداء الصحفيين والشعراء الهجائين لذلك دعوت الله في سري ان تمر الزيارة الكويتية بسلام امنين دون سؤال من ملقوف او ملقوفة عن موقفي من هذا الموضوع الملغوم المتفجر وكاد الامر ينتهي بسلام لولا انه في الملتقى الفكري الذي تفضلت بتنظيمه الدكتورة ميمونة الصباح وقفت اخت كريمة وقالت انها الغت سفرها خصيصا لتسألني عن موقفي من قرار مجلس الامة بعدم الموافقة على هذه الحقوق لا حول ولا قوة الا بالله! قلت لها «يا اختي لماذا الغيت سفرك؟ والحركة بركة» وكان لابد من الجواب وانا بطبعي لا احب ان ادخل بين الاخ واخته والزوج وزوجته والشريك وشريكه والشعب وبرلمانه وفي مصر الشقيقة يقولون «ماينوب المخلص غير تقطيع هدومه» وتفسيرها – يا سادة يا كرام – انه احيانا يمر عابر ملقوف فيجد زوجا يتشاجر مع زوجته فيتدخل لانهاء المشاجرة وهنا تعقد الزوجة المضروبة مع زوجها الضارب حلفا سريعا فوريا وينقضان على المتدخل بالضرب المشترك حتى تتقطع هدومه قلت لنفسي «يا رجال انت جاي ضيف ليش تدخل نفسك في هذه الشرباكة؟! واستعنت بخبرة طويلة في النفاق الدبلوماسي والرياء السياسي واجبت اجابة غامضة «ارجو ان تكون غامضة» مثل اجابات «حلام عنزة» ولفائدة الجيل الجديد من القراء والقارئات ان كان هذا الجيل يقرأ ما اكتبه اقول:
      ان حلام عنزة كان رجلا عجوزا حكيما في قبيلة عنزه وكان يحلم احلاما كل ليلة ويدعي انها ستصدق ولكنه يصوغ احلامه صياغة مطاطة مثل «الله يا شي بيجيكم شيء عظيم!» فاذا امطرت السماء قال ان الشيء العظيم الذي تنبأ به هو المطر واذا انتشر وباء قال ان هذا هو الشيء العظيم الذي تنبأ به وقريب من قصة «حلام عنزة» قصة «بن مطيح» في الاحساء وله اسلوب في تثمين البضائع لا يختلف عن اسلوب حلام عنزة فاذا جاءه انسان يطلب رأيه في قيمة بشت مثلا اطرق بن مطيح طويلا ثم قال: «ان قلت يسوي مائة ريال يسوي وان قلت يسوي الف ريال يسوي وان قلت انه ما يسوي ولا ريال ما يسوي».
      وهكذا استعنت باسلوب «حلام عنزة وفلسفة «بن مطيح» واجبت على سؤال الاخت الكريمة عن موقفي من مجلس الامة ولعلها ندمت على الغاء السفر وهي تستمع الى جوابي الخالد «ان قلت مجلس الامة مو غلطان في رفضه الحقوق مو غلطان، وان قلت انه غلطان غلطان» - والله اعلم بالصواب.
      وفؤاد الهاشم، وسؤال مالو لازم:
      خلصنا من الاخت الكريمة وسؤالها الذي ألغت السفر من اجله لنقع في براثن صديقنا العزيز رئيس نادي المعجبين برئيس السلطة الفلسطينية فؤاد الهاشم الذي صمت دهرا ثم طلب الكلمة – وقال – سامحه الله! – انه تلقى 3000 استفسار من قراء وقارئات يستفهمون ويستفسرون عن هوية ليلى الخزيني التي ظهرت في رواية «شقة الحرية» ثم شوهت في المسلسل، حسبي الله عليك يا فؤاد! 3000 تساؤل!! هل في الكويت 3000 شخص قرأوا روايتي؟ فكرت ثم فكرت ثم اجبته ان ليلى الخزيني من فئة «بدون» - وعندما تحل، باذن الله – مشكلة البدون فسوف تدخل ليلى الخزيني معهم وتسترد هويتها الحقيقية، وحتى ذلك الحين يا عزيزي فؤاد ركز على غزلك برئيس السلطة الفلسطينية واترك عنك السؤال عن هويات فلانة وفلتانة واعلم – وفقك الله الى رز لا يسمن وجريش لا يسبب الكولسترول – ان الشعراء يقولون ما لا يفعلون، اما الروائيون فهم اخس واخس!
      طفت الكهرباء في ليلة الشعر والشعراء:
      كنت في السيارة مع الصديق القديم (وهو صديق قديم فعلا لأني قابلته لاول مرة قبل 30 سنة) الدكتور محمد الرميحي في طريقنا الى الامسية الشعرية التي دعوت نفسي الى اقامتها على هامش معرض الكتاب، وخلال الطريق بدأت تهاجمني هواجس سوداء… قلت «المحل بعيد – ومن سيذهب كل هذا المشوار للاستمتاع بطلعتي البهية؟» ثم خطر على بالي انه مساء الاربعاء – والناس في الكويت يذهبون مساء الاربعاء من العاصمة ولا يعودون الا مساء الجمعة – من الذي سيبقى لسماع اشعاري؟ في هذه الاثناء كان الصديق الرميحي يسأل بعض الزملاء في الموقع بالموبايل «ها اشلون؟» ويستمع قليلا ثم يقول «يتوافدون! يتوافدون!»، اجابة دبلوماسية شأنها شأن احلام صاحبنا حلام عنزة وتثمين صاحبنا بن مطيح، لم يقل لي عدد المتوافدين ولا سرعة توافدهم، وفي هذه الاثناء بدأ المطر يهطل بغزارة، توقيت ممتاز! كل الليالي الماضية صحو وليلة الامسية طوفان منهمر من المساء! نظرت الى الرميحي الذي يبدو انه استطاع قراءة افكاري فقال «الخيمة قوية ما تخر!» خيمة؟! بعد خيمة؟! تذكرت كلمة صديقي العزيز الدكتور محمد جابر الانصاري «هذا من توفيق الله في الخذلان» - وكلمة صديقي العزيز يوسف الشيراوي «شا الله غربلنا؟!»، مطر، وبرد، ومساء، اربعاء، وخيمة والدكتور الرميحي يواصل الاتصال ويواصل الاجابات الدبلوماسية «يتوافدون! يتوافدون» عندما وصلت الخيمة برد قلبي فقد كانت ممتلئة بعشاق الشعر – اما انا شخصيا فلا عشاق لي بطبيعة الحال – وقال من قال ان عددهم يقارب الالف – وما كدنا نبدأ حتى طفت الكهرباء وهاجمتني فكرة سوداء اخرى «الآن سينتهزون فرصة الظلام ويشردون» وساد الصمت الا من حديث الدكتور احمد الربعي وهو يحاضر من حوله عن الامسية التي قرر فيها سقراط شرب السم بعد أن اتهموه بافساد عقول النشأ في اثينا- والدكتور الرميحي يطمئن «شوط!شوط!» من حسن الحظ ان المطر زاد هطلا فلم يكن من الواضح، هل بقي الجمهور الكريم حبا في الشعر أم هربا من المطر في الخارج- وأخيراً انتهى الدكتور الربعي من قصة سقراط وانتقل الى افلاطون وموقفه المتخلف من المرأة.
      وهنا اضاءت الكهرباء، وبدأت الأمسية، وشاع الدفء وقرر الحاضرون الاعتصام حتى الصباح، ورأيت أنها فكرة عظيمة جدا وأن الجمهور العظيم الذي صمد للمطر والظلام والبر والغى رحلة الويك إند من اجلي يستحق ان ابقى من اجله حتى الصباح – وقبيل ان أعلن موافقتي على الاقتراح هجم علي الدكتور الربعي وهمس في اذني «يامعود! لا تزودها عاد! العشا بيبرد» وهكذا انتهت الامسية بتدخل برلماني حال بين الجمهور وبين شاعرهم المفضل وأخذني الدكتور الربعي الى وليمة حافلة بما لذ وطاب من الأكلات الخليجية جعلتني افكر في الاخ فؤاد الهاشم وانشد:
      آه لو كنت معي نختال عبره
      فوق رز يطفح الهامور إثره
      وجريش يتمنى الثغر ثغره
      أنا من ضيع في الأكلات عمره
      غير يوم لم يعد يذكر غيره
      يوم أن أكلته الرز وقدره
      وفي هذه الاثناء كان الدكتور الربعي ينشدنا روائع الملاحم من شعر النبط.
      أقول لصديقنا البرلماني النبطي الفيلسوف «انعم الله عليك!» وأقول ايضاً «انك هادم الملذات ومفرق الأمسيات فاذهب- غفر الله لك – ولا اسقط لك اقتراحا بقانون».
      وقد كان هذا كله مساء اول ديسمبر – التاريخ المحفور في الذاكرة الرولكسات وساعات اخريات:
      وبينما كنت اتجول في مجتمع الصالحية جرني الابن العزيز فواز القصيبي – وهو ابن اخي وزوج ابنتي يارا – الى محل بيع ساعات – وهو بالمناسبة من اكبر خبراء الساعات، وخبراء السيارات والموسيكلات ومجموعة من الاشياء الغريبة تشمل الاعمام – جرني الى المحل وذهب يتفرج على الساعات ووقف طويلا عند ساعة معينة وقال «عمي! لماذا تشتريها؟! قلت له اني متعلق بساعتي الرولكس تعلقا عاطفيا وتاريخيا طويلا ولا استطيع تغييرها وفي هذه الاثناء سمع البائع الكلام فما كان منه الا ان قال لافض فوه «في الكويت لا يلبس ساعات الرولكس غير الميكانيكيين» ضحك فواز، اما انا فقد رمقت البائع بنظرة صفراء «يصعب تلوين النظرات من خلف النظارة الطبية، وقلت له مشيرا الى الساعة التي اعجبت النسسيب الحسيب».

      > كم قيمتها؟
      - وذكر البائع مبلغا رهيبا جعلني اتلعثم، ثم اقول:
      < لا! انا ما البس الساعات الرخيصة!!
      ووعدت نفسي اذا قررت مؤسسة الكويت للتقدم العلمي ان تهديني جائزتها بصفة شهرية ان اعود الى المحل واشتري الساعة التي اخبرني فواز ان اسمها «أدمر بيجي» وحتى ذاك الحين فسوف اعتز بانضمامي الى فئة الميكانيكيين الرولكسيين».. ،هم – بالتأكيد – افضل من العاطلين بالوراثة.. او بالعاصماميمة.

      وقصيدة في الكاكاوه

      اثناء خروجي من الامسية الشعرية وجدت مجموعة المعجبات الكريمات في آخر الخيمة وقد تجاوز عمر اصغرهن 75 سنة – واكبرت فيهن هذه الروح الشابة اتي دفعتهن الى اقتحام الامطار والظلام للاستماع الي فذهبت اسلم عليهن – وتلطفت واحدة منهم فقدمت لي حبة شيكولاته – قائلة.
      - هذه الكاكاوه لك!
      كاكاوه؟!
      لم اسمع هذه الكلمة من قبل – وقلت:
      < تقصدين الشيكولاته؟
      - قالت:
      - شينو شيكولاته؟ هذه كاكاوه!!
      - استفدت معلومة جديدة وهي ان الشيكولاته تسمى في الكويت الكاكاوه وكنت حتى لقاء تلك السيدة الطيبة اعتقد ان الكاكاو بودرة تخلط مع الحليب وتقدم للاطفال قبل النوم حتى يناموا نوما هنيئا بدون احلام مزعجة.
      < قالت زميلة لها اكبر منها قليلا تخاطبني:
      < ياالله! عاد! اكتب لها قصيدة!
      - ووعدت بكتابة القصيدة.
      وقبل النوم «نظمت» هذه القصيدة
      ياكاكاوه.. ياكاكاوه!
      ياأحلي من اي حلاوه
      احلى من اشهى بقلاوه
      حمرت القلب على تاوه
      واكلت منه بهداوه
      اكل الجوعان المهياوه
      ونمت تلك الليلة فرأيت فيما يرى النائم اني البس ساعة «أدمر بيجي» واكل كاكاوه..وان احمد الربعي يعزيني في موت سقراط
      وفي الختام للكويت اقول:
      نحن لا نلتقي الا نادرا
      ولكننا نجتمع كل لحظة
      في كل فكرة تجمعنا
      وفي كل ذكرى تربط بيننا
      وفي كل امسية من امسيات الحنين
      وفي كل يوم من ايام الاغتراب
      الى اللقاء ايتها الحسناء
      ولاتقولي: وداعا!
      ولا تقولي: وداعا!
      ولاتظني انني سوف انسى
      فمن الاشياء ما لا ينسى



      .....................................................................


      ثانية واحدة لمناقشة العدالة في فكر القائد الضرورة

      شيء من الدهشة!!

      «الانسان العربي في حالة دهشة» دائمة، بريطانيا، منذ سنة 1917م وعدت بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وبتقديم كل ما في وسعها لتسهيل قيامه، هذا الكلام قالته علنا، وبصورة رسمية في الوثيقة المسماة وعد بلفور ثم ضمنته صك الانتداب على فلسطين وعملت على تحقيقه يوما بعد يوم، وتأتي سنة 1948م فتجد الانسان العربي في «دهشة» من الخيانة البريطانية، والولايات المتحدة منذ عشرينيات هذا القرن الميلادي، تعطف على الحركة الصهيونية، وتؤيدها ماديا ومعنويا، وتعبر عن تأييدها بصراحة ما بعدها صراحة، والانسان العربي لايزال في «دهشة» من الموقف الامريكي.
      «والمدهش» انني كتبت هذا الكلام سنة 1967!!

      العدالة اللي ما لها «عدال»

      ذكرت صحف العراق الشقيق «وهو شقيق برغم رئيسه وبرغم بعض اشقائنا» ان مؤتمرا سيعقد لمناقشة العدالة في فكر القائد الضرورة.
      والقراء في الخليج يعرفون معنى الضرورة، ولا يشكون ان القائد الضرورة مبتلى بها.
      ما لم تذكره الصحف هو ان المؤتمر انعقد واستغرق اقل من ثانية واحدة!!

      عن السكرتير المعجزة!!

      طالعتا صحف خليجية «ولا داعي للفضائح فالله امر بالستر» باعلان على صفحة كاملة، تكرر قرابة اسبوعين، بتكاليف سوف اعود اليها بعد برهة، ويطلب الاعلان «سكرتيرا تنفيذيا».
      والشركة المعلنة، بدافع من الوطنية الصادقة، اعلنت انها تفضل المواطنين.
      ما المواصفات المطلوبة في هذا السكرتير؟ هي، في الواقع، بسيطة جدا لا تتعدى 40 أو 50 مواصفة، هناك اتقان اللغات العربية والانجليزية والفرنسية والروسية والالمانية والبرتغالية والاسبانية «وشيء من الاردو والسواحيلي» حسنا! هل يوجد في العالم سكرتير تنفيذي واحد لا يتقن هذه اللغات!
      هناك، بعد اللغات طلب ابسط من بسيط: شهادة عليا مع خبرة لا تتجاوز 35 سنة في المهام التنفيذية، وهذا الطلب، بدوره، اسهل من سهل، هل تعرفون يا جماعة الخير! سكرتيرا تنفيذيا واحدا لا يحمل شهادة الدكتوراه في الادارة من هارفرد وخبرة 30 سنة كنائب لرئيس البنك الدولي؟!
      وماذا عن المهام؟! اشياء بسيطة جدا، ادارة المكتب والاشراف على ألف موظف، وترجمة الوثائق، والرد على التليفونات، واصلاح الكمبيوتر، وتقديم المنولوجات الخفيفة امام كبار الزوار، وحك ظهر رئيس مجلس الادارة، وتوصيل «العيال» الى المدرسة، واستقبال الوفود في المطارات، وتصميم المحطات الكهربائية، واعطاء دروس خصوصية في التاريخ لابن المدير العام، بالاضافة طبعا، الى الوظائف المعتادة التي يتولاها السكرتير التنفيذي كل يوم.
      روي ان جحا ذهب الى سوق الحمير – قبل ان يسمح للحمير بدخول كل مكان يريد ان يشتري حمارا فلما سئل عن الحمار الذي يريده قال: «اريد حمارا اذا نظرت اليه ركض، واذا لمسته وقف، اذا اطعمته شكر، واذا اجعته حمد لا يرفس ولا ينهق ولا يعطس يعرف الى البيت الطريق ويبخص العدو من الصديق تشم منه روائح العود اذا مشى تبختر واذا تبختر اسكر واذا..»!
      قاطعه شاهبندر سوق الحمير «اذهب وعد لنا اذا سمعت ان الله مسخ قاضي القضاة حمارا».
      اقول للشركة الحريصة على الخلجنة «اذا بعث الله ارسطو وافلاطون والفرابي وابن سينا وامكن خلطهم بمادونا ومايكل جاكسون وعادل امام فقد تستطيعون ان تجدوا في الخلطة سكرتيركم التنفيذي».
      على أية حال سعيكم مشكورا!!
      وحلال على الجرائد قيمة اعلانات تزيد على مرتب العبد الفقير كاتب هذه السطور مدة سنتين «على الاقل».

      شيء من الغزل الفصيح

      لنا صاحب متنطع بعض الشيء لا يتكلم الا باللغة الفصحى رأى حسناء راقت له فقال لها: «ايتها الهركولة الفنق البهنانة الخمصانة البرهرهة البخنداة».
      ولم يكمل لان الحسناء صفعته صفعة ترددت اصداؤها من «ماي فير» الى «ويمبلدون»؟
      قلت للنحوي «يا اخي لم تشتم فتاة في سن ابنتك؟ قال: «سامحك الله! وسامحها لم اشتمها بل مدحتها، الهركولة هي حلوة الردف، والفنق هي المدللة المرفهة، والبهتانة هي الناعمة، والخمصانة هي الرشيقة، والبرهرهة هي رقيقة الملمس والبخنداة هي..».
      قاطعته قائلا: «لله درك من وغل تنبال فدم عذرواط خلبوت» واطلقت ساقي للريح قبل ان يقول او يفعل شيئا!

      سلامة قلبك يا دكتور

      بمجرد ان انتشر الخير ان الاميرة ديانا زارت صديقنا عميد السلك الدبلوماسي العربي الدكتور السفير محمد شاكر في المستشفى اثر وعكة صحية خرج منها بحمدالله سليما معافى اقول بمجرد انتشار الخبر شوهد عدد من الدبلوماسيين «من غير العرب طبعا» وهم يضعون ايديهم على صدورهم!
      رحم الله بشار بن برد الذي قال:
      ليت داء الصداع امسى برأسي
      ثم باتت سعاد من عوادي!!

      الايجاز في طبائع الابتزاز

      يخلط كثيرون بين المرتزق «او الارزقي كما يقول استاذنا محمود السعدني وبين المبتز.
      المرتزق يؤدي خدمة معلومة مقابل اجر معلوم لا اكثر من ذلك ولا اقل وكل البشر على نحو او آخر مرتزقون اما المبتز ففصيلة اخرى لا تؤدي خدمة تتجاوز الابتزاز وللمبتز خصائص اوجزها فرويد بن فرويد بن فرويد على النحو التالي:
      اولا: المبتز يكرهك كره العمى «او اكثر» وكلما زدته كلما ازداد كرها فيك، وطلبا للمزيد من المال.
      ثانيا: المبتز ان كانت له ايديولوجية ينتمي الى ايديولوجية تختلف جملة وتفصيلا عن ايديولوجية ضحية الابتزاز وتستهدف تحطيمها.
      ثالثا: المبتز اذا لا طفته تكبر واذا تجاهلته زمجر واذا دعوته الى مناسبة اعتذر واذا لم تدعه انفجر.
      رابعا: المبتز يتعالم وهو جاهل ويتظارف وهو ثقيل ويتفلسف وهو امي ويدعي المعرفة بدخائل الامور وهو «ما عنده ما عند جدتي».
      خامسا: المبتز في الاغلب نتن الرائحة زري المظهر سيئ الاخلاق كثير الشقاق والنفاق ويغلب ان يكون فوق ذلك قبيح الشكل.
      سادسا: المبتز يعيش حالة لا تنتهي من الاحباط والكآبة لانه رغم الملايين التي يجنبها ابتزازه لا يستطيع ان يحترم نفسه.
      سابعا: اصدق ما قيل في المبتزين ما قاله المتنبي العظيم:
      والحر ممتحن بابناء الزنى
      قال فرويد بن فرويد بن فرويد:
      والعكس صحيح!!

      ساعة! ساعة! ساعة!

      < ساعة من ذهب؟!
      - لا!
      < ساعة بج بن؟!
      - لا
      < ساعة من ستين دقيقة؟!
      - لا!
      < ماذا اذن؟!
      - هي ذلك الوقت الساحر المسحور الذي بدأ ذات.. ذات ماذا؟! بدأ حين بدأ! وانتهى حين انتهى!
      < وماذا حدث في تلك الساعة؟!
      - لم تحدث اشياء خطيرة ولا مثيرة!
      تحدثت الطفلة التي ترتدي جسد المرأة الجميلة عن المعاناة التي تبدأ مع الفجر وتنتهي مع المساء وكادت تبكي وهي تتكلم عن حاجتها الى الحنان.
      < وماذا قال هو؟!
      - اوشك ان يقول ان فاقد الشيء لا يعطيه، ولكنه لم يقلها.
      وكاد يعترف ان جوعه الى الحنان يفوق جوعها، ولكنه لم يعترف.
      وابتسمت المرأة الجميلة التي ترتدي جسد طفلة.
      وامطرت لندن ملبسا وجوز هند.. و «عقيلي»!!
      وانهت الساعة قبل ان تبدأ وعندما ذهبت تمنى لو كان شاعرا شعبيا ينظم اغنية مطلعها:
      ساعة! ساعة! ساعة!

      من اجمل ماقيل

      في الكهولة

      لا تسأليني عن الخمسين مافعلت
      يبلى الشباب.. ولا تبلى سجاياه
      بدوي الجبل

      في الرثاء

      فاذهب.. كما ذهب الشباب.. فانه
      قد كان خير مجاور وعشير
      دعبل

      في الاعتذار

      هبيني امرأ.. اما برئيا ظلمته
      واما مسيئا مذنباًَ.. فيتوب
      الاحوص

      في السهر

      تركت النوم للنوام
      اشفاقا على عمري
      كشاجم

      في التصابي

      فسمعت اقبح ماسمعت نداءها:
      ما بال هذا الاشيب المتصابي؟!
      السلامي

      في الجنون

      جنونك مجنون.. ولست بواجد
      طبيبا يداوي من جنون جنون
      الامام الشافعي

      في الحب

      واقسم لو خيرت بين فراقه
      وبين ابي.. اخترت الا اباليا!!
      اعرابية

      في الحزن

      احالني الهم الى ليلة
      ماطرة.. تعصف فيها الرياح
      الاخطل الصغير

      في التطبيع

      الارض اصبح اسمها يهوذا
      فكيف اصبحت تسمى ياقمر؟!

      أحمد عبدالمعطي حجازي

      الجميلة المسكينة
      مسكينة هذه الجميلة!
      لاتستطيع ان تمشي في الشارع لان الجمال تلاحقها.
      ولاتستطيع ان تطل من النافذة لان العيون تمضغها، ولاتستطيع ان تضحك لان ضحكتها تدفع الجموع الى الانتحار.
      تضطر المسكينة الى الاختفاء وراء الشاشة الصغيرة.
      نقلت وكالات الانباء ان 100 مليون عربي حطموا تلفزيوناتهم البارحة اثناء نشرة الاخبار ولايزال علماء النفس يبحثون عن تحليل هذه الظاهرة.

      وفي الختام

      ياكتاب هذه الاستراحة، اعلموا انها بمثابة واحة، خصصت لكي تجلب للقارئ الراحة، فل تملأوها بالامور الجدية، والمناقشات العقلية واحرصوا ان تكون ظريفة، ورشيقة ظريفة، فيها من كل بستان الوان، ومن كل «بوتيك» فستان، واكثروا فيها من الحديث عن الحسنان، ولا تخوضوا في السياسة، فذلك ضرب من التياسة، واذكروا ان القارئ المسكين، يتعرض لعذاب مهين، يبدأ من الغبشة نكشة بعد نكشة، ولا ينتهي عذاب الويل، لا بعد منتصف الليل وهو ياسادة ياكرام، بين اسرائيليين لثام، يسمون الاحتلال السلام، ونظام دولي جديد، اصبحنا فيه من العبيد، ولاتنسوا حكم آل تكريت، ،وغرامة بالمزدوج والكبريت، واذكروا ما يدور في البلقان، هوان بعد هوان، ولاتنسوا مأساة الشيشان وتذكروا صحف لندن اليعربية ومافيها من بلاو مستخبية، ولاتنسوا الفضائيات والهوائيات، والضحكات، المتصاعدة من المذيعات وهن يقرأن اخبار المجزرات، واذكروا رحمكم الله، انكم في عصر التطبيع، الذي لم يبق شيء فيه ما بيع، وعصر الخصخصة، التي تسمى في الخليج القلقصة، ارحموا قارئ هذه السطور، المسحوق المقهور، ولا تكتبوا في الاستراحة، الا ما يذهب اتراحه، ويزيد افراحه.
      فان لم تفعلوا أغريت الاستاذ سالم الدوسري بنتفكم نتف غرائب الابل ، حتى يصبح العاقل منكم «خبل».

      وقبل ان انسى شكرا

      يومين.. ضاع رشادي
      مني.. وضاع فؤادي!
      ما بين شعر ونثر
      وحرقة.. وسهاد
      الليل مر سريعا
      بالفجر.. ركض الجواد
      يومين.. وارتد قلبي
      مضمدا.. وقيادي
      شكرا!! شفيت جنوني
      بموعد من رماد
      وساعة من عذاب
      على نصال البعاد


      .....................................................................

      قصائده حملت وهج الصدق وحرارة العاطفة ونقاء الرؤية

      تغنى بالكويت في المحنة والتحرير

      في قصائده يجتمع الفارس والانسان، ويأتلف الحزن والسخرية مع التفاؤل الواعي بمستقبل امة احزنه كثيرا ان يرى طاقاتها مهدرة، ورجالها ضيعوا الكثير فيما هم يحملون اسمى رسالة واعظم مسؤولية امام تاريخ لايرحم وفيما يلي تنشر «الوطن» نماذج مختارة من قصائده التي فاضت شجنا فيما حملت رقة وعذوبة تميز بها شعره وسط اقرانه من الشعراء المعاصرين امتزج فيها السياسي بالاجتماعي بالثقافي وحققت وقت نشرها او القائها في امسيات شعرية حضوراً طاغيا في الساحة الشعرية العربية، كان شاعراً مهموما بوطنه مؤمنا بعروبته، حاملاً قضيته على كتفيه اينما حل وفي اي موقع كان حضوره وحملت قصائده وهج الصدق، وحرارة العاطفة، وجزالة اللفظ، ودقة التركيب، والموسيقا الباذخة والرؤية النقية.


      ..........................................

      أبا أسامة! في رحمة الله نم!

      لم يمر به منذ أن عرف الدنيا يوم واحد من الراحة والسكينة
      كان حركة مستمرة…
      وضجة لا تهدأ…
      واندفاعا في كل اتجاه…
      كان هناك من يعتبره «الولد الشقي»…
      وكان هناك من يرى فيه «الطفل المعجزة»…
      كان هناك من يحبه…
      وكان هناك من يمقته…
      إلا انه كان يشغل الجميع…
      الاعداء قبل الاصدقاء…
      والاباعد قبل الاقارب…
      عنه الحديث في كل مكان…
      وهو في كل مكان…
      أول المهنئين في عرس…
      أول المعزين في مأتم…
      كان يحير الناس
      بشخصية تجمع بين الماء والنار…
      يخجلك، أحيانا، برقته…
      ويثيرك، احيانا، بنزواته…
      ويبقى، دوما، في عين العاصفة…
      يعرض روحه على الملأ…
      بكل نواقصها…
      ولا يدخل مباراة شعبية…
      ولا يخيفه غضب أحد…
      ولا يفرحه رضا أحد…
      يجرح… ويسرع بالضماد…
      يقسو… ولا يخجل من الاعتذار…
      يحمل الكثير من الأعباء…
      ولا يتعب…
      ويحمل الكثير من الحب…
      ولا يتعب…
      بيني وبين هذا الرجل العجيب…
      تاريخ عجيب…
      يسمعنا الآخرون نتبادل الصواريخ الكلامية الموجهة
      فيحسبوننا من الأعداء…
      الا انه كان يعرف كم احبه…
      وكنت اعرف كم يحبني…
      ولهذا كنا نمزح على نحو لا يروق لعلية القوم…
      ويعابث أحدنا الآخر كما لا تفعل كبار الشخصيات…
      كان كل لقاء بيننا ضاحكاً…
      وصاخباً… وعنيفاً.. وهجوميا…
      وعندما ضمتنا مناسبة عائلية سعيدة منذ أسابيع…
      قررنا أن نوقع اتفاقية عدم اعتداء…
      صغنا البنود… وأشهدنا الشهود…
      وكنت واثقا كل الثقة ان الاتفاقية ستنسى مع اللقاء القادم…
      وكان لا يقل عني ثقة…
      ثم التقينا صباح الأحد…
      عيد الحب عن أهل الغرب…
      … حتى على الموت لا نخلو من «الجدل»…
      مفاجأة اخرى من مفاجآت طارق المؤيد!!
      ان يموت بلا مقدمات… في نومه…
      بلا مرض…
      بلا انذار…
      وفي عيد العشاق…
      كانت لندن تقطر كآبة… وضبابا… ووحدة
      وكان قسم الطوارئ ملوثا بالحزن.. وباليأس…
      ودخلت الغرفة الباردة…
      ووجدته يرقد في هدوء…
      مسجى على راحة الموت…
      وعلى وجهه كل سلام الارض…
      أواه!
      من المذهل أن أراه.. فيصمت…
      ويراني.. فلا يضحك…
      كان يرقد في هدوء…
      بطمأنينة الاطفال بعد يوم طويل من «الشقاوة»…
      اقتربت من الصديق النائم…
      قبلت جبينه الذي كان دافئاً رغم البرد…
      وهمست:
      أبا اسامة:
      في رحمة الله نم!
      ويا صاحبي اللدود الغريب…
      لك مني هدية…
      لك مني هدية…
      صدق أو لا تصدق!!…
      لك مني هذه الهدية الغريبة…
      لك مني… كل هذه الدموع…
      .......................................


      للفارس والشعب

      أسرج حصانك قرن الشمس ينتظر
      وهز بندك يسمع خفقه الظفر
      تنفست لهفة الصحراء عن نبأ
      عذب.. كما سال في قلب الظما المطر
      هل جاء؟ ماست به الكثبان والهة
      هل جاء؟ غنى بها في الخيمة السمر
      الفجر.. لاحت رياض العز وابتسمت
      هنا التقى فارس والشعب والقدر
      تغفو الجزيرة حينا ثم يوقظها
      صدى الأذان فيندى الموسم العطر
      جرد حسامك.. لاضوء بلا شهب
      ولا نهار اذا لم يلمع الشرر
      في كل شبر دويلات مبعثرة
      هيهات يجتمع التوحيد والصغر
      جرد حسامك.. بالايمان ترفعه
      وبالشهامة لا بالغدر.. ينتصر
      اقرأ كتابك.. ان الهدي ما حملت
      شريعة الله لا ما نمق البشر
      هنا العدالة.. إنا نحن معدنها
      بها تنزلت الآيات والسور
      لا يستوي مؤمن لله وثبته
      وفاجر بدماء الناس يأتزر
      ودولة الظلم لا تبقى وان بطشت
      ودولة العدل بالمعروف تزدهر
      قرن يهيم به التاريخ مفتتنا
      كما تهيم بجيد الغادة الدرر
      قرن ترعرع في أفيائه وطن
      بالحب ينمو كما تنمو به الشجر
      الدين منبته والحق بغيته
      والشعب قلعته وليخسأ الخطر
      قلبي توزع في أرجائه قطعا
      يسوقها الشوق لا يبقي ولا يذر
      تركت في مكة قلبي وطالعني
      قلبي بطيبة والأطياب تنهمر
      وفي الرياض أرى قلبي وألمحه
      ملء الجنوب وضمت قلبي الخبر
      من الجبال الى الشطآن رحلته
      وفي الصحاري وفي الواحات ينتشر
      الله يا تربة حباتها امتزجت
      بالروح أنت الهوى والعشق والوطر
      عبدالعزيز! نظمت الفخر ملحمة
      بها تظل عيون الشعر تفتخر
      وجئت أحمل أبياتي على خجل
      ما جئت أمدح.. لكن جئت أعتذر
      .................................................

      نحن الحجاز ونحن نجد

      أجل نحن الحجاز ونحن نجد
      هنا مجد لنا وهناك مجد
      ونحن جزيرة العرب افتداها
      ويفديها غطارفة وأسد
      ونحن شمالنا كبر أشم
      ونحن جنوبنا كبرُ أشدُّ
      ونحن عسير مطلبها عسير
      ودون جبالها برق ورعد
      ونحن الشاطئ الشرقي بحر
      وأصداف وأسياف وحشدُ
      ونحن البيد رايات لفهد
      ونحن جميع من في البيد فهد
      قذى تكريت يالصا أتانا
      وفي اسماله بغض وحقد
      عدوت على الكويت فيا لذئب
      على إخوانه والأهل يعدو
      وعفو الذئب قد يثنيه عهد
      وأنت الذئب لا يثنيك عهد
      وعفو الذئب قد يلويه ود
      وأنت الذئب لا يلويك ود
      قذى تكريت تلعنك الصبايا
      يباغتهن في الظلماء وغد
      قذى تكريت يلعنك اليتامى
      فيرجف بالصدى لحد ولحد
      قذى تكريت تلعنك البرايا
      أيلعن كل هذا اللعن فرد
      لكل الغدر مهما جن حد
      وليس لغدرك المجنون حد
      قذى تكريت وعد الله حق
      لمن سفك الدما في النار خلد
      فأين تفر من يوم قريب
      اذا ماجاء ليس له مرد
      يصد عذاب أهل الأرض جند
      فكيف يصد بأس الله جند
      دم العربي فوق يديك خزي
      وان صب عليه الفرات يبدو
      تجهمت العروبة وأشمأزت
      وضج نزار وانتفضت معدُّ
      تغض القادسية منك طرفا
      يشيح بوجهه في الغيب سعد
      ويبرأ من جحودك كل حر
      وحتى العبد يأنف منك عبد
      وتزعم أنك القرشي جداً
      خسئت فما لهذا العار جد
      ............................................................

      أقسمت يا كويت

      أقسمت يا كويت
      برب هذا البيت
      سترجعين من خنادق الظلام
      لؤلؤة رائعة
      كروعة السلام
      أقسمت يا كويت
      برب هذا البيت
      سترجعين من بنادق الغزاة
      أغنية رائعة
      كروعة الحياة
      *****
      أقسمت يا كويت
      برب هذا البيت
      سترجعين من جحافل التتار
      حمامة رائعة
      كروعة النهار
      *****
      كويت! يا كويت!
      يا وردة صغيرة
      قد صدمت بعطرها صدام
      وهزت بعطرها
      الغدر والجحود والاجرام

      الحمامة والكابوس

      كان الليل مظلما كضمير الطاغية..
      عندما تسربت خفافيش الغدر..
      على جناح كابوس بشع..
      وهاجمت حمامة وادعة نائمة..
      في عش صغير بقرب الساحل

      *****
      وكان اسم الحمامة «الكويت»..
      *****
      لف الفجر نشيج صامت..
      والحمامة تتململ في أغلال من حديد..
      والعش محاصر بالدبابات..
      والدوريات تعتقل كل حلم في العيون..
      وتصادر كل ابتسامة في الشفاه..
      *****
      وقال من قال: «ذهبت الكويت!»..
      *****
      واستلقى الطاغية على عرش من الجماجم
      يستعرض دُمى الموت والدمار
      تمر فوق القبور..ثم يقهقه..
      وتضحك الخفافيش في كل مكان طربا..
      *****
      ويسأل الناس: «أين الكويت؟!»
      *****
      تنبثق ارادة الحياة..
      وترفض الحمامة الصغيرة ان تلثم الأغلال
      ويدوي نداء التحرير
      ويعود الفجر مسلحا بألف فراشة..
      وتنبت في الرمال نخلة حمراء..
      طالعة من دم الشهداء والشهيدات..
      ويرتفع الأذان..
      *****
      وتنقر الحمامة الأغلال..فتسقط..
      *****
      ومرت خمس سنوات..
      نسي الطاغية عهد القهقهة..
      واختفى بعيدا عن دُمى الموت والدمار
      وأصيبت الخفافيش بالذعر..
      وتهاوت مع أشعة الشمس..
      *****
      وفي العش الوادع الصغير..
      تصدحُ حمامة وادعة صغيرة..
      بكل أغاني الحب والحياة والأمل..
      *****

      اسم الحمامة «الكويت»
      أغنية العودة

      وها هو ذا الآن وجهك يبرق عبر الدخان
      كلؤلؤة في ظلام المحارة تشهق
      اضواؤها في ظنون نواخذة المركب المتعبين
      اجيئك متشحا بالخليج الذي داهمته قراصنة البحر
      في ليلة الغدر والغادرين
      اجيئك متشحا بالصحاري التي
      باغتتها قراصنة البر وهي
      تسوق القوافل خلف الربيع الضنين
      اجيئك مؤتزرا بالشراع
      بصوت الحداء..الحزين..الحزين
      اقص عليك عجائب هذا الزمان
      واتلو على وجهك الحلو
      ما كنت اكتب في امسيات الحنين
      اذن فاشهدي انني لم اخنك مع الخائنين
      ولم اتبرأ من العشق حين
      اذن فاشهدي كنت في الشمس اجري
      ولم اتبع الظل كالخائفين
      وما بيننا كان جيش يموج من الشامتين
      يقولون غبت ولا ترجعين
      واقسمت لحظتها ترجعين
      تعودين ما بقيت كلمتان
      وما سكنت قلمي لفظتان
      اذن فاشهدي كنت احمل شعري سلاحا وابرز لافعوان
      اذن فاشهدي قد كسبت الرهان
      احبك حتى تشيب النوارس
      وهي تطارد افق الامان
      احبك حتى تمل الصواري ظهور السفين
      وحتى تجف دموع الغيوم
      وحتى تغيب شموع النجوم
      احبك ما اعتنقت نخلتان
      وما خفقت في الصبا خيمتان
      وما ارتعشت اضلع الليل وهي تردد اغنية العائدين
      احبك ما دام هذا الخليج بهذا المكان
      .......................................................

      برقية عاجلة إلى بلقيس

      ألومُ صنعاء...يا بلقيسُ...أمْ عدنا؟!
      أم أمةً ضيعت في أمسها يزنا؟!
      - قف-
      ألومُ صنعاء...(لوصنعاءُ تسمعني)
      وساكني عدنٍ...(لو أرهفت أُذُنا)
      - قف-

      وأمةً عجباً...ميلادها يمنٌ
      كم قطعتْ يمناً...كم مزقتْ يمنا
      - قف-
      ألومُ نفسي...يا بلقيسُ...كنت فتى
      بفتنة الوحدة الحسناء...مفتتنا
      - قف-
      بنيت صرحاً من الأوهام أسكنه
      فكان قبراً نتاج الوهم، لا سكنا
      - قف-
      وصغتُ من وهج الأحلام لي مدناً
      واليوم لا وهجاً أرجو...ولا مُدُنا
      - قف-
      ألومُ نفسي...يا بلقيسُ...أحسبني
      كنتُ الذي باغت الحسناء...كنتُ أنا!
      - قف-
      بلقيسُ !...يقتتل الأقيالُ فانتدبي
      اليهم الهدهد الوفيّ بما أئتُمِنا
      - قف-
      قولي لهم: «أنتمُ في ناظريّ قذىً
      وأنتمُ معرضٌ في أضلعي...وضنا!»
      - قف-
      قولي لهم: «يا رجالاً ضيعوا وطناً
      أما من امرأةٍ تستنقذ الوطنا؟!»
      ....................................................
      بيبي

      يا للغُلام المُدلل
      من الجميلات.. أجمل
      اذا مشى يتهادى
      مهفهف القدِّ.. أكحل
      جفونه ناعماتٌ
      والقلب كِسرةُ جندل
      بيبي!! عشقناك عشقاً
      من بعضه قيس يذهل
      بعد المحيط.. خليجٌ
      هفا... فهام.. فهرول
      ماذا تريدُ؟! فانا
      كما ستأمر نفعل
      تريدُ سلماً وأرضاُ؟!
      هذا من العدل أعدل
      تريدُ نسف بيوتٍ؟!
      أهلاً.. وسهلاً... تفضل
      خذ الصغار ضحايا
      على مذابح هيكل
      وان أردت كباراً
      فكل شيخٍ مبجل
      أو رمت نزع سلاحٍ
      من شرطةٍ... فتوكل
      وان أردت احتلالاُ
      مجدداً... فقمْ احتلْ
      هذي «يهوذا»… وهذي
      السامرا... فتجول
      بستان جدك «ياهو»
      وجد جدك... «حزقل»
      وبنت عمك سارا
      وجدها الحبر «هرزل»
      وان تضق بك أرضٌ
      فلا تضق... وتوغل
      النيل كم يتمنى
      لو جئته... تتغسلْ
      وفي الفرات حنينٌ
      لبشرةٍ هي مخمل
      ونحن فوق أراضـ
      يك عصبةٌ تتطفل
      فان رضيت... بقينا
      وان غضبت... نرحل
      وان أشرت... أكلنا
      وان نجع... نتوسل
      بيبي!! حناناً بشعب…
      من لاعج الحب.. أعول
      وأنت تقسو... وتجفو
      كغادةٍ قلبها ملْ
      أرفق بنا… وتذكرْ
      كم جر عشق لمقتلْ
      قال رسول الله صلى الله عليه واله
      ( اذا ضاعت الامانة فانتظروا الساعة )
      ===========
      في البخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قبل الساعة سنون خداعا ، يصدق فيهن الكاذب ، ويكذب فيهن الصادق ، ويخون فيهن الأمين ، ويؤتمن الخائن ، وينطق فيهن الرويبضة .[ ص: 681 ] قالوا : هو الرجل التافة الحقير ينطق في أمور العامة ، كأنه ليس بأهل أن يتكلم في أمور العامة فيتكلم .
      =============
      =============
      الكذب آفة تهدم المجتمعات !!!
    • اللهم ارحمه برحمتك.... ووسع مدخله....اللهم تجاوز عن ذنوبه .. واغفر له...
      اللهم ارحمه برحمتك.... ووسع مدخله....اللهم تجاوز عن ذنوبه .. واغفر له...
      اللهم ارحمه برحمتك.... ووسع مدخله....اللهم تجاوز عن ذنوبه .. واغفر له...
      اللهم ارحمه برحمتك.... ووسع مدخله....اللهم تجاوز عن ذنوبه .. واغفر له...
      اللهم ارحمه برحمتك.... ووسع مدخله....اللهم تجاوز عن ذنوبه .. واغفر له...
      اللهم ارحمه برحمتك.... ووسع مدخله....اللهم تجاوز عن ذنوبه .. واغفر له...
      اللهم ارحمه برحمتك.... ووسع مدخله....اللهم تجاوز عن ذنوبه .. واغفر له...


      مناجاة مؤثرة من عبد ضعيف لـ مولاه الرحيم العظيم


      رحمه الله و غفر له و وسع في قبره و جعله روضة من رياض الجنه
      و جميع موتانا و موتى المسلمين









































      قال رسول الله صلى الله عليه واله
      ( اذا ضاعت الامانة فانتظروا الساعة )
      ===========
      في البخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : قبل الساعة سنون خداعا ، يصدق فيهن الكاذب ، ويكذب فيهن الصادق ، ويخون فيهن الأمين ، ويؤتمن الخائن ، وينطق فيهن الرويبضة .[ ص: 681 ] قالوا : هو الرجل التافة الحقير ينطق في أمور العامة ، كأنه ليس بأهل أن يتكلم في أمور العامة فيتكلم .
      =============
      =============
      الكذب آفة تهدم المجتمعات !!!