مسقط - ناصر الشعيلي

هل فعلا سيحمل ممثلو الطيران العماني (أسئلة واقتراحات ومطالبات حضور الجلسة الرمضانية بغرفة تجارة وصناعة عمان) إلى الإدارات العليا حسب زعمهم لتكون محمل التطبيق والتنفيذ، والتي جاء على رأسها (منع الخمور على متن الرحلات، وخفض اسعار التذاكر للرحلات الداخلية، والاهتمام بالكفاءات العمانية العاملة في الطيران العماني) أم أن هذه المُطالبات ستكون حبيسة الأدراج، وستعلق في طابور الانتظار بحجة الدراسة والنظرة المستقبيلة.

حيث كشف مدير عام مبيعات الطيران العماني عبدالرزاق الرئيسي، والمدير الإقليمي ميثاء المحروقية عن الكثير من الأوراق والملفات بكل شفافية وبكل صراحة هادفين من وراء ذلك إلى فتح باب النقاش مع الحضور من أجل مشاركتهم في وضع مقترحاتهم الرامية إلى تطوير سياسية الشركة.

مشوار الإنجاز

بدأ عبد الرزاق بن جمعة الرئيسي حديثه عن إنجازات الطيران العماني في العامين الفائتين قائلا: شهد الطيران العماني تطورات عديدة بدخول أسطول جديد من طائرات الإيرباص 330 كما زاد عدد طائرات أسطول البوينج 737 الى 15 طائرة وأضاف: لدينا حالياً 6 طائرات إيرباص وواحدة سنقوم باستلامها العام المقبل وطائرتان من نوع اي تي آر تستخدم في الرحلات المحلية لشركات النفط ولمحافظة مسندم.

وحول الخطوط قال الرئيسي: إنه تم افتتاح خطوط جديدة طويلة المدى وقصيرة، ففي أوروبا تم افتتاح 4 محطات وهناك المزيد وسنتحدث عنه لاحقا أو في الوقت المناسب، كما تم فتح خطوط في الشرق الأقصى في تايلاند وكوالالامبور، وفي القارة الهندية تم افتتاح 10 محطات في كولومبو والمالديف بالإضافة الى دول الخليج حيث يُسير الطيران العماني رحلات يومية إلى معظم دول الخليج.

شعار الطيران

وأضاف مدير عام مبيعات الطيران العماني: لقد شاهدتم تغُير شكل وشعار الطيران العماني ليواكب صناعة الطائرات في العالم وهذا لم يأتِ من فراغ وإنما يتم بعد إجراء دراسات وأخذ جميع الاعتبارات لتطوير الشركة في اللون والمظهر وكذلك تم تغيير زي المضيفين والمضيفات، وكذلك تعد شركة الطيران العماني من أوائل الشركات التي تستخدم الهواتف النقالة والإنترنت على متن طائرات إيرباص 373 وهذا شيء نفتخر به بعد أن وصلنا إلى هذا المستوى مقارنة بشركات عالمية موجودة منذ مئات السنين وأقول نحن بدأنا من حيث انتهى الآخرون.

وأشار الرئيسي إلى أن الطيران العماني من أوائل الشركات التي خصصت 4 مقاعد في الدرجة الأولى والمقاعد المصممة لضمان الراحة القصوى للمسافر، وكذلك لدينا 6 مقاعد فقط في طائرات الإيرباص وفي أغلب الشركات هناك 12 مقعدا، وهذا يدل على أننا جئنا بشيء جديد لإتاحة الراحة والمتعة في السفر على متن الأسطول العماني.

وأضاف مدير عام مبيعات الطيران العماني: الهدف من التوسع وزيادة عدد محطات الوصول هو تنشيط السياحة وإظهار اسم السلطنة في جميع المحافل والدول ونحن نُعتبر سفراء للدولة فبالإضافة إلى السفارات العمانية الموجودة في دول العالم، نُحلق بهذا الشعار في جميع وجهات العالم بالاشتراك مع وزارة السياحة، وطبعا بلا شك نحن نكمل بعضنا البعض ودائما نشارك الوزارة في جميع المناسبات والفعاليات الدولية للتعريف بالسلطنة وما فيها من مقومات.

الخطط المستقبلية

وحول الخطط المستقبلية للطيران العماني قال الرئيسي: نحن بصدد زيادة عدد وحدات الأسطول ومن المتوقع أن نتسلم طائرات للاستخدام الإقليمي من نوع اي تي آر وستستخدم هذه الطائرات في السلطنة بالإضافة إلى دول الجوار، وتتكون من حوالي 75 مقعداً ومجهزة بمستوى الرفاهية نفسه الموجود في الإيرباص، وبالإضافة إلى ذلك سنبدأ من العام 2014 في تسلُم الطائرات الجديدة من البوينج 787 وعددها 6 طائرات، ونتسلم طائرتين كل عامين حتى العام 2018، وكذلك لدينا خطط للمحطات الجديدة منها ما سيُفتتح هذا العام أو شهر سبتمبر المقبل، حيث ستبدأ رحلات مباشرة الى مدينة الدمام يوميا وإلى كاتمندو بواقع 4 رحلات في الأسبوع وفي ديسمبر المقبل ستبدأ الرحلات الى ميلانو بإيطاليا بواقع 4 رحلات أسبوعية.

وأضاف: هناك تعديلات أيضاً سيشهدها مطار مسقط الدولي حيث سيتم تخصيص 20 كاونتر فقط للطيران العماني منها الدرجة الأولى ورجال الأعمال كما أننا بصدد افتتاح قاعتين مخصصتين فقط لركاب الطيران العماني وهذا غير موجود اليوم حيث نشارك كل الشركات الموجودة، وبالنسبة لقاعة الدرجة الأولى فسنقدم فيها خدمة الليموزين وسيكون المصعد إلى الطابق الأرضي حيث سيتم نقل المسافرين إلى سيارة تنقلهم إلى باب الطائرة وكذلك في العودة، وفي العام المقبل هناك خطط ودراسات جدوى لافتتاح 9 محطات جديدة في أوروبا وشرق آسيا وبعد الانتهاء من الدراسات سيتم الإعلان عنها.

وأشار الرئيسي إلى أن كل الخطوط يتم افتتاحها بعد دراسات متعمقة تعتمد على أرقام وأضاف: المجال مفتوح ونأخذ في الاعتبار عدة دول ونراجع دراسات الجدوى ونحاول ان نصل إلى كل نقطة ممكنة.

معايير الخطوط

وحول الأولويات في اختيار المحطات الجديدة قال مدير عام مبيعات الطيران العماني: اخترنا كاتمندو لأن الأوروبيين في أغلب الأحوال يحرصون على زيارتها مع المالديف للسياحة والهدف أن نأتي بالسياح الأوروبيين إلى السلطنة ليقضوا فيها عدة أيام ثم يذهبوا إلى وجهتهم التالية، ونعمل حاليا على حزم سياحية بالاشتراك مع وزارة السياحة ونأتي بالسياح من أوروبا الى السلطنة وبعدها يتجهون الى بانكوك أو باقي الوجهات السياحية حسب اختيارهم، وقد خصصنا 12 ألف مقعد من أجل الترويج للسلطنة في هذه الحزم السياحية والتي بدأت من أبريل الفائت وتنتهي في سبتمبر المقبل، ويمكن القول أن الاستفادة لم تكن كاملة ولم نصل للهدف الذي ننشده ولكن سنجتمع لنراجع إخفاقاتنا ونتعلم من الدرس.

وأشار الرئيسي إلى وجود رحلات مباشرة بين الدول العربية ومنها رحلات يومية إلى مصر و4 رحلات أسبوعية إلى بيروت وعمّان وقال: إن دمشق ستكون في الخطط المستقبلية أما تونس فنجري بشأنها دراسات جدوى للتأكد من أن الطائرة لن تعود من هناك فارغة بلا ركاب.

ونفى الرئيسي ما جاء على لسان أحد الحضور حول احتكار الطيران العماني للرحلات الداخلية وقال: إن هذه توجهات الدولة التي تقرر ما يجب القيام به.

أسعار التذاكر

ورداً على ارتفاع اسعار تذاكر السفر الى صلالة قالت المدير الإقليمي بالسلطنة ميثاء المحروقية: أسعار صلالة معقولة وفي متناول الجميع وهي تتحدد طبقاً للمسافة والوقت الذي تستغرقه الرحلة وهو ساعة و20 دقيقة والطيران قليل التكلفة لا يوفر وجبات ويتقاضى رسوما أكبر على الوزن وهكذا ولهذا تختلف استراتيجيات التسعير من شركة الى أخرى.

التعمين بالطيران

كما تحدث سعادة خليل بن عبدالله الخنجي عن الطيران والكفاءات والتعمين وقال في البداية: تذكرت الرئيس التنفيذي السابق للطيران العماني المرحوم زياد الحرمي -رحمه الله- وكان له الفضل الكبير في إنجازات كثيرة تحققت، والآن أنا فخور بأن الطيران العماني فيه كفاءات مثل عبد الرزاق وميثاء، ونسبة التعمين بلغت 70 في المئة وكل الموجودين كفاءات نادرة ودائماً أقول إذا كانت التنمية لا يصاحبها تشغيل للقوى العاملة الوطنية فلا داعي لها، والآن ترى العمانيين موجودين في الطيران العماني من الطائرات الى مختلف التخصصات ونتمنى ان يتطور الجيل التالي ليصل الى تولي منصب الرئيس التنفيذي .

أسئلة الحضور

تنوعت أسئلة ومداخلات الحضور في الأمسية فهناك من تحدث عن ضرورة إلغاء تقديم المشروبات الروحية على متن طائرات الشركة أو تساءل عن التسهيلات التي منحت للإدارة الجديدة للشركة في العامين الفائتين، ومنها طالب بتوضيح معنى شعار الشركة الجديد.

وأحد الحضور وجه سؤالاً عن التعمين قال فيه: هل هناك مسارات أفقية ورأسية بالنسبة للكادر العماني في الطيران العماني، يتحرك أفقياً بحيث يشمل كل الوظائف ورأسياً الى المناصب الرئيسية؟ وهل هناك خطط تدريبية لتلبية الاحتياجات الرئيسية لجميع القطاعات؟

وأجاب مدير عام مبيعات الطيران العماني عبد الرزاق بن جمعة الرئيسي بقوله: إن حكومة السلطنة انسحبت من طيران الخليج وتغيرت الاستراتيجية بعد ذلك، وكانت في البداية مساندة لطيران الخليج كمساهمين وبعد الانسحاب اتجه الدعم بالكامل الى الطيران العماني.

وحول الشعار أوضح الرئيسي أنه عبارة عن دخان اللبان وهو موجود بوضوح على شاشات الإيرباص وبالنسبة للألوان فإن الذهبي يرمز الى الرمال الشرقية والفضي للفضيات المشهورة بها السلطنة والتركواز يرمز إلى البحر، وعن التدريب والتوظيف قال الرئيسي: إن هذا الأمر من اختصاص جهات أخرى في الشركة ولا يستطيع تقديم إجابة شافية حوله.

وتواصلت الأسئلة، وأحدها حول عدم وجود مدير سفريات عماني متخصص بينما تساءل أحد الحضور عن وجود مطار للرحلات الداخلية وعن عدد الطائرات التي سيتم تدشينها لتشغيل المطارات الجديدة خاصة وأن مطار أدم بدأ المرحلة التجريبية الخاصة به، وكيف ستكون أسعار تذاكر السفر وهل ستختلف عن صلالة؟

وأضاف: قبل 5 أشهر كان هناك بركان آيسلندا الذي تسبب في خسائر لشركات الطيران في العالم، وقد اعلنت أغلب الشركات عن تفاصيل الخسائر والبيانات ونرى أنه لم تكن هناك بيانات حول حجم الخسائر والاستراتيجية التي سيعمل من خلالها الطيران العماني.

ورد مدير عام مبيعات الطيران العماني مشيراً إلى أن المطار الحالي سيُخصص مستقبلاً للرحلات الداخلية بعد الانتهاء من أعمال التطوير وبالنسبة لعدد الطائرات سيدخل لدينا أسطول بري من الطائرات التي تتسع لـ 75 شخصاً تستخدم في الرحلات الداخلية أو الى الدول القريبة، ومطار أدم لم يُعلن عنه حتى الآن كمطار تجاري الا أننا بمجرد الإعلان سنبدأ في تنفيذ التشغيل.

وأشار الى ان الشركة تقوم بإرسال عدد من خريجي الثانوية العامة الى الخارج في بعثة تعليمية تتحمل 75 في المئة من كامل تكاليفها حتى يتخرج الطالب وهذه البعثات لا تتم بشكل سنوي وإنما حسب الاحتياجات.

وحول بركان آيسلندا قال الرئيسي: حسب علمي نحن من أولى الشركات التي وفرت للركاب أثناء الأزمة فنادق للإقامة وبلا تردد، بينما كانت الشركات الأخرى مترددة في ذلك ثم سلكت أغلبها مسلك الطيران العماني نفسه وقد وفرنا السكن لكل العالقين حتى افتتاح المطارات وتسيير الرحلات.

وحول قدرة الطيران العماني على المنافسة العاليمة قال عبد الرزاق: نحن تجاوزنا الكثير من الذين بدوا قبلنا، والحمد لله إنجازات الطيران العماني وصلت إلى العالمية، ولن نتراجع للوراء بإذن الله.