الأخذ بالأساليب الحديثة في الزراعة وتربية الحيوانات هو دليل على حرص المزارع والمربي على مواكبة التطور التقني الذي يشهده عالمنا في شتى المجالات وعلى جميع الأصعدة وخاصة في مجال الزراعة والتي تشهد يوما بعد يوم الكثير من الاختراعات التقنية والتي جاءت لتساعد المزارع والمربي على تحسين العمل الزراعي والتربية بصورة أفضل وتوفيرا للوقت والجهد في العمليات الزراعية التي يقوم بإجرائها واستخدام الميكنة الزراعية يسهل إجراء العمليات الزراعية المختلفة في أسرع وقت ممكن وبكل يسر وسهولة حيث حلت الميكنة الزراعية واستخداماتها المتنوعة محل القوة اليدوية والحيوانية في معظم العمليات الزراعية في السلطنة وبشكل مكثف في الزراعة، فالجرارات يتزايد استخدامها في الحرث وتفتيت التربة وتسوية الأرض المزروعة وتستخدم الدواسات الميكانيكية في درس القمح وحتى عهد قريب كانت المياه ترفع من الآبار بواسطة الجهد العضلي للإنسان أو ما يسمى بالمنجور أو بواسطة الساقية التي تجرها الحيوانات والآن حلت محل معظمها المضخات المائية التي تدار بالوقود.

وكان القمح في الماضي يطحن في القرى بالأيدي ويعصر قصب السكر بواسطة عصارات تديرها الحيوانات ولكن الآن بفضل التقدم التكنولوجي حلت بدلا عنها المطاحن والعصارات الميكانيكية التي تدار بالديزل أو البترول وحتى الكهرباء، وبعض المزارع الخاصة الكبيرة والحكومية تستغني عن القوى العاملة اليدوية بتوفير أجهزة الري الحديثة مثل الري بالتنقيط أو الرش.

ولم تعد الميكنة الزراعية قاصرة على ضخ المياه من الآبار ودرس القمح بل دخلت في جميع العمليات الزراعية ابتداءً من حراثة الأرض وتسويتها مرورا ببذر البذور وجز الأعلاف وحزمها على شكل لفائف حتى تكون جاهزة للتخزين انتهاء بتقليع البطاطس وغسل الجزر والخيار وغيرها من الاستخدامات الأخرى المتميزة.

وإيمانا من وزارة الزراعة والثروة السمكية بأهمية الأخذ بالتكنولوجيا المتقدمة في الزراعة فقد قامت بنشر الميكنة الزراعية بين المزارعين في مختلف أرجاء السلطنة بهدف تحقيق مجموعة من الأهداف من أهمها: خفض تكاليف الإنتاج، وتشجيع المزارعين من خلال توفير المستلزمات الحديثة للإنتاج الزراعي والحيواني، وتدريبهم على استخدامها لتطوير الكفاءة وتحسين الإنتاج الزراعي كمّاً ونوعاً، وتعمل وزارة الزراعة والثروة السمكية على توفير الكثير من المعدات والأدوات المساعدة في العملية الزراعية للمزارعين في السلطنة وتوفر هذه الخدمات في كل المناطق عن طريق مراكز التنمية الزراعية المنتشرة في جميع أنحاء السلطنة.

ناصر المجرفي

nasarito@hotmail.com