مسقط - خميس السلطي

أحمد بن حافظ العامري، اسم إعلامي متميز أَلِفَهُ كل بيت عماني، من خلال إطلالته اليومية علينا، ضمن نشرات الأخبار الرئيسية في تلفزيون السلطنة، ولا تكاد هذه الإطلالة ترسم ملامحها على الشاشة الصغيرة إلا ويأخذنا بصوته الرائع إلى عوالم إخبارية متنقلة بين محطات عديدة.

وبعيدا عن أجواء المذياع والشاشة الصغيرة يطلعنا العامري على بعض مفردات حياته اليومية، تلك التي تتعلق بعلاقته الوثيقة بشهر رمضان المبارك، الذي ننتظره بكل لهفة وشوق، لما له من فضائل وبركات.

وتتجسد عند العامري صور متعددة لهذه الفضائل والبريكات فيسردها علينا بقوله: رمضان هو شهر العبادة والمغفرة والرضوان، وهو أفضل الشهور، وفيه عبادة من أعظم العبادات، إلا وهي فريضة الصيام، التي يتعلم منها المسلم الكثير من الفضائل كالصبر على الجوع والعطش، والإحساس بما يعانيه اخوانه الفقراء، وفيه تتجسد جوانب الخير والإحسان إلى الناس، لأن من شروط الصيام عدم الخوض في ما يكدر صفو الناس، والصيام ليس معناه الامتناع عن الأكل والشرب فقط، ولكن يجب على المسلم أن يمتنع عن المحظورات كلها منذ طلوع الشمس إلى غروبها، كما تكثر فيه العبادات وتحسن فيه الطاعات، وهو شهر محاسبة النفس وإرجاعها إلى رشدها وإلى طريق الهداية.

* روحانيات

ويحدثنا العامري عن الروحانيات الرائعة التي تخص مجتمعنا العماني خلال هذا الشهر فيقول: مجتمعنا العماني كغيره من المجتمعات الإسلامية تتجسد صور الروحانيات فيه من خلال الاستعداد لهذا الشهر الفضيل منذ أول لحظة يتم فيها الإعلان عن ثبوت رؤية هلال الشهر، وذلك من خلال إقامة صلاة التراويح والتهجد، وقيام الليل في جماعات، حيث تجد المساجد عامرة بالمصلين والمتهجدين، وتكثر في هذا الشهر الفضيل حلقات العلم وتقام الدروس الدينية التي تدعو إلى الفضيلة والمسابقات الدينية في مختلف القرى والولايات بمحافظات ومناطق السلطنة.

* فروقات بسيطة

وللمذيع أحمد العامري رؤية مبسطة حول التغير الذي طرأ على المجتمع في هذا الشهر الفضيل فيقول: التغير في استقبال الشهر الفضيل في السلطنة بين الماضي والحاضر ليس كبيرا، ولكن هناك بعض الفروقات البسيطة، فالقنوات الفضائية التي ازداد عددها بشكل كبير شدت الناس فجعلتهم يتحلقون حولها بدل أن يلتقوا ويجتمعوا مع بعضهم، خاصة وأنها تتسابق خلال هذا الشهر لعرض الكثير من المسلسلات والبرامج، ومثل هذا الأمر لم يكن موجودا في السابق فقد كانت العوائل تجتمع مع بعضها البعض على الإفطار وتتناول القهوة بعد صلاة التراويح وتتزاور فيما بينها.

* ذكريات

وللذكريات في هذا الشهر المبارك طعم خاص لدى العامري إذ يقول: أصور هذه الذكريات في الاجتماع الجميل بين أفراد القرية في المسجد، حيث يأتي كل شخص بما لديه من وجبات تم إعدادها في المنزل، ويلتقي الجميع في مشهد جميل يبقى راسخا في الذاكرة.

ومن أجمل المواقف عملية تبادل الوجبات بين السكان قبل الإفطار وأيضا الزيارات التي يقوم بها الناس بعد صلاة التراويح حيث يتم تبادل الزيارات كل ليلة وهكذا إلى نهاية الشهر.

* واجبات عائلية

ويرى العامري أن لنا طقوسا لا نستطيع تجاوزها خلال هذا الشهر، غير أنه لايطلق عليها لفظ طقوس وإنما يذهب إلى أبعد من ذلك بقوله: ليست هناك طقوس معينة، بل هي واجبات، أحافظ على ادائها في الشهر الفضيل، ومن أبرزها كثرة زيارة الأهل والأصدقاء، ورغم طبيعة عملنا في الإذاعة والتلفزيون التي تأخذ القدر الأكبر من وقتنا، إلا أنني أحاول بقدر الإمكان أن أقسّم وقتي، بحيث يتسنى لي أن أكون قريبا من العائلة بشكل كبير، وأيضا أحرص على المشاركة في الأنشطة الرياضية، التي أمارسها يوميا بعد صلاة التراويح.

* طبق المكبوس

وحين سألناه عن أهم الوجبات الرمضانية التي يفضلها قال العامري: كل الوجبات العمانية مفضلة لدي ولكن الوجبة المميزة عندي هي مكبوس الدجاج.

* علاقة قوية

وفي نهاية المطاف حاولنا الدخول بطريقة غير مباشرة لاختصاص العامري ومدى علاقته بالمذياع والشاشة الصغيرة فقال: العلاقة قوية جدا وهي لاتختلف عن الأشهر الأخرى، حيث إنني أحرص على تقسيم وقتي بين الإذاعة والتلفزيون بحيث أعطي كل جهاز حقه من الوجود، مع أن وجودي أمام المذياع يأخذ نصيب الأسد وتبقى للإذاعة والتلفزيون جماليتها الخاصة معي أنا، بحيث أصبحت أحس بجماليات الشهر الفضيل وأنا اتنقل بين المذياع والشاشة الصغيرة.