كشف جينة تزيد من نزعة

    • كشف جينة تزيد من نزعة

      كشفت دراسة تنشر نتائجها اليوم الجمعة في مجلة ساينس عن وجود جينة تفسر الفروقات في ردات الفعل بين الاشخاص امام المصاعب الكبرى في الحياة فتولد لدى البعض مشاعر الكآبة والحزن ولدى البعض الاخر الانهيار العصبي.

      وللتوصل الى هذه النتائج قام فريق طبي من علماء النفس وعلماء الوراثة بدراسة مجموعة تمثيلية من 847 نيوزيلنديا من مواليد السبعينات وجرت متابعتهم منذ الولادة وحتى سن البلوغ. وقد نجح الباحثون في ابراز الرابط بين الضغط النفسي والجينة الناقلة لمادة السيروتونين "5-اتش.تي.تي".

      والسيروتونين هي بمثابة ناقل عصبي في المخ لمادة كيميائية تكمن وظيفتها في نقل رسالة بين الخلايا الدماغية العصبية. والمورثة الناقلة تتمثل في نسختين، "قصيرة" و"طويلة". وساعدت الدراسة على تبيان ان النسخة القصيرة تتسبب بحالة ضعف امام الارهاق العام بينما توفر النسخة الطويلة حماية امام تلاحق الاحداث التعيسة.

      وتمكن الباحثون حتى من اثبات ان الاشخاص الذين يملكون جينة بنسخة قصيرة هم اكثر ضعفا وتعرضا للاكتئاب والانهيار النفسي من الاشخاص الذين يملكون نسخة طويلة. وكل شخص يملك نسختين من جينة 5-اتش.تي.تي. وشملت هذه الدراسة 847 نيوزيلندي، 17 % منهم (147 شخصا) لديهم النسخة القصيرة وهي المورثة التي توفر ادنى حماية، و32% (265 شخصا) لديهم النسخة التي توفر اكبر قدر من الحماية.

      وهكذا فان 33% من المشاركين في الدراسة ممن عاشوا مراحل مرهقة ويملكون نسخة قصيرة من جينة 5-اتش.تي.تي عانوا من الانهيار العصبي. اما اولئك الذين يملكون نسختين قصيرتين، فقد عانى 43% منهم من الانهيار بينما لدى الاشخاص الذين يملكون نسختين طويلتين فلم يشكوا سوى 17% من الانهيار العصبي.

      وهذه الفروقات تساعد على تحديد ما اذا كانت الاحداث المرهقة تولد ام لا، حالة انهيار لدى شخص معين وان كان الدور الذي تلعبه الجينة في محاربة الانهيار العصبي غير واضح تماما، كما قال المشرف على كتابة المقال تيري موفيت، من جامعة اوتاغو في نيوزيلندا.

      والشخص المحبط لا يعود يهتم بشيء ولا شيء يثير انتباهه كما يغيب لديه اي شعور بالانشراح او لذة في الحياة. وتنخفض ايضا همته في العمل وكذلك في المنزل الى حد كبير.

      تحياتي |e