فشل سياسة أوباما في السودان أخبار الشبيبة

    • فشل سياسة أوباما في السودان أخبار الشبيبة

      * مشكلة ليست في أن الإدارة الأمريكية مشغولة جدا لدرجة أنها لا تجد الوقت الكافي "لتصمم"سياسة تجاه السودان ولكن في أن الإدارة الأمريكية لديها "نصف دستة"من السياسات تجاه السودان أغلبها متعارفة الأهداف.

      نيكولاس كريستوف

      عندما كان الرئيس أوباما يشق طريقه نحو البيت الأبيض انتقد الجمهوريين لعدم فعلهم ما يكفي بشأن دارفور، وأصر حينها أنه كان ليجعل من السودان أولوية. بل قال لي في مقابلة أجريتها معه في العام 2006 إن ما فعلته أمريكا لم يكن كافيا. وأضاف لهذا القول توكيده على أن واشنطن كانت بحاجة الى جهد دبلوماسي مستدام للضغط على السودان.

      رغم هذا، يشرف الرئيس أوباما هذه الأيام سياسة أمريكية بخصوص السودان هي سياسة متناقضة وغير متماسكة، وواضح أنها فاشلة. وهناك خطر يتفاقم يتمثل في أن السودان سيكون مسرح أعنف وأشرس حرب في العالم في العام 2011، وربما يكون السودان أيضا مسرحا لسلسة جديدة من الإبادات الجماعية. وهذا ليس خطأ أمريكا، لكن أمريكا أيضا لا تستخدم كل ما في جعبتها لمنع حدوث هذا.

      والمؤكد هو أن أوباما لديه وفرة في الأولويات الأخرى بخلاف السودان. والمؤكد هو أن السودان الآن فوضى في فوضى، وما من حلول تامة وناجعة. ولا يتوقع أحد أن يخصص أوباما الكثير من وقته للسودان. لكن المشكلة ليست هي أن الإدارة الأمريكية مشغولة جدا لدرجة أنها لا تجد الوقت الكافي "لتصمم" سياسة أمريكا تجاه السودان، لكن المشكلة هي أن الإدارة الأمريكية لديها "نصف دستة" من السياسات تجاه السودان، أغلبها متعارضة الأهداف.

      وكما جاء في البداية على صفحات مجلة فورين بوليسي (السياسة الخارجية) الأمريكية، هناك عدد من التوصيات المتنافسة بخصوص السودان على مكتب الرئيس أوباما، وذلك يعكس بلا شك الانقسام داخل الإدارة الأمريكية حول المسألة السودانية. وإحدى هذه التوصيات، وهي تأتي من قبل وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ومبعوث أوباما للسودان الجنرال سكوت جراتيون، تركز – وهو الأمر الواضح- على أسلوب "الجزرة والحوار" المتواصل. وهناك توصية أخرى تقول بها سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، صاحبة أطول الخبرات الأمريكية في الشأن السوداني، تطالب بنهج أمريكي أكثر صرامة.

      كما أرسلت 68 منظمة خطابا مشتركا لأوباما تطالبه فيه أن يعمل بجهد أكبر لمنع وقوع جولة جديدة من الحرب في السودان. لكن أوباما شبه غير متصل ولا متواصل مع المسألة بمقدار كبير، وإدارته كانت أقل نجاحا من إدارة بوش في حمل السودان على تغيير سلوكه.

      أما المفاجأة فهي أن حرب السودان الأهلية التي تنطفئ نيرانها تارة وتشتعل تارة قد تتجدد في وقت قريب. فبأي مقدار سيكون هذا سيئا؟ حسنا، دام آخر تكرار لتلك الحرب قرابة عشرين عاما، وراح ضحيته أكثر من مليوني نفس. وحذر دينيس بلير، الرئيس السابق للاستخبارات القومية، حذر هذا العام من أن المكان الذي يواجه أكبر تهديد بوقوع إبادة جماعية أو عمليات قتل جماعية هو جنوب السودان.

      ويعلم قرائي أني لم أكن معجبا بالرئيس السابق جورج بوش، لكن لا بد أن أعترف أن أحد إنجازاته الكبيرة رغم كل غرائبه، كان إنجاز اتفاق السلام 2005، والذي أنهى الجولة الأخيرة من الحرب الأهلية. فلقد مهد هذا الاتفاق للاستفتاء الذي سيتم في يناير المقبل، والذي سيقرر فيه جنوب السودان مصيره.

      ومن المتوقع أن يصوّت سودانيو الجنوب بأغلبية ساحقة لصالح الانفصال عن السودان. لكن في الجنوب يقع معظم نفط السودان، والشمال عازم ومصمم على ألا يخسر آبار النفط التي تقود اقتصاد الأمة وتدفعه للأمام. وكانت إدارة أوباما جربت الجزرة أكثر مما جربت العصا، في نهجها مع السودان، وكانت محقة في التواصل مع الخرطوم. فلقد استردت الإدارة بهذا إمكانية إصدار التأشيرات الأمريكية في السودان، وكانت هناك بعض النجاحات في مبتدأ الأمر. على سبيل المثال، تمكنت بعض جماعات المساعدات الدولية والتي تم طردها في وقت سابق، تمكنت من العودة الى دارفور حيث كانت تعمل، رغم أنها عادت في شكل مختلف. لكنها عادت. وأصبحت دارفور لفترة من الزمن أكثر هدوءا.

      لكن في الشهور الأخيرة القريبة شدد السودان من مواقفه، ربما لأنه رأى أنه لا يدفع ثمنا مقابل تصرفاته الخاطئة (وأيضا لأنه رأى أن هناك سقفا للمكافآت والجوائز التي ينالها حال تحسن سلوكه وتحركاته). ويمكن القول إن بوش، رغم كل أخطائه، ورث حرباً في السودان، فخطط ليحول تلك الحرب الى سلام. أما أوباما فقد ورث سلاما في السودان، لكنه سلام قابل لأن يتحول الى أشرس وأعنف حرب في العالم في العام 2011.

      وقد أرسلت إدارة أوباما منذ فترة وجيزة السفير السابق المحنك برينستون ليمان، ليقود فريقاً على أرض الواقع في السودان. وهذا أمر مفيد، لكن واشنطن في مقدورها أن تفعل المزيد والمزيد. يمكنها أن تدعم وتساند قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، ويمكنها العمل على أعلى مستوى مع مصر والصين وبريطانيا والقوى الأخرى لتمنع وقوع حرب جديدة. والخطوة المفيدة هي أن يتم وضع كل هذا في مسؤولية نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن، على الأقل طوال الستة الشهور المقبلة.

      كما يجب أن تتناول الجمعية العمومية للأمم المتحدة في اجتماعها المقبل ملف السودان، حيث ستكون تلك هي آخر فرصة لتناول الموضوع من مستوى رفيع قبل أن يتم البدء في الاستفتاء في السودان حول انفصال جنوب البلاد عن الخرطوم. وهناك الكثير من الأسباب الوهمية لتوجيه الانتقادات لسياسة أوباما الخارجية، لكن هذا سبب شرعي. ففي مكان كالسودان، يمكن أن تؤدي الممارسات الدبلوماسية الخاطئة الى ضياع مئات الآلاف من الأرواح. نيويورك تايمز – ش


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions