رسالة إلى الأستاذ طالب محمَّد
وأيضا بعض الشيء لصالح الفهدي ..
كثُرت في الآونة الأخيرة المَقالات التي تنتقدُ مُسلسل درايش، وجوبهت بعدد بسيط من المَقالات التي تلتمس العذر للمسلسل، أو للمخرج، أو للممثلين أو للكتاب، وليس هذا بغريب على ما يحدث في عُمان منذ الأزل، ينتقدُ أحد كتَّاب النتّ بعض الأعمال الحكومية، أو بعض المسؤولين الحكوميين فيتولى بعض الملكيين أكثر من الملك، الدفاع عن الحكومة وكأنما عينتهم ناطقين رسميين باسم السياسة العامَّة، وباسم السياسات الفرعية الخاصَّة كالإعلام وشؤون القبائل والمسموح والممنوع.
&&&
بدايةً دعوني أعترف لكم بشيء، أنا أحترم طالب محمَّد كثيرا، أحترم هذا الإنسان الذي صبر على وزارة الإعلام كل هذه السنوات، وعلى إنتاجه الفني الغزير الذي يحسبُ له في الفترة التي كان التمثيل والدراما في عُمان ضربا من ضروب [الحتت والفروطية] استطاع بعض الفنانين كسر الصورة النمطية الخاطئة ضد التمثيل والتي حاول البعض تمريرها، وقدموا لنا أعمالا جَميلة نذكرها منذ الطفولة ربما لأننا نشأنا عليها، أو ربما لأن الدراما آنذاك كانت أجمل وأكثر عفوية.
&&&
بعيداً عن احترامي لطالب محمد، يأتي الحديث عن تصريحِه الغريب في جريدة الزمن صباح الخامس من سبتمبر، الذي كان يصرخُ فيه بغضب هادر ــ كما صرخَ أحدٌ من قبلِه وهو كاتب هذا المقال ــ أنَّ الذين يقفون وراء النقد اللاذع أغبياء وأن هذا النقد غير مبرر؟؟؟؟ !!! يا إلهي الرحيم؟؟؟
أعتقد أنها سقطة كبيرة من طالب البلوشي، فلو كان الأستاذ طالب أحد الشباب [المفلَّع] مثلي ومثل رباعتي الذين نكتب في النت، فإنه يمكننا أن نعذر أنفسنا عندما نتكلم بهذا الأسلوب، لأننا كما تعرفون [شباب] وقد تأخذنا الحَماسة فنقول كلاماً نندم على الطريقة التي قلناها به، ونأمل لو قلناه بشكل مختلف لتصل الفكرة للآخرين بوضوح، وهذا جموح المقهور المغلوب على إعلامِه والمُهان في دراماه.
لكن هذا الرجل المعتَّق في دهاليز الإعلام يصفُ منتقدي المسلسل [بالأغبياء] يا سبحان الله؟ يعني الآلاف المؤلفة التي كتبت عشرات المواضيع، ومجموعة في الفيس بوك وصل عدد مشتركيها إلى [1600] مشارك تحمل عنوان [كارهي مسلسل درايش] كل هؤلاء أغبياء يا أستاذ طالب؟؟ وأنت تعرف جيدا ما يقوله عامة الناس عن قناة عُمان بشكل عام؟؟
&&&
بصدق يا أستاذي العزيز أما كان في اللغة متسع لتدافع عن وزارة الإعلام بشكلٍ غير ذلك؟
\ نك الآن ببساطة أثبتَّ صحة كلامَنا الذي نقولُه منذ فترة طويلة عن وزارة الإعلام وعن تصرفها تجاه انتقادات المواطن، فهي تتعامل معه بعنجهية وصلف وغرور وتشدق كما لو كانت هذه الوزارة وكان وزيرها ووكيلها يعرفان كل شيء والذي يجرؤ على المساس بانتقاد بعملهما يكون غبيا وحاقدا وأحمق، أقسم لك بالله لو خرجت للناس وقلتَ لهم [يا جماعة التصريح في الزمن كان ضغطاً من العَمل وقد اضطررت له] حينئذ الكل سيتفهم موقفك، تماما كما حدث ذات يوم في سوء فهم مع عاصم الشيدي عندما قام مالك بن سليمان بتقديم شكوى ضده في الادعاء العام، ولكنك أدرجت عنوة لفظة [منصبك الوظيفي] في التصريح، وكأنما هي رسالة شديدة اللهجة من مسؤول عسكري، لا من موظف يشغل مدير دائرة الدراما بالتلفاز، يا سلام وكأنني أسمع مالك بن سليمان يقول [بتر كل عضو فاسد] وهذا تصريح كبير، وماذا تقول أنت [درايش خمسة مستمر] انظر الفرق وستدرك أن لكل مقام مقال يا أستاذي.
مرَّة أخرى يا أستاذي وحتى لا تقول لي [لا تنه عن خلقٍ وتأتي مثلَه] أقول لك أنا واحد من المفلعة العُمانيين الشباب الذين يكتبون في الإنترنت، وليس لي تاريخ فني طويل مثلك، وعندما غضبت غضبتي تلك على الإعلام كنت أنطلق من ألمي الشديد كوني أهنتُ من قبل الإعلام، ومن قبل مسلسل درايش ومن قبل الخطاب الرسمي، وأجد لنفسي العذر، ولكن أنت الآن وعبر جريدة وتصريح رسمي سيحمل اسمك لسنوات طويل أنت الذي تأتي لنا الآن وتقول [لا تنتظروا هذا من قناة حكومية بل ابحثوا عن قناة خاصَّة]، يعني يا أستاذي الآن قررتَ أن تعترف أن الحكومة تبث رسائل بعيدة عن المجتمع في وسائلها الإعلامية؟ بصدق يا أستاذ طالب هل تعتقد أن هذا الكلام سينطلي على العقلاء الذين سيقرأون هذا المقال؟؟
&&&
أستاذي العزيز طالب محمد:
بلغ الغضب ببعض العُمانيين أن يطلبوا اعتذاراً من لدن وزير الإعلام [وزيرك] أو [وكيل الإعلام]. وغني عن الذكر أنهما سيعترفا ولو ضمنا بالخطأ، بل نعرف تَماماً وجيداً أن درايش [5] سوف يتم الإعداد له، ولكنني أبشرك، لا أظن أنكم ستتمكنون من المضي قدما به، فقد بلغ الغضب بالعُمانيين كل مبلغ، وإن كان اليوم أحد الكتاب اتخذ موقفا ورفض الكتابة، فعسى في الغد القريب أن يقاطع طاقم التمثيل هذه الرسائل البغيضة التي يتبناها للأسف عُمانيون مثلنا ويبثونها في وسائل الإعلام.
بعض العُمانيين يطلبون اعتذارا على هذه الكارثة الوخيمة ا لتي اسمها [درايش] والتي امتلأت وملأت العيون تهريجا وتملقاً ممجوجا للجهاز الحكومي وملأت العقول تحقيرا وامتهانا للإنسان العُماني متخذة من أداة [النقد] الاجتماعي وسيلة لتمرير بروباجاندا سياسية لا محل لها من الإعراب في عمل فكاهي، وليتَها نقدت بالتي هي أحسن، وإنما تفننت في إهانتنا وكأننا شعب من شعوب ما قبل التاريخ لا نزال نتعلم أبسط أدوات الحضارة مثل النار والصحون.
تقول لنا في بداية الحوار أن النقد مفيد، ثم تصف المنتقدين بالأغبياء؟ دعني أخبرك سرا يا أستاذ طالب، لعلك قرأت مقال صالح الفهدي؟ من المؤكد أنك قرأت [كيس الشتائم] الذي كالَه كيلا وكلنا نعرف من المقصود به.
حسنا ذلك المقال واضح للملأ، به اختيار موقف، شخص يحب الحكومة ويتزلف لها بوضوح ويمدحها ويذم من يذمها [وهذا موقف أحترمه لأنه واضح، شخص يقول لك أنا باغي منفعتي والذي ينتقد من أستنفع منه فسوف أهجم عليه]، ولكن هذاك صالح الفهدي يا أستاذ طالب، وأنت أرفع وأجل مكانا ومكانةً منه فيما يخص الدراما وشؤونها، فإن كان الفهدي يصف الناس في مقالِه بأحط وأقذع الصفات في بلاغةٍ كلاسيكية قديمة، ويشتمُ الآخر في دفاعه المستميت عن الحرس القديم في الحكومة حتى أن أحد مشاركي المنتديات قد وصف مقالَه بأنَّه [كيس مملوء بالزبالة] فإن كان هذا الفهدي وهذا مستواه، فهل تأتي أنتَ يا أستاذ طالب وتفعلها؟ وتصف الذين انتقدوا الأعمال بأنهم [أغبياء] أعتقد أنَّك أخطأت خطئا كبيرا في حق اسمك الفني يا أستاذي العزيز. وبدلا من أن تثبت أنناعلى خطأ، قمت ببساطة وقلت للعالم أجمع أن انتقادات الشباب العُمانيين على درايش وزارة الإعلام كانت في محلها، وهذا أسلوب من يدافعون عن هذه الأعمال، انظروا واحكموا. سنصفهم بأحط الصفات على الطريقة الفهدية، وسوف نصفهم بالأغبياء على طريقة طالب البلوشي، حسنا .. انظروا واحكموا.
هل نحن خطأ؟ وهل أكد كلامكم ذلك؟؟
لا يا أستاذ طالب، لا أنتَ ولا صالح الفهدي فعلتما ذلك، إنكما أثبتما لنا بالدليل القاطع أن هذه هي طريقة [موالي الحكومة] وهذه طريقة [مادحي الحكومة] وهذه طريقة [معيدي ومزيدي الكلام في المديح] في رفض الانتقاد، الطريقة الأولى مقال بعنوان [عجباً لأمرِ هؤلاء] ينزل في جريدة الوطن وكأنما صاحبه يشير [من في رأسه ريشه] يا جماعة نحن الآن في عصر جديد لم نعد نعبأ بحكاية الريشة، ومن كان رجلا فليقلْ بوضوح، أما الاختباء وراء أسوار اللغة ورمي الحصى كما يفعل الجبناء فهذه طريقة للأسف ليست مدعاة لاحترامٍ أو مصداقية.
&&&
أكتب هذا الكلام وبي حزنٌ شديد على شخصين كنت أحمل معزة شديدةً لهما، وصحيح أن الحكومة مغرية والكراسي مغرية وكذلك التقرب لرجال السلطة والتزلف لهم بالمديح أو تغطية السوأة التي كشفت عوارها وزارة الإعلام في مسلسلاتها التي لم تنل الرضى وإنما نالت الغضب والغيظ من تصرفات هذه الوزارة.
حيح أن كل هذا مغري، ولكن كنا نتوقع على الأقل أن البعض سيحتفظ ببعض القيمة لنفسِه، وببعض البيان لموقفٍ اجتماعي، ولكن كما قلتُ لكم للكراسي وهجها وللحكومة ومديح رجال الحكومة فوائد جمَّة، ولكن هل يغني ذلك عن موقف أصيل يقوله المرء وهو في قمَّة انتمائه للوطن دون أن تأخذه في عُمان لومة لائم؟؟ هل يغني ذلك عن ذاك؟؟
ببساطة وخاتمة:
هذه الردود العنجهية من مثقفي السلطة هي التي تجعلنا نقول الآن [بالفم المليان] أرأيتم كيف تتعاملون أنتم مع النقد؟ إن كانت أصوات شباب عُمان قد دفعتكم للشتائم ولوصفهم بالأغبياء، فماذا ستفعلون لو تحولت الأصوات إلى أفعال؟ ماذا ستفعلون حينها؟ هل ستتهمونهم بالإرهاب؟؟
وأرأيتم كيف تتعاملون مع الصوت الشاب الذي يعترض على سياسة الحرس القديم؟ صالح الفهدي يصفهم بأحط وأبشع الصفات، وطالب البلوشي يصفهم بالأغبياء، حسنا يا سادة ويا كتاب ويا كبار ويا مثقفي عُمان الأشاوس إن كان هذا مستواكم؟ وإن كانت هذه طريقتكم وأنتم الكبار ذوي التاريخ؟ فهل تنتظرون منا غير الغضب والمزيد من الغضب؟؟؟؟؟؟
تقول
المصدر : مدونة معاوية الرواحي
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions