* إن دولة ترى أن مهمتها في العالم تسويق الديمقراطية والمساواة لاتزال حتى اليوم غير قادرة على التصديق على قانون يتعلق بحقوق عادية مثل السيداو.

عزيزة الحبسية

لماذا لم توقع الولايات المتحدة الأمريكية على اتفاقية السيداو CEDAW حتى اليوم؟ لمن لا يعرف، السيداو هي اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة، التي تبنتها الأمم المتحدة منذ العام 1979، وهي تأتي كاتفاق عالمي لحماية حقوق المرأة الأساسية وهي أكثر المعاهدات الدولية التي تأتي كطريقة يمكن أن تستخدمها نساء العالم بفاعلية ليحدثن بعض التغيير في أوضاعهن.

وبالنسبة للدول التي أقرت سيداو أثبتت المعاهدة بأنها تحقق نوعا من الإيجابية في اتجاه محاربة التمييز بين الجنسين ((ضد المرأة)) وأثبتت أنها فاعلة في معالجة قضايا مثل العنف والفقر وضالة الحماية القضائية للنساء حيث وضعت الاتفاقية مفهوما للتمييز ضد المرأة ووضعت في بنودها الإجراءات التي يمكن أن تتخذها الدول لحضر التمييز في القوانين، إضافة إلى اتخاذ التدابير لكفالة تطور المرأة في الحياة السياسية وفي المشاركة وصياغة سياسات الحكومة، والمشاركة كذلك في جميع المنظمات والجمعيات، وحق المرأة كذلك في الجنسية.

ومراعاة الدول لمشاكل المرأة الريفية والقضاء على التمييز بالنسبة لها ووضع خطط لنموها والمساواة أمام القانون في الشؤون المدنية وإدارة الممتلكات وغيرها من البنود الخاصة بإصلاحات تخص المرأة وتتسق مبادئ الاتفاقية كثيرا مع السياسيات الخارجية للولايات المتحدة الآن إنها أي الولايات المتحدة لم توقع على الاتفاقية حتى الآن وهي تأتي من الدول الصناعية والمتقدمة الوحيدة التي لم توقع على الاتفاقية رغم أنه في أغسطس 2009 أقرت الاتفاقية 185 بلدا ووقعت عليها، إلا أن أمريكا بقيت معلقة القرار مع عدد صغير جدا من الدول التي لم توقع عليها من ضمنها الجمهورية الإيرانية الإسلامية وجمهورية السودان.

وترى ناشطات سياسيات في أمريكا بأن توقيع الولايات المتحدة على السيداو ستساعد الجهود والتشريعات الخاصة بحقوق المرأة مثل العنف ضد المرأة والولوج إلى الحماية القضائية إضافة إلى حقوق إنسانية أخرى وأن توقيع أمريكا على الاتفاقية سيحقق للمرأة الأمريكية الدعم الكافي ضد معاناتها للوصول إلى الحماية الكاملة لحقوقها والاعتراف بها ويرى كذلك أن التردد في التوقيع على الاتفاقية ليس له مبررات واقعية.

ورغم دفع كثير من القوى الداخلية النسائية للمعاهدة إلا أنها ظلت قابعة داخل أروقة مجلس الشيوخ الامريكي لعدم حصولها على الأصوات الكافية لتقر.

عدم توقيع الولايات المتحدة للاتفاقية مصدر استغراب الكثير من المتخصصين والعاملين في مجال المرأة في الدول العربية وفي دول غربية متقدمة أخرى حيث إنه معلوم بالنسبة للمتابعين بأن الولايات المتحدة لها أجندتها فيما يتعلق بحقوق المرأة في الشرق الأوسط وعن طريق مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية لديها مشاريع تقدر بـ40 مليون دولار أمريكي في المنطقة تتعلق بقضايا الإصلاح والقضايا التي تخص المرأة فقط وهي تعمل بجهد مشهود على تحسين الأوضاع التشريعية والقانونية والاقتصادية حسب ما هو واضح من خلال برامجها في المنطقة وهناك مشاريع تقوم بها مع المؤسسات التعليمية والاجتماعية.

وبالنسبة لمبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية فقد تم تقديم منح محلية تفوق 250 مليون دولار وتعمل على نشر مكاتبها الإقليمية لتوسيع نشاطها المتعلق تحديدا بحماية حقوق المرأة وتطويره.

وحسب ديانا كيلي مستشارة وزيرة الخارجية الأمريكية أن ميبي تأسست لخفض مستوى التوتر بين الشرق الأوسط وأمريكا بخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.

وقد قدمت الكثير من المنح التي تشتغل على الجندر والنساء منذ العام 2002 ووصلت تلك المنح إلى 350 مليون دولار منذ وقتها.

وتركز: ميبي على مؤسسات المجتمع المدني والإصلاحات التي تعنى بالنساء من نواحي اقتصادية ومن نواحي المشاركة البرلمانية كذلك.

مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية هي نموذج فقط لما تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لفرض الديمقراطية والمساواة في هذه الدول كما نستطيع أن نقر من خلال البرامج المدعومة وهناك نماذج أخرى كثيرة للدعم الذي يقدم لدول المنطقة في هذا الإطار وفي إطار مسائل تتعلق بحقوق الإنسان، لكن يبقى السؤال قائما يرى أن مهمتها في العالم تسويق الديمقراطية والمساواة ولا تزال حتى اليوم غير قادرة على التصويت على قانون دولي صادر من الأمم المتحدة يتعلق بحقوق تعتبر عادية بالنسبة لدوله تصدر الديمقراطية للعالم.. لماذا لم تصادق الولايات المتحدة على السيداو حتى اليوم؟!