* تمويل الأفراد بمبالغ تسدد كل ثلاثة أشهر وبأقساط ميسرة بعد مضي عام من تأسيس المشروع وفعاليته.

* 30 % نسبة المشاريع التي مكنت أصحابها من الخروج من مظلة الضمان الاجتماعي .

مسقط - إنتصار بنت حبيب الشبلية

بهدف تحويل الأسر المسجلة في نظام الضمان الاجتماعي والمعوقين إلى أسر منتجة تستغني مستقبلاً عن معاشات ومساعدات برنامج الضمان الاجتماعي وتساهم في نمو الاقتصاد الوطني. بالإضافة إلى رفع مستوى معيشتهم، وتعزيز شعورهم بأهمية العمل لكسب الرزق، وتعميق فكر العمل الحر لديهم ومساعدتهم في الاعتماد على الذات وبناء أسرة منتجة قادرة على الخروج مستقبلاً من مظلة الضمان الاجتماعي، ونظمت وزارة التنمية الاجتماعية (مشروعات موارد الرزق)، والتي تسعى إلى تحقيق إفادة ما يقارب مائة أسرة من الأسر الضمانية في كل عام، وفي نهاية العام يتم اختيار أفضل ثلاثة مشاريع على مستوى المنطقة لتشارك في المسابقة النهائية على مستوى السلطنة، والتي تهدف إلى تكريم أفضل ثلاثة مشاريع. (الشبيبة) التقت بعدد من المستفيدين لاستعراض تجربتهم في البدء لتنفيذ المشاريع.

** صياغة الذهب والفضة

ليلى بنت القناص البلوشية إحدى المستفيدات من مشروع موارد الرزق، والتي تمكنت من تأسيس مشروع خاص بها يتمحور حول صياغة الذهب والفضة. تقول: لقد ورثت حرفة صياغة الذهب والفضة من والدي وجدي حيث كنت أمارسها بمساعدتهم وكنوع من إشغال وقت الفراغ، وبعد أن أنهيت الدراسة شعرت بميولي تتجه إلى ممارسة حرفة الصياغة ليس لمجرد تقضية وقت فراغ، وفور سماعي عن مشروع تمويل موارد الرزق تقدمت بطلبي للوزارة. وتضيف: بصراحة كنت متخوفة من إمكانية نجاحي واستمراري في المشروع من عدمه إلا أنه وبعد تشجيع القائمين على المشروع من وزارة التنمية الاجتماعية لي وتحفيزهم عزمت على البدء، ولله الحمد أشعر أنني على الطريق الصواب وأعمالي توسعت من النقش على الجلود والخناجر والفضة، والآن أشعر باستقلاليتي في مشروعي مع استفادتي من خبرات أهلي وأسبقيتهم في ممارسة الحرفة.

كما أضافت حول أساسيات تمويل وزارة التنمية الاجتماعية لها بقولها: الوزارة أمدتني بتمويل قدره 3 آلاف ريال مكنتني من شراء بعض المستلزمات التي تتعلق بالفضيات والجلود والأصباغ الأخرى، كما أدخر جزءا منها للعودة إليه لتوفير مواد لطلبيات قد تصلني فجأة.

** تواصل مستمر

وعن تواصل وزارة التنمية معها بعد بدئها في المشروع قالت: جهود الوزارة معي أثمنها كثيرا منذ بداية بدئي في المشروع، وتصلني دعوات من الوزارة للمشاركة في المعارض المقامة، والتي تعني بعرض الحرفيات، وحتى الآن شاركت في معرض الأسر المنتجة، والمخيم السلطاني الذي أقيم في صحار إحتفاء بيوم المرأة.

كما تحدثت عن مشروعها وإقبال الناس على صناعاتها بقولها: أقوم بعرض منتجاتي في المعارض وفقا للدعوات التي تقدمها وزارة التنمية الاجتماعية لي، كما أنني أشهد إقبالا من بعض الشركات التي تطلب مني توفير كميات من منتج معين، كذلك اتساع معارفي في دول الخليج يجلب لي الزبائن، ولله الحمد إعجابهم بما أصيغ وأقدم يستدعيهم لمزيد من الطلبات.

** اهتمام بالحرفيين

عن طموحها في تطوير مشروعها الحرفي قالت: أطمح في التوسع في المشروع وتقديم كل ما يرضي الرجل والمرأة العمانية على حد سواء، والملاحظ إقبال النساء الكبير على اقتناء الفضيات والتزين بها خاصة في المناسبات. وتضيف: أتوجه بالشكر لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد –حفظه الله ورعاه- لتشجيعه للحرفين واهتمامه بالحفاظ على الموروث الحرفي العماني، ودعوته لتشجيع الشباب على الحفاظ على موروثات الأجداد من حرف ومهن. وللمسؤولين في وزارة التنيمة الاجتماعية على دعمهم لنا.

** بيع المواد الغذائية

سعيد بن طالب البلوشي أحد المستفيدين من مشروع موارد الرزق تمكن من إقامة (بقالة) لبيع المواد الغذائية يقول: الحمد لله مشروعي أصبح قائما منذ 4 سنوات، والأمور فيه تمضي بسهولة ويسر والأرباح معقولة. ويضيف: ما يميز المشروع أنه لا يوجد حوله أو على مقربة منه (بقالة) لبيع المواد الغذائية، وهذا بحد ذاته يعطي المشروع فرصة للنجاح والتمكن كونه يخدم أفرادا أكثر.

** 378 مشروعا

وفي لقائنا بمدير دائرة تنمية المجتمع ومشروعات موارد الرزق محمد بن خميس الحنشي تحدث عن نجاح مشروع موراد الرزق بقوله: ولله الحمد منذ انطلاق البرنامج في سنة 2004 هناك حتى اليوم 378 مشروعا قائما بسبب تمويل مشروع موارد الرزق، ونسبة المشاريع التي لقت النجاح من مجمل هذه المشاريع تقدر بـ70% وهذه نسبة نعتبرها جيدة مقارنة بحالات الأفراد الذين يتم تمويلهم فمنهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنهم كبار السن، وغيرهم ممن يقعون تحت مظلة الضمان الاجتماعي. فهؤلاء أشخاص تنقصهم الخبرة في العمل التجاري وكما نعلم جميعنا أن جميع الأعمال والمشاريع التجارية معرضة للربح والخسارة. بالإضافة إلى ذلك فإن المنافسة التجارية تكون أحد أسباب إخفاق المشروع أو تباطئ نجاحه الأمثل. من جانب آخر تدهور الحالة الصحية للمستفيدين من المشروع كونهم من كبار السن لا تسعفهم أحيانا في مواصلة مشاريعهم مما يؤدي إلى إغلاقها.

** 30 % خارج الضمان

وواصل الحنشي حديثه عن أهداف مشاريع موارد الرزق بقوله: ليس الهدف من المشروع التمويل المادي وإقامة المشروع من أجل الاستفادة المادية وحدها فقط إنما التوجه المعنوي والتحفيز للمستفيدين وإشعارهم بأهمية مشاركتهم في عملية الإنماء، وتعويدهم على الاعتماد على الذات، وبشكل عام هناك جوانب اجتماعية ونفسية نسعى لمراعاتها من المشروع، ونسبة 30% هي النسبة التي يمكن إعطاؤها للمشاريع التي خرجت من مظلة الضمان الاجتماعي وذلك لنجاح أصحابها في إدارتها.

وعن ما إذا كانت هناك دورات يتم تقديمها لتأهيل المتقدمين للمشاريع قبل البدء في مشاريعهم قال: هناك برامج ودورات تدريبية يتم إقامتها لإكسابهم المهارات والقدرة على البدء في مشروعاتهم وإدارتها، إلا أن العمل التجاري يعتمد بشكل كبير على الممارسة التجارية والخبرة في العمل.

** القطاع الخاص

وحول مساهمة القطاع الخاص وتفعيل دورهم قال: هناك شركات مثل شركة الغاز، وبرنامج انطلاقة يتم الاستفادة منهم في عملية تدريب المستفيدين، إلا أن القطاع الخاص بشكل عام لا يزال بعيدا عن الدعم المادي لهذه المشاريع، وهناك توجه من أجل إشراكه في المساهمة وتفعيل دوره في هذا الجانب بشكل أكبر.

وأضاف الحنشي: تمويلنا للأفراد المستفيدين والمبالغ التي نمولهم بها تعتمد على نوع، وحاجة المشروع المقدم بعد أن تتم دراستنا له بناء على تصور الشخص المستفيد وتصورنا له. وبشكل عام يتم التمويل برأس مال يقدر بـ300 ألف ريال عماني، ويتم تزويد المشروع بـ100 ريال عماني كدعم إضافي إذا تطلب الأمر لتوسيع المشروع أو إضافة لمسات جمالية وزيادة بضاعة، أو تطوير المشروع.

وفيما يتعلق بالسداد فيتم التسديد كل ثلاثة أشهر وبأقساط ميسرة بعد مضي عام من تأسيس المشروع وفعاليته.