أحمد إبراهيم
مهما قيل فيه، فالأسمر إن كان له أخطاؤه فله أمجاده، وما زلت أتذكره يوم قاد الملايين في موكبه الانتخابي وهم يهتفون يحيا أوباما ويحيا التغيير، وجاء بتغيير ولو جزئي بإدخال اللون الأسمر في البيت الأبيض، فلن نستبعد ضمن التغيير المقبول أمريكيا يوما أن يدخله عربي يهتف من داخل البيت الأبيض يحيا الحق فتحيا القدس
دخلت بيتي عائدا من سفر وكان عيد الفطر قد مشى عنه وسفرة العيد ما زالت مفترشة فيه، وها أنا اليوم أدخل الشبيبة صائما والعالم في أسبوعه الثاني بلا صوم.. ورغم عودة المعلمين والمعلمات إلى قاعاتهم، ودخول الطلاب والطالبات صفوف مدارسهم.. ورغم كل الإعلانات الرسمية والشعبية عن انتهاء الموسم الرمضاني في كل مكان ورفع الخيم الرمضانية عن كل مكان، ورغم آثار خريف الصوم ومؤشرات ربيع الفطر، رغم كل هذا وذاك، لاحقتني سفرة العيد بنكهتها، فأتساءل قرائي الأعزّاء: (أحبّتي.. ألا زالت سفرة العيد تُشهيّكم، تستهويكم، وتسكنكم، أوتقلقكم..؟ أكانت منعشة بالطاقات والشحنات فدفعتكم إلى الأمام ونحو الجياد فرسانا؟ أم أنها مرعبة بسمنة وسكّري أفزعتكم للوراء خشية أن يلدغكم من الخلف ثعبان؟)
وكما أن سفرة العيد لا تحب الفراغ كذلك عقولنا، وكما أنها بالتنوع والتشكيل كذلك عقولنا، وبما أن الطب المعاصر ينصح الأكول البدين بالصوم الصحي، وينصح الفاطر الرشّيق من المتزوجين والعزّاب بالفيتامين والكالسيوم للمفاصل والعضلات، كذلك ينصحنا العقل السليم بسفرة غنية للملف النووى.
وسفرة العيد افتقدتها هذا العام بين أبنائي، وما زلت أشعر كلما جلست بينهم وكأني سألتقي بين الجلوس بمن يجلسها رمضاني صائم وإن كان شوّاليا فاطرا، وأبنائي تلقوها السفرة كأبيهم، وكان يتلقاها كل عام سفرة جاهزة متوارثة من عائلة تقليدية متدينة، بينما جديد هذا العام على هذه السفرة هو أني وجدت بينهم ابنين كانا قد تسلّلا إليهم خلسة ولا أعرف اسمهما كأغلب القرّاء فاكتفيت باسم أبيهما اللذين اشتهرا بهما: (ابن خلدون وابن بطوطة) ابنان لا نظير لهما ضجيجا بين العرب ولا ثالث لهما شهرة بين العجم، وكانا قد جاءا وانضمّا إلى أبنائي على سفرة العيد، وسنستمع إلى ما "يقوله أحدهما"، وإلى "من أين يقوله الآخر"..! بمعنى أن ندوّن لابن خلدون كل ما قاله في مقدمته، ونرصد لابن بطوطة بعد أن نتحققّ من أين قاله في مذكرته.
وكأني بابن بطوطة وقد التقى توّا في باكستان بنجمة الهوليوود إنجيلنا جولي وهي تتجول مناطق جبلية بوادي "سوات" بين المنكوبين الباكستانيين تستغيث بالمنظمات الإنسانية: "ساعدوهم هؤلاء المنكوبين الفقراء، أطفالا ونساء وشيوخا، ساعدوهم ساعدوهم" وعندما (والكلام ما زال لابن بطوطة) انتقلت إلى الجانب الآخر من الوادي، اصطدمت بمايكرفونات (طالبان) بأوامرها ونواهيها: (اقتلوهم، لا تتركوا لهم أثرا إنهم كفار ومشركون، احرقوا سيارات الصليب الأحمر الدولي، فجروا مواكبهم ومكاتبهم، ومندوبيهم وموظفيهم أبقروا بطون نسائهم، وانحروا رؤوس رجالهم، أما إنجيلنا جولي فاذبحوها كالنعجة بدم بارد من الوريد إلى الوريد)..!
هنا قاطع ابن خلدون وهو يوثّق لابن بطوطة في مقدمته قائلا: "إن هذا الصراع هو الذي مهّد للتاريخ مقدمة 2010 غيرمقدمتي التي اشتهرت بـ(مقدمة ابن خلدون)، إنها الحرب الإيديولوجية التي اشتعلت ولم تنطفئ، وإن إسرائيل التي قالت قبل ستين سنة (لا إله، والحياة مادة)، التحق بها اليوم العالم الفيزيائي ستيفن هوكيفس بتصريح له في أكتوبر 2010 إنه هو الآخر صار يعتقد أن لا إله والحياة مادة! وأن هذا الكون إنما كوّن نفسه بنفسه فيزيائيا، وأن لا خالق وراء هذه المخلوقات ولا كائن لهذه الكائنات..! ويريد ستيفن من أبناء سفرة عيد هذا الكون القادمين منهم كابن باراك أوباما وبن يمين نتنياهو، والراحلون كابن خلدون وابن بطوطة، أن يتلقّنوا فيُلقّنوا أن (لا إله والحياة مادة)..!
فعاد وخرج ابن بطوطة عن صمته وتكلم، وطبعا يهمنا مكانه قبل كلامه، قال الرجل أنا بجوار ذلك المسجد المزمع إنشاؤه بنيويورك، جاورته وجاورت الذين يدعون للحوار والجوار، ثم انقطع وسُمع صوته من مكان آخر "أنا الآن بجوار تلك الكنيسة المزعومة التي انطلقت بحرائق كاليفورنيا بدل حدائقها، بأنها ستحرق القرآن.! ولكن الرجل (ابن بطوطة) فاجأني هذه المرة بل وصدمني عندما وجدته مستلقيا تحت لافتة كتب عليها (أنا ابن بطوطة.. أنا الذي سأحرق القرآن..!).. لم أفهم ما بين السطور فتحققت منه، نعم إنه هو، لكنه بكالفورنيا، ويتمتم بصوته: "أنا ابن بطوطة من المغرب العربي ولست من كاليفورنيا، وأنا الذي سأحرق القرآن...!"
تمعنت مليا في مقولة الابن البارّ إن كان يستحق اللقب أو نستبدله بالمرتد الضالّ، فسار يسترسل: لا تنظروني بكاليفورنيا، بل انظروا إلى أبناء الأمتين واسألوهم (هل أنتم كسبتموها المعركة، أم كسبها الطرف الآخر..؟).. قسيس مخبول ومجهول من كنيسة نكرة عرجاء بكاليفورنيا لم يكن لها خمسون مراجعا، قام مفبركا: "سأحرق".. ثم قام مفبركا "لن أحرق..!".. حزنتم لتصريحه الأول، ثم فرحتم للثاني؟.. لكنه أشغلنا وأشغل أبناءنا في العالمين العربي والإسلامي، فأقمنا الدنيا باسمه، ثم ولم نقعدها إلا باسمه..!
وهكذا قمنا بتحويل هذا المخبول إلى أعقل المجانين بهلول.! وحولنا النكرة إلى أشهر الكنائس، واستطاع القس المجهول أن يسرق أضواء الكون بوقود المسلمين، لعله رجل العام الذي نال هذا القدر من الشهرة والأضواء في ليلة وضحاها، إذ لم يعد على وجه الأرض من يجيد نطق اسم بابا كرسي الفاتيكان في روما ولا يجيد اسم تيري جونز في كاليفورنيا..! بهلولنا هذا الشمشون الخفي لا تستبعدوه أن يطل علينا بقنوات سيترقبها الملايين الذين باتوا يعرفونه فينتظرونه، نعم إنهم هم الذين كسبوا المعركة.
وينتقل بنا ابن بطوطة إلى سفرة أخرى مفترشة لكنها داخل البيت الأبيض وورثها أوباما عن سلفه بوش وقد انصرفت عليها 751 مليار دولار أمريكي، فبعد حرب استمرت سبع سنوات ونصف السنة قرر أوباما هذا العام إنهاء العمليات العسكرية في العراق دون أن يجيب على سؤالين يكون قد دونهما ابن خلدون في مقدمته 2010: "ماذا تحقق في العراق.؟ ومن انتصر في العراق؟"
أمريكا أنفقت على الدمار في العراق 751 مليار دولار، وتجاوزت خسائرها البشرية في هذه الحرب 4734 جنديا منهم 179 جنديا بريطانيا، وضحاياها المدنيون حوالي ربع مليون، ومليون لاجئ خارج العراق، ومليونان نازحون داخل العراق ولم يكن لتنظيم القاعدة موطأ قدم ولا ذكر في العراق قبل غزوه، والحرب لم تعد عراقية أمريكية كما أعلنها بوش، بل تعددت أطرافها ولا أحد يعرف أين المبتدأ منها وأين الخبر بعد أن كلفت أطرافها حوالي ترليون دولار، ناهيك ما كلفتها من الدماء والأرواح والدمار.
وكما جلسنا قبل أيام على سفرة العيد، جلس اليوم باراك أوباما على سفرة عيد العمل في ميلوكي ويسكنسن بشمال أمريكا ليعلن أنه سيحول أمريكا من الدمار إلى البناء والتعمير، وأنه بدل أن يخصص المزيد من الميزانيات للحروب قرر أن تنفق أمريكا 50 مليار دولار للبنى الأساسية من الطرق والملاحة الجوية والسكة الحديدية، وأنه سيسحب الجيش من العراق ومن أفغانستان، وأنه وأنه..
بوركت يا باراك أوباما يا ابن الحسين، التاريخ سيحفظ لك هذا التحول الفجائي وإن كان متأخرا، قرارك بإنهاء الحروب، وبناء المساجد في نيويورك، وتصريحك وأنت تقول: "تقطع يدي ولا تمد يد إلى إحراق المصاحف في أمريكا،" وكأنك سبقته بتصريح مماثل من القاهرة "يقطع لساني ولا أحد يمنعني من الخطاب للعالمين الإسلامي والعربي من جامعة القاهرة". نحن كنا معك "يبوحسين" وأنت تناضل إلى البيت الأبيض وصرنا ضدك وأنت جالس فيه، وما زلنا نعتقد أنت أفضل من الذي جاء قبلك وحتى من الذي قد يجيء بعدك، أنت أحببت عواصمنا فزرتها علنا من الرياض إلى القاهرة، ولم تأخذ منها شيئا فلم تعطها شيئا سوى الخطاب ودون فصل الخطاب، ولعلك لا تستطيع إخفاء حبك لتل أبيب فتزورها خفية ثم تزورها علنا.
مهما قيل فيه، فالأسمر إن كان له أخطاؤه فله أمجاده، وما زلت أتذكره يوم قاد الملايين في موكبه الانتخابي وهم يهتفون يحيا أوباما ويحيا التغيير، وجاء بتغيير ولو جزئي بإدخال اللون الأسمر في البيت الأبيض، فلن نستبعد ضمن التغيير المقبول أمريكيا يوما أن يدخله عربي يهتف من داخل البيت الأبيض يحيا الحق فتحيا القدس.
(كاتب إماراتي)
ui@eim.ae
مهما قيل فيه، فالأسمر إن كان له أخطاؤه فله أمجاده، وما زلت أتذكره يوم قاد الملايين في موكبه الانتخابي وهم يهتفون يحيا أوباما ويحيا التغيير، وجاء بتغيير ولو جزئي بإدخال اللون الأسمر في البيت الأبيض، فلن نستبعد ضمن التغيير المقبول أمريكيا يوما أن يدخله عربي يهتف من داخل البيت الأبيض يحيا الحق فتحيا القدس
دخلت بيتي عائدا من سفر وكان عيد الفطر قد مشى عنه وسفرة العيد ما زالت مفترشة فيه، وها أنا اليوم أدخل الشبيبة صائما والعالم في أسبوعه الثاني بلا صوم.. ورغم عودة المعلمين والمعلمات إلى قاعاتهم، ودخول الطلاب والطالبات صفوف مدارسهم.. ورغم كل الإعلانات الرسمية والشعبية عن انتهاء الموسم الرمضاني في كل مكان ورفع الخيم الرمضانية عن كل مكان، ورغم آثار خريف الصوم ومؤشرات ربيع الفطر، رغم كل هذا وذاك، لاحقتني سفرة العيد بنكهتها، فأتساءل قرائي الأعزّاء: (أحبّتي.. ألا زالت سفرة العيد تُشهيّكم، تستهويكم، وتسكنكم، أوتقلقكم..؟ أكانت منعشة بالطاقات والشحنات فدفعتكم إلى الأمام ونحو الجياد فرسانا؟ أم أنها مرعبة بسمنة وسكّري أفزعتكم للوراء خشية أن يلدغكم من الخلف ثعبان؟)
وكما أن سفرة العيد لا تحب الفراغ كذلك عقولنا، وكما أنها بالتنوع والتشكيل كذلك عقولنا، وبما أن الطب المعاصر ينصح الأكول البدين بالصوم الصحي، وينصح الفاطر الرشّيق من المتزوجين والعزّاب بالفيتامين والكالسيوم للمفاصل والعضلات، كذلك ينصحنا العقل السليم بسفرة غنية للملف النووى.
وسفرة العيد افتقدتها هذا العام بين أبنائي، وما زلت أشعر كلما جلست بينهم وكأني سألتقي بين الجلوس بمن يجلسها رمضاني صائم وإن كان شوّاليا فاطرا، وأبنائي تلقوها السفرة كأبيهم، وكان يتلقاها كل عام سفرة جاهزة متوارثة من عائلة تقليدية متدينة، بينما جديد هذا العام على هذه السفرة هو أني وجدت بينهم ابنين كانا قد تسلّلا إليهم خلسة ولا أعرف اسمهما كأغلب القرّاء فاكتفيت باسم أبيهما اللذين اشتهرا بهما: (ابن خلدون وابن بطوطة) ابنان لا نظير لهما ضجيجا بين العرب ولا ثالث لهما شهرة بين العجم، وكانا قد جاءا وانضمّا إلى أبنائي على سفرة العيد، وسنستمع إلى ما "يقوله أحدهما"، وإلى "من أين يقوله الآخر"..! بمعنى أن ندوّن لابن خلدون كل ما قاله في مقدمته، ونرصد لابن بطوطة بعد أن نتحققّ من أين قاله في مذكرته.
وكأني بابن بطوطة وقد التقى توّا في باكستان بنجمة الهوليوود إنجيلنا جولي وهي تتجول مناطق جبلية بوادي "سوات" بين المنكوبين الباكستانيين تستغيث بالمنظمات الإنسانية: "ساعدوهم هؤلاء المنكوبين الفقراء، أطفالا ونساء وشيوخا، ساعدوهم ساعدوهم" وعندما (والكلام ما زال لابن بطوطة) انتقلت إلى الجانب الآخر من الوادي، اصطدمت بمايكرفونات (طالبان) بأوامرها ونواهيها: (اقتلوهم، لا تتركوا لهم أثرا إنهم كفار ومشركون، احرقوا سيارات الصليب الأحمر الدولي، فجروا مواكبهم ومكاتبهم، ومندوبيهم وموظفيهم أبقروا بطون نسائهم، وانحروا رؤوس رجالهم، أما إنجيلنا جولي فاذبحوها كالنعجة بدم بارد من الوريد إلى الوريد)..!
هنا قاطع ابن خلدون وهو يوثّق لابن بطوطة في مقدمته قائلا: "إن هذا الصراع هو الذي مهّد للتاريخ مقدمة 2010 غيرمقدمتي التي اشتهرت بـ(مقدمة ابن خلدون)، إنها الحرب الإيديولوجية التي اشتعلت ولم تنطفئ، وإن إسرائيل التي قالت قبل ستين سنة (لا إله، والحياة مادة)، التحق بها اليوم العالم الفيزيائي ستيفن هوكيفس بتصريح له في أكتوبر 2010 إنه هو الآخر صار يعتقد أن لا إله والحياة مادة! وأن هذا الكون إنما كوّن نفسه بنفسه فيزيائيا، وأن لا خالق وراء هذه المخلوقات ولا كائن لهذه الكائنات..! ويريد ستيفن من أبناء سفرة عيد هذا الكون القادمين منهم كابن باراك أوباما وبن يمين نتنياهو، والراحلون كابن خلدون وابن بطوطة، أن يتلقّنوا فيُلقّنوا أن (لا إله والحياة مادة)..!
فعاد وخرج ابن بطوطة عن صمته وتكلم، وطبعا يهمنا مكانه قبل كلامه، قال الرجل أنا بجوار ذلك المسجد المزمع إنشاؤه بنيويورك، جاورته وجاورت الذين يدعون للحوار والجوار، ثم انقطع وسُمع صوته من مكان آخر "أنا الآن بجوار تلك الكنيسة المزعومة التي انطلقت بحرائق كاليفورنيا بدل حدائقها، بأنها ستحرق القرآن.! ولكن الرجل (ابن بطوطة) فاجأني هذه المرة بل وصدمني عندما وجدته مستلقيا تحت لافتة كتب عليها (أنا ابن بطوطة.. أنا الذي سأحرق القرآن..!).. لم أفهم ما بين السطور فتحققت منه، نعم إنه هو، لكنه بكالفورنيا، ويتمتم بصوته: "أنا ابن بطوطة من المغرب العربي ولست من كاليفورنيا، وأنا الذي سأحرق القرآن...!"
تمعنت مليا في مقولة الابن البارّ إن كان يستحق اللقب أو نستبدله بالمرتد الضالّ، فسار يسترسل: لا تنظروني بكاليفورنيا، بل انظروا إلى أبناء الأمتين واسألوهم (هل أنتم كسبتموها المعركة، أم كسبها الطرف الآخر..؟).. قسيس مخبول ومجهول من كنيسة نكرة عرجاء بكاليفورنيا لم يكن لها خمسون مراجعا، قام مفبركا: "سأحرق".. ثم قام مفبركا "لن أحرق..!".. حزنتم لتصريحه الأول، ثم فرحتم للثاني؟.. لكنه أشغلنا وأشغل أبناءنا في العالمين العربي والإسلامي، فأقمنا الدنيا باسمه، ثم ولم نقعدها إلا باسمه..!
وهكذا قمنا بتحويل هذا المخبول إلى أعقل المجانين بهلول.! وحولنا النكرة إلى أشهر الكنائس، واستطاع القس المجهول أن يسرق أضواء الكون بوقود المسلمين، لعله رجل العام الذي نال هذا القدر من الشهرة والأضواء في ليلة وضحاها، إذ لم يعد على وجه الأرض من يجيد نطق اسم بابا كرسي الفاتيكان في روما ولا يجيد اسم تيري جونز في كاليفورنيا..! بهلولنا هذا الشمشون الخفي لا تستبعدوه أن يطل علينا بقنوات سيترقبها الملايين الذين باتوا يعرفونه فينتظرونه، نعم إنهم هم الذين كسبوا المعركة.
وينتقل بنا ابن بطوطة إلى سفرة أخرى مفترشة لكنها داخل البيت الأبيض وورثها أوباما عن سلفه بوش وقد انصرفت عليها 751 مليار دولار أمريكي، فبعد حرب استمرت سبع سنوات ونصف السنة قرر أوباما هذا العام إنهاء العمليات العسكرية في العراق دون أن يجيب على سؤالين يكون قد دونهما ابن خلدون في مقدمته 2010: "ماذا تحقق في العراق.؟ ومن انتصر في العراق؟"
أمريكا أنفقت على الدمار في العراق 751 مليار دولار، وتجاوزت خسائرها البشرية في هذه الحرب 4734 جنديا منهم 179 جنديا بريطانيا، وضحاياها المدنيون حوالي ربع مليون، ومليون لاجئ خارج العراق، ومليونان نازحون داخل العراق ولم يكن لتنظيم القاعدة موطأ قدم ولا ذكر في العراق قبل غزوه، والحرب لم تعد عراقية أمريكية كما أعلنها بوش، بل تعددت أطرافها ولا أحد يعرف أين المبتدأ منها وأين الخبر بعد أن كلفت أطرافها حوالي ترليون دولار، ناهيك ما كلفتها من الدماء والأرواح والدمار.
وكما جلسنا قبل أيام على سفرة العيد، جلس اليوم باراك أوباما على سفرة عيد العمل في ميلوكي ويسكنسن بشمال أمريكا ليعلن أنه سيحول أمريكا من الدمار إلى البناء والتعمير، وأنه بدل أن يخصص المزيد من الميزانيات للحروب قرر أن تنفق أمريكا 50 مليار دولار للبنى الأساسية من الطرق والملاحة الجوية والسكة الحديدية، وأنه سيسحب الجيش من العراق ومن أفغانستان، وأنه وأنه..
بوركت يا باراك أوباما يا ابن الحسين، التاريخ سيحفظ لك هذا التحول الفجائي وإن كان متأخرا، قرارك بإنهاء الحروب، وبناء المساجد في نيويورك، وتصريحك وأنت تقول: "تقطع يدي ولا تمد يد إلى إحراق المصاحف في أمريكا،" وكأنك سبقته بتصريح مماثل من القاهرة "يقطع لساني ولا أحد يمنعني من الخطاب للعالمين الإسلامي والعربي من جامعة القاهرة". نحن كنا معك "يبوحسين" وأنت تناضل إلى البيت الأبيض وصرنا ضدك وأنت جالس فيه، وما زلنا نعتقد أنت أفضل من الذي جاء قبلك وحتى من الذي قد يجيء بعدك، أنت أحببت عواصمنا فزرتها علنا من الرياض إلى القاهرة، ولم تأخذ منها شيئا فلم تعطها شيئا سوى الخطاب ودون فصل الخطاب، ولعلك لا تستطيع إخفاء حبك لتل أبيب فتزورها خفية ثم تزورها علنا.
مهما قيل فيه، فالأسمر إن كان له أخطاؤه فله أمجاده، وما زلت أتذكره يوم قاد الملايين في موكبه الانتخابي وهم يهتفون يحيا أوباما ويحيا التغيير، وجاء بتغيير ولو جزئي بإدخال اللون الأسمر في البيت الأبيض، فلن نستبعد ضمن التغيير المقبول أمريكيا يوما أن يدخله عربي يهتف من داخل البيت الأبيض يحيا الحق فتحيا القدس.
(كاتب إماراتي)
ui@eim.ae
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions