بقلم - عقيل محمد سعيد
في النهاية تركتينا.. تركتينا بعد أن عجز جسدك عن أن يحملك. تركتينا بعد أن ناء جسدك بحمل طموحك لمساعدة الناس. بدأت علاقتنا الأخوية قبل أكثر من 35 عاما في البحرين حيث كنت معلمة مع أختي المرحومة فتحية في مدرسة السلمانية للبنات. قويت علاقتنا وأصبحنا أكثر من أخوة. وفجأة جاء جاء السلطان بن سعيد على عرش سلطنة عمان وقررت أنت وزوجك أن تعودا إلى بلدكما الحبيب للمشاركة في التنمية. وبينما كان زوجك يعمل على تطوير ما كان يسمى أن ذاك بـ "مطار السيب الدولي" عملت أنت في وزارة التربية لمساعدة الجيل الناشئ على دعم مستقبله والعمل لمصلحة الوطن "سلطنة عمان".
ولكن شيرين لم تكن من النوع الذي يقف عند محطة واحدة، فقد كان طموحها أكبر وحبها لوطنها أقوى من ذلك بكثير. كانت تريد أن تساعد الجيل العماني الجديد، وأن تبني جيلا جديدا يتناول مسؤولية بلاده بصورة أكبر. كانت تريد أن تساعد النشء الجديد بجنسيه، وكانت تريد مدرسة يدرس فيها الأولاد والبنات معا، ويساعدون بعضهم البعض وتحققت أمنيتها من خلال "مدرسة قرم الخاصة".
أدارت المدرسة كامرأة حديدية وأم محبوبة. لم تكن تفرق بين صبي أو صبية..غني أو فقير.. سمعتها مرة تقول لوزير لم يشأ أن تكون شديدة مع ابنه: "أعطني صبيا وسأعطيك رجلا تستطيع أنت وبلدنا الاعتاد عليه، ولكن أرجو ألا تتدخل في عملي أو تبصرني كيف أدير مدرستي".
رحمك الله يا شيرين.. ومثواك إن شاء الله الجنة. إن كل الناس الذين عرفوك سيفتقدونك ولكن لا يستطيع أي منا فعل أي شيء سوى أن يدعو الله عز وجل أن يرحمك ويرعاك كما رعيت جميع من عرفوك والآخرين الذين عملت على مساعدتهم بشتى السبل. ولقد عشت معك في عمان ورأيت كيف ساعدت الجميع والقلة كانوا يعلمون.
رأيتك مرارا تعودين من مدرستك.. يبدو عليك الإرهاق.. ولكن ما أن تسمعي أن أحداً من أهلك أو معارفك أو حتى معارف أهلك لديه أي مشكلة فإنك ترفضين الراحة أو تناول أي طعام قبل أن تسارعي إليهم وتساهمي في حل مشاكلهم. لقد فقدت فيك أختا عزيزة وزوجة أخ وصديقة عزيزة جدا.
ساعدت يا شيرين الجميع ما عدا نفسك، فقد فعلت كل شيء وأنت تفكرين في مكانك الآن وقد خططت كل شيء للأبدية. وعسى الله أن يرحمك في رحلتك الأخيرة. نفتقدك جميعا وسنفتقد مشاركتك التي لا تعوض في حل مشاكلنا. سأشتاق إليك دائما حتى نتقابل مجدا ونجلس معا في رحاب الآخرة ونواصل أحاديثنا الأخوية التي بدأناها في هذا العالم. وحتى نلتقي ثانية تذكري أنك تركت أخا أحبك أخويا ويفتقدك كثيرا.
كنت رغم جميع الحمل الكبير الملقى على كاهلك لم تغفلي يوما أعمالك المنزلية من طبخ وتنظيف. ولم تنسي أن تهتمي بأبويك وكأنهما طفلاك. كنت تقبلينهما في كل مرة تدخلين فيها إلى المنزل.. ووالله رأيتك كثيرا تقبلين قدم أمك. كنت حريصة جدا على زوجك وكأنه ابنك الأكبر وتأكدت أنا أن المنزل مكانه المفضل ليستريح فيه وكان كل شيء يقضى له على الفور بحسب طلباته، وقد جعلته يشعر دائما أنه سيد المنزل. ولم تنسي أبدا أن ترعي أبناءك فقد كنت تراجعين واجباتهم يوميا كما تحرصين على التأكد من أنهم كانوا يدرسون جيدا.
حتى ان ابني أتى إلي وأخبرني أن "ماما شيرين" هي أمي وليست "خالتي" وعندما أخبرته أنها "خالتك" جهد بالبكاء ولم تتوقف دموعه حتى أكدت له فعلا بأنها أمه.
الآن وقد رحلت إلى عالم أفضل وتركتنا جميعا، ومن ورائك ذكريات جميلة.. ولكن كما يعلم الجميع فإن الذكريات تتلاشى مع الأيام وكما قال عمر الخيام: "شيء واحد أكيد، والباقي أكاذيب، فالوردة التي تفتحت ذات يوم، سوف تموت للأبد".
الذكريات تموت بعد وقت ولكن الكثيرين سيتذكرون دائما ما فعلتيه من أجلهم. وسيكون إيماننا دائما بالله عز وجل الذي قال في كتابه: "ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام".
في النهاية تركتينا.. تركتينا بعد أن عجز جسدك عن أن يحملك. تركتينا بعد أن ناء جسدك بحمل طموحك لمساعدة الناس. بدأت علاقتنا الأخوية قبل أكثر من 35 عاما في البحرين حيث كنت معلمة مع أختي المرحومة فتحية في مدرسة السلمانية للبنات. قويت علاقتنا وأصبحنا أكثر من أخوة. وفجأة جاء جاء السلطان بن سعيد على عرش سلطنة عمان وقررت أنت وزوجك أن تعودا إلى بلدكما الحبيب للمشاركة في التنمية. وبينما كان زوجك يعمل على تطوير ما كان يسمى أن ذاك بـ "مطار السيب الدولي" عملت أنت في وزارة التربية لمساعدة الجيل الناشئ على دعم مستقبله والعمل لمصلحة الوطن "سلطنة عمان".
ولكن شيرين لم تكن من النوع الذي يقف عند محطة واحدة، فقد كان طموحها أكبر وحبها لوطنها أقوى من ذلك بكثير. كانت تريد أن تساعد الجيل العماني الجديد، وأن تبني جيلا جديدا يتناول مسؤولية بلاده بصورة أكبر. كانت تريد أن تساعد النشء الجديد بجنسيه، وكانت تريد مدرسة يدرس فيها الأولاد والبنات معا، ويساعدون بعضهم البعض وتحققت أمنيتها من خلال "مدرسة قرم الخاصة".
أدارت المدرسة كامرأة حديدية وأم محبوبة. لم تكن تفرق بين صبي أو صبية..غني أو فقير.. سمعتها مرة تقول لوزير لم يشأ أن تكون شديدة مع ابنه: "أعطني صبيا وسأعطيك رجلا تستطيع أنت وبلدنا الاعتاد عليه، ولكن أرجو ألا تتدخل في عملي أو تبصرني كيف أدير مدرستي".
رحمك الله يا شيرين.. ومثواك إن شاء الله الجنة. إن كل الناس الذين عرفوك سيفتقدونك ولكن لا يستطيع أي منا فعل أي شيء سوى أن يدعو الله عز وجل أن يرحمك ويرعاك كما رعيت جميع من عرفوك والآخرين الذين عملت على مساعدتهم بشتى السبل. ولقد عشت معك في عمان ورأيت كيف ساعدت الجميع والقلة كانوا يعلمون.
رأيتك مرارا تعودين من مدرستك.. يبدو عليك الإرهاق.. ولكن ما أن تسمعي أن أحداً من أهلك أو معارفك أو حتى معارف أهلك لديه أي مشكلة فإنك ترفضين الراحة أو تناول أي طعام قبل أن تسارعي إليهم وتساهمي في حل مشاكلهم. لقد فقدت فيك أختا عزيزة وزوجة أخ وصديقة عزيزة جدا.
ساعدت يا شيرين الجميع ما عدا نفسك، فقد فعلت كل شيء وأنت تفكرين في مكانك الآن وقد خططت كل شيء للأبدية. وعسى الله أن يرحمك في رحلتك الأخيرة. نفتقدك جميعا وسنفتقد مشاركتك التي لا تعوض في حل مشاكلنا. سأشتاق إليك دائما حتى نتقابل مجدا ونجلس معا في رحاب الآخرة ونواصل أحاديثنا الأخوية التي بدأناها في هذا العالم. وحتى نلتقي ثانية تذكري أنك تركت أخا أحبك أخويا ويفتقدك كثيرا.
كنت رغم جميع الحمل الكبير الملقى على كاهلك لم تغفلي يوما أعمالك المنزلية من طبخ وتنظيف. ولم تنسي أن تهتمي بأبويك وكأنهما طفلاك. كنت تقبلينهما في كل مرة تدخلين فيها إلى المنزل.. ووالله رأيتك كثيرا تقبلين قدم أمك. كنت حريصة جدا على زوجك وكأنه ابنك الأكبر وتأكدت أنا أن المنزل مكانه المفضل ليستريح فيه وكان كل شيء يقضى له على الفور بحسب طلباته، وقد جعلته يشعر دائما أنه سيد المنزل. ولم تنسي أبدا أن ترعي أبناءك فقد كنت تراجعين واجباتهم يوميا كما تحرصين على التأكد من أنهم كانوا يدرسون جيدا.
حتى ان ابني أتى إلي وأخبرني أن "ماما شيرين" هي أمي وليست "خالتي" وعندما أخبرته أنها "خالتك" جهد بالبكاء ولم تتوقف دموعه حتى أكدت له فعلا بأنها أمه.
الآن وقد رحلت إلى عالم أفضل وتركتنا جميعا، ومن ورائك ذكريات جميلة.. ولكن كما يعلم الجميع فإن الذكريات تتلاشى مع الأيام وكما قال عمر الخيام: "شيء واحد أكيد، والباقي أكاذيب، فالوردة التي تفتحت ذات يوم، سوف تموت للأبد".
الذكريات تموت بعد وقت ولكن الكثيرين سيتذكرون دائما ما فعلتيه من أجلهم. وسيكون إيماننا دائما بالله عز وجل الذي قال في كتابه: "ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام".
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions