مسقط -زينب الانصارية
المخدرات ..تجعل الإنسان الذي يتعاطاها في حالة صحية غير سليمة وقد تصل به إلى الهاوية ولاشك ان الجهات المعنية تبذل كل الجهود من أجل علاج المتعاطين لها وحول تلك المعطيات يدور التحقيق التالي:-
أوضحت الإحصائيات الصادرة عن إدارة مكافحة المخدرات بالإدارة العامة للتحريات والتحقيقات الجنائية بشرطة عمان السلطانية بأنه خلال العام الفائت أُلقي القبض على (929) شخصا في (610) جرائم مخدرات والمؤثرات العقلية، فيما بلغت عدد جرائم المخدرات خلال الثلث الأول من العام الحالي (170) جريمة وألقي خلالها القبض على (241) شخصا.
من جانب آخر أعطت المادة (47) الفقرة الثالثة من قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية فرصاً قانونية لطالبي العلاج من إدمان المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية، حيث أجازت المادة للمحكمة بدلاً من توقيع العقوبة المنصوص عليها في القانون أن تأمر بإيداع من ثبت إدمانه للمواد المخدرة أو المؤثرات العقلية في إحدى العيادات المتخصصة للمعالجات النفسية والاجتماعية والتردد عليها وفقاً للبرنامج الذي يقرره الطبيب النفسي أو الاختصاصي الاجتماعي في العيادة.
علاوة على ذلك فقد نصت المادة (52) من القانون على مراعاة السرية حيال المرضى الذين يعالجون من الإدمان على المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية أو الذين يتقدمون للمصحة للعلاج، ووضع العقاب المناسب لكل من يفشي سراً اطلع عليه بحكم عمله أو استعمله للمنفعة الخاصة أو لمنفعة غيره.
إن مشكلة تعاطي المخدرات لم تقتصر على مجتمع معين وإنما تعدت حدود الزمان والمكان لتصبح إحدى المشكلات العالمية وإحدى المصادر الرئيسية للكثير من الأمراض المعدية الفتاكة والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والأمنية على حد سواء وطبقا لتقديرات المؤسسات الصحية العالمية يوجد حوالي 200مليون من البشر يتعاطون المخدرات أو يدمنونها.فالإدمان يعد من المشاكل الشائكة المليئة بالخوف والضياع والتشرد ، فهو طريق يؤدي بصاحبه إلى التجرد من كل مايملك ،لتصبح نهايته بعد ذلك مظلمة وينتهي به المآل إما إلى غياهب السجن موصوما بأقذر التهم ، أوالموت ذليلا هروبا من واقع أليم .
رفع مستوى الوعي
ولأهمية هذه المشكلة التي باتت تهدد كل المجتمعات وجدنا ان نتطرق لها من جميع الجوانب بهدف رفع مستوى الوعي لدى مجتمعنا بخطورتها وأضرارها وآثارها السلبية وعلاقتها الوطيدة في تدمير حياة الأسر وشل حركة المجتمع وانطلاقا من مبدأ التكاتف المجتمعي من أجل تحصين أبنائنا للوقوع في براثنها وشباكها .
ولكي نمسك بخيط المشكلة من أوله توجهنا إلى مستشفى ابن سينا والتقينا بالرئيس التنفيدي للمستشفى ومدير قسم علاج المخدرات د.محمود بن زاهر العبري لكي نعرف منه عن مدى استفحال هذه المشكلة في السلطنة وما هو دورهم في التصدي لها وأيضا الإحاطة بالتحديات التي تواجههم في مسيرتهم العلاجية وقد جاء الرد على مستوى التوقع .
جولة في ابن سينا
في مستشفى ابن سينا للأمراض النفسية اصطحبنا د.محمود العبري أطلعنا خلالها على أقسام المستشفى ووقفنا على الجهد الذي يبذله كل المتواجدين في هذه المؤسسة وفق منظومة متكاملة هدفها تقديم الخدمة المتميزة وأداء الدور على أكمل وجه مع توفر الأجهزة والامكانيات اللازمة .
البداية العام 1983
بعد أن أنهينا جولتنا كانت لنا جلسة مع محمود العبري الذي عاد بالذاكرة إلى الوراء لينطلق من حيث كانت البداية مع هذا المستشفى الذي يحظى بسمعة ناصعة إذ سجل نسبة نجاح عالية في علاج معظم الحالات التي يستقبلها حيث أوضح محمود العبري ان المستشفى تأسس العام 1983 وكان خاصا بالأمراض النفسية والعصبية حيث يستقبل كل هذه الحالات ويقدم لها العلاج اللازم كما كان يستقبل المدمنين على المخدرات الذين كانوا يقصدون المكان طلبا للعلاج لكن وبما أن المستشفى كان في بدايته فلم يكن هناك قسم خاص لهذه الحالات لذلك كان يتم علاجهم مع المرضى النفسيين .
من عيادة إلى قسم خاص.
بعد فترة من العمل أصبح وجود قسم خاص لعلاج المدمنين على المخدرات أمرا ضروريا وكانت الخطوة الأولى لتحقيق هذا الهدف العام 2003 حيت افتتحنا في هذا المستشفى عيادة متخصصة في علاج مدمني المخدرات وهذا ما أعطى الخصوصية لعملنا ومكننا من تحقيق نتائج باهرة وكانت الخطوة التالية العام 2005 حيت افتتحنا قسما مستقلا متخصصا في علاج مدمني المخدرات وهو داخل مبنى المستشفى لكنه منفصل تماما عن الأقسام الأخرى وكانت الانطلاقة بأربعة أسرّة ومع الأيام كان التوسع بخاصة مع تحقيق نتائج جيدة وازدياد طلبات العلاج فقد تم توسعة القسم ليصبح الآن يتضمن 13 سريرا يشرف عليهم أربعة أطباء متخصصين .
بحسب سجل المؤسسة يتذكر د.محمود أنه خلال العامين 2005 و 2006 كانت معظم الحالات التي تراجع المستشفى حالات مزمنة استخدمت المخدر لفترات طويلة لكن بعد ذلك وبحسب الإحصائيات بدأ العدد ينخفض ولم تسجل حالات جديدة إلا نادرا لكن وخلال 2008 و 2009 ارتفع العدد بشكل ملحوظ ومعظم الحالات المسجلة لشباب يتعاطى المخدرات منذ فترة لاتتجاوز الخمس سنوات وأعمارهم صغيرة وهو يعتبر مؤشر خطير والمرضى يتم استقبالهم بعدة طرق فبعضهم يتقدمون طواعية طلبا للعلاج وآخرون يسلمهم لنا أهلهم بينما نستقبل بعض الحالات عن طريق الشرطة أو يتم تحويلها لنا من مستشفيات أخرى ونتعامل معها كلها بجدية وسرية وعمل دؤوب من أجل تحقيق النتيجة المرجوة .
مشكلة معقدة
أوضح د.محمود ومن خلال تجربته في العمل التي تمتد لسنوات عديدة في هذا المجال ان الإدمان مشكلة معقدة جدا فالمدمن يمر بعدة مراحل نفسية قبل الوصول إلى الإدمان الكامل ولا توجد لديه قناعة بأنه يعاني من مشكلة حقيقية جراء هذه المادة المخدرة لذلك فانه من المستحيل أن يلجأ بنفسه إلى المستشفى طلبا للعلاج لأنه غير مقتنع أصلا بإدمانه وقد يحدث ويتجه إلى العلاج خوفا من الشرطة أو الأهل أي بعامل خارجي وليس لرغبة داخلية لذلك فإن هؤلاء المدمنين الذين لايتجهون للعلاج تتدهور حالتهم ويلاحظون ان حياتهم أصبحت صعبة ونظرة الآخرين إليهم تغيرت وفقدوا الكثير من مهاراتهم الحياتية والشخصية وأصبحوا شبه يائسين وفي هذه المرحلة تتولد لديهم قناعة بضرورة العلاج حينها يقصدوننا ومعظم الحالات التي تأتينا من هذا النوع متوسط تعاطيها للمخدرات خمس سنوات.
قد يعود مرة أخرى للتعاطي
الإدمان مشكلة مزمنة هذا ما أكده د.محمود لأن المدمن بعد علاجه قد يعود مرة أخرى للتعاطي بخاصة إذا توفرت الظروف المشجعة لذلك مثل الديون أو المشاكل العائلية فالمدمن بعد العلاج يجد صعوبة في التكيف مع الحياة الجديدة ويشعر بشوق للمخدات بخاصة عندما يتعرض لمشكلة أو يشعر بالوحده فالمتعاطي للمخدرات يشعر بالدقيقة وهو في قمة النشوة أنها مجرد لحظة لكنه حينما يتوقف عن المخدرات يشعر بالدقيقة كأنها سنة كما توجد عوامل خارجية أخرى قد تعود بالإنسان إلى المخدرات مرة أخرى مثل أصدقائه في التعاطي الذين يحاولون العودة به إلى هذا المستنقع كما أن نظرة المجتمع المشوبة بالازدراء والاحتقار للمتعاطي تجعله يشعر أنه إن ترك هذا العالم فلاوجود للثقة به خارج نطاقه وقد ينظر إليه البعض كمجرم، يشوه العائلة والمجتمع، ومع وجود علاقة مع الشبكة التي كان يتعاطى معها المخدرات فإنه يعود إليها بسرعة وهي طبعا ترحب به وتحتضنه وتوفر له المتنفس الذي حرمه منه الأهل والمجتمع
باب لعدة مشاكل
ركز العبري كثيرا على أن أي إنسان يتعاطى المخدرات هو عرضة لعدة مشاكل فقد يستعمل جرعة زائدة من المخدر فيموت أو يصاب بشلل او بإصابة جسيمة، ومن خلال سلوكات التعاطي قد يكتسب مرض الإيدز، أمراض الكبد الوبائي ب و ج، ولا يشكل خطرا على نفسه فقط بل قد ينشرها في المجتمع سواء لزوجته أو أقاربه لأنها أمراض معدية كما ان حياته قد تتدهور فيفقد عمله وقد يتورط في السرقة والمشاكل القانونية والمشكلة أن المتعاطي إذا تدهورت حالته لاينعكس ذلك عليه فقط بل تنهار أسرته وكل عائلته وكل إنسان يدخل في هذا المجال يعرض نفسه والآخرين للخطر وليس هذا فقط بل يصبح يجذب الآخرين ويغريهم للدخول إلى هذا العالم طبعا من الممكن أن يتمكن الإنسان من التوقف عن التعاطي نهائيا وهناك نماذج نجحت في ذلك بفضل العلاج الصحيح وتوفر المساندة والإرادة الصلبة من الشخص نفسه.
عوامل عدة لنتيجة مضمونة
علاج حديثي التعاطي غالبا ما يكون فعالا لأن الدعم العائلي موجود وهم غير متورطين في مشاكل قانونية كما تتوفر لديهم الرغبة في التوقف، ويعيشون في بيئة يمكن أن تحافظ عليهم وتحميهم وتشجعهم على الإقلاع فيتم العلاج عن طريق سحب السموم ثم يتم الحاقهم ببرامج تأهيل وبعدها يكون الوصول إلى الهدف المنشود حيث يتحقق التوقف النهائي لهذا الشخص عن التعاطي ويعود إلى حياته الطبيعية
تقليل الضرر
أما بالنسبة للمدمنين الذين يتعاطون المخدرات لفترة طويلة فإنه يتم علاجهم بالبدائل تحت سياسة تقليل الضرر والهدف هو استقطابهم بالبدائل، للوصول إلى أقل الضرر وتقليل انتشار الأمراض المعدية حيث تتم توعيتهم بأن العلاج موجود وبطرق صحيحة ونهتم بهم جيدا نعالجهم من أية إصابة ونقدم لهم الطعام المغذي و رسائل توعية مسموعة ومقروءة والعلاج بالبدائل نعطيه مادة مخدرة ولكنه "دواء"يحتوي على مواد مخدرة شبيهة بالمواد الموجودة في الأسواق ولكنها طبية، ومواصفات الدواء إنه طويل المدى فالهيروين مفعوله قصير المدى حوالي ساعتين فقط لذلك فإن أضراره قوية، ولكن الأدوية يستمر مفعولها حوالي 36 ساعة وهذا ما ييسر العلاج ولما تستقر حالة هذا الإنسان سوف يتكيف مع حياته الجديدة ومن السهل أن يتم مناقشته لتخفيف الجرعة ثم التخلي عنها نهائيا مع مرور الوقت
المتعاطون:لا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة
إن الحياة هبة من الله وواجبنا هو الحفاظ على حياتنا، حيث أمرنا الله سبحانه وتعالى بأن لا نلقي بأنفسنا إلى التهلكة، والمخدرات هلاك مؤكد، فحافظ على حياتك وابتعد عن كل ما فيه إضرار.
بسلامة جسمك وعقلك، وعن كل ما يدمر علاقتك بأسرتك ومجتمعك ويعطل من قدراتك على العمل والإبداع والإنتاج وخدمة المجتمع، وابتعد عن المخدرات تنأى بنفسك من الهلاك.
الأسرة:الانتباه والحذر
على الأسرة مراقبة تصرفات الأبناء، وإن بدر ما يدعو للريبة على أفراد الأسرة التأكد منه أو اللجوء إلى الجهات المعنية لطلب المساعدة. إذا تأكد لهم بأن أحد الأبناء يتعاطى المخدرات فعليهم المبادرة بطلب علاجه، وعليهم أن يعلموا بأن قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية نص بعدم إقامة الدعوى على من تقدم من تلقاء نفسه بطلب العلاج أو بواسطة ذويه.
تجار ومروجو المخدرات:أنتم جزء من المجتمع
عليهم أن يعلموا بأنهم جزء من المجتمع وأن لهم أبناء وأهلا في وسط هذا المجتمع، والواجب عليهم يقتضي الأمانة وعدم بث هذه السموم في المجتمع وليعلموا كذلك بأن القانون سيطالهم أينما كانوا، وأن رجال إنفاذ القانون لهم بالمرصاد إذا ما سولت لهم أنفسهم العبث بعقول شباب هذا الوطن.
أضرار المخدرات على مختلف المستويات
انهيار المجتمع وتدهور الأخلاق
المخدرات تتسبب في انهيار المجتمع وضياعه بسبب ضياع اللبنة الأولى للمجتمع وهي ضياع الأسرة . كما أنها تسلب من يتعاطاها القيمة الإنسانية الرفيعة ، وتهبط به في وديان البهيمية ، حيث تؤدي بالإنسان إلى تحقير النفس فيصبح دنيئا مهانا لايغار على محارمه ولا على عرضه ، وتفسد مزاجه ويسوء خلقه . ويقوم المتعاطي بمعاملة لأسرة والأقارب بصورة سيئة فيسود التوتر والشقاق ، وتنتشر الخلافات بين أفرادها ويمتد هذا التأثير إلى خارج نطاق الأسرة ، حيث الجيران والأصدقاء .
كما تتفشى الجرائم الأخلاقية والعادات السلبية ، فمدمن المخدرات لايأبه بالانحراف إلى بؤرة الرذيلة والزنا ، ومن صفاته الرئيسية الكذب والكسل والغش والإهمال .وينتج عن الإدمان أيضا عدم احترام القانون ، والمخدرات قد تؤدي بمتعاطيها إلى خرق مختلف القوانين المنظمة لحياة المجتمع في سبيل تحقيق رغباتهم الشيطانية .
تدمير كامل للصحة
المخدرات تؤثر على الجهاز التنفسي ، حيث يصاب المتعاطي بالنزلات الشعبية والرئوية ، وكذلك بالدرن الرئوي وانتفاخ الرئة والسرطان الشعبي. وتعاطي المخدرات يزيد من سرعة دقات القلب ويتسبب بالأنيميا الحادة وخفض ضغط الدم ، كما تؤثر على كريات الدم البيضاء التي تحمى الجسم من الأمراض .إضافة إلى ان متعاطي المخدرات يعاني من فقدان الشهية وسوء الهضم ، والشعور بالتخمة ، بخاصة إذا كان التعاطي عن طريق الطعام ما ينتج عنه نوبات من الإسهال والإمساك ، كما تحدث القرح المعدية والمعوية ، ويصاب الجسم بأنواع من السرطان لتأثيرها على النسيج الليفي لمختلف أجهزة الهضم .
للمخدرات أيضا تأثير على الناحية الجنسية ، فقد أيدت الدراسات والأبحاث أن متعاطي المخدرات من الرجال تضعف عنده القدرة الجنسية ، وتصيب المرأة بالبرود الجنسي . وهناك أيضا تأثير على المرأة وجنينها ، وهناك أدلة قوية على ذلك .
فالأمهات اللاتي يتعاطين المخدرات يتسببن في توافر الظروف لإعاقة الجنين بدنيا أو عقليا .كما تسبب المخدرات الأمراض النفسية كالقلق والاكتئاب النفسي المزمن وفقدان الذاكرة ، وقد تبدر من المتعاطي صيحات ضاحكة أو بسمات عريضة ، ولكنها في الحقيقة حالة غيبوبة ضبابية .وتؤدي المخدرات إلى الخمول الحركي لدي متعاطيها .وارتعاشات عضلية في الجسم مع إحساس بالسخونة في الرأس والبرودة في الأطراف .واحمرار في العين مع دوران وطنين في الأذن ، وجفاف والتهاب بالحلق والسعال .وتدهور في الصحة العامة وذبول للحيوية والنشاط .
الإيمان أفضل وقاية
لاشيء يعين المرء على تحقيق مآربه إلا بالإيمان فمن تسلح بها نجح ومن سار على الجادة وصل وأن يكون كل قصده هو التقرب إلى الله بترك محرماته .
زرع الوازع الديني لدى الأطفال في الصغر .وعلى المتعاطي أن يتذكر كلما عزم على أخذ المخدر أن مخدره هذا سيزيد مشكلاته تعقيدا. كما ان كتابة أخطار تعاطي هذه المحرمات بخط واضح ووضعها في مكان بارز ، وقراءتها بين آونة وأخرى حتى تتجدد العزيمة .ويجب ملاحظة الحالة الصحية وتطورها ، وعدم التذمر عند الشعور بآلام الرأس والعضلات ، فعليه بالارتياح كون هذه الآلام إشارة إلى تخلص أعضاء الجسم مما تراكم فيها من السموم . إضافة إلى ان مزاولة الرياضة بالشكل السليم مهمة جدا للوقاية إلى جانب الانقطاع عن الأماكن التي اعتاد أن يتناول فيها تلك المواد ، وكذلك الأصحاب الذين يتعاطونها .وأيضا إشغال وقت الفراغ بما ينفع في الدنيا والآخرة .وعقد صداقة دائمة مع الأبناء . ولا نهمل أيضا زرع الثقة المتبادلة بين الأهل والأبناء وتوطيد العلاقة القوية بينهم .
جهود إدارة مكافحة المخدرات
شرطة عمان السلطانية متمثلة بإدارة مكافحة المخدرات تقوم بمكافحة آفة المخدرات والمؤثرات العقلية وقد أولت جانب التوعية بأضرار المخدرات أهميه كبيرة وقطعت في هذا الجانب شوطا كبيراً على كافة المحاور، إيماناً منها بأن الوقاية خير من العلاج. وخلال السنوات الفائتة قامت بمجموعة من الأنشطة التوعويه والتي من شأنها تقليل الطلب على المخدرات والمؤثرات العقلية، وتمثل ذلك في الآتي:-
* إصدار المطبوعات والمطويات التوعوية لكافة فئات المجتمع بالتنسيق مع إدارة العلاقات العامة.
* إلقاء المحاضرات في المدارس والكليات والأندية والجمعيات.
* بث رسائل توعية عبر الهاتف النقال.
*فتح خط ساخن بإدارة مكافحة المخدرات ( 1444) بهدف التواصل مع الجمهور.
*المشاركة بفعالية في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية الذي يصادف تاريخ 26 يونيو من كل عام، وذلك من خلال تنشيط الدور الإعلامي عبر وسائله المختلفة.
*إقامة معرض متنقل، وهو عبارة عن حافلة تجوب محافظات ومناطق السلطنة وذلك بهدف الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور.
*تحديث موقع شرطة عمان السلطانية بالشبكة العالمية للمعلومات من خلال إضافة مواد ومعلومات تتعلق بالمخدرات، وترجمة قانون مكافحة المخدرات باللغتين العربية والإنجليزية.
أولياء الأمور:التوعية أفضل وقاية
عزيزي ولي الأمر إن أفضل السبل لوقاية أبنائك من خطر المخدرات هو توعيتهم عن أضرارها بالدرجة الأولى وهذا لا شك فانه عبئ عليك وما عرضناه من ملاحظات عن كيفية التعرف على المدمن تحتاج إلى ملاحظة دقيقة وهذه الملاحظة يمكن اعتبارها جرس الإنذار الأول لأي انحراف أو بداية للسقوط في مصيدة المخدرات من خلال التعرف على مجموعة من التغيرات التي قد تحدث على عادات وسلوكيات الشاب وتنبىء عن الاكتشاف المبكر لحالات الإدمان، لذا فإذا لاحظتم هذه التغيرات فلا تتجاهلوها فلربما تخسرا ابنكما أو ابنتكما وعليكما بحماية الابن والابنة من هذا الدمار الذي بات يهدد حياته وذلك باللجوء للمختصين والتفرغ له ومتابعته ساعة بساعة والحرص على إبعاده عن الرفقة السيئة، ثم اللجوء إلى إدارة مكافحة المخدرات والجهات الأخرى المعنية بالعلاج لأنهم سيدركون حجم المشكلة، وسيضمنون لك سلامة ابنكم وانتشاله من حوض المخدرات، وذلك بدون وجود أي نوع من أنواع المساءلة القانونية من الجهات الأمنية فقانون مكافحة المخدرات كفل لك ذلك إذا تقدمتما بطلب للجهات الرسمية من أجل علاجه (انظر المادة 51 من القانون) ولأجل ذلك قامت شرطة عمان السلطانية بفتح خط مباشر يعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة لهذا الغرض وكذلك لأجل الإبلاغ عن أية معلومات واستفسارات تتعلق بهذا الجانب والجرائم الجنائية الأخرى ولك عزيز ولي الأمر أن تحتفظ بسرية شخصيته ونحن كذلك نؤمن لك ذلك فأنت لست مطالب بإبراز بطاقتك الشخصية أو إشهارها فكل ما عليك هو الاتصال برقم (1444) وتمرير المعلومات التي تود طرحها لذا فإن المجال مفتوح لك ولأي مواطن أو مقيم تهمه مصلحة هذا البلد.
المخدرات ..تجعل الإنسان الذي يتعاطاها في حالة صحية غير سليمة وقد تصل به إلى الهاوية ولاشك ان الجهات المعنية تبذل كل الجهود من أجل علاج المتعاطين لها وحول تلك المعطيات يدور التحقيق التالي:-
أوضحت الإحصائيات الصادرة عن إدارة مكافحة المخدرات بالإدارة العامة للتحريات والتحقيقات الجنائية بشرطة عمان السلطانية بأنه خلال العام الفائت أُلقي القبض على (929) شخصا في (610) جرائم مخدرات والمؤثرات العقلية، فيما بلغت عدد جرائم المخدرات خلال الثلث الأول من العام الحالي (170) جريمة وألقي خلالها القبض على (241) شخصا.
من جانب آخر أعطت المادة (47) الفقرة الثالثة من قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية فرصاً قانونية لطالبي العلاج من إدمان المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية، حيث أجازت المادة للمحكمة بدلاً من توقيع العقوبة المنصوص عليها في القانون أن تأمر بإيداع من ثبت إدمانه للمواد المخدرة أو المؤثرات العقلية في إحدى العيادات المتخصصة للمعالجات النفسية والاجتماعية والتردد عليها وفقاً للبرنامج الذي يقرره الطبيب النفسي أو الاختصاصي الاجتماعي في العيادة.
علاوة على ذلك فقد نصت المادة (52) من القانون على مراعاة السرية حيال المرضى الذين يعالجون من الإدمان على المواد المخدرة أو المؤثرات العقلية أو الذين يتقدمون للمصحة للعلاج، ووضع العقاب المناسب لكل من يفشي سراً اطلع عليه بحكم عمله أو استعمله للمنفعة الخاصة أو لمنفعة غيره.
إن مشكلة تعاطي المخدرات لم تقتصر على مجتمع معين وإنما تعدت حدود الزمان والمكان لتصبح إحدى المشكلات العالمية وإحدى المصادر الرئيسية للكثير من الأمراض المعدية الفتاكة والمشاكل الاجتماعية والاقتصادية والأمنية على حد سواء وطبقا لتقديرات المؤسسات الصحية العالمية يوجد حوالي 200مليون من البشر يتعاطون المخدرات أو يدمنونها.فالإدمان يعد من المشاكل الشائكة المليئة بالخوف والضياع والتشرد ، فهو طريق يؤدي بصاحبه إلى التجرد من كل مايملك ،لتصبح نهايته بعد ذلك مظلمة وينتهي به المآل إما إلى غياهب السجن موصوما بأقذر التهم ، أوالموت ذليلا هروبا من واقع أليم .
رفع مستوى الوعي
ولأهمية هذه المشكلة التي باتت تهدد كل المجتمعات وجدنا ان نتطرق لها من جميع الجوانب بهدف رفع مستوى الوعي لدى مجتمعنا بخطورتها وأضرارها وآثارها السلبية وعلاقتها الوطيدة في تدمير حياة الأسر وشل حركة المجتمع وانطلاقا من مبدأ التكاتف المجتمعي من أجل تحصين أبنائنا للوقوع في براثنها وشباكها .
ولكي نمسك بخيط المشكلة من أوله توجهنا إلى مستشفى ابن سينا والتقينا بالرئيس التنفيدي للمستشفى ومدير قسم علاج المخدرات د.محمود بن زاهر العبري لكي نعرف منه عن مدى استفحال هذه المشكلة في السلطنة وما هو دورهم في التصدي لها وأيضا الإحاطة بالتحديات التي تواجههم في مسيرتهم العلاجية وقد جاء الرد على مستوى التوقع .
جولة في ابن سينا
في مستشفى ابن سينا للأمراض النفسية اصطحبنا د.محمود العبري أطلعنا خلالها على أقسام المستشفى ووقفنا على الجهد الذي يبذله كل المتواجدين في هذه المؤسسة وفق منظومة متكاملة هدفها تقديم الخدمة المتميزة وأداء الدور على أكمل وجه مع توفر الأجهزة والامكانيات اللازمة .
البداية العام 1983
بعد أن أنهينا جولتنا كانت لنا جلسة مع محمود العبري الذي عاد بالذاكرة إلى الوراء لينطلق من حيث كانت البداية مع هذا المستشفى الذي يحظى بسمعة ناصعة إذ سجل نسبة نجاح عالية في علاج معظم الحالات التي يستقبلها حيث أوضح محمود العبري ان المستشفى تأسس العام 1983 وكان خاصا بالأمراض النفسية والعصبية حيث يستقبل كل هذه الحالات ويقدم لها العلاج اللازم كما كان يستقبل المدمنين على المخدرات الذين كانوا يقصدون المكان طلبا للعلاج لكن وبما أن المستشفى كان في بدايته فلم يكن هناك قسم خاص لهذه الحالات لذلك كان يتم علاجهم مع المرضى النفسيين .
من عيادة إلى قسم خاص.
بعد فترة من العمل أصبح وجود قسم خاص لعلاج المدمنين على المخدرات أمرا ضروريا وكانت الخطوة الأولى لتحقيق هذا الهدف العام 2003 حيت افتتحنا في هذا المستشفى عيادة متخصصة في علاج مدمني المخدرات وهذا ما أعطى الخصوصية لعملنا ومكننا من تحقيق نتائج باهرة وكانت الخطوة التالية العام 2005 حيت افتتحنا قسما مستقلا متخصصا في علاج مدمني المخدرات وهو داخل مبنى المستشفى لكنه منفصل تماما عن الأقسام الأخرى وكانت الانطلاقة بأربعة أسرّة ومع الأيام كان التوسع بخاصة مع تحقيق نتائج جيدة وازدياد طلبات العلاج فقد تم توسعة القسم ليصبح الآن يتضمن 13 سريرا يشرف عليهم أربعة أطباء متخصصين .
بحسب سجل المؤسسة يتذكر د.محمود أنه خلال العامين 2005 و 2006 كانت معظم الحالات التي تراجع المستشفى حالات مزمنة استخدمت المخدر لفترات طويلة لكن بعد ذلك وبحسب الإحصائيات بدأ العدد ينخفض ولم تسجل حالات جديدة إلا نادرا لكن وخلال 2008 و 2009 ارتفع العدد بشكل ملحوظ ومعظم الحالات المسجلة لشباب يتعاطى المخدرات منذ فترة لاتتجاوز الخمس سنوات وأعمارهم صغيرة وهو يعتبر مؤشر خطير والمرضى يتم استقبالهم بعدة طرق فبعضهم يتقدمون طواعية طلبا للعلاج وآخرون يسلمهم لنا أهلهم بينما نستقبل بعض الحالات عن طريق الشرطة أو يتم تحويلها لنا من مستشفيات أخرى ونتعامل معها كلها بجدية وسرية وعمل دؤوب من أجل تحقيق النتيجة المرجوة .
مشكلة معقدة
أوضح د.محمود ومن خلال تجربته في العمل التي تمتد لسنوات عديدة في هذا المجال ان الإدمان مشكلة معقدة جدا فالمدمن يمر بعدة مراحل نفسية قبل الوصول إلى الإدمان الكامل ولا توجد لديه قناعة بأنه يعاني من مشكلة حقيقية جراء هذه المادة المخدرة لذلك فانه من المستحيل أن يلجأ بنفسه إلى المستشفى طلبا للعلاج لأنه غير مقتنع أصلا بإدمانه وقد يحدث ويتجه إلى العلاج خوفا من الشرطة أو الأهل أي بعامل خارجي وليس لرغبة داخلية لذلك فإن هؤلاء المدمنين الذين لايتجهون للعلاج تتدهور حالتهم ويلاحظون ان حياتهم أصبحت صعبة ونظرة الآخرين إليهم تغيرت وفقدوا الكثير من مهاراتهم الحياتية والشخصية وأصبحوا شبه يائسين وفي هذه المرحلة تتولد لديهم قناعة بضرورة العلاج حينها يقصدوننا ومعظم الحالات التي تأتينا من هذا النوع متوسط تعاطيها للمخدرات خمس سنوات.
قد يعود مرة أخرى للتعاطي
الإدمان مشكلة مزمنة هذا ما أكده د.محمود لأن المدمن بعد علاجه قد يعود مرة أخرى للتعاطي بخاصة إذا توفرت الظروف المشجعة لذلك مثل الديون أو المشاكل العائلية فالمدمن بعد العلاج يجد صعوبة في التكيف مع الحياة الجديدة ويشعر بشوق للمخدات بخاصة عندما يتعرض لمشكلة أو يشعر بالوحده فالمتعاطي للمخدرات يشعر بالدقيقة وهو في قمة النشوة أنها مجرد لحظة لكنه حينما يتوقف عن المخدرات يشعر بالدقيقة كأنها سنة كما توجد عوامل خارجية أخرى قد تعود بالإنسان إلى المخدرات مرة أخرى مثل أصدقائه في التعاطي الذين يحاولون العودة به إلى هذا المستنقع كما أن نظرة المجتمع المشوبة بالازدراء والاحتقار للمتعاطي تجعله يشعر أنه إن ترك هذا العالم فلاوجود للثقة به خارج نطاقه وقد ينظر إليه البعض كمجرم، يشوه العائلة والمجتمع، ومع وجود علاقة مع الشبكة التي كان يتعاطى معها المخدرات فإنه يعود إليها بسرعة وهي طبعا ترحب به وتحتضنه وتوفر له المتنفس الذي حرمه منه الأهل والمجتمع
باب لعدة مشاكل
ركز العبري كثيرا على أن أي إنسان يتعاطى المخدرات هو عرضة لعدة مشاكل فقد يستعمل جرعة زائدة من المخدر فيموت أو يصاب بشلل او بإصابة جسيمة، ومن خلال سلوكات التعاطي قد يكتسب مرض الإيدز، أمراض الكبد الوبائي ب و ج، ولا يشكل خطرا على نفسه فقط بل قد ينشرها في المجتمع سواء لزوجته أو أقاربه لأنها أمراض معدية كما ان حياته قد تتدهور فيفقد عمله وقد يتورط في السرقة والمشاكل القانونية والمشكلة أن المتعاطي إذا تدهورت حالته لاينعكس ذلك عليه فقط بل تنهار أسرته وكل عائلته وكل إنسان يدخل في هذا المجال يعرض نفسه والآخرين للخطر وليس هذا فقط بل يصبح يجذب الآخرين ويغريهم للدخول إلى هذا العالم طبعا من الممكن أن يتمكن الإنسان من التوقف عن التعاطي نهائيا وهناك نماذج نجحت في ذلك بفضل العلاج الصحيح وتوفر المساندة والإرادة الصلبة من الشخص نفسه.
عوامل عدة لنتيجة مضمونة
علاج حديثي التعاطي غالبا ما يكون فعالا لأن الدعم العائلي موجود وهم غير متورطين في مشاكل قانونية كما تتوفر لديهم الرغبة في التوقف، ويعيشون في بيئة يمكن أن تحافظ عليهم وتحميهم وتشجعهم على الإقلاع فيتم العلاج عن طريق سحب السموم ثم يتم الحاقهم ببرامج تأهيل وبعدها يكون الوصول إلى الهدف المنشود حيث يتحقق التوقف النهائي لهذا الشخص عن التعاطي ويعود إلى حياته الطبيعية
تقليل الضرر
أما بالنسبة للمدمنين الذين يتعاطون المخدرات لفترة طويلة فإنه يتم علاجهم بالبدائل تحت سياسة تقليل الضرر والهدف هو استقطابهم بالبدائل، للوصول إلى أقل الضرر وتقليل انتشار الأمراض المعدية حيث تتم توعيتهم بأن العلاج موجود وبطرق صحيحة ونهتم بهم جيدا نعالجهم من أية إصابة ونقدم لهم الطعام المغذي و رسائل توعية مسموعة ومقروءة والعلاج بالبدائل نعطيه مادة مخدرة ولكنه "دواء"يحتوي على مواد مخدرة شبيهة بالمواد الموجودة في الأسواق ولكنها طبية، ومواصفات الدواء إنه طويل المدى فالهيروين مفعوله قصير المدى حوالي ساعتين فقط لذلك فإن أضراره قوية، ولكن الأدوية يستمر مفعولها حوالي 36 ساعة وهذا ما ييسر العلاج ولما تستقر حالة هذا الإنسان سوف يتكيف مع حياته الجديدة ومن السهل أن يتم مناقشته لتخفيف الجرعة ثم التخلي عنها نهائيا مع مرور الوقت
المتعاطون:لا تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة
إن الحياة هبة من الله وواجبنا هو الحفاظ على حياتنا، حيث أمرنا الله سبحانه وتعالى بأن لا نلقي بأنفسنا إلى التهلكة، والمخدرات هلاك مؤكد، فحافظ على حياتك وابتعد عن كل ما فيه إضرار.
بسلامة جسمك وعقلك، وعن كل ما يدمر علاقتك بأسرتك ومجتمعك ويعطل من قدراتك على العمل والإبداع والإنتاج وخدمة المجتمع، وابتعد عن المخدرات تنأى بنفسك من الهلاك.
الأسرة:الانتباه والحذر
على الأسرة مراقبة تصرفات الأبناء، وإن بدر ما يدعو للريبة على أفراد الأسرة التأكد منه أو اللجوء إلى الجهات المعنية لطلب المساعدة. إذا تأكد لهم بأن أحد الأبناء يتعاطى المخدرات فعليهم المبادرة بطلب علاجه، وعليهم أن يعلموا بأن قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية نص بعدم إقامة الدعوى على من تقدم من تلقاء نفسه بطلب العلاج أو بواسطة ذويه.
تجار ومروجو المخدرات:أنتم جزء من المجتمع
عليهم أن يعلموا بأنهم جزء من المجتمع وأن لهم أبناء وأهلا في وسط هذا المجتمع، والواجب عليهم يقتضي الأمانة وعدم بث هذه السموم في المجتمع وليعلموا كذلك بأن القانون سيطالهم أينما كانوا، وأن رجال إنفاذ القانون لهم بالمرصاد إذا ما سولت لهم أنفسهم العبث بعقول شباب هذا الوطن.
أضرار المخدرات على مختلف المستويات
انهيار المجتمع وتدهور الأخلاق
المخدرات تتسبب في انهيار المجتمع وضياعه بسبب ضياع اللبنة الأولى للمجتمع وهي ضياع الأسرة . كما أنها تسلب من يتعاطاها القيمة الإنسانية الرفيعة ، وتهبط به في وديان البهيمية ، حيث تؤدي بالإنسان إلى تحقير النفس فيصبح دنيئا مهانا لايغار على محارمه ولا على عرضه ، وتفسد مزاجه ويسوء خلقه . ويقوم المتعاطي بمعاملة لأسرة والأقارب بصورة سيئة فيسود التوتر والشقاق ، وتنتشر الخلافات بين أفرادها ويمتد هذا التأثير إلى خارج نطاق الأسرة ، حيث الجيران والأصدقاء .
كما تتفشى الجرائم الأخلاقية والعادات السلبية ، فمدمن المخدرات لايأبه بالانحراف إلى بؤرة الرذيلة والزنا ، ومن صفاته الرئيسية الكذب والكسل والغش والإهمال .وينتج عن الإدمان أيضا عدم احترام القانون ، والمخدرات قد تؤدي بمتعاطيها إلى خرق مختلف القوانين المنظمة لحياة المجتمع في سبيل تحقيق رغباتهم الشيطانية .
تدمير كامل للصحة
المخدرات تؤثر على الجهاز التنفسي ، حيث يصاب المتعاطي بالنزلات الشعبية والرئوية ، وكذلك بالدرن الرئوي وانتفاخ الرئة والسرطان الشعبي. وتعاطي المخدرات يزيد من سرعة دقات القلب ويتسبب بالأنيميا الحادة وخفض ضغط الدم ، كما تؤثر على كريات الدم البيضاء التي تحمى الجسم من الأمراض .إضافة إلى ان متعاطي المخدرات يعاني من فقدان الشهية وسوء الهضم ، والشعور بالتخمة ، بخاصة إذا كان التعاطي عن طريق الطعام ما ينتج عنه نوبات من الإسهال والإمساك ، كما تحدث القرح المعدية والمعوية ، ويصاب الجسم بأنواع من السرطان لتأثيرها على النسيج الليفي لمختلف أجهزة الهضم .
للمخدرات أيضا تأثير على الناحية الجنسية ، فقد أيدت الدراسات والأبحاث أن متعاطي المخدرات من الرجال تضعف عنده القدرة الجنسية ، وتصيب المرأة بالبرود الجنسي . وهناك أيضا تأثير على المرأة وجنينها ، وهناك أدلة قوية على ذلك .
فالأمهات اللاتي يتعاطين المخدرات يتسببن في توافر الظروف لإعاقة الجنين بدنيا أو عقليا .كما تسبب المخدرات الأمراض النفسية كالقلق والاكتئاب النفسي المزمن وفقدان الذاكرة ، وقد تبدر من المتعاطي صيحات ضاحكة أو بسمات عريضة ، ولكنها في الحقيقة حالة غيبوبة ضبابية .وتؤدي المخدرات إلى الخمول الحركي لدي متعاطيها .وارتعاشات عضلية في الجسم مع إحساس بالسخونة في الرأس والبرودة في الأطراف .واحمرار في العين مع دوران وطنين في الأذن ، وجفاف والتهاب بالحلق والسعال .وتدهور في الصحة العامة وذبول للحيوية والنشاط .
الإيمان أفضل وقاية
لاشيء يعين المرء على تحقيق مآربه إلا بالإيمان فمن تسلح بها نجح ومن سار على الجادة وصل وأن يكون كل قصده هو التقرب إلى الله بترك محرماته .
زرع الوازع الديني لدى الأطفال في الصغر .وعلى المتعاطي أن يتذكر كلما عزم على أخذ المخدر أن مخدره هذا سيزيد مشكلاته تعقيدا. كما ان كتابة أخطار تعاطي هذه المحرمات بخط واضح ووضعها في مكان بارز ، وقراءتها بين آونة وأخرى حتى تتجدد العزيمة .ويجب ملاحظة الحالة الصحية وتطورها ، وعدم التذمر عند الشعور بآلام الرأس والعضلات ، فعليه بالارتياح كون هذه الآلام إشارة إلى تخلص أعضاء الجسم مما تراكم فيها من السموم . إضافة إلى ان مزاولة الرياضة بالشكل السليم مهمة جدا للوقاية إلى جانب الانقطاع عن الأماكن التي اعتاد أن يتناول فيها تلك المواد ، وكذلك الأصحاب الذين يتعاطونها .وأيضا إشغال وقت الفراغ بما ينفع في الدنيا والآخرة .وعقد صداقة دائمة مع الأبناء . ولا نهمل أيضا زرع الثقة المتبادلة بين الأهل والأبناء وتوطيد العلاقة القوية بينهم .
جهود إدارة مكافحة المخدرات
شرطة عمان السلطانية متمثلة بإدارة مكافحة المخدرات تقوم بمكافحة آفة المخدرات والمؤثرات العقلية وقد أولت جانب التوعية بأضرار المخدرات أهميه كبيرة وقطعت في هذا الجانب شوطا كبيراً على كافة المحاور، إيماناً منها بأن الوقاية خير من العلاج. وخلال السنوات الفائتة قامت بمجموعة من الأنشطة التوعويه والتي من شأنها تقليل الطلب على المخدرات والمؤثرات العقلية، وتمثل ذلك في الآتي:-
* إصدار المطبوعات والمطويات التوعوية لكافة فئات المجتمع بالتنسيق مع إدارة العلاقات العامة.
* إلقاء المحاضرات في المدارس والكليات والأندية والجمعيات.
* بث رسائل توعية عبر الهاتف النقال.
*فتح خط ساخن بإدارة مكافحة المخدرات ( 1444) بهدف التواصل مع الجمهور.
*المشاركة بفعالية في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية الذي يصادف تاريخ 26 يونيو من كل عام، وذلك من خلال تنشيط الدور الإعلامي عبر وسائله المختلفة.
*إقامة معرض متنقل، وهو عبارة عن حافلة تجوب محافظات ومناطق السلطنة وذلك بهدف الوصول إلى أكبر عدد من الجمهور.
*تحديث موقع شرطة عمان السلطانية بالشبكة العالمية للمعلومات من خلال إضافة مواد ومعلومات تتعلق بالمخدرات، وترجمة قانون مكافحة المخدرات باللغتين العربية والإنجليزية.
أولياء الأمور:التوعية أفضل وقاية
عزيزي ولي الأمر إن أفضل السبل لوقاية أبنائك من خطر المخدرات هو توعيتهم عن أضرارها بالدرجة الأولى وهذا لا شك فانه عبئ عليك وما عرضناه من ملاحظات عن كيفية التعرف على المدمن تحتاج إلى ملاحظة دقيقة وهذه الملاحظة يمكن اعتبارها جرس الإنذار الأول لأي انحراف أو بداية للسقوط في مصيدة المخدرات من خلال التعرف على مجموعة من التغيرات التي قد تحدث على عادات وسلوكيات الشاب وتنبىء عن الاكتشاف المبكر لحالات الإدمان، لذا فإذا لاحظتم هذه التغيرات فلا تتجاهلوها فلربما تخسرا ابنكما أو ابنتكما وعليكما بحماية الابن والابنة من هذا الدمار الذي بات يهدد حياته وذلك باللجوء للمختصين والتفرغ له ومتابعته ساعة بساعة والحرص على إبعاده عن الرفقة السيئة، ثم اللجوء إلى إدارة مكافحة المخدرات والجهات الأخرى المعنية بالعلاج لأنهم سيدركون حجم المشكلة، وسيضمنون لك سلامة ابنكم وانتشاله من حوض المخدرات، وذلك بدون وجود أي نوع من أنواع المساءلة القانونية من الجهات الأمنية فقانون مكافحة المخدرات كفل لك ذلك إذا تقدمتما بطلب للجهات الرسمية من أجل علاجه (انظر المادة 51 من القانون) ولأجل ذلك قامت شرطة عمان السلطانية بفتح خط مباشر يعمل على مدار الأربع والعشرين ساعة لهذا الغرض وكذلك لأجل الإبلاغ عن أية معلومات واستفسارات تتعلق بهذا الجانب والجرائم الجنائية الأخرى ولك عزيز ولي الأمر أن تحتفظ بسرية شخصيته ونحن كذلك نؤمن لك ذلك فأنت لست مطالب بإبراز بطاقتك الشخصية أو إشهارها فكل ما عليك هو الاتصال برقم (1444) وتمرير المعلومات التي تود طرحها لذا فإن المجال مفتوح لك ولأي مواطن أو مقيم تهمه مصلحة هذا البلد.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions