* تخللت فقرات المؤتمر جلسات عروض البحوث لعدد من المتسابقين

مسقط- ناجية البطاشية

بـ(6) فائزين من أصل (14) بحثا علميا و(27) ملصقاً تعريفيا اختتمت يوم أمس بقاعة المؤتمرات بجامعة السلطان قابوس، مسابقة يوم البحث العلمي الأول لمتدربي المجلس، وذلك برعاية رئيس جامعة السلطان قابوس سعادة د.علي بن سعود البيماني وبحضور عدد كبير من المشتغلين والمهتمين بالمجال الطبي.

افتتح المؤتمر بتلاوة من القرآن الكريم، بعدها ألقت د.فريال اللواتية استشارية أولى بالمستشفى السلطاني ورئيسة اللجنة العلمية لتطوير كفاءات الأطباء وأحد المشرفين على المؤتمر كلمة الافتتاح رحبت من خلالها بالضيوف وشرحت هدف المؤتمر الذي جاء من حرص المجلس العماني للاختصاصات الطبية على النهوض بدور الأطباء المتدربين في مجال الاستقصاء والبحث تماشياً مع توجهات الحكومة، وأوضحت فريال اللواتية في كلمتها الترحيبية أن: البحث العلمي يعد بشكل عام الركيزة الأساسية لتطور العلوم،والارتقاء بالبشرية وتقدم الدول، حيث يستفاد من البحوث العلمية في حل المشكلات واكتشاف الحقائق من خلال المعلومات الدقيقة والتي تعتمد على الأساليب المنظمة المتمثلة في الملاحظات وتسجيل المعلومات ووصف الأحداث وإيجاد الفرضيات؛ لذلك نجد الكثير من الدول تصرف الكثير من الجهد والمال لمراكز بحوثها في شتى العلوم، لما لها من أهمية في إثراء العلم والإبداع وتقدم البشرية، كما أنه ثروة يعتنى بها بشكل كبير، فكثير من الدول التي لا تمتلك موارد طبيعية تعتمد بشكل رئيسي على العقول البشرية وإبداعِهم في شتى العلوم، لعلمهم المسبق بأن تنمية العقل البشري يأتي من خلال الإبداع وصنع المستقبل وبالرغم من عدم وجود تلك الموارد الطبيعية إلا أنهم استطاعوا إيجاد اقتصاد لم يكن من المعقول تحقيقه لولا العناية الفائقة بالمورد البشري والبحوث العلمية.

وأضافت: ومن هذا المنطلق، كان لحكومة السلطنة دور في تفعيل البحث من خلال حث المؤسسات على تشجيع موظفيها للبحث العلمي، ولابد أن تحقيق الأهداف لا يتأتى إلا من خلال التعاون المشترك ما بين المؤسسات والأفراد، ونتيجة لذلك دأب المجلس العماني للاختصاصات الطبية على تشجيع الأطباء المتدربين والباحثين والتوسع في بحوثهم وحثهم على ذلك من خلال المسابقات، إضافة إلى إنشاء مجلة عُمان الطبية التي تتيح للخبراء والأطباء الباحثين بشكل عام على نشر بحوثهم وفقا للمنهج العلمي الدقيق والموضوعي والمتزن. كما يجب أن يعلم الباحثون بأن كتابة البحث العلمي تتطلب الكثير من الجهد والدراسة النظرية والاستقصاء الميداني والمقارنات واستخراج الإحصائيات وتتبع الحالات وما إلى ذلك، والباحث الحقيقي من يستطيع أولا وأخيرا أن يبدع في البحث الذي ينشئه لا أن يكون ناقلا للمعلومة فقط.

من ثم قدمت البرفيسورة نائلة اللمكية نائب الرئيس التنفيذي للشؤون الأكاديمية بالمجلس العماني للاختصاصات الطبية محاضرة حول أهمية البحث العلمي في المجلس، بعد ذلك افتتح راعي الحفل المعرض المصاحب الذي ضم 27 ملصقا تعريفيا في مختلف التخصصات الطبية. ومن ثم بدأت جلسات عروض البحوث، حيث تنافس 14 طبيبا متدربا للحصول على المراكز الأولى وذلك من خلال تقديم كل واحد منهم عرضاً لبحثه متضمنا أهم النتائج، تلتها ملاحظات لجنة التقييم المكونة من 5 محكمين متخصصين، وبعد ذلك وزعت الجوائز على متدربي المجلس الفائزين.

وقد جاءت المسابقة في محورين، كان الأول منهما عبارة عن عرض شفهي لبحوث جاهزة لأطباء معروفين على الساحة العمانية، بينما خصص المحور الثاني:لـ(27) ملصقا توضيحيا للباحثين من الأطباء المتدربين وأيضا خضعت لتقييم الحكام. حث تم في فترة سابقة تنظيم مسابقات للبحث العلمي تنافس فيها أطباء المجلس في مختلف سنوات تدريبهم لكل برنامج تخصصي والذي اشتمل على 16 تخصصا من ثم تم تأهيل البحوث الفائزة بالمركز الأول من كل برنامج لتتاح لهم فرصة التنافس في هذه الاحتفالية، ويأتي ذلك من أجل تشجيع الأطباء المتدربين بالمجلس على البحث والاستقصاء وإثراء العلوم الطبية. علما بأن المسابقة أقيمت في قاعتي المؤتمرات والمعارض بجامعة السلطان قابوس.

** الفائزون في المسابقة

وقد فاز بالمركز الأول في مجال البحوث د.سعيد الكندي تخصص أمراض الدم، أما المركز الثاني فكان من نصيب د.علي البلوشي تخصص الطب الباطني، والمركز الثالث حصل عليه د.هلال الهشامي تخصص طب أطفال. أما في مجال الملصقات التعريفية فقد جاء في المركز الاول المتدرب د.حسن سلمان مرزا تخصص الصحة النفسية والطب السلوكي، والمركز الثاني حصلت عليه المتدربة د.راية الحبسية ود.عايدة الشحية تخصص طب الأطفال، والمركز الثالث كان من نصيب المتدرب د.خالد المعمري تخصص جراحة عامة.

** أهداف المؤتمر

وحول أهداف المؤتمر وأهمية المسابقة قالت د.فريال اللواتية: يعد هذا المؤتمر أول مؤتمر يقام على مستوى السلطنة بهدف تطوير كفاءات المتدربين في البحث العلمي وحثهم على البحث العلمي والتوسع فيه، وذلك بسبب كونه مجالاً يدخل ضمن خطط اهتمام كل الدول حول العالم، كما أن الاهتمام بالأطباء المتدربين في المجلس العماني للاختصاصات الطبية يأتي في أولويات المجلس ليعلو بجانب "البحث العلمي" والذي تعود فائدته على المتدرب أثناء التدريب لتكون لديه فكرة أوضح وأعمق للدراسات والبحوث التي يقومون بها، وعلى المستوى الشخصي للباحث تدفع المشاركة في هذا المؤتمر الباحث إلى التركيز على تخصصه، ليكون في مصافّ الباحثين الآخرين ليس في السلطنة فحسب وإنما على مستوى العالم، كما أن مثل هذه البحوث تتيح للتدرب نشر بحثه في "مجلة طبية" ليطلع عليه الآخرون، ثم إن الباحث بدوره يؤثر على غيره ويشجعهم ليحذوا حذوه في الاجتهاد والخروج بما سينفع به نفسه ومجتمعه من "مادة علمية".

** دعم المتدرب بعد الفوز

وعن كيفية دعم المتدرب بعد فوزه في هذه المسابقة قالت اللواتية: الخطوة الأولى لدعم المتدرب هي تسليط الضوء من قبل المتدرب ليعنى بشكل أكبر ببحثه، ثانيا: مجرد أن ينضم بحثه لقافلة البحوث الأخرى بالمجلة العلمية المتخصصة الدورية يعتبر ذلك تشجيعا كبيرا لأنه سيدون وسيكون تحت الأضواء على مستوى السلطنة في الوقت الراهن. أما على المدى البعيد فهذه المسابقة ستستمر سنويا كتشجيع من المجلس للأطباء المتدربين لعرض أفضل بحث سينالون من خلاله جوائز عينية ومعنوية.

مضيفة اللواتية: أن البحوث تنوعت في طريقة العرض سواء أكانت شفهية أو عن طريق الملصقات، وكانت تلك الملصقات المشاركة توازي في جودتها وقوتها الملصقات العالمية في مختلف دول العالم وهذا يدل على كفاءة الباحثين المتدربين الذين احتكوا مع مجموعة من الباحثين الذين لهم باع وخبرة في البحوث العلمية.

من البحوث المشاركة في المعرض المصاحب للمؤتمر:

** ملصق "دواء الريتينويد"

1- الدكتور المتدرب الباحث لطفي الكثيري صاحب ملصق بحث "دواء الريتينويد" قال حول بحثه: ملصق بحثي عبارة عن دراسة حول "الريتندويدات الفموية وتأثيرها في المرضى العمانيين" وهو يتحدث عن الآثار الجانبية لهذا الدواء على فئة المرضى العمانيين، وكيفية معالجة هذه الآثار، حيث قمت بإجراء الدراسة على عدد (515) مريضاً بعضهم في مدينة صلالة بمحافظة ظفار، والبعض الآخر في محافظة مسقط بمستشفى النهضة. وتابع الكثيري: هذا الدواء يستخدم في كثير من الأمراض الجلدية ومنها: الصدفية، وحب الشباب، وغيرها. وتأثير الدواء يظهر في الجلد والأغشية المخاطية ومن آثاره أيضا رفع مستوى الكوليسترول وأنزيمات الكبد والجفاف في الفم والصداع ولكن يمكن علاجها إما بالتوقف عن الدواء أو بالمتابعة المستمرة من قبل الطبيب المختص أي "بإشراف طبي".

** تجنبا لضعف النظر

2- الدكتورة المتدربة الباحثة راية الحجرية بقسم العيون وصاحبة ملصق بحث "ضعف النظر عند الأصحاء" قالت: هذا البحث يتناول حالة نادرة توجد في الأصحاء وتصيب أعينهم وبالتحديد في العصب البصري "كالتهاب" عن طريق أكثر من سبب وأهمها: البكتيريا، أو الأورام، وطبعا هذا الالتهاب قد يؤثر على النظر لدى هؤلاء الأصحاء دون أن يكون هناك سبب ظاهر، وعلاج المشكلة عن طريق إعطاء المريض الدواء المناسب تجنبا لحالة ضعف نظره بدون أسباب واضحة، وتم إجراء الدراسة على حالة وحيدة اكتشفناها في السلطنة لأول مرة.

** ملصق التليف الرئوي عند الأطفال

3- الدكتورة المتدربة الباحثة عايدة الشحية تخصص أطفال وصاحبة ملصق بحث "مرض التليف الرئوي عند الأطفال" فقالت: هذا المرض يعتبر مرضا وراثيا، ولم نكن نعرف مسبقا إن كان هذا المرض شائعا في السلطنة أم لا ولكن مع مرور الأيام ودراسة بحث على مدى ثلاث سنوات اكتشفنا أن المرض موجود في السلطنة، حيث اشتملت الدراسة على عدة محاور منها: فحص الدم الوراثي، ونوع الجينات، وطبيعة المرض ومضاعفاته.

** دواء منافس

4- الدكتور المتدرب الباحث سعيد المنذري اختصاصي تخدير في العناية المركزة وصاحب ملصق بحث "استخدام دواء "الريميفنتانيل" لخفض ضغط الدم في عمليات العمود الفقري": هذا البحث يتناول نقص الدم في الجسم بخاصة في عمليات العمود الفقري والتي قد يهبط فيها مستوى الدم فيضطر الطبيب أيضا محاولة تنقيص لمستوى ضغط الدم وهناك أدوية كثيرة تستخدم في هذه العملية ولكن هذا الدواء والذي يستخدم أساسا في عمليات أخرى تم استخدامه في عملية العمود الفقري بالمستشفى العسكري بقوات السلطان المسلحة وذلك بإجرائها على (17) مريضا، حيث نجح هذا الدواء والذي يعتبر الآن منافسا للأدوية الأخرى لمثل هذه الحالات واستخدامه لا يؤدي إلى مضاعفات مخيفة. مؤكدا: أن الدراسة استمرت سنة كاملة.