هل يشعر الميت في قبره بزيارة الحي ويسمع كلامه؟

    • هل يشعر الميت في قبره بزيارة الحي ويسمع كلامه؟


      هل يشعر الميت في قبره بزيارة الحي ويسمع كلامه؟؟


      الشيخ عدنان عبد القادر

      [B]


      [B]الجواب:


      أولاً: الميت يشعر بالحي إذا زاره عند قبره ويسمعه فيأنس أو يتألم فقط، ولا يستطيع أن يعمل بأي وصية من وصايا الحي. فلو قال له الحي: لا تنس أن تجيب الملكين إذا سألاك: من ربك؟ فقل: ربي الله، ما دينك ؟ فقل: الإسلام، من نبيك؟ فقل: محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فإن الميت لا ينتفع بهذه الوصية ولا يستطيع أن يعمل بها. ولو قال الحي له: ادع الله لي، فإنه لا يستطيع أن يدعو الله له ولا يفعل شيئاً، فلا يمكنه إجابة داعيه لما سيأتي بيانه.


      (يسمع مشي المشيعيين)

      ثانياً: الأدلة على شعور الميت بزيارة الحي وسماعه له:
      1 * قال النبي صلى الله عليه وسلم عن الميت " إن الميت يسمع قرع نعالهم إذا انصرفوا" (رواه البخاري ومسلم) فيسمع صوت نعل من دفنه.


      (يأنس بالزائر)

      2 * عن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال لمن حضره عند وفاته: " إذا دفنتموني فأقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم" (رواه مسلم)
      أي يمكثون عند قبره قدر المدة الزمنية التي يستغرقها نحر الجزور وتوزيعها ليأنس، فإذا أنس استطاع أن يجيب الملكين عند سؤالهم له. ولم يأمرهم بنحر الجزور.


      (يسمع خطابهم له)

      3 * قام رسول الله صلى الله عليه وسلم على قليب بدر وفيه قتلى بدر من المشركين فقال لهم: هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً؟، فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً.
      فقال عمر رضي الله عنه يا رسول الله : ما تكلم من أجساد لا أرواح فيها؟
      فقال النبي صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم. (رواه البخاري ومسلم)
      أي يسمعوني كما تسمعوني الآن، فهم ليسوا دونكم في السماع، ولستم أنتم أكثر سماعاً منهم.


      (يسمع سلامهم عند قبره)

      4 * روت عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان عندها في ليلتها خرج من آخر الليل إلى مقبرة البقيع فقال : السلام عليكم دار قوم مؤمنين، إنا وإياكم ما توعدون غداً مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون. وفي رواية : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمهم فيقول قائلهم:" نسأل الله لنا ولكم العافية" (رواه مسلم)
      فالملاحظ في هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخاطب الأموات :"السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين ، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين ، نسأل الله لنا ولكم العافية " . قال ابن القيم ( هذا خطاب لمن يسمع ويعقل). الروح ص 5. وقال صلى الله عليه وسلم: السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسلم محال. ص 8 .

      (النبي صلى الله عليه وسلم لم يستغفر لأمه)


      5 - تسميتها زيارة القبور:

      قال النبي صلى الله عليه وسلم " زوروا القبور فإنها تذكر الموت " (رواه مسلم)
      عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: زار النبي عليه الصلاة والسلام قبر أمه فبكى وأبكى من حوله، فقال: (استأذنت ربي في أن استغفر لها فلم يؤذن لي،واستأذنته في أن أزور قبرها فأذن لي). رواه مسلم.
      قال ابن القيم: لو أن أهل القبور لا يشعرون بالزائر لما صح تسميته زائراً، فإن المزور إن لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال زاره، هذا هو المعقول من الزيارة عند كل الأمم. (الروح ص 8)


      (يتألم الميت إذا بكى الزائر)

      6 * قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله عليه). رواه البخاري.
      ولا يظن أحد أن الميت يعاقب إذا بكى أهله عليه، وإنما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (ليعذب). والعذاب هو الألم، أي يتألم عندما يبكون عليه. وقد يتألم الإنسان لحدوث أمور يكرهها وتكدره وتضايقه دون أن تمسه النار ودون أن يضرب، كقول النبي عليه الصلاة والسلام: (السفر قطعة من العذاب). لا يعني أنه يعذب بالنار بسبب سفره، وإنما لما يصيبه من الألم والكدر والضيق عند مفارقة الأهل والأولاد والأوطان. وكما يسمع النائم صراخ الأولاد وهو يريد النوم فيتضايق ويتألم ويتضجر، وكذلك الميت إذا بكى من حوله بكاءً فيه صياح أو عويل وتضجر وكلاماً لا يحمد فإنه يتألم ويتضايق منه. وهو قول شيخ الإسلام ابن تيمية.




      (لا يستجيب لنصائح الحي)

      ثالثاً: أما الأدلة على أن الميت لا يمكنه الاستجابة لطلبات الحي عند قبره كأن يطلب الحي من الميت أن يشفع له أو يغيثه ولا ينتفع بالوصايا والنصائح عند قبره كالاجابة على سؤال الملكين ولا ما يؤمر به ولا ما ينهى عنه ما يلي:

      1 * قال الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام : ((إنك لا تسمع الموتى)). والسمع نوعان: سمع ادراك وهو سمع الآذان، وسمع آخر هو سمع إستجابة أي الإستجابة للنداء كما قال تعالى: ((ولو علم الله فيهم خيراً لأسمعهم)). أي لو علم الله فيهم خيراً لجعلهم يستجيبون ويعملون بما سمعوه بآذانهم ولكنه سبحانه يعلم أن لا خير فيهم. فالميت يسمع من زاره ولا يستطيع الإستجابة للزائر لو وصاه بأقوال معينة كالاجابة على الملكين أو طلب الشفاعة أو الدعاء وغيرها من البدع المحرمة.


      (ما أنت بمسمعهم)

      2 * قال الله تعالى: ((وما أنت بمسمع من في القبور)). معنى هذه الآية كما سبق بيانه: أي لا يسمعون سمع إستجابة. فالأموات لا يستجيبون لك، وهذا خطاب للنبي عليه الصلاة والسلام في دعوته للكفار إلى الإسلام، فإنهم لا يستجيبون لك وإن سمعوك بآذانهم، كمالا يستجيب لك الموتى في قبورهم، فالكفار كالموتى.


      (لو سمعوا ما استجابوا)

      3 * قال الله تعالى: ((إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم)). وذلك أن الكفار كانوا يصورون صوراً وأصناماً تمثل الأموات فيدعونها، فبين الله تعالى أن هذه الأصنام لا تسمع. وعلى سبيل الجدل، لو سمعت لما استجابت، كما لو دعوتم أصحابها عند قبورهم لا يستجيبون لكم وإن سمعوكم.


      (انقطع عمله)

      4 * قال النبي عليه الصلاة والسلام : (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له). رواه مسلم. وهذا يدل أن الميت لا يستطيع أن يعمل بنصائح الحي عند قبره ولا الاستجابة له لأنه قد انقطع عمله.


      (مخاطبة الميت بما حصل بعد وفاته)

      رابعاً : ليس من هدي النبي عليه الصلاة والسلام ولا الصحابة رضي الله عنهم مخاطبة الميت إلا فيما سبق بيانه. أما الشكوى إليه وإخباره بما حصل من الأحداث في أهله فهذه من البدع، وهي من اللغو في حال الحياة يتأذى منه السامع بالرغم من قدرته على التصرف والعمل إذ لا فائدة منها، فكيف بالميت الذي لا يستطيع أن يعمل وهو مشغول عنهم بما هو فيه إما بنعيم أو بجحيم أعاذنا الله منها.


      جعلني الله واياكم ممن ينعم بالغفران والرحمه



      [/B]
      [/B]


      وحدك فقط غيرتي كل مفاهيمي.... $$eأحبك$$e

    • كلي قساوه كتب:


      [B][B] جعلني الله واياكم ممن ينعم بالغفران والرحمه[/B]
      [/B]


      اللهم آمين يارب


      تسلمي اختي على المقال الشامل والمفيد
      نسأل الله حسن الخاتمة والنجاة من عذاب القبر
    • بارك الله فيك اختي على الطرح
      بس ملاحظه صغيره في باب أن الميت يعذب ببعض بكاء أهله عليه . فقد جاء في رواية عن ابن عباس أنه قال : ( صدرت مع عمر رضى الله عنه من مكة , حتى إذا كنا بالبيداء إذا هو بركب تحت سمرة , فقال اذهب فانظر من هؤلاء الركب . قال : فنظرت فإذا صهيب , فأخبرته ,
      فقال : ادعه إلى , فرجعت إلى صهيب فقلت ارتحل فالحق بأمير المؤمنين . فلما أصيب عمر دخل صهيب يبكى يقول : وا اخاه وا صاحباه , فقل عمر رضى الله عنة : أتبكى علي وقد قال رسول الله صلى الله علية وسلم ( إن الميت يعذب ببعض بكاء أهلة عليه ) ,
      قال ابن عباس رضي الله عنهما : فلما مات عمر رضي الله عنه ذكرت ذلك لعائشة رضي الله عنها , فقالت : رحم الله عمر , والله ما حدث رسول الله صلى الله علية وسلم قال : أن الله ليزيد الكافر عذابا ببكاء أهله علية , وقالت : حسبكم القرآن : { ولا تزر وازرة وزر أخرى} قال ابن عباس رضي الله عنهما عند ذلك : والله أضحك وأبكى )) ,
      قال ابن أبي مليكة ( والله ما قال عمر رضى الله عنهما شيئا))

      قال ابن حجر (( وقد رواه مسلم من الوجه الذي أخرجه فيه البخاري وزاد . في أوله (( ذكر لعائشة أن ابن عمر يقول أن الميت ليعذب ببكاء الحي , فقالت عائشة : يغفر الله لأبي عبد الرحمن , أما إنه لم يكب ولكنه نسى أو اخطأ ,. إنما مر رسول الله صلى الله علية وسلم على يهودية . فذكرت الحديث ))

      ثم قال ابن حجر بعدما ذكر التأويلات التي قيلت في هذين الحديثين معللا حجة عائشة : (( بأنها لم ترد الحديث بحديث آخر , بل بما استشعرت من معارضة القرآن ))

      تقبلي مروي
      عُمانيٌ وأنطلقُ إلى الغايات نستبقُ وفخري اليوم إسلامي لغير الله لا أثقُ وميداني بسلطنتي وساحُ العلمِ منطلقُ