قصيدة تقطر دماً _ لـشـاعـرة المـوت_ في اخوتها

    • قصيدة تقطر دماً _ لـشـاعـرة المـوت_ في اخوتها


      نـوره - شـاعـرة ذات صوت صـادق جـسـدت المعاناة البشـرية 0 عاشـت كما عاش نساء قبيلتها بيت كبير وأخوان من فرسان القبيلة ، أبوها شيخ كبير تحترمه القبيلة كلها ، صامت كصمت الليل وطيب وصافي النفس كصـفا الشمس . أما هي فأنها تسير بين قريناتها مزهوة بأخيها الفارس تقول الشـعر ولكنها تحتفظ به بين طيات جوارحها .

      وكسائر الأيام 0000 يـرمي الدهـر بكلكله فيدمع العيون ويدمي القلوب ويحول تلك النفس إلى أسير للحزن وهذا ماحدث لشاعرتنا نوره .

      فذات يوم في إحدى الغزوات فقدت أخوها الفارس المغوار ، فاكتست مقلتها بالحزن وتوشح وجها بالألم وباتت كل يوم تقلب كفيها وهي تنظـر الى فرس اخوها التى رجعت الى البيت.
      كانت ترى ان فـرس الشـؤم حزينة كحزنها وتتالم ، صهـيلها يوحي با لجرح الغائر في انينها وحركتها وتمردها ، متمردة كبحر هـائج فمن يرضي غـرورها ومن يدنو منها سـوى أخوها الصفير الذي يداعب أوصالها ويدنوا منها ويلثم وجها إلا انه مازال صغيرا عن ترويضها ، وأبوها شيخ أكل الدهر فلذة كبده فأنهكه الحزن وزاد صمته صمتا واصبح كميت يسـير بين الأحياء من يقوى على ما تكابدينه يانـوره .

      وذات يوم شق الحزن ردائه واغمد سيفه في خاصرة نوره الشاعرة ، اترعدت الفرس وصهلت وآنت ضربت بحوافرها الأرض وانقشـع غبار الأرض من تحت حوافرها فعمق الحزن في أعماقها لا يطاق وبكل ما أوتيت من قوه رفـست الطفل الذي يداعبها كل يوم وألقته في الهواء فإذا هو جثه هامدة ، وبسـرعة البرق تنطلق نوره لتلقف اخاه مضرجا بدمائة وليحفر غورا اخر في قلبها ، ضم اخته ولفظ انفاسه وهو يعانقها عناق الوداع ، مسـبلا يدية على جنوبها
      حظنته ، قبلته ، صرخت فتجمعت نسـاء وفرسان القبيلة في منظر لا تكفي فيه الدموع، بكت فابكت القبيلة كلها بشجرها ومدرها برجالها ونسائها، تالمت ، زمجرت وصاحت بصوت يجلجل في الآفاق كان صوتها الشجي مكـتسيا بالحزن والضيم مكلوما بجراح زمن لن ينطفي لهيبه فـأنشـدتقائلةً .....



      يا موت اخذت اثنين وش عاد خليت

      اخذت قبلتنا وراعي ضـعـنـا

      فـتـقـتـنا فـتق الذرى من قـرى البيت

      يا ويلنا من يجلي الضـيم عـنا


      صاح أباها المكلوم بصـغيرة الذي انطفاء بين عشية وضحاها ، تهددها وتوعدها ان أكملت القصيد " ليقتل نفسـه ويلحق بولديه" سكتت نوره وكتمت انفاسها بين ثنا قلبها بلعت ريقها وبلحقت بعيناها في وجه اخوها وضلت تلثمه وتقبله وتردد من يجلي الضيم عنا ، بكى الأب وبكت القبيلة وبكى الشـعر نـورة التى سكتت للأبد ــ فمن يأتى لنا بمثل نوره الأخت ....


      مع تحيات المـ tropic07 ــــدار
    • [TABLE='width:70%;'][CELL='filter:;']
      المـ tropic07 ــــدار
      مرحبا بك أخي الكريم .. بيننا وبساحتنا الحبيبة ..
      وأهلا بمساهماتك .. التي نسعد بقرائتها ..
      فعلا هي نورة والشعر .. ولكن الشعر هنا صامت .. لماذا ياترى .. هل لأجواء القبيلة وعاداتها ربما !!
      ذكرتني بقصيدة ... سمعت بها ..
      قائلة القصيدة .. خولة بنت الازور .. بأخيها الذي أسر ... بالحرب ..
      الا مخبر بعد الفراق يخبرنا
      *** فمن الذي يا قوم أشغلكم عنا
      فلو كنت أدري أنه أخر اللقا
      *** لكنا وقفنا للوداع وودعنا
      الا قاتل الله النوى ما أمرهُ
      *** وأقبحه ! ماذا يريد النوى منا
      ذكرت الليالي الجمع كنا سوى
      *** ففرقنا ريب الزمان وشتتنا
      لئن رجعوا يوما الى دارعزهم
      *** لقمنا خفايا للمطايا وشتتنا
      فما هذه الايام الا معارة
      *** وما نحن الا مثل لفظ بلا معنى

      لك تحية طيبة ..
      وادام التواصل بيننا ..
      [/CELL][/TABLE]



    • امل الحياة ،،،،،، شكرا لإحساسك المرهف وتذوقك الشـعر


      لا ، وعفوا فالقصيدة ليست صامته ولو تمعنت قليلا في الأبيات التى لم تكملها الشاعرة خوفا على ابيها لعرفت قوة المعنى

      الحياة يا امل الحياة ابقاك الله هي مواقف، وقليل من يكون شجاعا في المواقف هذه ، والبعض يصاب بصدمة الموقف لهول الحدث لكون الجرح اكبر من الألم وموقف الشاعرة نورة كموقف الخنسـاء من اخيها صخرا وهي تقول


      ويلي عليه ويلة *** اصبحت حصني منكـسـر


      لقد باتت مكسـورة الخاطر والوجدان ، والانكسار يكون اكثر وضوحا فيمن كان سيد قومه ومن كان حرا ان نوره وهي تتألم وتبكي تذكرني بقول الخنسـاء في موت اخيها


      لوكان يفدى لكان الأهل كلهم *** وماأثمر من مال واوراق


      لااراك الله مكروه ودمت املا في الحياة
    • [TABLE='width:70%;'][CELL='filter:;']
      مرحبا .. من جديد .. أخي الكريم ..
      سعدت بهذا الرد .. المتواصل ..
      فقط أحببت التوضيح ..
      قصدت بشعر الصامت .. وربما لم أستطع توصيل المعنى الذي أردته .. فهو خطأ مني ..
      كنت أقصد صمت المشاعر عن بوحها بشعر ..بمعنى عندما أسكت أب شاعرتنا نورة .. فقد أوقف فيها نزيف الشعر ولم يجعلها تبرزة .. وهنا ما قصدته صمت الشعر .. أي لم يجعلها تخرج مكنوناتها الشعرية
      التي تجلت بروعته بأبياته تلك ..وقوة معانيها ..هذا ما قصدته .. أخي العزيز ..
      نعم معك بأن مثل هذه المواقف قليل من يكن شجاعا ..
      أشكرك .. على هذا السرد الجميل ..
      وسعدنا بهذا الحضور المتألق ..
      والاسعد تواصلك الدائم بيننا ..
      موفق بأذنه تعالى ..
      [/CELL][/TABLE]
    • أحداث تجعل من لا يقول الشعر يبدع فيه...
      فما بالك بقلب كقلب نوره..
      وفجيعة كفجيعة نوره...
      ألا يحق لها أن تصرخ بحروف تدمي ..
      وبكلمات نبكي لقراءتها.......

      المـ tropic07 ــــدار

      أحداث تاريخية تحمل شموخ الماضي وحزنه...

      شكرا على اختيارك الرائع...
    • شكر خاص لك

      :eek:


      شـكرا لتفاعلك مع كتابة المشـاركين وشـكرا لمشـاعترك وتوجيهاتك للجميع
      ، وبصراحة نحن بحاجة لتفاعل القراء اكثر ،
      00 نوره رمز الشاعرة التى تحن للمجد
      وتبكى عندما تفقده هذه الأسـرة المكلومة.