مسقط - ش

اختتمت يوم الأربعاء الفائت بفندق الفلج مسقط أعمال دورة (تقنيات الاتصال والتواصل) التدريبية التي نظمها الاتحاد العام لعمال سلطنة عمان بالتعاون مع منظمة العمل الدولية بهدف تدريب أعضاء الهيئات الإدارية للنقابات العمالية في محافظة مسقط وتطوير معارفهم حول أسس وأساليب العمل النقابي بما يعزز مشاركتهم في دفع عجلة الإنتاج وتطوير الكوادر البشرية العاملة بالمنشآت والارتقاء بها وغرس قيم وأخلاقيات العمل بين العاملين. وبلغ عدد المشاركين بالدورة نحو سبعين مشاركا من أعضاء الهيئات الإدارية للنقابات العمالية بمحافظة مسقط بالإضافة إلى مجموعة من مفتشي العمل وعدد من الموظفين بدائرة التنظيمات النقابية بوزارة القوى العاملة.

وتأتي هذه الدورة ضمن سلسلة برنامج التدريب والتثقيف لعام 2010 الذي تم إعداده مطلع العام بالتنسيق مع منظمة العمل الدولية وينفذه الاتحاد العام لعمال السلطنة. ويهدف إلى رفع قدرات أعضاء النقابات العمالية بالسلطنة وتطوير معارفهم وقدراتهم للتماشي مع المستجدات الحديثة في مجال العمل النقابي. الجدير بالذكر أن الاتحاد العام لعمال السلطنة قام خلال الفترة الفائتة من العام الجاري بتنفيذ ثلاث دورات تدريبية في كل من صحار ونزوى وصلالة، حيث أقيمت ندوة تدريبية حول آليات التفاوض وتقنياته في ولاية صحار، وأخرى حول الحوار الاجتماعي كأداة للتنمية في ولاية نزوى، إضافة إلى دورة حول دور النقابات في تنمية الموارد البشرية تم تنفيذها في ولاية صلالة.

رئيس الاتحاد العام لعمال سلطنة عمان سعود بن علي الجابري أشار في ختام أعمال الدورة إلى أهمية محتوى الحلقة لممثلي العمّال من خلال المعرفة بتقنيات الاتصال والتواصل وفنون الحوار وصياغة الخطاب وكيفية تقديمه بشكله الهادف والواضح، وقال الجابري لا بد من التأكيد في هذا الجانب على أهمية الحوار والمشاركة الايجابية لممثلي العمّال في مناقشة قضايا العاملين من أجل الوصول إلى حلول مرضيه تراعي مصلحة جميع الأطراف. كما أشاد رئيس الاتحاد بالحضور والمداخلات التي أبداها المشاركون وناقشوها مع المحاضر، وأضاف إن هذا الأمر يبرز مدى حرص أعضاء النقابات العمالية في السلطنة على التسلح بالعلم والمعرفة من خلال مشاركتهم في هذه الدورة تحديدا أو في مختلف الندوات الأنشطة التدريبية التي يقيمها الاتحاد العام لعمال السلطنة من أجل التماشي مع أفضل أساليب بناء القدرات التثقيفية للعاملين.

يذكر أن أعمال الدورة استمرت 3 أيام حاضر فيها د.عبيد البريكي الأمين العام المساعد بالاتحاد التونسي للشغل وخبير منظمة العمل الدولية، وقد هدفت بشكل رئيسي إلى تعريف المشاركين بمفهوم الاتصال وأهدافه والعوائق المختلفة بأنواعها إضافة إلى التمييز بين أنواع الخطاب وأشكاله. واحتوت الدورة أيضا على تحديد مقومات الاتصال النقابي الناجح الذي يساعد ممثلي العمال في القيام بمسؤولياتهم في رعاية مصالح العاملين والدفاع عن حقوقهم وتمثيلهم في جميع الأمور المتعلقة بشؤونهم على رأس العمل وفق أفضل الممارسات والأساليب.

من جانبه أشار أمين سر الاتحاد ورئيس لجنة الإعلام والعلاقات العامة الوليد بن سعيد الخروصي إلى أن الدورة التدريبية بعنوان "مهارات الاتصال والتواصل" تطرقت إلى التحولات الاقتصادية ودور الإعلام النقابي في توضيح وتجسيد الرؤية السليمة نحو بناء مجتمع عمالي مثقف قادر على التماشي مع تلك المتغيرات وإدراك مفردات الإعلام المتغيرة ورصد الأهمية البالغة التي يتمتع بها الإعلام كمصدر رئيس لنشر الثقافة العمالية وزيادة التواصل والترابط ما بين الاتحاد العام والنقابات العمالية من جهة ومابين النقابات ذاتها من جهة أخرى.

كما أكّد رئيس لجنة التدريب بالاتحاد عبدالله بن سالم العريمي على ضرورة تكثيف البرامج التدريبية في الوقت الراهن، والتركيز على التثقيف والوعي ورفع القدرات النقابية وما يمكن أعضاء النقابات العمالية من الاضطلاع بمهامهم ومسؤولياتهم. وأضاف العريمي إننا نسير وفق خطة تدريبية مدروسة ونهتم بجودة التدريب والنتائج التي ستوجد بلا شك جيلا واعيا ومستعدا لمجابهة التحديات والمتطلبات على صعيد التمثيل العمالي بالسلطنة.

وفي لقاء مع د.عبيد البريكي الأمين العام المساعد للاتحاد التونسي للشغل وخبير منظمة العمل الدولية، محاضر الدورة التدريبية، قال: إن هذه الدورة التدريبية تعد من أهم المحاور التدريبية لممثلي الهيئات الإدارية للنقابات لما لها من دور بارز يسهل ويسهم في تعزيز الروابط والتفهم بين أصحاب العمل والقائمين على رأس الهيئات الإدارية في النقابات، وهو ما سيؤدي إلى حوار بناء وهادف وبالتالي إلى تحقيق وئام وبيئة عمل مستقرة وزيادة في الانتاج وارتفاع معدل رضاء العاملين بالمؤسسة. وأضاف أن هذه الدورة جاءت ثرية بالحضور والحوار والمداخلات من قبل جميع المشاركين، كما أشاد بمشاركة المرأة والوعي الذي تتمتع به المرأة العمانية العاملة وقدرتها على التعاطي والتفاعل مع محاور الورش التدريبية والتثقيفية التي يحتاجها المجتمع العمال العماني.

وعن رأي المشاركين بالدورة ومدى الاستفادة من الدورة التدريبية يقول جمال بن عبدالله الرئيسي رئيس نقابة الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال إن البرنامج أتاح له ولزملائه المشاركين الفرصة للتواصل الايجابي وتبادل الخبرات والأفكار التي أكسبتهم معرفة جديدة عززت ما لديهم من أنماط وأساليب في التعامل والتواصل بشكل أفضل. أما نادر فرج رئيس نقابة شركة اسمنت عمان فقال إن الدورة التدريبية قد جاءت ملائمة ومتطلبات العمل النقابي حيث إن الاتصال يعد صميم العمل النقابي، وقال إنه من الأهمية إدراك تقنيات الاتصال والتعامل مع الإدارات بالمؤسسات والتحاور البناء معهم وهو ما جاءت به هذه الدورة ونجحت في إيصال رسالتها.

ويقول سعيد بن محمد المعشني وهو مفتش عمل مشارك من قبل وزارة القوى العاملة: لقد جاءت الدورة مثرية من الناحية الثقافية، ومميزة بأسلوب المحاضر وتمكنه من إيصال المعلومة والتحاور مع الحضور بكل دقة. وأضاف المعشني: "نتمنى أن تكثف المحاضرات واللقاءات حول تطبيق قانون العمل وحقوق العمال والواجبات تجاه العاملين".

الجدير بالذكر أن حضور المرأة ومساهمتها الفاعلة في الدورة كان له الأثر البالغ في نجاحها، حيث برزت المشاركات وأبدين نقاشا مثريا ينم عن اهتمام ووعي بأهمية العمل النقابي ودورهن في بث الثقافة العمالية وتعزيز دور المرأة العمانية في هذا المجال.

وفي هذا الصدد تقول زينب بنت محمد الراشدية من نقابة الشركة الوطنية العمانية للهندسة والاستشارات: نحن سعداء جدا لحضورنا ومشاركتنا في هذه الدورة، ذلك أن الندوة قد مكنتنا من تبادل الأفكار والخبرات وعرفتنا عن قرب على أنشطة كل نقابة والآليات والأساليب التي انتهجتها الهيئات الإدارية للنقابات في إدارة نقاباتهم وممارسة أنشطتهم المختلفة. كما وتعد الندوة من ركائز نجاح النقابات كوننا نتعامل مع محاور وشخوص مختلفة نحتاج فيها لمهارة الاتصال والتواصل وفنون الخطاب.

وقد ناشد المشاركون الاتحاد العام لعمال السلطنة والمنظمة بتكثيف مثل هذه اللقاءات والدورات التدريبية لما لها من أثر بالغ واستفادة عامة لممثلي النقابات العمالية ومن أجل الارتقاء بتقنيات ومهارات العمل النقابي وإثراء الخبرات المطلوبة لخدمة العاملين وتثقيفهم على نطاق أوسع وأشمل.