الفيروس الكبدي C يستخدم خدعة لدخول خلايا الإنسان

    • الفيروس الكبدي C يستخدم خدعة لدخول خلايا الإنسان

      يعرف العلم هذه الايام الكثير عن التهاب الكبد الفيروسي وانواعه وانتقاله وكيفية معالجته وهو ما ادى الى وقف تقدمه، الا ان الطب لا يعرف الكثير عن الطريقة التي ينتهجها الفيروس في اختراق دفاعات الجسم البشري والتسلل الى خلاياه.
      ويقول العلماء الالمان من جامعة هايدلبيرغ انهم نجحوا في الكشف عن «خدعة» يستخدمها الفيروس للتسلل الـى خلايا الانسان. ويبدو ان هذه الخدعة موجهة اساسا ضد الخلايا المناعية القاتلة وتهدف الى تحييدها في القتال ضد الفيروس. ويناور الفيروس في سلسلة من التفاعلات حتى ينجح في كبح جماح الخلايا المناعية في الجسم وتجريدها من اسلحتها الموجهة ضده.

      وذكر مركز الابحاث السرطانية التابع لجامعة هايدلبيرغ في تصريح صحافي ان الخلايا القاتلة لـNK - Cells or Natural Killer Cells، والمسماة «جيش الدفاع» تتمتع بقدرة «غريزية» على التعرف على الجراثيم وقتلها. كما تتخصص هذه الخلايا في التعرف على الخلايا التي يتسلل الفيروس اليها فتعمل على قتل الخلية والفيروس معا. الا ان الفيروس الكبدي ـ C يتمتع بالقدرة على كسر هذا الحاجز الدفاعي الاول الذي تكونه الخلايا القاتلة عن طريق تحييد الخلايا القاتلة.
      ويأمل البروفيسور بيتر كرامر وفريق عمله من مركز الابحاث السرطانية ان يتيح لهم هذا الاكتشاف امكانية تطوير لقاح ما او عقار خاص ضد التهاب الكبد الفيروسي C. ومعروف عن هذا المرض انه يتحول الى التهاب كبد فيروسي مزمن في 50 الى %80 من الحالات، كما انه يقود الى تشمع الكبد خلال 20 الى 40 سنة من الاصابة به. كما انه من المحتمل ان يؤدي المرض الى اصابة الانسان بسرطان الكبد الذي ينتهي بموت المريض في معظم الحالات.
      وعن استراتيجيات عمل الفيروس في الكبد قال كرامر ان الفيروس الكبدي C يقتل امكانية الخلايا القاتلة في التعرف على الاجسام الدخيلة (الجراثيم)، اذ ان سر قابلية الخلايا القاتلة في التعرف على الفيروسات يعود الى جزيئة يطلق عليها العلماء اسم MHC- Classe - I - Molecule، ويهاجم الفيروس هذه الجزيئات بالضبط فيكسر سلسلة العملية المناعية ضده. وهذا يعني ان الفيروس يحيد الخلايا المناعية القاتلة ويتمكن من التكاثر بحرية في خلايا الكبد. وجاء في التقرير الذي وزعه معهد الابحاث السرطانية، وكتبه كرامر الى جانب الدكتور كيرستن هيرتسر والدكتورة كريستينا فالك ان «الخدعة» التي تنطلي على الخلايا القاتلة تفسر ايضا اسباب تحول المرض الى حالة مزمنة بالرغم من الفحوصات التي تثبت فعالية جهاز المناعة ووجود الخلايا القاتلة في الجسم.
      ويعاني في المانيا فقط نحو 350 الف انسان من التهاب الكبد الفيروسي C المزمن، وتتحدث منظمة الصحة العالمية عن 170 مليون مصاب على المستوى العالمي. وتم الكشف عن هذا المرض عام 1988 لأول مرة، حيث توصل العلم الى كشف طريقة انتقاله من مريض لآخر عبر عمليات نقل الدم. وتعتبر الحقن الملوثة والاستخدام المشترك للحقن عند مدمني المخدرات من اشهر طرق انتقال التهاب الكبد الفيروسي C من شخص الى آخر.
      ونظرا الى ان الكحول يسبب تشمع الكبد ايضا فقد دأب الاطباء دائما على تحذير المعانين من مرض الكبد الفيروسي C من تعاطي المشروبات الكحولية، الا ان الاطباء الفرنسيون اضافوا التدخين ايضا الى قائمة المحظورات في هذا المرض بهدف دراسة كشفت عن علاقة وثيقة بين الاثنين.
      وكشفت الدراسة التي شملت 244 مصابا بالمرض ان التدخين (اكثر من 15 سيجارة في اليوم) رفع سرعة وحجم تليف الكبد بنسبة %82 بالمقارنة مع التليف عند غير المدخنين. وذكر الباحثون ان هذه المخاطرة قد ارتفعت بغض النظر عن تعاطي الكحول من قبل المرضى المشاركين في الدراسة.

      تحياتي
      |e