وعد أوباما بدولة فلسطينية ..وحقائق صعبة أخبار الشبيبة

    • وعد أوباما بدولة فلسطينية ..وحقائق صعبة أخبار الشبيبة

      أنشل بفايفر

      لقد خصص باراك أوباما ربع كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحده قبل أيام، والتي استمرت لمدة 40 دقيقة، للصراع الإسرائيلي – الفلسطنيي حيث وعد المندوبين بأنهم لو تصرفوا بناء على توصياته فسوف يكون بالأمكان " عندما نعود هنا - أي إلى نيويورك - في العام المقبل، أن نرى اتفاقية سوف تؤدي إلى انضمام عضو آخر للأمم المتحدة وهي دولة فلسطين المستقلة وذات السيادة تعيش في سلام مع إسرائيل ". إن هذا الكلام المنمق يناسب رجل كان عنوان كتابه الثاني هو" جرأة الأمل " ولكن لو اتبعنا وصفة أوباما المذكورة في كلمته فلن نقترب من تحقيق حل الدولتين في مثل هذا الوقت من العام المقبل. فلقد فشل أوباما في التعامل مع القضايا التي يجب على كلا الطرفين حلها من أجل إعطاء أية جولة محادثات فرصة للتقدم تجاه أي شيء قد يشبه الحل.

      لقد دعا أوباما إسرائيل لتمديد تجميدها للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية ولكن هذا التجميد كان الهدف منه بكل بساطة تخفيف الضغط الدبلوماسي على حكومة بنيامين نتنياهو فالفلسطينيون لم يكونوا مهتمين بهذا التجميد وفي الأشهر التسعة الأولى من هذا التجميد استمروا في رفض الدخول في مفاوضات مباشرة مع الإسرائيليين ولم يوافقوا على تلك المحادثات إلا قبل شهر واحد من انتهاء التجميد. ليس لدى بنيامين نتنياهو الإرادة السياسية أو الدعم الشعبي لتمديد هذا التجميد كما أنه يعتقد أن بإمكانه أن يسمح باستئناف البناء بدون أن يعاني من أية عقوبات ولكن التجميد الاستيطاني هو ليست القضية الأساسية فهناك 300 ألف إسرائيلي يعيشون في الضفة الغربية، وهذا الرقم لا يشمل الإسرائيليون الذين يعيشون في الأحياء اليهودية في القدس الشرقية، مما يعني أن المزيد من البناء في المستوطنات الحالية لن يشكل أي فرق جوهري على الأرض. إن من المنطقي أن لا يتم الضغط على نتنياهو فيما يتعلق بهذه القضية الآن وذلك حتى يتوفر له المزيد من الوقت مع تحالفه وذلك حتى يتسنى له الاستمرار في محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية. إن من الواجب على أوباما أيضا أن يتكلم بشكل مباشر مع الإسرائيليين ويقول لهم إن لديهم خيار واحد وهو إزالة كل المستوطنات من الضفة الغربية باستثناء تلك المحاذية لحدود ما قبل 1967 أو تخاطروا بأن تصبحوا دولة فصل عنصري منبوذة. إن أوباما لا يفيد الفلسطينيين عندما لا يقول لهم الحقيقة فأوباما ومعظم القادة الغربيين وقادة الاعتدال العربي يروجون لخرافة أن محمود عباس هو القائد المعترف به للشعب الفلسطيني وأن الحكومة الفلسطينية مقرها رام الله. لقد أشار أوباما في كلمته إلى البنت الشابة في غزة والتي لا تريد أي سقف لأحلامها. ولكن أوباما فشل في أن يقول إن تلك البنت تعيش في منطقة يقطنها حوالي 1,5 مليون فلسطيني يعيشون تحت ظل الحكومة الفلسطينية الوحيدة المنتخبة بشكل قانوني والتي لا تعترف بمحمود عباس كرئيس وحتى لو نجح أوباما في أن يتوصل لهذه الاتفاقية الحلم خلال عام، فكيف يمكن المصادقة عليها لو رفضتها حماس وبقي أهل غزة منقطعين عن العالم الخارجي؟

      وحتى لو سمحت إسرائيل ومصر بالدخول والخروج بشكل سلس من قطاع غزة، فهل الأمريكيون على استعداد للسماح بانتخابات فلسطينية جديدة يمكن أن تطيح برجلهم المفضل أي محمود عباس؟ إن عباس يعرف أن سلطته ضعيفة ولهذا السبب فلقد تم جره رغم احتجاجاته لقمة واشنطن. لم يتطرق أوباما إلى الحاجة لانتخاب حكومة فلسطينة لا تتعامل مع إسرائيل فحسب بل يمكن أن تضيف الشرعية لأية اتفاقية يتم التوصل إليها مستقبلا.

      إن من المؤكد بعد سنة من الآن أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سوف يعود إلى منصة الأمم المتحدة لإلقاء كلمته ولكن من المرجح أن أوباما سيلقى نفس مصير الرؤساء الأمريكيين الذين سبقوه أي تخصيص وقت طويل لمسيرة السلام في الشرق الأوسط على حساب مصداقيتهم وبدون أية نتيجة تذكر مما يعني أن أوباما سوف يخصص في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام المقبل جملتين مفككتين فقط عن هذا الموضوع وربما عندما يحين ذلك الوقت سوف يكون أخيرا على استعداد لمواجهة الإسرائيليين والفلسطينيين بالحقائق الصعبة.

      الجارديان


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions