"الوحدة الألمانية" تحتاج ترميم أخبار الشبيبة

    • "الوحدة الألمانية" تحتاج ترميم أخبار الشبيبة

      برلين - هامبورج - وكالات - هيثم عياش ‏

      تحتفل ألمانيا بمرور عشرين عاما على إعادة توحيد شطرها الشرقي مع الغربي، فبعد انهيار جدار برلين أعلنت رئاسة حكومة ما كان يعرف بألمانيا الديموقراطية تحت رئاسة لوتار دو مازييير ومعها حكومات خمسة ولايات شرقية وذلك بعد انهيار حكومة اريش هونيكر الذي كان رئيسا لألمانيا انضمام ألمانيا الشرقية للغربية على أن يتم ذلك في 3 أكتوبر العام 1990 .

      لم يكن إعادة توحيد الألمانيتين وحادث انهيار جدار برلين حدثا تاريخيا لألمانيا فقط بل لأوروبا قاطبة فمع انهيار جدار برلين انهارت معه الأنظمة الشيوعية في أوروبا بثورات سلمية في التشيك وهنغاريا وبولندا ودموية في رومانيا ثم امتدت إلى يوغوسلافيا السابقة بحروب كادت أن تهلك الحرث والنسل، فتلك الحرب استهدفت المسلمين بشكل خاص وأعادت خلاف الغرب القديم مع الإسلام حسب تنبؤات قائد فرق حلف شمال الأطلسي (الناتو) السابق جون كالفين الذي أشار إلى الصحافيين بآخر مؤتمر صحافي له عقده العام 1987 في بروكسل أن الحرب الباردة وضعت أوزارها وانتصار (الناتو) على حلف (وارسو) وأن الغرب سيعيد خلافه القديم مع الإسلام من جديد.

      ورغم مرور عشرين عاما على إعادة توحيد الألمانيتين وانهيار جدار برلين قبل التوحيد لم يساهم باندماج الألمان اجتماعيا واقتصاديا مع بعضهم البعض فالهوة بين الشرقيين والغربيين أصبحت أكثر عمقا واتساعا، فالألمان الشرقيون ينظرون إلى نظرائهم الغربيين بالمستغلين، بينما ينظر أهل الغرب إلى أهل الشرق بأنهم عالة.

      وفي آخر استطلاع ظهرت نتيجته قبل يوم الجمعة الفائت رأت نسبة وصلت إلى 42 % من الشرقيين أن إعادة الوحدة لم تكن جيدة بينما أعلنت نسبة من الغرب وصلت إلى 61 % بأن إعادة توحيد الألمانيتين أساءت إلى اقتصاد ألمانيا وأعربت نسبة من الشرقيين وصلت إلى 37 % رغبتها بتقسيم ألمانيا من جديد بينما وصلت هذه النسبة لدى الغربيين إلى 51 % . ميركل وذكريات الوحدة

      وفي هذا الصدد؛ استعادت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ذكريات الوحدة الألمانية قبل 20 عاما، وأدلت بحديث مطول لصحيفة "بيلد آم زونتاج" الصادرة يوم أمس الأحد، تناولت خلال الحديث، ماضيها وحاضرها ومستقبلها مع ألمانيا، وقالت المستشارة إنها لم تنس ذلك اليوم قبل 20 عاما عندما ساد جو خريفي رائع في العاصمة برلين واصطحابها لزوجها في نزهة عبر بوابة براندنبورج التاريخية رمز الوحدة الألمانية وبعدها التمتع بأمسية مليئة بالفرح والألعاب النارية أمام مبنى الرايخ الألماني.

      وأكدت المستشارة أن الأمور تغيرت بسرعة بعد التوصل إلى اتفاق بين جمهورية ألمانيا الاتحادية والجمهورية الألمانية الديمقراطية (الشرقية)، حيث أصبحت ألمانيا الشرقية التي كانت تعيش فيها جزءا من الاتحاد الأوروبي وانهار في الوقت نفسه التبادل التجاري مع الاتحاد السوفيتي.

      وأشارت ميركل إلى الحالة السيئة للمصانع والمدن القديمة في ألمانيا الشرقية في ذلك الوقت بشكل جعلها تفكر جديا في رسم حياتها السياسية من خلال الترشح للبرلمان في الانتخابات التشريعية الموحدة في عام 1990.

      وأوضحت ميركل أن أحلامها الشخصية كانت متواضعة في ذلك الوقت وأن تحولها من عالمة للفيزياء إلى سياسية محترفة تطلب الكثير من الجهد والعرق والتعود على إلقاء الخطب ومواجهة التحديات الكبيرة في ظل منافسة شرسة.

      وحول تأثير الوحدة الألمانية على مسار حياتها قالت ميركل: إن أحلامها أصبحت في لحظة واحدة في متناول اليد، فلم تصدق أن أملها في الهجرة إلى الولايات المتحدة في أعقاب الوصول إلى سن التقاعد قد أصبح قريب المنال ولن يكلفها الكثير من الجهد، بالنظر إلى انتماء ألمانيا إلى الكتلة الغربية.

      وعن حياتها كمواطنة ألمانية شرقية قالت ميركل إنها كانت تغرق نفسها في العمل الذي عشقته وأنها كانت محاطة بمجموعة من الأصدقاء المقربين جعلوا لحياتها معنى من خلال النقاش المفتوح، وأشارت إلى إدراك والدها رجل الدين إلى أن الانفصال بين الألمانيتين كان "حقيقة" ولكنه لم يفقد الأمل في عودة الوحدة بين البلدين.

      ونفت ميركل أن حياتها في ألمانيا الشرقية السابقة كانت مملة، مؤكدة استمتاعها بالقراءة والرحلات إلى دول أوروبا الشرقية ومشاركتها في مؤتمرات علمية مرموقة وحرصها على الاطلاع على التطورات المختلفة في أنحاء العالم رغم القيود المفروضة.

      ووصفت ميركل أول زيارة لها لألمانيا الغربية في عام 1986 لحضور حفل زفاف أحد الأقارب بأنها كانت مثار دهشة بالنظر إلى القطارات الحديثة وسلوك الركاب المختلف من خلال وضع الأقدام فوق مقاعد القطار، وأكدت أن اهتمامها بأسرتها وأصدقائها وزوجها في ألمانيا الشرقية منعها من التفكير في البقاء في ألمانيا الغربية.

      الماضي لايتغير في ليلة واحدة

      من جانبهِ؛ أوضح هانس ديتريش جينشر وزير الخارجية الأسبق في عهد هلموت كول المستشار الأسبق وراعي عملية إعادة التوحيد: "نجحنا في الكثير من الأمور. لكن لا يمكن تغيير أربعين سنة من الشيوعية في ليلة واحدة. كنا نعرف أن الطريق سيكون طويلا".

      أما وزير المالية فولفجنوج شويبله فأكد أن "الأمر أصعب مما كنا نتصور في 1990". إلا أن الخبير في إعادة توحيد ألمانيا عالم الاجتماع كلاوس شرودر قال: إن المانيا بسكانها البالغ عددهم 82 مليون نسمة يمكنها بعد عشرين عاما وبعد إنفاق 1400 بليون يورو أن "تعتز بما حققته".

      وأشار كلاوس شرودر أيضا إلى "غياب الهوية المشتركة"، وقال: إن "غالبية كبيرة من الألمان ترى فروقا بين الشرقيين والغربيين أكثر مما تجد نقاطا مشتركة"، بينما تؤكد غالبية أن حياتها كانت أفضل قبل إعادة توحيد ألمانيا.

      وتابع عالم الاجتماع أن "الأحكام المسبقة ما زالت قائمة.. كثيرون من الغربيين يرون أن الشرقيين ينكرون فضلهم ويصعب إرضاؤهم"، أما الشرقيون "الذين يعتبرون الغربيين وقحين (بنسبة 69 %)، فهم يعيشون بشكل أفضل مما كانوا قبل عشرين عاما لكنهم يريدون المزيد".

      وقال شرودر: "في الغرب يحلمون بالحرية لكن في الشرق ما زال الحلم بالمساواة والأمن يهيمن إلى اليوم"، وإن كان ما بين 10 و20 % من الشرقيين ما زالوا يحنون إلى ألمانيا الديموقراطية.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions