فتحي محسن: صرح حضاري وثقافي، يعكس حالة الفكر الأصيل والتاريخي لهذا البلد
صادق جواد سليمان: يأتي هذا المعلم الثقافي الفني الشامخ ليجسد مفهوم الحضارة العمانية الحديثة في الواقع المعاصر
عبدالكريم جواد: السلطنة تتطلع إلى المستقبل برؤية حكيمة في أن تستوعب هذا الفن الرفيع
محمد المخيني: هذا الصرح بشائر خير بدأت تهل علينا في عيد الأربعين المجيد
خالد بن صالح الزدجالي: هدية الأربعين للارتقاء بالذات والجانب الروحي، كما إننا نعيش إضافة عالية الذوق من لدن مولانا
أحمد المسقطي: وسيلة للنهوض بالذوق الموسيقي العام إلى مستوى عالمي والتعرف على كنوز الثقافة العالمية
كتب - خميس السلطي
الأوبرا السلطانية ذلك المعلم الثقافي والصرح الفكري الشامخ يقام على مساحة 80 ألف متر مربع، كما يعتبر فريدا من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، هذا فيما يتعلق بالمواصفات والتقنية العالية في مجال بناء المسارح الغنائية ونقاء الارتداد الصوتي، ومن مميزات دار الأوبرا السلطانية إنها تأتي بأعلى المعايير العالمية في مجال تقنيات الصوت كما إن مقاعد الجلوس في قاعة المسرح ستكون قابلة للتعديل وفقا لنوعية العرض سواء كان أوبرا أو مسرحية أو حفلا موسيقيا، كما يمكن تحريك خشبة المسرح وفقا لعدد أفراد الأوركسترا، وفي حال تقديم عروض موسيقية يتم تعديل المقاعد ليتسع المسرح لنحو 1100 شخص كحد أقصى، وبالنسبة لعروض الأوبرا التي تتطلب توسعة الخشبة، فبالإمكان تخفيض سعة المقاعد إلى 850 مقعدا، كما سيتم استخدام مجموعة من أدوات التقنية الصوتية التي تساعد على امتصاص الارتدادات لتحقيق نقاوة عالية، ويعد ذلك عملا ميكانيكيا شديد التعقيد، كما إن تشييد قاعة مسرح تتضمن هذه الجوانب عالية التقنية، ومن بين المكونات الجمالية التي تجذب الانتباه داخل القاعة، المقصورة السلطانية والشرفات التي تتكون من ثلاث طبقات على الجانبين.
وحين أصدر جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم المرسوم السلطاني رقم 105 على 2010 المتضمن إنشاء دار الأوبرا السلطانية كان لمثقي ومبدعي السلطنة آراء تظافرت إيجابياتها حول النهوض بالفكر العماني والجانب الثقافي على مختلف جوانبه، والذين عبروا عن بالغ شكرهم وفخرهم العميق بإصدار هذا المرسوم.
متنفنس عالمي
حيث تحدث بشغف جميل الموسيقي رئيس جمعية العود الفنان فتحي محسن بقوله: دار الأوبرا بشكل عام هي صرح حضاري وثقافي، يعكس حالة الفكر الأصيل والتاريخي لهذا البلد، فمن يفكر في تشييد وعمل دار أوبرا بهذا الحجم يتضح لنا بيان فكر عميق وراسخ مبني على أدوات ثقافية واعية، تعي بأهمية صروح الثقافة، وتعبر عن مستويات موسيقية حقيقة جادة لكي تقدم للناس.
ونحن كمتخصصين نرى أن دار الأوبرا السلطانية هي فرصة لكل من حلم بأن يشاهد الموسيقى بشكلها الحقيقي والراقي وبصورتها الجادة المتميزة، حيث إن وجود حركة موسيقية بهذا المستوى هي بمثابة خطوة عملاقة لنقلة موسيقية واعية، سواء كان لنا نحن كموسيقيين أو للمتلقي المتذوق.
ويأخذنا رئيس جمعية العود لعالمية الموسيقى بقوله: دار الأوبرا السلطانية متنفنس عالمي جديد، يظهر لنا العالم من خلال هذا الصرح في هذا البلد في النطاق الثقافي، والموسيقي بشكل خاص، ومن خلاله نستطيع التعامل مع العالم من حولنا بأسلوب حضاري وراقٍ أيضا.
بُعد ثقافي
فيما قال رئيس جميعة الكتاب والأدباء العمانيين الدكتور صادق جواد سليمان: يأتي هذا المعلم الثقافي الفني الشامخ ليجسد مفهوم الحضارة العمانية الحديثة في الواقع المعاصر، وما هذا المعلم إلا إنجاز آخر في السياق الطموح للإنسان المفكر في عمان، والتي بدأت تأخذ شيئا من التحقيق في حياتنا، فهذا المعلم هو إنجاز مستدام لتلطيف الحياة الثقافية والفكرية، ولصياغة الموروثات الراقية، ونحن نستقبله كما نستقبل كل إيجابية تعنى بحياتنا الثقافية، ويأخذنا د.صادق جواد إلى الإمتداد في العمل الإنساني الثقافي فيقول: كلنا نعلم أن تركيز البناء في السنوات الفائتة كان حول البنى الأساسية للدولة من مرافق تنموية ومجالات مساعدة لها، إلا أن النظرة الثاقبة لجلالة السلطان قابوس المعظم أوجدت متسعا وعناية بالجانب الفكري والثقافي في هذا البلد، فاليوم وبهذا المعلم ندخل مرحلة الاستكمال من ناحية إيداع شيء من البعد الثقافي والفكري، فكل التجمعات البشرية والإنسانية تحتاج إلى هذه الأمور، وها هو الوقت يؤسس ما نحن بحاجة إليه من تواصل فكري وإنساني، هذا المعلم لا يخرج من نسق استكمال الواقع الأدبي، ونحن في جمعية الكتاب والأدباء قريبين جدا من هذا النسق، لنكمل مشوار تواصلنا مع من حولنا من موسيقين ومبدعين آخرين.
تطلّع مستقبلي
وللمسرحي الدكتور عبدالكريم جواد رأي جميل فقال: مما لا شك فيه أن فن الأوبرا من الفنون الراقية التي انتشرت في العديد من العواصم التي اهتمت بالثقافة خلال القرن الفائت، وهذا الفن يعتمد على الأداء الصوتي الغنائي والحركي التعبيري، والسينوغرافيا، وهو من الفنون الصعبة الجماعية التي لا تؤدى إلا بجهود كبيرة وواسعة وهو يتطلب كماً كبيرا من الجودة للخروج بعمل رائع. ويضيف المسرحي عبدالكريم جواد بنظرة جلالته الواعية: والسلطنة وبأوامر كريمة من لدن جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله- فهي تتطلع إلى المستقبل برؤية حكيمة في أن تستوعب هذا الفن الرفيع ليكون جزءا من ثقافتها المحلية ومن ثقافة العاصمة مسقط والتي أصبحت اليوم بفضل خطط التنمية واحدة من أهم العواصم الثقافية العربية، وهذه الدار تأتي لتبرز مكتسبا فنيا ثقافيا وسياحيا من جانب آخر، كما نتطلع إلى أن نشاهد عروضا أوبرالية تبهج النفوس وتنمي الذائقة الفنية.
بشائر خير
كما أخذنا الفنان محمد المخيني بحديثه في هذا الجانب بقوله: عندما نتحدث عن دار الأوبرا السلطانية، فنحن نتحدث عن فكر إنساني وثقافي حضاري واعٍ، وما هذا الصرح إلا بشائر خير بدأت تهل علينا في عيد الأربعين المجيد، فنحن كفنانين نرى أن للقائد المعظم نظرة مدروسة في الأخذ بجوانب الثقافة الحضارية، وبعد أربعين سنة من البناء الإنساني المتحقق، يطل علينا هذا الصرح الشامخ ليرفد برصيد فني وفكري آخر، وهذا ليس بالجديد على مولانا -حفظه الله ورعاه- فمعطيات الثقافة كانت سابقة في عدد من المؤسسات المختلفة وعلى مر سنوات فائتة، وفي جوانب عديدة، منها ما هو فني بحت أو حتى جوانب أخرى. ويؤكد الفنان المخيني اهتمام جلالته بالفنون المختلفة: إن تجديد الثقة السامية في بناء الإنسان العماني وبخاصة فئة الشباب، فقطاع الشباب المثقف يشق طريقه بقوة نحو تحديث آلية العمل الفني والثقافي، وهناك تبادل واضح لتبادل الثقة بين القائد وشعبه، والدليل على ذلك الشواهد المتعددة لصرورة الثقافة العمانية.
حكاية عشق
الإعلامي خالد بن صالح الزدجالي ركز بقوله: أن تعيش في بلد حضاري وفكري ثقافي يهتم بقطاع الموسيقى والفن فهذا بحد ذاته إبداع، ومن يشّيد هذا الصرح الفكري يعلمنا كيف نرتقي إلى أن نكون شعبا ذوّاقا وجميلا، فدار الأوبرا السلطانية حكاية عشق فنية وارتقاء يعيشها الشعب العماني المثقف، وهذه هدية الأربعين للارتقاء بالذات والجانب الروحي، كما إننا نعيش إضافة عالية الذوق من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- حيث عمد على أن يربط الأجيال ببعضها، فهذا معلم شاهد على التقدم الإنساني العماني. ويضيف الزدجالي بقوله: اليوم ومع الإعلان عن المرسوم السلطاني المقتضي بإنشاء دار للأوبرا السلطانية، يتملكنا الفخر والاعتزار بهذا الوطن المعطاء وبالقيادة الحكيمة لمولانا المعظم.
وسيلة ارتقاء
الباحث الموسيقي أحمد المسقطي أخبرنا أن الموسيقى حياة ارتقاء وقال: إن دار الأوبرا السلطانية العمانية وسيلة ارتقاء كونها منهلا للموسيقى التي تأخذنا إلى العالمية، فهي وسيلة للنهوض بالذوق الموسيقي العام إلى مستوى عالمي والتعرف على كنوز الثقافة العالمية، كما أن الفن العماني انتعش وعلى مدى سنوات طويلة في قطاعات مختلفة، من بينها التصوير والرسم والنحت، إلا أن الموسيقى لم تأخذ ذلك الانتعاش بصورة مباشرة، كونها تأتي ضمن الفنون الصعبة، لأنها تعود إلى تكوينات روحية وانفعالات ذاتية. ويؤكد الباحث المسقطي: فدار الأوبرا جاءت لتأسس مشروع نهضة موسيقية ثقافية مختلفة وتفتح الأبواب مع المؤسسات العالمية، مع إثراء للأكسترا السلطانية العمانية والذوق الجمالي، وهذا لا يقتصر على شكليات الموسيقى فقط وإنما هناك قراءة معمقة لإثراء بيان الثقافة، وفي ظل انتشار الفضائيات المختلف التي أخذت من الموسيقى سلعة تجارية، تعيد الأوبرا السلطانية لتأسس للموسيقى نهجا متزنا وجميلا، وما هذه إلا نظرة فكرية وثقافية من لدن باني النهضة المباركة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه.
يذكر أن أنشطة موسم ما قبل الافتتاح الرسمي لدار الأوبرا السلطانية قد بدأت الشهر الفائت وتوزعت على موقعين هما فندق قصر البستان فيما تقام فعاليات أخرى بمسرح الميدان بمنتجع بر الجصة بشنجريلا، وقد بدأت الأنشطة بتدشن أوركسترا براغ لموسيقى الصالة.
البرنامج أعقبته فرقة أنطونيو ناجارو الراقصة في «الفلامنكو والجاز» وقاد الموسيقار نصير شمة وأوركسترا الشرق بعمل أطلق عليه اسم "حرير"، وأحيت الفنانة آمال ماهر وفرقة الموسيقى العربية بمصاحبة سليم سحاب ليلة من ليالي كوكب الشرق أم كلثوم، وفي الرابع من الشهر المقبل ستقدم أوركسترا فرانز ليست لموسيقى الصالة، تعقبها و«أوبرا هيليكون»، يوم السابع منه و«كافية دي لوس مايستروس» في يومي الثالث والرابع عشر منه، وفرقة ذوي الاحتياجات الخاصة الصينية للفن الأدائي «أحلامي» يوم الثامن عشر منه، وحفل لعازف العود والكمان العالمي سيمون شاهين مع فرقة قنطرة يوم الخامس والعشرين منه، وأوركسترا أوبرا القاهرة بقيادة المايسترو نادر عباسي في يومي السابع والعشرين والثامن والعشرين منه، وفي شهر نوفمبر ستقدم فرقة الكندي لقاء بين دراويش الرقص الدوار في أسطنبول والصوفية القادرية السورية من خلال حفل «درب الحب عند الصوفية» في الأول منه كما ستقدم فرقة أنطونيو ناجارو الراقصة عرضاً آخر بعنوان «الفلامنكو الشرقي» في الثامن منه، وستعرض فرقة عايدة جوميز الراقصة رائعة «كارمن»، على مرح الميدان بمنتجع بر الجصة شنجريلا يومي الخامس والسادس والعشرين منه وتقدم مجموعة لينكولن سنتر لموسيقى الصالة حفلا يوم التاسع والعشرين منه على مسرح عمان بفندق قصر البستان وستحيي فرقة نار الأناضول من تركيا، حفلا يوم الثلاثين منه على مسرح الميدان بشنجريلا، وتقتصر فعاليات شهر ديسمبر على حفل لفرقة وارسو لأوبرا الغرفة التي ستقدم «أوبرا البستانية الزائفة» للمؤلف العالمي موتسارت على مسرح عمان بفندق قصر البستان في الحادي والعشرين منه. وبعد ذلك من المؤمل أن تكون معالم مبنى دار الأوبرا السلطانية قد اكتملت فتصبح جاهزة لتقام الفعاليات فيها.
صادق جواد سليمان: يأتي هذا المعلم الثقافي الفني الشامخ ليجسد مفهوم الحضارة العمانية الحديثة في الواقع المعاصر
عبدالكريم جواد: السلطنة تتطلع إلى المستقبل برؤية حكيمة في أن تستوعب هذا الفن الرفيع
محمد المخيني: هذا الصرح بشائر خير بدأت تهل علينا في عيد الأربعين المجيد
خالد بن صالح الزدجالي: هدية الأربعين للارتقاء بالذات والجانب الروحي، كما إننا نعيش إضافة عالية الذوق من لدن مولانا
أحمد المسقطي: وسيلة للنهوض بالذوق الموسيقي العام إلى مستوى عالمي والتعرف على كنوز الثقافة العالمية
كتب - خميس السلطي
الأوبرا السلطانية ذلك المعلم الثقافي والصرح الفكري الشامخ يقام على مساحة 80 ألف متر مربع، كما يعتبر فريدا من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، هذا فيما يتعلق بالمواصفات والتقنية العالية في مجال بناء المسارح الغنائية ونقاء الارتداد الصوتي، ومن مميزات دار الأوبرا السلطانية إنها تأتي بأعلى المعايير العالمية في مجال تقنيات الصوت كما إن مقاعد الجلوس في قاعة المسرح ستكون قابلة للتعديل وفقا لنوعية العرض سواء كان أوبرا أو مسرحية أو حفلا موسيقيا، كما يمكن تحريك خشبة المسرح وفقا لعدد أفراد الأوركسترا، وفي حال تقديم عروض موسيقية يتم تعديل المقاعد ليتسع المسرح لنحو 1100 شخص كحد أقصى، وبالنسبة لعروض الأوبرا التي تتطلب توسعة الخشبة، فبالإمكان تخفيض سعة المقاعد إلى 850 مقعدا، كما سيتم استخدام مجموعة من أدوات التقنية الصوتية التي تساعد على امتصاص الارتدادات لتحقيق نقاوة عالية، ويعد ذلك عملا ميكانيكيا شديد التعقيد، كما إن تشييد قاعة مسرح تتضمن هذه الجوانب عالية التقنية، ومن بين المكونات الجمالية التي تجذب الانتباه داخل القاعة، المقصورة السلطانية والشرفات التي تتكون من ثلاث طبقات على الجانبين.
وحين أصدر جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم المرسوم السلطاني رقم 105 على 2010 المتضمن إنشاء دار الأوبرا السلطانية كان لمثقي ومبدعي السلطنة آراء تظافرت إيجابياتها حول النهوض بالفكر العماني والجانب الثقافي على مختلف جوانبه، والذين عبروا عن بالغ شكرهم وفخرهم العميق بإصدار هذا المرسوم.
متنفنس عالمي
حيث تحدث بشغف جميل الموسيقي رئيس جمعية العود الفنان فتحي محسن بقوله: دار الأوبرا بشكل عام هي صرح حضاري وثقافي، يعكس حالة الفكر الأصيل والتاريخي لهذا البلد، فمن يفكر في تشييد وعمل دار أوبرا بهذا الحجم يتضح لنا بيان فكر عميق وراسخ مبني على أدوات ثقافية واعية، تعي بأهمية صروح الثقافة، وتعبر عن مستويات موسيقية حقيقة جادة لكي تقدم للناس.
ونحن كمتخصصين نرى أن دار الأوبرا السلطانية هي فرصة لكل من حلم بأن يشاهد الموسيقى بشكلها الحقيقي والراقي وبصورتها الجادة المتميزة، حيث إن وجود حركة موسيقية بهذا المستوى هي بمثابة خطوة عملاقة لنقلة موسيقية واعية، سواء كان لنا نحن كموسيقيين أو للمتلقي المتذوق.
ويأخذنا رئيس جمعية العود لعالمية الموسيقى بقوله: دار الأوبرا السلطانية متنفنس عالمي جديد، يظهر لنا العالم من خلال هذا الصرح في هذا البلد في النطاق الثقافي، والموسيقي بشكل خاص، ومن خلاله نستطيع التعامل مع العالم من حولنا بأسلوب حضاري وراقٍ أيضا.
بُعد ثقافي
فيما قال رئيس جميعة الكتاب والأدباء العمانيين الدكتور صادق جواد سليمان: يأتي هذا المعلم الثقافي الفني الشامخ ليجسد مفهوم الحضارة العمانية الحديثة في الواقع المعاصر، وما هذا المعلم إلا إنجاز آخر في السياق الطموح للإنسان المفكر في عمان، والتي بدأت تأخذ شيئا من التحقيق في حياتنا، فهذا المعلم هو إنجاز مستدام لتلطيف الحياة الثقافية والفكرية، ولصياغة الموروثات الراقية، ونحن نستقبله كما نستقبل كل إيجابية تعنى بحياتنا الثقافية، ويأخذنا د.صادق جواد إلى الإمتداد في العمل الإنساني الثقافي فيقول: كلنا نعلم أن تركيز البناء في السنوات الفائتة كان حول البنى الأساسية للدولة من مرافق تنموية ومجالات مساعدة لها، إلا أن النظرة الثاقبة لجلالة السلطان قابوس المعظم أوجدت متسعا وعناية بالجانب الفكري والثقافي في هذا البلد، فاليوم وبهذا المعلم ندخل مرحلة الاستكمال من ناحية إيداع شيء من البعد الثقافي والفكري، فكل التجمعات البشرية والإنسانية تحتاج إلى هذه الأمور، وها هو الوقت يؤسس ما نحن بحاجة إليه من تواصل فكري وإنساني، هذا المعلم لا يخرج من نسق استكمال الواقع الأدبي، ونحن في جمعية الكتاب والأدباء قريبين جدا من هذا النسق، لنكمل مشوار تواصلنا مع من حولنا من موسيقين ومبدعين آخرين.
تطلّع مستقبلي
وللمسرحي الدكتور عبدالكريم جواد رأي جميل فقال: مما لا شك فيه أن فن الأوبرا من الفنون الراقية التي انتشرت في العديد من العواصم التي اهتمت بالثقافة خلال القرن الفائت، وهذا الفن يعتمد على الأداء الصوتي الغنائي والحركي التعبيري، والسينوغرافيا، وهو من الفنون الصعبة الجماعية التي لا تؤدى إلا بجهود كبيرة وواسعة وهو يتطلب كماً كبيرا من الجودة للخروج بعمل رائع. ويضيف المسرحي عبدالكريم جواد بنظرة جلالته الواعية: والسلطنة وبأوامر كريمة من لدن جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله- فهي تتطلع إلى المستقبل برؤية حكيمة في أن تستوعب هذا الفن الرفيع ليكون جزءا من ثقافتها المحلية ومن ثقافة العاصمة مسقط والتي أصبحت اليوم بفضل خطط التنمية واحدة من أهم العواصم الثقافية العربية، وهذه الدار تأتي لتبرز مكتسبا فنيا ثقافيا وسياحيا من جانب آخر، كما نتطلع إلى أن نشاهد عروضا أوبرالية تبهج النفوس وتنمي الذائقة الفنية.
بشائر خير
كما أخذنا الفنان محمد المخيني بحديثه في هذا الجانب بقوله: عندما نتحدث عن دار الأوبرا السلطانية، فنحن نتحدث عن فكر إنساني وثقافي حضاري واعٍ، وما هذا الصرح إلا بشائر خير بدأت تهل علينا في عيد الأربعين المجيد، فنحن كفنانين نرى أن للقائد المعظم نظرة مدروسة في الأخذ بجوانب الثقافة الحضارية، وبعد أربعين سنة من البناء الإنساني المتحقق، يطل علينا هذا الصرح الشامخ ليرفد برصيد فني وفكري آخر، وهذا ليس بالجديد على مولانا -حفظه الله ورعاه- فمعطيات الثقافة كانت سابقة في عدد من المؤسسات المختلفة وعلى مر سنوات فائتة، وفي جوانب عديدة، منها ما هو فني بحت أو حتى جوانب أخرى. ويؤكد الفنان المخيني اهتمام جلالته بالفنون المختلفة: إن تجديد الثقة السامية في بناء الإنسان العماني وبخاصة فئة الشباب، فقطاع الشباب المثقف يشق طريقه بقوة نحو تحديث آلية العمل الفني والثقافي، وهناك تبادل واضح لتبادل الثقة بين القائد وشعبه، والدليل على ذلك الشواهد المتعددة لصرورة الثقافة العمانية.
حكاية عشق
الإعلامي خالد بن صالح الزدجالي ركز بقوله: أن تعيش في بلد حضاري وفكري ثقافي يهتم بقطاع الموسيقى والفن فهذا بحد ذاته إبداع، ومن يشّيد هذا الصرح الفكري يعلمنا كيف نرتقي إلى أن نكون شعبا ذوّاقا وجميلا، فدار الأوبرا السلطانية حكاية عشق فنية وارتقاء يعيشها الشعب العماني المثقف، وهذه هدية الأربعين للارتقاء بالذات والجانب الروحي، كما إننا نعيش إضافة عالية الذوق من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- حيث عمد على أن يربط الأجيال ببعضها، فهذا معلم شاهد على التقدم الإنساني العماني. ويضيف الزدجالي بقوله: اليوم ومع الإعلان عن المرسوم السلطاني المقتضي بإنشاء دار للأوبرا السلطانية، يتملكنا الفخر والاعتزار بهذا الوطن المعطاء وبالقيادة الحكيمة لمولانا المعظم.
وسيلة ارتقاء
الباحث الموسيقي أحمد المسقطي أخبرنا أن الموسيقى حياة ارتقاء وقال: إن دار الأوبرا السلطانية العمانية وسيلة ارتقاء كونها منهلا للموسيقى التي تأخذنا إلى العالمية، فهي وسيلة للنهوض بالذوق الموسيقي العام إلى مستوى عالمي والتعرف على كنوز الثقافة العالمية، كما أن الفن العماني انتعش وعلى مدى سنوات طويلة في قطاعات مختلفة، من بينها التصوير والرسم والنحت، إلا أن الموسيقى لم تأخذ ذلك الانتعاش بصورة مباشرة، كونها تأتي ضمن الفنون الصعبة، لأنها تعود إلى تكوينات روحية وانفعالات ذاتية. ويؤكد الباحث المسقطي: فدار الأوبرا جاءت لتأسس مشروع نهضة موسيقية ثقافية مختلفة وتفتح الأبواب مع المؤسسات العالمية، مع إثراء للأكسترا السلطانية العمانية والذوق الجمالي، وهذا لا يقتصر على شكليات الموسيقى فقط وإنما هناك قراءة معمقة لإثراء بيان الثقافة، وفي ظل انتشار الفضائيات المختلف التي أخذت من الموسيقى سلعة تجارية، تعيد الأوبرا السلطانية لتأسس للموسيقى نهجا متزنا وجميلا، وما هذه إلا نظرة فكرية وثقافية من لدن باني النهضة المباركة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه.
يذكر أن أنشطة موسم ما قبل الافتتاح الرسمي لدار الأوبرا السلطانية قد بدأت الشهر الفائت وتوزعت على موقعين هما فندق قصر البستان فيما تقام فعاليات أخرى بمسرح الميدان بمنتجع بر الجصة بشنجريلا، وقد بدأت الأنشطة بتدشن أوركسترا براغ لموسيقى الصالة.
البرنامج أعقبته فرقة أنطونيو ناجارو الراقصة في «الفلامنكو والجاز» وقاد الموسيقار نصير شمة وأوركسترا الشرق بعمل أطلق عليه اسم "حرير"، وأحيت الفنانة آمال ماهر وفرقة الموسيقى العربية بمصاحبة سليم سحاب ليلة من ليالي كوكب الشرق أم كلثوم، وفي الرابع من الشهر المقبل ستقدم أوركسترا فرانز ليست لموسيقى الصالة، تعقبها و«أوبرا هيليكون»، يوم السابع منه و«كافية دي لوس مايستروس» في يومي الثالث والرابع عشر منه، وفرقة ذوي الاحتياجات الخاصة الصينية للفن الأدائي «أحلامي» يوم الثامن عشر منه، وحفل لعازف العود والكمان العالمي سيمون شاهين مع فرقة قنطرة يوم الخامس والعشرين منه، وأوركسترا أوبرا القاهرة بقيادة المايسترو نادر عباسي في يومي السابع والعشرين والثامن والعشرين منه، وفي شهر نوفمبر ستقدم فرقة الكندي لقاء بين دراويش الرقص الدوار في أسطنبول والصوفية القادرية السورية من خلال حفل «درب الحب عند الصوفية» في الأول منه كما ستقدم فرقة أنطونيو ناجارو الراقصة عرضاً آخر بعنوان «الفلامنكو الشرقي» في الثامن منه، وستعرض فرقة عايدة جوميز الراقصة رائعة «كارمن»، على مرح الميدان بمنتجع بر الجصة شنجريلا يومي الخامس والسادس والعشرين منه وتقدم مجموعة لينكولن سنتر لموسيقى الصالة حفلا يوم التاسع والعشرين منه على مسرح عمان بفندق قصر البستان وستحيي فرقة نار الأناضول من تركيا، حفلا يوم الثلاثين منه على مسرح الميدان بشنجريلا، وتقتصر فعاليات شهر ديسمبر على حفل لفرقة وارسو لأوبرا الغرفة التي ستقدم «أوبرا البستانية الزائفة» للمؤلف العالمي موتسارت على مسرح عمان بفندق قصر البستان في الحادي والعشرين منه. وبعد ذلك من المؤمل أن تكون معالم مبنى دار الأوبرا السلطانية قد اكتملت فتصبح جاهزة لتقام الفعاليات فيها.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions