لم تبلغ العشرين ربيعا حتى كتابة هذه السطور في ايار 2003 ، إلا إنها عانت من ظلم ذوي القربى والمجتمع أكثر مما عاناه عنتر بن شداد عندما أنكر ابوه نسبه اليه . فتاة جميلة جدا في عمر الورود ، اذا رآها شاعر تفتحت قريحته في نظم الشعر واذا رآها رسام الهمته رسم أجم
انها سامية التي نشأت في أسرة مفككة انفصل الأب عن الأم وهي لم تبلغ الخمس سنوات بسبب مرضه النفسي فاحتوتها دار للرعاية الاجتماعية ـ دار الايتام ـ وكانها كانت يتيمة حيث تخلت عنها أمها وأصبحت تعمل شغالة على الخط يعني بالعربي الفصيح عاهرة او بنت هوى تصطاد الزيائن من الرجال مقابل الفلوس . ظلت سامية في دار الرعاية حتى انهت دراستها الثانوية حيث لم يزرها أحد من عائلتها حتى كانها كانت لقيطة لم يتعرف عليها حتى اشقاؤها ، ولا أمها رغم مهنتها الجديدة ، إذ ان العاهرات انفسهن يتمسكن بابنائهن ويتاجرن باجسادهن من اجل ابنائهن ، الا أن أم سامية على ما يبدو لم تمتهن مهنة الدعارة من أجل سامية بل من أجل متع الدنيا ولذتها الشخصية . خرجت من دار الرعاية الاجتماعية تحمل شنطتها لتبدأ رحلة البحث عن الذات ، رحلة استكشاف أقسى من رحلة كولومبس لاكتشاف امريكا أو رحلة ابن بطوطة وما شاهده من عجائب ، لأن عجائبه كانت تسجل للتاريخ ليتعلم منها أما عجائب سامية فتقشعر لها الابدان وتسجل وصمات عار في جبين الأم وما تبقى من العائلة تلك التي اصبحت تتكون من الأب المريض نفسيا وألام ذات الحسب والنسب وثلاث أشقاء أحدهم يبلغ الان من العمر 28 عاما انهى المرحلة الابتدائية ، عاطل عن العمل،و الثاني 24 عاما لم يكمل دراسته بسبب ظروف العائلة ويبدو انه ورث مرضه عن ابيه فأصبح مريضا نفسيا ، أما الثالث فعمره عشرون عاما ويعمل في إحدى ورش الحدادة .
رغم ادراكها المسبق ان أمها كانت قاسية عندما تخلت عنها في دار الرعاية وكانت أكثر قسوة انها لم تزرها منذ أن أدخلت الى ذلك المكان الذي قضت فيه معظم حياتها ولم تفكر ان ترسل لها حتى رسالة واحدة او قطعة حلوى ، إلا أن سامية أرادت مدفوعة بغريزة الأمومة البحث عن أمها لعلها تجد مبررات مقنعة تغير صورة امها في عيونها ، بدأت البحث وهي تتمنى أن تكون أمها على قيد الحياة ، تضمها لصدرها تبكي معها تعتذر لها لأنها لم تكن تعلم أين هي مع انها لو أرادت لوجدتها لأن دور الرعاية في ارض الوطن قليلة جدا ، ولأن 14 عاما كافية لايجادها لو فكر اي شخص أن يبحث عنها . ها هو الباص يسير ببطئ كأنه يسير على قلبها ، ولاول مرة كانت تريده أن يصبح صاروخا يختصر المسافات برمشة عين ، ولم تكن المسكينة تعلم ان المفاجأة التي يخبئها لها القدر ستجعلها تتمنى لو ان الباص توقف عن السير نهائيا .
تابع ,,,
انها سامية التي نشأت في أسرة مفككة انفصل الأب عن الأم وهي لم تبلغ الخمس سنوات بسبب مرضه النفسي فاحتوتها دار للرعاية الاجتماعية ـ دار الايتام ـ وكانها كانت يتيمة حيث تخلت عنها أمها وأصبحت تعمل شغالة على الخط يعني بالعربي الفصيح عاهرة او بنت هوى تصطاد الزيائن من الرجال مقابل الفلوس . ظلت سامية في دار الرعاية حتى انهت دراستها الثانوية حيث لم يزرها أحد من عائلتها حتى كانها كانت لقيطة لم يتعرف عليها حتى اشقاؤها ، ولا أمها رغم مهنتها الجديدة ، إذ ان العاهرات انفسهن يتمسكن بابنائهن ويتاجرن باجسادهن من اجل ابنائهن ، الا أن أم سامية على ما يبدو لم تمتهن مهنة الدعارة من أجل سامية بل من أجل متع الدنيا ولذتها الشخصية . خرجت من دار الرعاية الاجتماعية تحمل شنطتها لتبدأ رحلة البحث عن الذات ، رحلة استكشاف أقسى من رحلة كولومبس لاكتشاف امريكا أو رحلة ابن بطوطة وما شاهده من عجائب ، لأن عجائبه كانت تسجل للتاريخ ليتعلم منها أما عجائب سامية فتقشعر لها الابدان وتسجل وصمات عار في جبين الأم وما تبقى من العائلة تلك التي اصبحت تتكون من الأب المريض نفسيا وألام ذات الحسب والنسب وثلاث أشقاء أحدهم يبلغ الان من العمر 28 عاما انهى المرحلة الابتدائية ، عاطل عن العمل،و الثاني 24 عاما لم يكمل دراسته بسبب ظروف العائلة ويبدو انه ورث مرضه عن ابيه فأصبح مريضا نفسيا ، أما الثالث فعمره عشرون عاما ويعمل في إحدى ورش الحدادة .
رغم ادراكها المسبق ان أمها كانت قاسية عندما تخلت عنها في دار الرعاية وكانت أكثر قسوة انها لم تزرها منذ أن أدخلت الى ذلك المكان الذي قضت فيه معظم حياتها ولم تفكر ان ترسل لها حتى رسالة واحدة او قطعة حلوى ، إلا أن سامية أرادت مدفوعة بغريزة الأمومة البحث عن أمها لعلها تجد مبررات مقنعة تغير صورة امها في عيونها ، بدأت البحث وهي تتمنى أن تكون أمها على قيد الحياة ، تضمها لصدرها تبكي معها تعتذر لها لأنها لم تكن تعلم أين هي مع انها لو أرادت لوجدتها لأن دور الرعاية في ارض الوطن قليلة جدا ، ولأن 14 عاما كافية لايجادها لو فكر اي شخص أن يبحث عنها . ها هو الباص يسير ببطئ كأنه يسير على قلبها ، ولاول مرة كانت تريده أن يصبح صاروخا يختصر المسافات برمشة عين ، ولم تكن المسكينة تعلم ان المفاجأة التي يخبئها لها القدر ستجعلها تتمنى لو ان الباص توقف عن السير نهائيا .
تابع ,,,