{ رســالة اعتــذار لمن أساءت لها }
ليس خطاً إن نخطئ ولكن الخطاء الاستمرار فيه أو المكابرة على ذلك لن اشرح كثيرا ، كل ما أريده أن ألتمس من قلبك الطاهر من قلبك النقي من قلبك الكريم الذي غمرني بلطفه وكرمه وطيبه وحنانه وصدق مشاعره وإخلاصه ، ألتمس من قلبك الذي غمرني بالود والرحمة والاهتمام الذي لم أشهده من قبل والله العالم إذا كنت سأشهده لاحقاً 00
عزيزتي : صاحبة البريد الإلكتروني ( الايميل ) الموضح أعلاه ، أبعث لكِ رسالتي هذه والتي تقرأها عيناك البرّاقةِ التي تبرق الآن كوميض البرق كما أعتذر لعيناكِ الجميلتان اللتان تقرأ رسالتي هذه لما أسببه لها من ضرر نتيجة الأشعة الصادرة من شاشة الحاسب الآلي الذي أمامك الآن ، وكما أعتذر بشده على كل دمعة أذرفتيها بسببي طيلة الأيام التي قضيناها بحلوها ومرها ، نعم إني لأخجل من نفسي كثيراً على إهدار دموع من ذهب وألماس ولؤلؤا منثورا ودُرر لا تعوض بكنوز الدنيا ، لا أعلم لماذا سوّلت لي نفسي بإخراج كنـز ( دموعك ) من مكنونه الأصلي ( عيناكِ ) ؟؟ هل أنا غبيُ لهذه الدرجة حتى أفرط في دموع من ذهب وألماس ؟؟ هل قلبي من حجر ؟؟ هل مشاعري تجمدت ؟؟ كيف سمحت لنفس أن أجرحك ؟ كيف سولت لي نفسي أن أخرج دمعات من إنسانه غمرتني بحبها وصدق مشاعرها وطيب وكرم قلبها ؟ ومن إنسانه فرشت لي رموش عيناها وبسطت لي قلبها ولملمتني بأحضانها في وقت عُسري وألمي وأعطتني ما لم يُعطيني غيرها من أقرب الناس ؟؟
عزيزتي الغالية : لا أستغرب ذلك لطالما كنت محظوظاً بكِ فمثلك ليس سهل المنال وأنا أُدرك ذلك وعلى يقين من أمري ، ليس لبشر بمقدرته أن يغزو قلبك لأنك لستِ رخيصة حتى يستطيع القاصي والداني أن يملك قلبك ، لا أعلم كيف قدرت أن أتربع بين خلايا عظمات قفصك الصدري ؟؟ ولا أعلم كيف استطعت أن أتوغل إلى قلبك المحاط بجنود صعب اختراقها رغم لا طاقتي لي بمحاربة كل هؤلاء الجنود حتى أصل إلى قلبك ؟؟ ولكن أتت الرياح بما لا تشتهيه السفن أتت هذه المرة بما يشتهيه قلبي نعم قلبك أحبني بإخلاص وصدق وكل كلمة قذفها قلبك من حب وغزل كانت صادقه مخلصه لاني كنتُ أراها حينما تنبت من أعماق قلبك بحكم أني غزوت قلبك وقبلتي أن أسكن فيه لهذا كنت أرى كل كلمة حينما تنولد في قلبك وترسلينها عبر عقلك ليترجمها لسانك ، ولكن ماذا تفعلي بإنسان أعمى جاهل معتوه لا يقّدر كل هذا الحب لا يقّدر كل هذا الجمال لا يقّدر كل هذا الكرم والأنوثة لا يقدر الإخلاص والصدق ، انسان لا يميّز من أحبه ولا يمّيز الجمال والأنوثة والرقة لأنه مصاب بعمى ألوان 00
عزيزتي : لا تلومينني عما بدر مني لأنني أصبتُ بعمى ألون في السنوات الأخيره يجوز للظروف التي أغفلت قلبي وأحكمت إغلاقه وأعمت بصيرته أو القدر شاء أن يبعدك عني لغاية ما قد يكون خيراً كثيراً لكِ نظراً لأنك ملاك طاهر ملاك جميل بمعنى الكلمة لا أقول ذلك مجاملة لكِ سيدتي ولكن من رأى عيناكِ رأى ألوان الطيف السبعة ( الحب والكرم والحنان والإخلاص والصدق والنقاء والبراءه ) وأي إمراة بشكل خاص وأي إنسان بشكل عام يمتلك كل هذه المقومات لا يستحق أن يعيش إلا مع إنسان يشاطره نفس هذه الألوان السبعة التي أشرتُ إليها ، فهنيئاً لكِ سيدتي بُعدك عني هو خيراً لكِ لأن ربكِ يُحبكِ أتعلمين لماذا ؟؟ لأن { .. الطيبين للطيبات ..} صدق الله العظيم ، وكاتب هذه الكلمات إنسان تجردت من قلبه الطيبة وانسلخت من قلبه المشاعر والأحاسيس الطيبة ، لهذا هو لا يستحقك أطلاقاً 00
عزيزتي : قبل كل شيء أعتذر لأناملك الذهبية لأني تسببتُ بإيذائها حينما تكتب لي سواء عبر ( الكي بورد ) الخاص بالحاسب الآلي أو عبر ( أزرار ) هاتفك النقال ، فأناملك تستحق أن يحرسها ألف جندي حتى لا تتأذى ، ولكن ماذا أفعل أو بالأحرى ماذا تريدي من إنسان تجردت المشاعر من قلبه مثلما تُجرّد الصحاري من الأشجار والماء ، نعم أحببتك وأشهد الله على ما أقول وأشهد كل كائن حي أو جماد بأني أحببتك ، ولكن حبي لك لا يوازي حُبك لي ولا يوجد وجهه مقارنه لكي أقارن حبك لي بحبي لكِ ، فهذه حقيقه لا يختلف فيها أثنين وهي حينما تحب المرأة تحب بعاطفتها ويكون حبها أقوى بكثير عن حب الرجل وتضحياتها هي أكبر دليل يشهده الرجل والرجل يعي ويعلم بأن حينما تحبه إمرأة فإن حبها يكون أكثر إخلاصاً منه ، والمرأة دائما في حبها لا تستخدم عقلها أبداً وإنما تتبع عاطفتها من أجل من أحبته بعكس الرجل ، فالرجل حين يحب يحب بعقله فقط ولا يترك مجال لعاطفته ويقابل هذا الحب لإرضاء غروره أو لإشباع شهوته هذه حقيقة لا يمكن لأي رجل أن ينكرها ، قلما تجد رجل يتحلّى بضمير صاحي رجل يحب بإخلاص وإن وجد فهو إنسان نادر حتى مع زوجته يكون حبه ناقص ، قد يستغرب الكثير مني من ما ذكرته وخصوصاً الرجال بحكم أنني رجل وقد يشيطون غضباً أو ينعتونني بالمعتوه ولكن هذه هي الحقيقة والاعتراف بالذنب فضيلة وكاتب هذه الرسالة واحداً من هؤلاء الرجال 00
عزيزتي : يستحيل أن أنكر ما قدمتيه لي ويستحيل أن أنكر جميلك ويستحيل أن أنسى عيناكِ التي حينما ينظر إليها الكافر يعتنق الإسلام فما بالك إذا نظر إليها المسلم سيزداد إيمانه ، ولن أنسى صوتك الذي يذيب الصخر لطالما أذاب قلبي ، ولن أنسى كلماتك الغزلية الصادقة وصوتك الرومانسي الذي ترنم كثيراً على مسامع أذنيّ ، لن أنسى سهرك ووقوفك بجانبي في محنتي وفي مرضي ، لن أنسى إيثارك على نفسك لكي ترضيني ، لن أنسى هداياكِ ، لن أنسى حروف اسمك فقد نقشتها في مقلة عيناي قبل أن أنقشها في جدار صدري ، إن كان يرضيك سأفديك بكل نبضة من نبضات قلبي وأفديك بكل ضخة دم يضخها قلبي وأفديك بكل قطرة دم من قطرات دمي وأفديك بكل نفس من أنفاسي أفديك بجلد جسدي أفديك بكل حركاتي وهمساتي إن كان هذا يرضي غرورك وكبريائك ، وإن كان يرضيك سأمشي حاسر الرأس وحافي القدمين وأطوف أرجاء عُمان وأحمل حروف اسمك بين يدي ولن ولن ولن أُبعثرها هذه المرة مثلما بعثرتها من قبل سأحتضن حروف اسمك بشده ولن أفرط بها مثلما فرط بها سابقاً 00
أخيراً وليس أخراً : ألتمس من مقامك الميمون الصفح والعفو عما بدر مني { 00 فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ } (الشورى، 40) ، وقال تعالى : { وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ } (الحجر، 85) ، وكُلي يقين بأن عفوك أكبر من أخطاء البشر وقلبك أكبر من أي هفوة بدرت مني سواء أكانت صغيرة أو كبيرة بقصد أو بغير قصد ، فمن يمتلك قلباً مثل قلبك لا يمكن أن يعرف الحقد والكره والعداوة طريقاً إليه ، أتيتُك مطئطِي الرأس خجلان من نفسي طامعاً في عفوك الكريم 00 ولا تظنِ ما بدر مني هو إذلالاً لكِ أو انتقاص من قدرك والعياذ بالله ولا تظنِ بأني ألعب بمشاعرك وربي شاهد على ذلك ، ومن أنا لكي ألعب بمشاعرك أو أذل مقامك أو أنتقص من قدرك ؟؟ لا أملك ذرة شجاعة أو جرأة على فعل ذلك ، وتأكدي ما فعلته بكِ ناتج من باب الغيرة لا غير غيرة من جمالك غيره لان الكل يحبك غيرة لأن الكل يشوفك ويلتقي بك غيرة لاني محروم منكِ غيرة لأنك أفضل وأحسن مني غيرة لأنكِ تملكين قلباً ليس كقلبي وبصيرة غير بصيرتي غيرة لأنكِ بعيدة عني غيرة لاني لم ولن أستاهل حبكِ 00
مسك الختام : لا أقول وداعاً ولكن لنا لقاء - بمشيئة لله – ، وهذه الكلمات استقيتُها من قلبك وخططتها بمداد دمي وكسرت عظمة من عظام أضلاعي لكي أكتبها لكي ليس من قلة الأقلام ولكن كتبتها بعظمة ضلعي واستخدمت دمي مداداً لكي أشعر وأحس بلوعة الألم والوجع الذي سببته لك أميرتي وسيدتي وتاج رأسي 00 عسى أن يرضي ذلك مقامك وكبريائك وغرورك 00
محبكم الكاتب : ( عاشــق الأمــل)