واشنطن - جلوبال فيوبوينت
جلس الجنرال مايك مولين، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، مع مراسلي الصحف الأسبوع الفائت في واشنطن في مقر صحيفة " كريستيان ساينس مونيتور" حيث جرى حوار طويل وهذه مقتطفات من الحوار:
عواقب خطيرة للضربة
- لن أسأل هل أو متى ستذهب الولايات المتحدة إلى الحرب ضد إيران. ولكن عندما يتعلق الأمر بهذا الموضوع، ما هي السلبيات والإيجابيات؟ وقد ترددت فكرة أن بعض الناس في إدارة أوباما يشعرون أن السياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين تقوض إلى حد ما الأمن القومي الأمريكي. هل تشعر أن السياسة الإسرائيلية تمثل تهديدا لرجالك الموجودين في ميدان القتال في أفغانستان؟
* لا، لا أشعر بذلك.
أما عن إيران، فقد تحدثت بوضوح تام على مدى وقت طويل عن التبعات والعواقب غير المقصودة جراء حصول إيران على مقدرة تصنيع الأسلحة النووية والتهديد الذي يمثله ذلك. ومن ناحية أخرى، لو حدث أن كانت هناك ضربة ضدها، فأنا أشعر بقلق كثير من هذه العواقب غير المقصودة بنفس قدر قلقي من التبعات التي يمكن أن نكتشفها. ولذلك فأنا مناصر بشدة لمنهج الدبلوماسية والحوار والعقوبات والضغط الدولي.
إن إيران هي جزء من العالم الذي هو ليس مستقرا تماما. وباستمرارهم في الطريق الذي أعتقد أنهم سائرون فيه، وهو تحقيق مقدرة تصنيع أسلحة نووية من ناحية، أو استفزاز نوع ما من الضربات من ناحية أخرى، فإن ذلك من شأنه أن ينتج عنه صراع كبير. والعواقب، سواء كانت معروفة أو غير معروفة، ستكون خطيرة للغاية.
ولذلك فإن هذا يوضح كلا من أهمية وأولوية التوصل إلى نتيجة يدرك من خلالها الإيرانيون أنه ليس في مصلحتهم الحصول على سلاح نووي. بل على العكس، فمن مصلحتهم على المدى البعيد عدم الحصول على مقدرة نووية. وتحقيق هذه الحالة بدون ضربة عسكرية سيكون هو الوضع الأمثل. ولكن هل هذا أمر ممكن؟ يظل هذا السؤال مفتوحا.
البطء في العراق اكثر مما ينبغي
- ما هو تقييمك لعجز العراقيين عن تشكيل حكومة فعالة؟
* حسنا، يتزايد قلقي بشأن عجزهم عن تشكيل هذه الحكومة. ومن وجهة نظر أمنية، فإن كل ما أراه في تقدم. ولكن السياسة هناك، من وجهة نظري، تسير ببطء أكثر مما ينبغي، وهم بحاجة إلى تشكيل هذه الحكومة.
وكلما طال أمد هذا المأزق، زاد قلقي أنا وغيري بشأن ما يحمله المستقبل. ولكن هناك فرصة كبيرة سانحة للقيادة السياسية وللشعب العراقي كنتيجة لكل التضحيات. وأملي هو أن يغتنموا هذه الفرصة.
الصين مصدر قلق غدا
- هناك جدل حول التعزيزات العسكرية الصينية – وما إذا كانت مازالت في حدها الأدنى ودفاعية في جوهرها أم أنها شيء يجب القلق بشأنه. ما الذي يقلقك من الصين في هذا الصدد؟
* ما يقلقني أكثر من أي شيء آخر هو ما لا أعرفه. فقد زادت ميزانية الدفاع – ميزانية الدفاع التي نراها – بشكل هائل.
وهناك دليل كاف على أننا لا نرى ميزانية الدفاع هذه بأكملها وفي الحقيقة لا نعرف ما هي. كما يقلقني بعض الأمور المعروفة – وبخاصة الصواريخ البالستية المضادة للناقلات التي يقومون بتطويرها. وهناك استثمار هائل فيما أطلق عليه أنا عالم البحرية، وبخاصة على سواحلهم الشرقية.
إنهم عدوانيون جدا في المياه قبالة سواحلهم الشرقية وجنوب بحر الصين وشرق بحر الصين وحتى في البحر الأصفر. وقد رأيتم ما حدث عندما تحدثت الوزيرة كلينتون عن توحيد الجهود التي شملتنا نحن فيما يتعلق بأهمية هذه الممرات البحرية.
لقد كان هناك تأكيد على أننا، نحن الأمريكيين، يجب ألا نقوم بعمليات في البحر الأصفر. هذه مياه دولية. وسوف نقوم بعمليات في البحر الأصفر. نحن وغيرنا.
لذا فإن ما يقلقني ليس هو الآن ولكن المستقبل. لقد شهدت الصين ارتفاعا كبيرا في إنفاقها العسكري على مدى عدد من السنوات.
إن الأمر الواضح هو أن أي دولة لها الحق في بناء قدرتها الدفاعية المرتبطة بمصالحها القومية، للدفاع عن نفسها. وليس لدي مشكلة في هذا. ولكن ما أستطيع أن أقوله هو أن استراتيجيتهم الشاملة هي امتلاك تلك الأنواع من القدرات التي تمنع آخرين من تهديدهم.
والأمر المثير للقلق هو أنني لا أستطيع أن أجلس وأتحدث معهم عن هذا الأمر لأننا ليس لدينا علاقات عسكرية ثنائية. وأنا بالتأكيد لا أتوقع أننا في حالة أن جلسنا للنقاش أننا سنصل إلى اتفاق على كل شيء. ولكني أعتقد أنه أمر خطير أن لا نستطيع مناقشة القضايا، حتى لو كنا متفقين.