"توماس مان" خبير السياسة الأمريكية لـ "ال&#

    • "توماس مان" خبير السياسة الأمريكية لـ "ال&#

      لندن - يسري حسين

      يجمع الدكتور "توماس مان" بين العمل الأكاديمي المتنوع وخبرات عريضة في مجال البحث والاقتراب من المؤسسات الأمريكية المتربعة على عرش التمثيل الانتخابي والنيابي، وله كتابات وكتب متعددة في نقد أنظمة الكونجرس ومتابعة مجموعات الضغط المختلفة وعلاقاتها التاريخية بتكوين تيارات داخل أبنية الحراك الديمقراطي في الولايات المتحدة، التي تستند إلى عمل المؤسسات.

      ويساهم "مان" بقدر كبير من الجهد والفكر داخل معهد بروكينجز الأمريكي رفيع المستوى ، مما يسمح له بالإطلاع على تيارات مسؤولة عن تكوين الخلايا السياسية ومتابعة نموها وتأثيرها على الساحة العامة للكونجرس، الذي يقوم بدور نشط بالفعل ويحدد مسارات اتخاذ القرار ويشارك الرئيس الجالس في البيت الأبيض شؤون الحكم والسلطة.

      ويتمتع الخبير الأمريكي بثقافة عالية ومطلعة على أسرار وأداء المؤسسات الأمريكية المختلفة، وهو أيضاً صاحب رؤية نقدية وله كتابات تلقي بالمزيد من الضوء على القضايا الداخلية الأمريكية وأداء الكتل النيابية والسلبيات المختلفة التي ترافق عملها.

      والاستماع إلى "توماس مان"، يسهم في الإطلاع على تحركات مجموعات الضغط داخل الكونجرس والتي تشكل عنصرا محركا للحياة السياسية المقيدة تماماً بتقاليد ثابتة تعطي هذا الكونجرس بمجلسيه مساحة كبيرة في إدارة الشأن الداخلي وتحديد اتجاهات ورياح السياسة الخارجية.

      ولدى الأكاديمي الأمريكي معلومات مهمة للغاية، إذ لديه إرتباطات قوية مع المؤسسات النيابية والإدارة السياسية ويتمتع ببصيرة نافذة، ترى تشكيلات الكونجرس المقبل في ظل انتخابات متوقعة في شهر نوفمبر، مع وجود رياح معارضة لإدارة الرئيس أوباما ومحاولة استغلال الحزب الجمهوري أزمات المرحلة الراهنة للفوز بالمزيد من المقاعد على أمل الحصول على أغلبية للجمهوريين تكون هي المؤثرة والقادرة على توجيه المسار السياسي في الحقبة المقبلة.

      يهدف الجمهوريون الى إضعاف إدارة أوباما الديمقراطية وانتقاد المرحلة الراهنة للدفع بأغلبية مؤيدة لهم يمكنها أن تفرض سياساتها على الكونجرس الأمريكي، إذا جاء التجديد النصفي في صالح المعارضة الجمهورية.

      أوباما.. لايزال متوهجا :

      يرى "توماس مان" - رغم صعوبات حالية أمام الرئيس الأمريكي- أن نجمه لا يزال متوهجاً في سماء الحياة السياسية الأمريكية، وإنه يحتفظ بنفوذه ويضغط بقوة لتحقيق إصلاحات ترسخ شعبية له لا تزال قائمة رغم حملة التشكك التي يقودها الفريق الجمهوري ضده.

      يتعرض أوباما لهجوم من لوبي قوي داخل واشنطن يتهمه باليسارية، وأحياناً تصل الاتهامات إلى أكثر من ذلك، إذ تتعرض لأصوله الإفريقية ومزاعم بانتماءات إسلامية له، غير أن الرئيس أوباما يعرف كيف يرد على هذه الحملات بالتمسك بالثوابت الأمريكية التي تؤكد على التسامح والمساواة، وهذا يتضح من ردوده القوية على حملة متطرفة قادها القس بيتر جونس لإحراق نسخ من القرآن الكريم، إذ قال أوباما: إن الولايات المتحدة لا تعادي الإسلام على الإطلاق بل تحترمهم وإن معركتها مع الإرهاب فقط ولا مجابهة مع مسلمين، وإن مصلحة أمريكا العليا في التسامح وقبول الآخر وتعزيز قيم أمريكية راسخة وثابتة وهي وراء ازدهار الثقافة الأمريكية وارتفاع أعلامها القوية في ساحة الحريات وحقوق التعبير.

      وفي حديث صحفي لـ "توماس مان" مع الشبيبة قال: إن الحزب الجمهوري يحاول الاستفادة من أزمات واضحة نتيجة الوضع الاقتصادي وتعثر خطط الإصلاح، غير أن أداء الرئيس مستقر لحد كبير، وأنه يدفع لتحقيق برنامجهه رغم صعوبات قائمة والمتوقعة إذا اهتزت أغلبية حزبه داخل الكونجرس، مشيراً إلى أن مجموعات ضغط قوية، لها تاريخ طويل، تأثر على أداء الكونجرس وتُشكل مجمل السياسات الداخلية. ونوه بأن الرئيس الجالس في البيت الأبيض طبقاً للنظام يعتمد في قراراته بوجود فاعلية مؤثرة لأداء الكونجرس، الذي يراقب الحياة السياسية الأمريكية ويحدد التشريعات ويشكل أداة ضغط لا يمكن التناقض معها أو الانفراد بالقرار بعيداً عنها.

      ويلعب الكونجرس دوراً مهماً في التركيبة السياسية الأمريكية، وتلك طبيعة النظام الديمقراطي في البلاد الذي يمنح المجلس صفة المشاركة والمتابعة والمراقبة. ويقول "مان": إن التأثيرات الكاملة على الحياة السياسية الأمريكية بمناسبة انتخابات الكونجرس، مرتبطة بالشأن الداخلي وتوجهات الرئيس تجاه الإصلاح وردود فعل قاسية تمثلها التيارات التقليدية الرافضة لها وتدعو لعدم تطبيقها.

      أمريكا موحدة في مواجهة الإرهاب

      وسألت "الشبيبة" "توماس مان"، إذا كان الموضوع العراقي الآن له تأثيرات على انتخابات الكونجرس المقبلة. ورد الخبير بالشأن الأمريكي، بأن الملف العراقي كله لم يعد مطروحاً على الساحة الداخلية الأمريكية، لبدء برنامج سحب القوات من هناك وانكماش الوجود الأمريكي على الساحة العراقية، بعد قرار الرئيس الذي نفذه بوضع الجدول الزمني لخروج تلك القوات من العراق تماماً، وترك الشعب العراقي يقرر مصيره وأمنه بنفسه، وإن كانت واشنطن ستظل وراء الدولة العراقية ولن تتخلى عن مساندة العراقيين.

      وتحدث بأن الحرب على العراق أعادت تشكيل الحياة السياسية الأمريكية بحذر شديد الآن، من عدم الاندفاع بتلك القوة التي حدثت في عهد الرئيس السابق جورج بوش، عندما فكر في حل الأزمة العراقية باستخدام القوة العسكرية ونفذ هذا الاختيار.

      وأضاف أن الولايات المتحدة تعيد النظر في الكثير من خطواتها، وهذا قد يدفع للاهتمام أكثر بالشأن الداخلي خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية الحادة، وهذا لا يعني ترسيخ العزلة على الإطلاق، وإنما الحذر في المستقبل من التورط في قضايا شائكة بسرعة وعدم دراسة مثلما حدث في العراق. أما في أفغانستان فالحزب الجمهوري يؤيد موقف الرئيس أوباما من البقاء والحرب هناك، إذ القضية مرتبطة بالإرهاب وخطره ولابد من إضعاف قواعده مهما كان الثمن والتضحيات.

      وحول التصدي لنشاط تنظيم "القاعدة" أكد "توماس مان" على استمرار السياسة الأمريكية في مواجهة الإرهاب والتحرك على هذه الجبهة وتعزيز الاتصالات الأمنية والتنسيق في أفغانستان وعلى الحدود مع باكستان وضمان الاستقرار في الهند وحماية الولايات المتحدة حتى لا يتكرر ما جرى في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001.

      وقال: إن الولايات المتحدة لديها مسؤولية ومدركة لدورها الدولي وهي تتحرك على مسار تأكيد السلام في الشرق الأوسط بهدف كسر الجمود ودفع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للتفاوض والنظر إلى المستقبل. وهناك إصرار من إدارة الرئيس أوباما على تحقيق تسوية، رغم الصعوبات الجمة التي تشمل العديد من مواقع الخلاف مثل الاستيطان وحق العودة ووضع القدس، لكن السلام هو الحل الذي يمكن له تحقيق الاستقرار والخروج من هذا المأزق الطويل.

      وأكد أن إدارة أوباما عازمة على استمرار دورها في الشرق الأوسط، وإنها ستمارس الضغط على إيران بالطرق الدبلوماسية والمقاطعة الدولية حتى تخضع لإجراءات الأمم المتحدة بشأن برنامجها النووي. وقال: إن الكونجرس يؤيد مواقف الرئيس أوباما من إيران والحزب الجمهوري يساند هذا الاتجاه بتشديد المقاطعة والضغط على إيران حتى تستجيب للتوجه الدولي.

      ونوه "مان" بأن انتخابات الكونجرس مهمة للغاية في ظل الوضع الأمريكي، لكن مركز الرئيس ليس ضعيفاً رغم صخب الحزب الجمهوري، الذي يعمل على تعبئة لتحويل اتجاه الريح للحصول على أغلبية تكون في صالحه وضد حزب الرئيس وقيادته.

      وكان "توماس مان" التقى مجموعة محدودة من الصحفيين العرب في لندن وخص "الشبيبة" ببعض التصريحات ورد على أسئلة ضمن حديثه الشامل عن أحوال الولايات المتحدة والاستعداد للتجديد النصفي للكونجرس الشهر المقبل، وتأثير هذه الخطوة على وضع الرئيس أوباما وحزبه وتحديد حجم قوته خصوصاً على مسرح الحياة الدولية، وفي منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions