نسرين الغيلانية: حياتي تسير باتجاه "معاكس

    • نسرين الغيلانية: حياتي تسير باتجاه "معاكس

      *رغم وجود عدد من المراكز التي قامت بتقليد هذه الفكرة إلا أنهم لا يبذلون قصارى جهدهم من أجل تخريج دفعة تستطيع الاعتماد على نفسها والعمل في السوق، وعوضاً عن السعي نحو التميز يسعون للتقليد

      مسقط-مديحة عثمان

      اقترن عدد من الإنجازات الأولى للنساء في السلطنة بالمصورة العمانية نسرين الغيلانية، التي استطاعت مؤخراً أن تصبح صاحبة "أول" مركز متخصص في التصوير بالسلطنة، بعد أن كانت "أول" مصورة عمانية توثق أحداثا وأنشطة وفعاليات أقيمت في السلطنة وخارجها.

      وليس من العجيب على الغيلانية التي عرف عنها الإصرار والطموح، أن تصل إلى هذا المنصب، بعد كفاح لم يدم سوى ثلاث سنوات إثر إعدادها لخطط مدروسة من أجل بلوغ القمة التي وصلتها بافتتاح مركز "فوتو غاليري" بعد جهود مضنية بذلتها خلال عام كامل، حيث افتتحته صاحبة السمو السيدة آمال بنت تركي بن محمود آل سعيد، بحضور زوجة سعادة السفير المغربي المعتمد لدى السلطنة، وعدد من سيدات المجتمع بالإضافة إلى 50 امرأة من ضمنهن مصممات أزياء هن أمل الجمالية وأمل الرئيسية وسمية الحارثية والأخيرة قامت بتصميم عباءة الغيلانية.

      حيث التقط الحضور صوراً تذكارية، وقامت راعية الحفل بتقطيع الكعكة احتفاءً بالذكرى الرابعة لافتتاح محل "فوتو غاليري"، وبدأت الغيلانية بتقديم أول دروس المركز مع الحضور في أكاديمية "فوتو غاليري". المزيد من التفاصيل حول المركز والمصورة نسرين الغيلانية في السطور القادمة:

      * تحدث الكثيرون عن بدايتك في مجال التصوير، وأنها كانت محض صدفة، ولكن هل لنا أن نعرف الخطوات التي قمت بها من أجل تحويل حلمك إلى واقع يتجسد أمامك؟

      الحمد لله، إنني حين أخطط لفكرة، أقوم بدراستها قبل تطبيقه على أرض الواقع، والخطوات التي سرت عليها لتحقيق هذا الحلم، لم تأتِ عبثاً أو سيراً على خطى الآخرين، إنما حين ولدت الفكرة، قمت بتدوينها في دفتر، ثم درست أبعادها، واستشرت أهل الخبرة في المسألة، وما إن لقيت التشجيع نفذت الفكرة على أرض الواقع، ولم أظهر بقوة من التجربة الأولى، إنما ظهرت تدريجياً حتى اعتاد الجمهور عليّ وإلى أن تقبل المجتمع فكرة وجود مصورة عمانية بين جمع من الرجال المصورين، وإلى أن أصبحت "نسرين" الحالية وليست "نسرين" التي ظهرت العام 2007 حتى وضعت بصمتي واسمي في سوق العمل.

      * هل كان الدافع الأساسي من إنشاء هذه الصالة هو بناء مشروع تجاري خاص أم ممارسة هواية؟

      الهواية هي الأساس التي يقف عليها هذا المشروع، فالمحل السابق الذي كنت أملكه، مساحته 24 مترا فقط، وكنت أسميها صالة المعيشة، لذلك قمت بتصميمها على أنها صالة، وكان الزبائن يعتبرونها كذلك، أما المركز الحالي فمساحته 165 مترا، ولم تكن قبل اليوم سوى أرض خالية، وقمت بتشكيلها بنفسي، وهي تتضمن 9 غرف.

      * ماذا يميز الصالة عن غيرها من صالات التصوير؟

      أهم ما يميز المحل هو الغرف والاستوديوهات الموجودة بها، فالغرفة الأولى، هي غرفة تبديل الملابس وتعديل المكياج، فالزبونة التي ترغب بارتداء زي معين، ووضع مكياج بطريقة معينة فلها مطلق الحرية، وهي غير مقيدة باختيار معين، أما الغرفة الثانية فهي عبارة عن "استوديو أبيض وأسود" وتضم مجموعة من الأدوات التي تسهم في إضفاء جودة إلى الصور مثل ضوء الشعر، والـ"سوفت بوكس"، والفلتر العاكس، والاكسسوارات والأثاث، حيث إنها تمنح الصور الملتقطة طابعاً آخر، إذ يجعلها تشبه الخام، على عكس الصور التي يتم تحويلها إلى الأبيض والأسود باستخدام برنامج تعديل الصور "الفوتوشوب".

      والغرفة التي تليها هي "استوديو الأطفال" وقد صممتها بحيث تصبح حضانة للطفل، وتتضمن سريراً وملابس وردية للفتيات وزرقاء للأولاد، بالإضافة إلى شراشف للطفل، وقد ساعدني في تصميم الغرفة على هذا النحو بنات خالي الصغيرات، حيث قمن بوضع الملصقات الملونة على الجدران، وفق ما رأينها، حيث إن الأطفال يحبون العشوائية في التصميم، والترتيب الزائد يربكهم، لذلك لم أقم بالمهمة وحدي، بل استعنت بالأطفال كي يحظى الأطفال بالجو الملائم لهم، وسابقاً كانت الأجواء كلاسيكية، فكان الطفل حين يلج إلى المحل يبدأ بالبكاء، أما حالياً فالموسيقى التي تصاحب الطفل فور دخوله، والأجواء المحيطة به تدفعه في الكثير من الأحيان إلى النعاس، فأوقظهم من أجل استكمال التصوير، كما أصبحت أستقبل حالياً أطفالا يبلغون من العمر أربعين يوماً من أجل تصويرهم.

      بالنسبة إلى الغرفة التي تليها فهي عبارة عن "استوديو الأزياء" وقد خصصتها للأزياء، لوجود عدد من المصممات العمانيات مثل أمل الجمالية وأمل الرئيسية ممن اعتدن على التعامل معي، وقد خصصت الاستوديو لتصوير العارضات والأزياء وتليها غرفة الألبومات وتضم مجموعة من الألبومات المستوردة من إيطاليا والصين، والإيطالية مصنوعة من جلود خاصة لا تتأثر بالنار، وورق لا يتلف، وحقائب مختلفة بإمكان الزبونة أن تختار منها ما يعجبها لنوفر لها جميع احتياجاتها في غضون أسبوع، بالإضافة إلى أغلفة زجاجية وأخرى مصنوعة من الكريستال والنحاس لتختار منها الزبونة ما يناسبها.

      والغرفة السابعة هي غرفة الإطارات، وللزبونة حرية اختيار الإطار الذي يعجبها فهناك إطارات مصنوعة من الجلد وأخرى من الفضة والذهب والخشب وعدد منها للأطفال، وألبومات ديجيتال للأطفال والعرائس، وصولاً إلى الصالة التي نستعرض فيها كل ما يشمله المركز، وأخيراً والأهم وجود أكاديمية "فوتو غاليري" بداخل المركز حيث نقوم فيه بتأهيل الفتيات العمانيات للعمل في مجال تصوير المناسبات، بداية من الأساسيات وانتهاء لحضور تلك المناسبات مروراً بالاستوديوهات لتهيئتهن للدخول في غمار سوق العمل، وكسب مبلغ تسد حاجتهن في ساعات قليلة وقمت بتوفير جميع الأدوات والمستلزمات التي يحتجنها خلال مسيرتهن بالأسعار التي تباع للمصورين خصيصاً دون غيرهم، لأذلل أمامهن الصعاب والتحديات التي جابهتني خلال مشواري وفي النهاية أقدم لهم شهادات خبرة حياتية. ورغم وجود عدد من المراكز التي قامت بتقليد هذه الفكرة إلا أنها لا تبذل قصارى جهدها من أجل تخريج دفعة تستطيع الاعتماد على نفسها والعمل في السوق، وعوضاً عن السعي نحو التميز تسعى للتقليد.

      * وهل يستعد المركز لتنظيم دورة في مجال التصوير خلال الأشهر المقبلة؟

      نعم، ونحن على أهبة الاستعداد، حيث سيقوم د.عدنان شبر الذي درّب في 110 مراكز تصوير حول العالم، بإقامة 3 دورات في التصوير بالمركز، في التاسع من ديسمبر المقبل.

      * من المصورين من يميل إلى الأبيض والأسود للخروج من دائرة فوضى الألوان لإبراز التفاصيل الدقيقة ومنهم من يميل إلى عرض الصور كما هي في الطبيعة، فإلى أي قسم تميل الغيلانية أكثر؟

      أميل إلى اللون الذي يعرض مواطن الجمال في الصورة، بغض النظر إن كانت بالأبيض أو الأسود أو الملون. وقد عدت مؤخراً من حفل أقيم في دار الأوبرا المصرية، وكنت المصورة الوحيدة من بين 9 مصورين رجال، حيث تم اختيار عملين من مجموع الأعمال التي شاركت بها، والصورة عبارة عن بورتريه لفتاة مليئة بالألوان بسبب الإكسسوارات التي ترتديها والملابس العمانية، وقد دهش الجميع من جمال الصورة، فيما دهشت أنا للأعمال التي قدموها.

      * ما نظرتك إلى البرامج المتخصصة في تعديل الصور فالبعض يقول إنها تفقد الصورة إحساسها وروحها؟

      الصالونات إن لم تستخدم هذه التقنيات فإنها لن تنجح في جذب الزبائن، فالصالونات تسعى قدر الإمكان لإبراز جمال المكياج والتسريحة للعارضة إلى غيرها فإن كانت الصور تفتقد لتلك اللمسة السحرية التي قد تضيفها برامج تعديل الصور فإنها في هذه الحالة لن تتمكن من جذب شريحة واسعة من الزبونات اللاتي يسعين للظهور كعارضات.

      * كيف طوّعت مجال دراستك لتقنية المعلومات في خدمة هوايتك؟

      رغم أنني أعتبر أني ضحيت بدراسة الماجستير في مجال تقنية المعلومات، إلا أن خلفية الدراسة أسهمت في فتح آفاق لأفكار جديدة لدي، حيث أسعى حالياً لدمج برنامج إلى برنامجين من أجل اختصار الوقت الذي نستغرقه في عملية إعداد الصور بخاصة الديجيتال التي تستغرق عادة أسبوعا كاملا، وقد أضطر حينها لتأجيل العديد من الدعوات التي أتلقاها للمشاركة في عدد من المحافل.

      * ما سر اتجاهك لتوثيق الفعاليات والأنشطة عوضاً عن تصوير الطبيعة والملامح البشرية كحال أكثر المبتدئين في المجال؟

      حياتي تسير دوماً باتجاه "معاكس"، وقد لاحظت الأمر عدة مرات، ولا أعتبره سوى توفيق من الله سبحانه وتعالى، فقد اشتريت سيارة قبل حصولي على رخصة، ووثقت فعاليات وأنشطة قبل تصوير الطبيعة والبورتريهات، كما افتتحت المحل قبل تعلّم التصوير، إنما استطعت من خلال هذه التجربة أن أختصر الكثير من الوقت والجهد.

      * إلى جانب المديح الذي تلقيته والأنظار التي جذبتها إليك كونك أول مصورة عمانية، تلقيت العديد من الانتقادات الشخصية، كيف تعاملت معها؟ وبرأيك ما هي أسباب الهجوم الذي تعرضت له خلال مشاركاتك المختلفة؟

      الإنسان الناجح دائما يتعرض للانتقادات فكما يقال: "لا يرمى بالحجر إلا الشجر المثمر"، وقد لاحظت طوال مشواري، أن الإشاعات والانتقادات كانت صادرة من النساء فقط، ولا يفسر انتقاد المرأة للمرأة سوى بـ"الغيرة"، فقد كانت تتمحور حول اختياراتي الشخصية وليس عملي، وأنا لست ممن ينظر إلى الوراء حتى لا أتأخر بل أنظر إلى الأمام حتى أتقدم.

      * هل لك أن تطلعينا على خطتك القادمة؟.

      الخطة القادمة التي أفكر فيها هي إنشاء فروع أخرى للمركز داخل السلطنة وخارجها بعد أن تستقر أوضاع المركز الحالي، كما أفكر في إصدار مناهج خاصة لـ"نسرين الغيلانية" في التصوير حتى يستفيد منه أكثر قدر من النساء.

      * ختاماً، نحن الآن مقبلون على الاحتفالية الأولى بيوم المرأة العمانية، ماذا تودين أن تقولي بهذه المناسبة؟

      أفتخر أنني عمانية، وأفتخر أن جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- قائدنا، إذ أغدقنا بالكثير، حتى أن المرأة العمانية أصبحت تأخذ من الحقوق بقدر الرجال سواسية، واستطاعت على مدى أربعين عاماً من عمر النهضة أن ترتقي وتحتل أعلى المناصب، أطال الله عمر جلالته، ووفقنا لخدمة هذه الأرض الطيبة.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions