صلالة - ش
أكدت دراسة جديدة قام بها مدير دائرة البيئة والشؤون المناخية بالمديرية العامة للبيئة والشؤون المناخية بمحافظة ظفار د محاد بن عيسى شماس بأن الخزان الجوفي لسهل صلالة بمحافظة ظفار يتعرض لتدهور خطير في جودة المياه ، وأنه مهدد بخطر التلوث بالملوحة بسبب تداخل مياه البحر فيه ، كما أنه يتعرض لتدهور في الغطاء النباتي بسبب الرعي الجائر الذي أدى بدوره إلى تناقص تغذية المخزونات الجوفية من المياه عن طريق اصطياد الضباب في فصل الخريف، الأمر الذي يؤدي إلى التأثير مباشرة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياحية بمحافظة ظفار .
وأوضح الدكتور محاد بأن حوض سهل صلالة يعد المصدر الوحيد للمياه العذبة لتلبية الطلب المتزايد على المياه في مدينة صلالة ، ويتم ضخ المياه من الحوض الجوفي عبر أكثر من (1500) بئر إنتاجية حيث يقدر مجموع السحب في العام (2009م) للمياه الجوفية للاستخدامات المختلفة بحوالي (68) مليون متر مكعب ومن المتوقع أن يزداد ذلك السحب سنوياً بمعدل متنام بواقع 3% سنوياً ليصل إلى 74 مليونا بحلول العام 2020م. وقدرت دراسة التغذية تحت السطحية السنوية المتدفقة من جبال القرا بـ 50 مليون متر مكعب/السنة. ومن المتوقع أن يزيد السحب على الإنتاج الآمن بنسبة بين (17% إلى 21%) بين العامين 2009 إلى 2020م. وعليه فإن الإنتاج الآمن المحسوب يبلغ 51 مليون متر مكعب ، حيث إن معدل الضخ غير مستدام وتدهور جودة المياه الجوفية واضحة في أجزاء كثيرة من سهل صلالة. عليه تمت دراسة الإدارة المستدامة للمياه الجوفية في حوض صلالة الجوفي بهدف الاستغلال الأمثل للمورد المائي والمحافظة عليه من الاستنزاف والهدر والتصدي لانخفاض مستويات المياه الجوفية وتداخل مياه البحر المالحة في الحوض.
منهجية البحث
وحول منهجية البحث قال مدير دائرة البيئة والشؤون المناخية بالمديرية العامة للبيئة والشؤون المناخية بمحافظة ظفار : تضمنت الدراسة بناء نموذج رقمي ثلاثي الأبعاد لتدفق المياه الجوفية وحركة الأملاح في المياه الجوفية لمحاكاة مكمن سهل صلالة الساحلي. وتمت معايرة النموذج الرقمي وفق الربط الزمني للحوض في مرحلة الاستقرار وعدم الاستقرار خلال الفترة من 1992 لغاية 2005م. بعدها تم إجراء محاكاة تنبؤية تحت ظروف عدم الاستقرار للتنبؤ بسلوك المكمن حتى عام 2020م. وقد تبنى المشروع منهجية لإعادة التوازن المائي للحوض اعتمادا على عرض مشهدين أساسيين، الأول اعتمد على مبدأ السوق أولاً مع اعتبار التغذية تحت السطحية السنوية ثابتة على افتراض أن الحكومة سوف تتخذ إجراءات للمحافظة على النباتات والأشجار القائمة حالياً في جبل القرا خاصةً تلك الواقعة على قمة الجبل خلف سهل صلالة، أما الثاني فقد اعتمد على مبدأ السوق أولاً مع تخفيض التغذية المذكورة بواقع 5% سنوياً على خلفية النقص المتوقع في كمية التغذية الأفقية المعتمدة أساساً على عملية تجميع مياه الضباب من الأشجار نظراً للتدهور الغابوي المستمر في جبال القرا، حيث بينت الدراسات أن الرعي العشوائي الجائر في جبال ظفار يؤدي إلى تقلص البقعة الرعوية والغابوية بنسبة 5% في المتوسط سنويا. وتم اقتراح وتقييم ستة مشاهد (سيناريوهات) لكل حالة وذلك باستخدام المحاكاة لفهم والتنبؤ بسلوك المكمن عند تنفيذ تلك الإجراءات من خلال مشاهدة التغير في مستويات المياه والأملاح في الحوض للفترة من 2006 إلى2020م ، وهذه المشاهد هي نقل مزرعتي جرزيز والبحوث الحيوانية بعيداً عن الحوض المائي العذب، ، وتعليق الضخ لإنتاج الأعلاف الخضراء لفترة 4 أشهر في السنة، وتغيير أنظمة الزراعة والري في المحاصيل، وإنشاء محطة تحلية مياه البحر، ، والخيار الأول والرابع معاً، والخيار الأول والثالث معاً. بعد ذلك تم ربط العمل الميداني لتجربة دراسة هيدرولوجية السُحب الموسمية وتدهور الأشجار في جبال ظفار ودور المظلة الشجرية في اصطياد الضباب وذلك خلال موسم الخريف من 2003 إلى2005م بالدراسة النظرية وذلك لتقييم واختبار نتيجة التغذية تحت السطحية من جبل القرا إلى مكمن سهل صلالة الساحلي المشتقة من النموذج الرياضي الذي تمت معايرته ولتوضيح أهمية استدامة المظلة الشجرية في جبال القرا بالنسبة لمساهمتها في التغذية الجوفية.
النتائج والمناقشة
وأوضح الدكتور محاد بن عيسى شماس بأن من أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة بأنه تقدر نتائج النمذجة الرياضية للمياه الجوفية والمحاكاة إلى أن كمية مياه التغذية الطبيعية السنوية تحت السطحية القادمة من جبال القرا لتغذية حوض صلالة الجوفي الساحلي بحوالي 50 مليون متر مكعب/السنة مقارنةً بـ 53 مليون متر مكعب/السنة المشتقة من استخراج النتائج الميدانية للتجربة المذكورة. حيث قدرت الدراسة أن (60 إلى 80% منه يأتي من مياه الضباب) من مجمل التغذية الطبيعية السنوية لحوض صلالة الجوفي تأتي من عملية الترسيب الأفقي (تجميع مياه الضباب) الذي يحدث نتيجة تجميع الأشجار لمياه الضباب أثناء فصل الخريف. وان التدهور الحاصل في الغطاء النباتي في ريف ظفار بسبب الرعي الجائر سوف يؤدي إلى تناقص تغذية المخزونات الجوفية من المياه، حيث تساهم الأشجار بشكل كبير جداً في اعتراض الضباب الكثيف خلال موسم الأمطار الموسمية في جبال ظفار وتجميع مياه الضباب ومد خزان سهل صلالة الجوفي بالتغذية الجوفية، بالإضافة إلى تأثير كل ذلك على المؤشرات المستقبلية للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياحية في محافظة ظفار.
وأضاف : أن تراجع التدفق تحت سطح الأرض هي الخسارة المحتملة للمصدر الإضافي للمياه من الترسيب الأفقية (تجميع مياه الضباب)، الذي يساهم في التدفق تحت سطح الأرض بنسبة تصل إلى 80% من المجموع السنوي للتدفق تحت سطح الأرض من الجبل، حيث إن هذا النظام البيئي يتعرض لضغوط كبيرة من تغذية الإبل على أغصان الأشجار. حيث إن الحد من رعي الحيوانات مثل الجمال والأبقار، فضلا عن تنفيذ برامج إعادة التحريج سيكون من الضروري للمحافظة على المراعي والغابات الطبيعية المتاحة واستمرار التدفق السفلي لخزان المياه الجوفية في صلالة. كما ان النماذج الرياضية بينت أن هناك زيادة في نسبة المواد الصلبة المذابة الكلية في المياه الجوفية بمعظم الآبار التابعة لخزان السهل الجوفي مقارنةً بالبيانات التاريخية لنفس الآبار، أي أن جودة المياه الجوفية بالخزان مهددة بخطر التلوث بالملوحة. ويشير العجز السنوي المتزايد في الميزانية إلى الوضع غير المستقر للخزان الجوفي فيما يتعلق بزحف المياه المالحة.كما إن تدفق المياه العذبة إلى البحر في تناقص مما يؤدي إلى تداخل مياه البحر إلى الداخل نحو اليابسة وتوسع المسافة بين حدود مناسيب المياه بين خط المحيط صفر وخط المحيط نصف متر فوق سطح البحر وامتدادها إلى الداخل بأكثر من 2 كم خلال الفترة من 1993م إلى 2009م ، حيث أدى الانخفاض في مناسيب المياه في الحوض إلى حدوث حركة أفقية وعلى الأطراف للمياه المالحة إلى الحوض الجوفي.
كما تبين من خلال الدراسة أن أي إجراء إداري (الخيارات 1-4) لن يستطيع تحسين الوضع بمفردة حتى 2020م ، وبالتالي يجب دمج الخيارات الإجرائية مع بعضها لكي يتوقف التدهور ويحصل اتزان. وانه بدون تدخل إداري سوف تنخفض مناسيب مياه الخزان الجوفي مما يتسبب في عكس التدفق من البحر ويجعل بعض مناطق الخزان الجوفي غير صالحة للاستعمال. وتشير نتائج المحاكاة إلى أن منهجية الخيار الخامس (الخيار الأول والرابع معاً) هي الأكثر فاعلية بالنسبة لتحسين مستويات المياه خلال فترة التنبؤ بينما منهجية الخيار السادس (الخيار الأول والثالث معاً) هي الأفضل بالنسبة لتحسين حالة الملوحة . وتوصي الدراسة بتطبيق منهجية الخيار السادس وذلك نظراً لأفضليته في الإدارة المستدامة للحوض مقارنةً بالخيار الخامس. ويشير الاحتمال إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار تنفيذ إجراءات إضافية خلال العقدين القادمين لضمان تلبية إمدادات مياه الشرب لساكني المدينة.
كما أوضحت الدراسة بأن توزيع الملوحة التي حسبها النموذج الرياضي (MODFLOW & MT3DMS) في الخزان الجوفي للأعوام 2007 و 2020، ونتيجة لانخفاض تدفق المياه الجوفية العذبة تجاه المنطقة الساحلية من الجبل فإن الحدود المشتركة بين المياه العذبة والمياه المالحة سوف تتحرك للداخل متعدية على مناطق من الخزان الجوفي كانت في السابق مياها عذبة، وبحلول عام 2020م سوف تتضاعف المواد الصلبة الذائبة الكلية اثنا عشر ضعفاً مقارنة بقيم العام 2005م. وإن التداخل الملحي (5000 ملجم/لتر) في عام 2020م في مركز السهل الساحلي سوف يتحرك 4 كيلومترات للداخل، وقد اتضح من تحليل كتلة التوازن بأن تدفقات الخزان الجوفي إلى البحر قد تغيرت خلال فترة التنبؤ وأصبحت تدفقات من البحر، وقد قام النموذج بحساب معدل تداخل المياه المالحة على أنه سوف يبلغ حوالي 40 مليون متر مكعب في عام 2020 مما يؤكد وجود تسارع في التدهور بالنسبة لملوحة الخزان الجوفي. ومن المتوقع بأن تنخفض مناسيب مياه الخزان الجوفي داخل موقع آبار حقل سهل صلالة للمياه بحلول العام 2020م إلى حوالي 216% من مناسيب العام 2006م مما يتسبب في تدفق عكسي من البحر وبالتالي تتحرك واجهة المياه المالحة للداخل مما يجعل من مناطق كبيرة من الخزان الجوفي مياها مالحة وغير صالحة للاستعمال.
الاستنتاجات
وحول أهم الاستنتاجات التي خرجت بها هذه الدراسة قال الدكتور محاد : توضح نتائج المحاكاة أن أفضل خيار فعال من حيث تحسين مناسيب المياه الجوفية للخزان الجوفي هو السيناريو الخامس المقترح، أما الخيار السادس المقترح فهو أفضل خيار فعال من حيث تحسين وضع الملوحة للمياه الجوفية للخزان الجوفي حتى 2020م، وتقترح الدراسة بأن تطبيق السيناريو السادس كما هو سليم من الناحية البيئية من حيث الإدارة المستديمة، وقد أوضح التنبؤ بوجوب اتخاذ المزيد من الإجراءات خلال العقدين القادمين وذلك لضمان استمرار إمدادات مياه البلدية. كما انه نتيجة للسحب المتزايد للمياه للإيفاء بالطلب لمختلف الأغراض واختلال التوازن بين التغذية السنوية ومعدلات السحب فمن المتوقع أن ترتفع ملوحة الخزان الجوفي بوضوح، وسوف تكون ملوحة المياه خطيرة للغاية بحيث تؤدي إلى التخلي عن الأنشطة الزراعية، وبالتالي يجب الأخذ في الاعتبار بمبدأ الإنتاج الآمن للمياه الجوفية من الخزان الجوفي للسهل وذلك لتحديد المستوى السنوي المقبول من السحب، كما يجب دراسة مفهوم فعالية إدارة المياه في قطاع الزراعة من حيث العائدات الاقتصادية لإنتاج المحاصيل في سهل صلالة.
التوصيات
تؤكد نتائج هذه الدراسة بأن الخزان الجوفي لصلالة يتعرض لتدهور خطير في جودة المياه، وبالتالي هناك حاجة ماسة للقيام بإجراءات إدارية لإعادة التوازن المائي في الخزان الجوفي، وعليه فان هذه الدراسة تؤكد على البدء في تنفيذ عمليات استزراع الأشجار المحلية في مناطق الحشائش وذلك لتعزيز استدامة الغطاء الشجري في الجبل بغرض تحفيز عملية تجميع مياه الضباب وبالتالي المحافظة على التدفق التحتي للخزانات الجوفية المحلية وكذلك مواصلة الجهود المتعلقة بتقليل أعداد الماشية وخاصةً الإبل لتخفيض ضغط الرعي على منطقة مستجمع مياه الأمطار للخزان الجوفي.
ومن أهم التوصيات التي خرجت بها هذه الدراسة هي ضرورة أهمية تحقيق خفض سريع للسحوبات من خزان المياه الجوفية الحالي للوصول إلى الحد الآمن لضمان استدامة المياه الجوفية في حوض صلالة. حيث توصي الدراسة بنقل مزارع جرزيز، وتغيير أنماط نظام الري، وإنشاء محطة لتحلية مياه البحر في صلالة. كما ينبغي على بعض الجهات الحكومية أن تضع نظاما لقياس التدفق من الآبار لكل مزرعة من أجل معرفة كمية المياه التي تضخ من كل بئر. وعلاوة على ذلك، يجب أن تصدر لائحة في هذه المسألة لتمكين السلطات من اتخاذ إجراءات ويجب تخصيص كميات مياه لكل مزرعة حسب الحجم وأي مقدار من الاستهلاك أعلى من المخصص لكل مزرعة ستكون خاضعة لرسوم أو عقوبة.
كما أوصت الدراسة بأنه لمكافحة ظاهرة التصحر يجب على الحكومة مواصلة دعم الجهود المبذولة لمكافحة الرعي الجائر في منطقة الجبل بمحافظة ظفار حتى يتمكن الغطاء النباتي من المساعدة في إعادة تعبئة الخزانات الجوفية لدعم موقف المياه في سهل صلالة ، حيث إن هذه السياسات لازمة لحماية المياه الجوفية للجبل وتساهم بنحو 98% من التغذية الجوفية لحوض صلالة. وتؤكد أيضا الدراسة أهمية إجراء برنامج طويل المدى لزراعة الأشجار بالجبل لإعادة التأهيل الغابوي لتعزيز استدامة الغطاء الشجري في جبال ظفار بغرض تحفيز عملية تجميع مياه الضباب من خلال ازدياد اعتراض الأشجار للضباب وبالتالي زيادة في التغذية الجوفية السنوية لمكمن صلالة الساحلي. وأشارت الدراسة إلى انه وفق التغيرات الحالية المتمثلة في نقل جزء كبير من مزرعة جرزيز وإنشاء محطة التحلية (يتوقع تشغيلها في أبريل 2012) بالإضافة إلى تفاوت التغذية الجوفية سنوياً، توصي بشدة أن تعمل الجهات المختصة على إنشاء نموذج رياضي يحاكي الوضع الجوفي سنوياً لمعرفة تأثيرات الحلول الإدارية التي تم تنفيذها على مستويات المياه والملوحة في خزان سهل صلالة الجوفي ، وإجراء المزيد من البحوث عن العلاقة بين المناخ والغابات والموارد المائية في المنطقة.
أكدت دراسة جديدة قام بها مدير دائرة البيئة والشؤون المناخية بالمديرية العامة للبيئة والشؤون المناخية بمحافظة ظفار د محاد بن عيسى شماس بأن الخزان الجوفي لسهل صلالة بمحافظة ظفار يتعرض لتدهور خطير في جودة المياه ، وأنه مهدد بخطر التلوث بالملوحة بسبب تداخل مياه البحر فيه ، كما أنه يتعرض لتدهور في الغطاء النباتي بسبب الرعي الجائر الذي أدى بدوره إلى تناقص تغذية المخزونات الجوفية من المياه عن طريق اصطياد الضباب في فصل الخريف، الأمر الذي يؤدي إلى التأثير مباشرة على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياحية بمحافظة ظفار .
وأوضح الدكتور محاد بأن حوض سهل صلالة يعد المصدر الوحيد للمياه العذبة لتلبية الطلب المتزايد على المياه في مدينة صلالة ، ويتم ضخ المياه من الحوض الجوفي عبر أكثر من (1500) بئر إنتاجية حيث يقدر مجموع السحب في العام (2009م) للمياه الجوفية للاستخدامات المختلفة بحوالي (68) مليون متر مكعب ومن المتوقع أن يزداد ذلك السحب سنوياً بمعدل متنام بواقع 3% سنوياً ليصل إلى 74 مليونا بحلول العام 2020م. وقدرت دراسة التغذية تحت السطحية السنوية المتدفقة من جبال القرا بـ 50 مليون متر مكعب/السنة. ومن المتوقع أن يزيد السحب على الإنتاج الآمن بنسبة بين (17% إلى 21%) بين العامين 2009 إلى 2020م. وعليه فإن الإنتاج الآمن المحسوب يبلغ 51 مليون متر مكعب ، حيث إن معدل الضخ غير مستدام وتدهور جودة المياه الجوفية واضحة في أجزاء كثيرة من سهل صلالة. عليه تمت دراسة الإدارة المستدامة للمياه الجوفية في حوض صلالة الجوفي بهدف الاستغلال الأمثل للمورد المائي والمحافظة عليه من الاستنزاف والهدر والتصدي لانخفاض مستويات المياه الجوفية وتداخل مياه البحر المالحة في الحوض.
منهجية البحث
وحول منهجية البحث قال مدير دائرة البيئة والشؤون المناخية بالمديرية العامة للبيئة والشؤون المناخية بمحافظة ظفار : تضمنت الدراسة بناء نموذج رقمي ثلاثي الأبعاد لتدفق المياه الجوفية وحركة الأملاح في المياه الجوفية لمحاكاة مكمن سهل صلالة الساحلي. وتمت معايرة النموذج الرقمي وفق الربط الزمني للحوض في مرحلة الاستقرار وعدم الاستقرار خلال الفترة من 1992 لغاية 2005م. بعدها تم إجراء محاكاة تنبؤية تحت ظروف عدم الاستقرار للتنبؤ بسلوك المكمن حتى عام 2020م. وقد تبنى المشروع منهجية لإعادة التوازن المائي للحوض اعتمادا على عرض مشهدين أساسيين، الأول اعتمد على مبدأ السوق أولاً مع اعتبار التغذية تحت السطحية السنوية ثابتة على افتراض أن الحكومة سوف تتخذ إجراءات للمحافظة على النباتات والأشجار القائمة حالياً في جبل القرا خاصةً تلك الواقعة على قمة الجبل خلف سهل صلالة، أما الثاني فقد اعتمد على مبدأ السوق أولاً مع تخفيض التغذية المذكورة بواقع 5% سنوياً على خلفية النقص المتوقع في كمية التغذية الأفقية المعتمدة أساساً على عملية تجميع مياه الضباب من الأشجار نظراً للتدهور الغابوي المستمر في جبال القرا، حيث بينت الدراسات أن الرعي العشوائي الجائر في جبال ظفار يؤدي إلى تقلص البقعة الرعوية والغابوية بنسبة 5% في المتوسط سنويا. وتم اقتراح وتقييم ستة مشاهد (سيناريوهات) لكل حالة وذلك باستخدام المحاكاة لفهم والتنبؤ بسلوك المكمن عند تنفيذ تلك الإجراءات من خلال مشاهدة التغير في مستويات المياه والأملاح في الحوض للفترة من 2006 إلى2020م ، وهذه المشاهد هي نقل مزرعتي جرزيز والبحوث الحيوانية بعيداً عن الحوض المائي العذب، ، وتعليق الضخ لإنتاج الأعلاف الخضراء لفترة 4 أشهر في السنة، وتغيير أنظمة الزراعة والري في المحاصيل، وإنشاء محطة تحلية مياه البحر، ، والخيار الأول والرابع معاً، والخيار الأول والثالث معاً. بعد ذلك تم ربط العمل الميداني لتجربة دراسة هيدرولوجية السُحب الموسمية وتدهور الأشجار في جبال ظفار ودور المظلة الشجرية في اصطياد الضباب وذلك خلال موسم الخريف من 2003 إلى2005م بالدراسة النظرية وذلك لتقييم واختبار نتيجة التغذية تحت السطحية من جبل القرا إلى مكمن سهل صلالة الساحلي المشتقة من النموذج الرياضي الذي تمت معايرته ولتوضيح أهمية استدامة المظلة الشجرية في جبال القرا بالنسبة لمساهمتها في التغذية الجوفية.
النتائج والمناقشة
وأوضح الدكتور محاد بن عيسى شماس بأن من أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة بأنه تقدر نتائج النمذجة الرياضية للمياه الجوفية والمحاكاة إلى أن كمية مياه التغذية الطبيعية السنوية تحت السطحية القادمة من جبال القرا لتغذية حوض صلالة الجوفي الساحلي بحوالي 50 مليون متر مكعب/السنة مقارنةً بـ 53 مليون متر مكعب/السنة المشتقة من استخراج النتائج الميدانية للتجربة المذكورة. حيث قدرت الدراسة أن (60 إلى 80% منه يأتي من مياه الضباب) من مجمل التغذية الطبيعية السنوية لحوض صلالة الجوفي تأتي من عملية الترسيب الأفقي (تجميع مياه الضباب) الذي يحدث نتيجة تجميع الأشجار لمياه الضباب أثناء فصل الخريف. وان التدهور الحاصل في الغطاء النباتي في ريف ظفار بسبب الرعي الجائر سوف يؤدي إلى تناقص تغذية المخزونات الجوفية من المياه، حيث تساهم الأشجار بشكل كبير جداً في اعتراض الضباب الكثيف خلال موسم الأمطار الموسمية في جبال ظفار وتجميع مياه الضباب ومد خزان سهل صلالة الجوفي بالتغذية الجوفية، بالإضافة إلى تأثير كل ذلك على المؤشرات المستقبلية للأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياحية في محافظة ظفار.
وأضاف : أن تراجع التدفق تحت سطح الأرض هي الخسارة المحتملة للمصدر الإضافي للمياه من الترسيب الأفقية (تجميع مياه الضباب)، الذي يساهم في التدفق تحت سطح الأرض بنسبة تصل إلى 80% من المجموع السنوي للتدفق تحت سطح الأرض من الجبل، حيث إن هذا النظام البيئي يتعرض لضغوط كبيرة من تغذية الإبل على أغصان الأشجار. حيث إن الحد من رعي الحيوانات مثل الجمال والأبقار، فضلا عن تنفيذ برامج إعادة التحريج سيكون من الضروري للمحافظة على المراعي والغابات الطبيعية المتاحة واستمرار التدفق السفلي لخزان المياه الجوفية في صلالة. كما ان النماذج الرياضية بينت أن هناك زيادة في نسبة المواد الصلبة المذابة الكلية في المياه الجوفية بمعظم الآبار التابعة لخزان السهل الجوفي مقارنةً بالبيانات التاريخية لنفس الآبار، أي أن جودة المياه الجوفية بالخزان مهددة بخطر التلوث بالملوحة. ويشير العجز السنوي المتزايد في الميزانية إلى الوضع غير المستقر للخزان الجوفي فيما يتعلق بزحف المياه المالحة.كما إن تدفق المياه العذبة إلى البحر في تناقص مما يؤدي إلى تداخل مياه البحر إلى الداخل نحو اليابسة وتوسع المسافة بين حدود مناسيب المياه بين خط المحيط صفر وخط المحيط نصف متر فوق سطح البحر وامتدادها إلى الداخل بأكثر من 2 كم خلال الفترة من 1993م إلى 2009م ، حيث أدى الانخفاض في مناسيب المياه في الحوض إلى حدوث حركة أفقية وعلى الأطراف للمياه المالحة إلى الحوض الجوفي.
كما تبين من خلال الدراسة أن أي إجراء إداري (الخيارات 1-4) لن يستطيع تحسين الوضع بمفردة حتى 2020م ، وبالتالي يجب دمج الخيارات الإجرائية مع بعضها لكي يتوقف التدهور ويحصل اتزان. وانه بدون تدخل إداري سوف تنخفض مناسيب مياه الخزان الجوفي مما يتسبب في عكس التدفق من البحر ويجعل بعض مناطق الخزان الجوفي غير صالحة للاستعمال. وتشير نتائج المحاكاة إلى أن منهجية الخيار الخامس (الخيار الأول والرابع معاً) هي الأكثر فاعلية بالنسبة لتحسين مستويات المياه خلال فترة التنبؤ بينما منهجية الخيار السادس (الخيار الأول والثالث معاً) هي الأفضل بالنسبة لتحسين حالة الملوحة . وتوصي الدراسة بتطبيق منهجية الخيار السادس وذلك نظراً لأفضليته في الإدارة المستدامة للحوض مقارنةً بالخيار الخامس. ويشير الاحتمال إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار تنفيذ إجراءات إضافية خلال العقدين القادمين لضمان تلبية إمدادات مياه الشرب لساكني المدينة.
كما أوضحت الدراسة بأن توزيع الملوحة التي حسبها النموذج الرياضي (MODFLOW & MT3DMS) في الخزان الجوفي للأعوام 2007 و 2020، ونتيجة لانخفاض تدفق المياه الجوفية العذبة تجاه المنطقة الساحلية من الجبل فإن الحدود المشتركة بين المياه العذبة والمياه المالحة سوف تتحرك للداخل متعدية على مناطق من الخزان الجوفي كانت في السابق مياها عذبة، وبحلول عام 2020م سوف تتضاعف المواد الصلبة الذائبة الكلية اثنا عشر ضعفاً مقارنة بقيم العام 2005م. وإن التداخل الملحي (5000 ملجم/لتر) في عام 2020م في مركز السهل الساحلي سوف يتحرك 4 كيلومترات للداخل، وقد اتضح من تحليل كتلة التوازن بأن تدفقات الخزان الجوفي إلى البحر قد تغيرت خلال فترة التنبؤ وأصبحت تدفقات من البحر، وقد قام النموذج بحساب معدل تداخل المياه المالحة على أنه سوف يبلغ حوالي 40 مليون متر مكعب في عام 2020 مما يؤكد وجود تسارع في التدهور بالنسبة لملوحة الخزان الجوفي. ومن المتوقع بأن تنخفض مناسيب مياه الخزان الجوفي داخل موقع آبار حقل سهل صلالة للمياه بحلول العام 2020م إلى حوالي 216% من مناسيب العام 2006م مما يتسبب في تدفق عكسي من البحر وبالتالي تتحرك واجهة المياه المالحة للداخل مما يجعل من مناطق كبيرة من الخزان الجوفي مياها مالحة وغير صالحة للاستعمال.
الاستنتاجات
وحول أهم الاستنتاجات التي خرجت بها هذه الدراسة قال الدكتور محاد : توضح نتائج المحاكاة أن أفضل خيار فعال من حيث تحسين مناسيب المياه الجوفية للخزان الجوفي هو السيناريو الخامس المقترح، أما الخيار السادس المقترح فهو أفضل خيار فعال من حيث تحسين وضع الملوحة للمياه الجوفية للخزان الجوفي حتى 2020م، وتقترح الدراسة بأن تطبيق السيناريو السادس كما هو سليم من الناحية البيئية من حيث الإدارة المستديمة، وقد أوضح التنبؤ بوجوب اتخاذ المزيد من الإجراءات خلال العقدين القادمين وذلك لضمان استمرار إمدادات مياه البلدية. كما انه نتيجة للسحب المتزايد للمياه للإيفاء بالطلب لمختلف الأغراض واختلال التوازن بين التغذية السنوية ومعدلات السحب فمن المتوقع أن ترتفع ملوحة الخزان الجوفي بوضوح، وسوف تكون ملوحة المياه خطيرة للغاية بحيث تؤدي إلى التخلي عن الأنشطة الزراعية، وبالتالي يجب الأخذ في الاعتبار بمبدأ الإنتاج الآمن للمياه الجوفية من الخزان الجوفي للسهل وذلك لتحديد المستوى السنوي المقبول من السحب، كما يجب دراسة مفهوم فعالية إدارة المياه في قطاع الزراعة من حيث العائدات الاقتصادية لإنتاج المحاصيل في سهل صلالة.
التوصيات
تؤكد نتائج هذه الدراسة بأن الخزان الجوفي لصلالة يتعرض لتدهور خطير في جودة المياه، وبالتالي هناك حاجة ماسة للقيام بإجراءات إدارية لإعادة التوازن المائي في الخزان الجوفي، وعليه فان هذه الدراسة تؤكد على البدء في تنفيذ عمليات استزراع الأشجار المحلية في مناطق الحشائش وذلك لتعزيز استدامة الغطاء الشجري في الجبل بغرض تحفيز عملية تجميع مياه الضباب وبالتالي المحافظة على التدفق التحتي للخزانات الجوفية المحلية وكذلك مواصلة الجهود المتعلقة بتقليل أعداد الماشية وخاصةً الإبل لتخفيض ضغط الرعي على منطقة مستجمع مياه الأمطار للخزان الجوفي.
ومن أهم التوصيات التي خرجت بها هذه الدراسة هي ضرورة أهمية تحقيق خفض سريع للسحوبات من خزان المياه الجوفية الحالي للوصول إلى الحد الآمن لضمان استدامة المياه الجوفية في حوض صلالة. حيث توصي الدراسة بنقل مزارع جرزيز، وتغيير أنماط نظام الري، وإنشاء محطة لتحلية مياه البحر في صلالة. كما ينبغي على بعض الجهات الحكومية أن تضع نظاما لقياس التدفق من الآبار لكل مزرعة من أجل معرفة كمية المياه التي تضخ من كل بئر. وعلاوة على ذلك، يجب أن تصدر لائحة في هذه المسألة لتمكين السلطات من اتخاذ إجراءات ويجب تخصيص كميات مياه لكل مزرعة حسب الحجم وأي مقدار من الاستهلاك أعلى من المخصص لكل مزرعة ستكون خاضعة لرسوم أو عقوبة.
كما أوصت الدراسة بأنه لمكافحة ظاهرة التصحر يجب على الحكومة مواصلة دعم الجهود المبذولة لمكافحة الرعي الجائر في منطقة الجبل بمحافظة ظفار حتى يتمكن الغطاء النباتي من المساعدة في إعادة تعبئة الخزانات الجوفية لدعم موقف المياه في سهل صلالة ، حيث إن هذه السياسات لازمة لحماية المياه الجوفية للجبل وتساهم بنحو 98% من التغذية الجوفية لحوض صلالة. وتؤكد أيضا الدراسة أهمية إجراء برنامج طويل المدى لزراعة الأشجار بالجبل لإعادة التأهيل الغابوي لتعزيز استدامة الغطاء الشجري في جبال ظفار بغرض تحفيز عملية تجميع مياه الضباب من خلال ازدياد اعتراض الأشجار للضباب وبالتالي زيادة في التغذية الجوفية السنوية لمكمن صلالة الساحلي. وأشارت الدراسة إلى انه وفق التغيرات الحالية المتمثلة في نقل جزء كبير من مزرعة جرزيز وإنشاء محطة التحلية (يتوقع تشغيلها في أبريل 2012) بالإضافة إلى تفاوت التغذية الجوفية سنوياً، توصي بشدة أن تعمل الجهات المختصة على إنشاء نموذج رياضي يحاكي الوضع الجوفي سنوياً لمعرفة تأثيرات الحلول الإدارية التي تم تنفيذها على مستويات المياه والملوحة في خزان سهل صلالة الجوفي ، وإجراء المزيد من البحوث عن العلاقة بين المناخ والغابات والموارد المائية في المنطقة.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions