رئيس كلية الخليج عيسى بن سبيل البلوشي.. في ب&#

    • رئيس كلية الخليج عيسى بن سبيل البلوشي.. في ب&#

      مسقط - ش

      الحياة الأكاديمية لها بريقها بطبيعة الحال وعندما تلتقي مع أحد الرموز القيادية في قطاع التعليم لابد وأن تتطرق إلى تلك الأمور ولكن هناك أمورا شتى في حياة الأكاديميين ومجالات عديدة يمكن التحاور فيها وكشفها بعيدا عن مجال العمل.. وهذا ما نحاول أن نرصده من خلال حوارنا مع أحد الأكاديميين البارزين وصاحب البصمات في مجاله..

      التقينا رئيس كلية الخليج د.عيسى بن سبيل البلوشي وعرج الحوار بنا إلى ذكرياته في المدرسة السعيدة بمطرح العام 1972 وكشف عن أسرار دهشته وزملائه في تلك السنة بالذات وروى كيف تعلم من الموقف الذي يكشفه الكثير والكثير وأوله ضرورة الابتعاد عن الأنانية.. حكايات وحكايات كشف عنها الحوار التالي.

      - نحن نعلم الكثير عن مساهماتكم الواضحة للعيان في إطار الجهود المبذولة للنهوض بالقطاعين: العام لفترة خدمتكم بالقطاع ومساهماتكم بالقطاع الخاص في جانب قطاع التعليم العالي بالسطنة... إلا أننا اليوم نود التحدث معكم بعيدا عن كل ذلك ونذهب إلى آخر أعمالكم التطوعية التي ساهمتم بها للمجتمع المحلي من خلال توليكم لفترة وجيزة الرئاسة الفخرية لجمعية تربية هواة الطيور التي تم إشهارها في منتصف العام الحالي.

      *اسمح لي أن أعود بك إلى العام 1972 لأوضح لك سر مساهمتي المتواضعة في وضع هذه الجمعية على المسار الصحيح.. ففي العام 1972م وبينما كنت جالسا في الصف الدراسي في المدرسة السعيدية بمطرح وكانت الحصة الرابعة كما أذكر وكانت حصة التاريخ بالتحديد وقد لاحظت في ذلك اليوم ببعض الحركات غير العادية لنا كطلاب بالمدرسة بخاصة أثناء الفسحة التي كانت دائما بعد الحصة الثالثة وكان حدسي صحيحا وبينما نحن في الحصة الرابعة أشرق علينا نور ساطع في غرفة الصف الدراسي نعم كان ذلك النور دخول مولانا حضرة صاحب الجلالة السلــطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- فصلنا الدراسي وعلى صغر سننا أصبنا بذهول غريب وصمت مدرس المادة... إلا أنه تلقى إشارة كريمة من مولانا السلطان للاستمرار في إعطاء الدرس وكان الدرس لذلك اليوم عن الفتوحات الإسلامية ومعركة حطين بالذات. وبعد دقائق تفضل مولانا وشكر المدرس على حسن التلقين والشرح ووجه جلالته سؤالا لنا كطلاب وتفضل قائلا: "من هو البطل الإسلامي قائد معركة حطين؟"

      ولحداثة سني وتجربتي البسيطة في حينه بينما كنت جالسا في أحد المقاعد الأمامية كنت مرعوبا من رفع يدي لطلب الأذن للإجابة ولم أستطع أن أرفع يدي رغم أن الإجابة الصحيحة كانت حاضرة في ذهني وعلى طرف لساني. فاعتقدت في حينها أنني ضيعت أكبر فرصة ذهبية في حياتي بخاصة أن زميلي أيوب البلوشي كان قد أذن له مولانا صاحب الجلالة السلطان المعظم بالرد على السؤال وطرح الإجابة الصحيحة وتكرم عليه السلطان بأربع كلمات ما زالت ترن في أذني حتى اليوم قال له: "أحسنت.. بارك الله فيك". ثم استمرت الزيارة السلطانية إلى بعض الفصول الأخرى وانتهت. إلا أنني بقيت لعام كامل بعدها وأنا في غاية الندم والحسرة على عدم مقدرتي حينها من محاورة سلطاني الذي ترك كل أمور الدولة وأتى إلينا في الصف الرابع ليطمئن علينا بل ليطمئن على أول الغرس في عمر نهضتنا المباركة ألا وهو قطاع التربية والتعليم مثله مثل القطاعات الأخرى التي أولاها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -حفظه الله- جل اهتمامه حتى قام بوضعها على قواعد متينة كبقية القطاعات الأخرى التي يقوم عليها الإنسان العماني اليوم وتقوم عليها نهضتنا المباركة اليوم والتي كفلت وضع السلطنة في مصاف الدول الحديثة واكتسبت من خلالها احتراما دوليا مبهرا رغم التقلبات الدولية التي حدثت في الأربعين عاما الفائتة.

      إلا أن الله سبحانه وتعالى قد أنعم علي بعد سنة من الحيرة وبمساعدة أخوتي الكبار ووالدي -رحمه الله- أن أدرك أن أيوب الذي رد على السؤال هو في الحقيقة أنا وأنا وأيوب أصلا هم الصف الرابع وذلك الصف الرابع هو جزء من المدرسة السعيدية بمطرح فكلنا فريق واحد وهدفنا واحد المهم أننا قدمنا وبعون من الله سبحانه وتعالى صورة مشرفة عن المدرسة لقائدنا ومعلمنا الأول مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه.

      هذه التجربة التي عشتها وأنا في الصف الرابع الابتدائي كانت مؤثرة جدا بالنسبة لي ودافعا لي وطبعت في قلبي وعقلي فلسفة ناجحة بل نهجا ثابتا لحياتي وهو ضرورة الابتعاد عن الأنانية وضرورة العمل كفريق واحد في الحياة في طريق السعي وراء تحقيق نجاح أو تطوير والانتقال بالإنسان نحو النور ونحو حياة فاضلة يسودها الخير. وكنت أحرص على تطبيق هذا النهج أينما كان ممكنا في المراحل الدراسية أوالحياة العملية التي تلتها. ومساهمتي في جمعية هواة تربية الطيور كانت في نفس الإطار وتخدم نفس الصالح وهو الصالح العام وصالح العمل والأخوة هواة تربية الطيور في السلطنة وأن أتعلم من تجاربهم القيمة في نفس الوقت. ولم يغب عن ذهني مدى أهمية هذه الجمعية حيث إن الجمعيات الأهلية على حد سواء هي أحد ثمار التنمية الشاملة بالبلاد وأشهرتها حكومتنا الرشيدة وأعطتها الشرعية لتفتح لها المجال للاهتمام بقطاع معين وتطويره بالشكل الذي يتناسب ويكون مشرفا لبلادنا الغالية على كافة الأصعدة المحلية والأقليمية والدولية.

      -من المعلوم أن دراستكم الشخصية وعملكم السابق في الحكومة وعملكم الخاص الذي يليه حتى الآن ومساهماتكم الأكاديمية على الصعيد الدولي وكتاباتكم القيمة كلها تنصب في مجال الاقتصاد بل إن شهادتكم للدكتوراة كانت في نفس المجال.. فهل لكم مساهمات تطوعية في هذا الجانب في السلطنة؟

      *أكيد هناك مساهمات والحمد لله وإلا كنت ناكرا للجميل لبلدي الذي منحني كل شيء وعلمني الحياة وهذا ينطبق على كل عماني بالطبع. فأنا عضو مجلس إدارة في الجمعية الاقتصادية العمانية التي تساهم بشكل كبير وعملي ومهني بحت بعيدا عن البهرجة الإعلامية وغيره تساهم في الكثير من المجالات التنموية والاقتصادية بالسلطنة من خلال إجراء بحوث ودراسات واستبيانات وإقامة مؤتمرات عالمية تهم الجانب الاقتصادي بالسلطنة وتضيف إليه قيمة حقيقية. هذا إضافة إلى تقديمي لأوراق عمل بحثية في محافل ومؤتمرات عالمية عن قطاعات الاقتصاد والتعليم العالي والتجارة في السلطنة وتقديمها لمختلف الباحثين من مختلف دول العالم المشاركين بتلك المؤتمرات وذلك بصيغ تعريفية ومشرفة للسلطنة مع بيان الدور الإيجابي الذي تلعبه الحكومة الرشيدة لتشجيع وتحفيز القطاع الخاص للعب الدور الرئيسي لتطوير تلك القطاعات المهمة في السلطنة. كما أنني أقوم من خلال عملي المشترك مع العديد من الجمعيات الأهلية بالسلطنة بتقديم المشورة المؤسسية بما يتلاءم مع متطلبات وطموح كل جمعية في جانب خططها للتطوير.

      -اسمح لي بأن أعود بكم إلى جمعية هواة تربية الطيور فما هي خططتكم نحو التطوير بها؟

      *دعني أفصح لك بداية بأنني عند موافقتي لتولي الرئاسة الفخرية كانت بقناعة شخصية مني بأنها ستكون لفترة قصيرة حيث ان تلك الرئاسة كانت متطلب ضروري حتى يتحد هواة تربية الطيور ـ وحتى ان تم تحقيق ذلك بأسلوب غير مباشر بل بالدبلوماسية ـ ويلتفون حول هذه الجمعية الفتية بقلب واحد ونهج وفكر متحد حتى يتمكنون كفريق واحد من العمل على تطوير هذه الجمعية الفتية لتقوم بالدور المناط بها وتقدم أعمالا مشرفة لنا جميعا في عماننا الحبيبة. وإنني اليوم على ثقة تامة بأنها ستكون كذلك وسيكون الأخوة بمجلس إدارتها واللجان التنفيذية والمساعدة بها على ذلك القدر من المسؤولية كونهم يمتلكون الخبرة الكافية والوعي المطلوب والمهارات القيادية والتنفيذية الكافية للقيام بكل ذلك.وأود التنويه ان استقالتي مؤخرا من الرئاسة الفخرية أرجو ألا تترجم من أي أحد بأنها نتيجة شقاق ما بل هو لأنني ارتأيت بأن الأمور بالجمعية اتجهت الى الوجهة المناسبة وهناك أمور بجمعيات أخرى تتطلب العمل بها مني وبالتالي تتطلب الكثير من الوقت الذي يعتبر هو التحدي الأكبر في عالمنا الحديث المتسارع ومازال لدي الكثير مما أود إنجازه أو ان أساهم في إنجازه على أصعدة أخرى بنفس أهمية العمل بالجمعية فهي بمثابة عملية انتقالية من مرحلة تمت بنجاح بدليل النتائج الطيبة إلى مرحلة أخرى . واستقالتي لاتعني إنقطاع حبل تواصلي مع الأخوة بإدارة الجمعية بل سأبقى فاتحا بابي لهم دائما لتقديم ما أستطيع بما يخدم الجمعية وفق منظور إدارتها وخطط التطوير لديهم.

      - جوابك الصريح شدني إلى سؤال عن كيفية ان تكون رئاستك الفخرية أحد متطلبات إتحاد الهواة والتفافهم حول الجمعية..هل توضح لنا ذلك؟*أمر غريب نجد الصحافة والصحفيين لا يختلفون في أي مكان في العالم.. تجيدون إظهار تفاصيل الأمور ويستهويكم ذلك وأنا أحترم تلك المهنية العالية بالطبع.. لذا هاك الرد المختصر.

      لا يخفى أن هواية تربية الطيور وبخاصة الداجنة منها اتخذها الإنسان منذ القدم لتوفير بعض احتياجاته من مأكل والمتاجرة بها متى ما زادت عن احتياجاته الأسرية فأصبحت الطيور جزءا لا يتجزأ من اقتصادات الأسرة الحضرية وتكونت ألفة بين الإنسان والطير بشكل عام واستأنس الكثير منها. واستمر الحال حتى يومنا هذا إلا أنه قل نسبيا بسبب الحياة العصرية واختلاف معايير اقتصاداتها لدى الإنسان ولكن ولد هذا ما نسميه الهواية وهي حب استئناس الطيور من قبل الإنسان بعيدا عن اقتصادات المتاجرة بها أو أكلها. وعند ظهور الجمعية وإشهارها في شهر يونيو 2010م كانت هناك على الساحة جهود كبيرة في إطار هذه الهواية قام بها مجموعة من الشباب المجتهد حقيقة والمحب للعمل في جانب تطوير الهواية وبخاصة كانت في جانب الحمام بالتحديد وأحيانا إضافة طيور زينة بسيطة أخرى، جهود هؤلاء الهواة حقيقة امتدت لمدة طويلة تصل إلى أربع سنوات قبل إشهار الجمعية وبجناحهم الالكتروني المهم استطاعوا وبجهود شخصية وبتمويل ذاتي منهم بإقامة أول المحافل المهمة المتعلقة بالطيور في السلطنة على المستوى الإقليمي فيجب أن يسجل لهم ذلك ويشكرون عليه فقد أقاموا عددا من المعارض وكم هائل من مزادات الطيور نالت كلها النجاح والحمد لله ولكن وبجهودهم تلك لم تكن هناك بعد الجهة القانونية الرسمية وكانوا يسعون لدى الجهات الحكومية المختصة لنيل تلك الشرعية. كما كانت هناك مجموعة أخرى من الهواة الطموحين كذلك والراغبين في تكوين كيان شرعي مشرف للهواية كزملائهم قد تقدموا للوزارة لإشهار جمعية لهواة تربية الطيور وبتوفيق من رب العالمين وبنظرة ثاقبة من الحكومة الرشيدة لأهمية قيام هذا الكيان (جمعية هواة تربية الطيور) تمت الموافقة على طلب المجموعة الثانية. وكان لدى المجموعة الثانية كذلك مساهمة لا بأس بها في معرض مسقط لحمام الزينة لعام 2010م الذي تقيمه وتشرف عليه كلية الخليج مساهمة متواضعة منها في خدمة المجتمع، ومزاد عمان الكبير من نفس العام ولهم كذلك جناح الكتروني مهم وحيث إنه كان الموقع الالكتروني المتخصص في الطيور الأول في عمان (ش.ح.ع) ولكنه لم يكن مفعلا بالطريقة الصحيحة لأسباب لا نعلمها فجاء بعده موقع مجموعة الهواة الأولى (ر.ع.هـ .ط) وفاقه بكل اقتدار ومهنية عالية بفضل التفوق الإداري والفني الواضح. إلا أن الموقع البطيء (ش.ح.ع) قد استعاد نشاطه خلال الأشهر التسعة الفائتة وتقدم بشكل ملفت للنظر.

      وعليه فكان لابد من القيام ببعض الترتيبات بنظرة واضحة وفي غاية الحساسية لجعل كافة الهواة من المجموعتين من الهواة والهواة الآخرين من خارج تلك المجموعتين يتبنون نهجا واحدا ويلتفون حول هذه الجمعية الفتية للقيام بها بالصورة المثلى لترقى للطموح ويتولون أمور هوايتهم جنبا إلى جنب لكي تتم الاستفادة القصوى من الموجودين على الساحة في نطاق الهواية في الجوانب القيادية والفنية والإدارية ويكون هناك فريق قوي متجانس يستطيع أن يحمل العبء وترقى الجمعية به. فتم ذلك كله -والحمد لله- فمن كان من الهواة لا يحب أن يسمع حتى اسم الجمعية أصبح اليوم في مركزها الإداري يعمل بكل جد واجتهاد ومن كان غير راض عن الآخرين من خارج إدارة الجمعية وضع يده في يد أخوته وهم يعملون معا اليوم في وئام. فالحمد لله على تلك النتائج ولولا توفيق من الله -عز وجل - وجهود أخوة من ذوي القلوب الناصعة البياض بنواياهم الصافية وحبهم للعمل الوطني الخالص لما تحقق ذلك الأمر الذي أبهجني إلى أبعد الحدود. فطوبى لعماننا الغالية بهذه الكوكبة الفذة الرائعة من الهواة ليقودوا أحد الجوانب الحضارية المهمة ببلادنا الغالية عمان وكلي أمل أن يكتب لهم الخالق -عز وجل - كل النجاح والتوفيق مناشدا كافة الجهات المعنية بتقديم لهم كل العون والدعم وفق الإمكانات المتاحة. وأرجع بك إلى بداية الحديث إلى المدرسة السعيدية بمطرح مؤكدا لك بأن أي عمل ناجح في إطار الهواية من قبل أي شخص فريق أو مؤسسة يجب أن ينظر إليه كنجاح لهذه الجمعية الفتية حيث إنها هي محور ارتكاز هواية تربية الطيور في السلطنة.

      -كما عودنا د.عيسى بن سبيل البلوشي في كافة اللقاءات الصحفية باختتام اللقاء بجديده من مفاجآت.. فماذا سيكون الإفصاح الجديد اليوم؟

      *ولذلك تعودت أن أتسلح بالجديد قبل أن آتي إلى لقائكم.. يسرني أن أفصح اليوم بأنني انتهيت مؤخرا من وضع كتابي الجديد في الاقتصاد والذي أنشر من خلاله نتائج بحثية أتمنى أن تكون ذات فائدة للقطاعين العام والخاص والباحثين والطلاب. وهي دراسات وبحوث وتحليل لتلك البحوث مع تقديم توصيات حول محددات العلاقات بين الجامعات وقطاعات الصناعة والتجارة في السلطنة. وقد تم قبول نشره من قبل إحدى دور النشر المرموقة في ألمانيا بالتحديد وهو الآن قيد الطباعة هناك وسيكون بإذن الله تعالى هناك حفل تدشين للكتاب فور وصوله السلطنة ونأمل ان يكون ذلك قبل نهاية العام الحالي 2010م -بعون الله وتوفيقه-. علما أن شركة النشر تعرض حاليا الكتاب إلكترونيا في أكثر من عشرة آلاف موقع الكتروني في مختلف دول العالم.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions