* الجغرافيا الطبيعية أعطت مربي الثروة الحيوانية مرتعا خصبا في حب المهنة

* متابعة مستمرة لمراكز التنمية الزراعية لمشاريع تربية الأغنام

مسقط - ش

تربية الماشية بمختلف أنواعها إحدى المهن المرتبطة بحياة البدوي في صحاري السلطنة وبواديها وكذلك مرتبطة بسكان القرى الواقعة على المنحدرات الجبلية التي من خلالها استطاعوا أن يكوّنوا مناخا استقراريا لمعيشتهم والتواصل مع المجتمع بدور إيجابي، ومن خلال الأسطر القليلة المقبلة نستعرض نموذجا لنجاح مشروع تربية الأغنام بقرية الغشب التابعة لولاية خصب.

تعايش

في زيارتنا إلى بلدة الغشب بولاية خصب تلمّسنا أحد هذه النماذج التي ارتأت نهجا ذا نظرة ثاقبة وفق نجاح تدريجي اعتمد على طموح صاحبه وحرصه الشديد على المحافظة على مهنة آبائه وأجداده. فبدأ رحلته ببداية بسيطة ومع الإصرار والمثابرة حصد ثمار النجاح وتوسعت لديه مدارك مواصلة المشوار بآفاق تلامس مستجدات العصر بقدر ما هو متاح من إمكانيات في هذا القطاع على مستواه العام.. إنه المزارع زيد بن سليمان بن محمد الشحي الذي تحدث عن مشروعه قائلا: إن تعايش الشخص مع هوايته أو المهنة التي يمتهنها هو جزء لا يتجزأ من شخصيته وعيشه اليومي لذلك فهو يوفر جهده ليذلل كافة الصعاب حتى تكون لديه رؤية واضحة في طموحاته لذلك فقد استطعت أن أحافظ على مهنة أجدادي وأتعايش مع تربية الأغنام كونها المجال الأوسع في تحقيق ربح يتناسب مع طبيعة عيشي. وبالتالي فعندما تكون لديك فكرة الاستمرار في مهنتك لا بد أن تتماشى التوجهات مع التطورات الحديثة بقدر الإمكان حتى يتوافق التخطيط وما هو متاح من قدرات وهذا ما قمت به في إعداد حظائر منظمة ومهيأة لظروف الطبيعة. كما ان تراكم خبرات الأجداد اعطتني خبرة في علاج بعض حالات الكسور في المواشي ويلجأ إليّ الكثير من المربين لعلاج بعض الأمراض التي تعاني منها المواشي كحالات التخمة الغذائية وعلاج اللاتهابات التنفسية والتوليد لبعض الحالات العسيرة.

نظرة

ويتابع زيد الشحي حديثه قائلا: هناك نماذج كثيرة ومتعددة لتربية الأغنام في مختلف مناطق السلطنة .. وبطبيعة الحال لها نجاحات متباينة حسب طبيعة التضاريس الموجودة وحسب كفاءة إدارتها وتوجهات أصحابها .. فالرؤية هنا تعتمد على مدى الاعتبارات النفسية لدى مربي الماشية في كيفية ترجمة أفكاره بما يلائم قدراته المتاحة على أرض الواقع، ولعل الخبرة المتوارثة في هذا النطاق الجزء الأكبر في تحقيق الأهداف والطموحات وعلى نهجها سار السلف.

نجاح

وعن ما يعتمد عليه زيد الشحي في نجاحاته يقول: إن النجاح والاستمرارية في تربية الأغنام يتوقف على البداية المدروسة قبل التنفيذ فعليك بالتفكير الجيد في وضع منهاج سليم وحديث تسير عليه .. فتأكد من رغبتك الحقيقية في هذا العمل وأنك تحبه وعلى استعداد لتحمل المشاق من أجله وارسم الخطوط العريضة لمشروعك وتأكّد من توافر الإنتاج الأساسية وهي الأرض ورأس المال والإدارة والعمل وتعرف على متطلبات السوق من الأغنام.

وقفة

إنّ الغرض الأساسي لتربية الأغنام في السلطنة هو إنتاج اللحم ولكن تذكر ما يمكنك أن تفعله بجانب إنتاج اللحوم كالاستفادة من الصوف مثلا حيث أصبحت تجارة الصوف تجارة رائجة عالمياً في الآونة الأخيرة. كما عليك أن تحدد السلالة، فهناك العديد من السلالات الممتازة وذات شعبية كبيرة وبها توصي وزارة الزراعة والثروة السمكية دائما ويفضّل أن تبدء بأعداد قليلة من الأغنام لتبني منها القطيع تدريجياً وتتيح لك فرصة جيدة لمراقبة أفراد القطيع والتعرف على الصفات والخصائص الإنتاجية لكل فرد، كما أنها غير مكلفة. وخطّط دائماً للمرحلة التالية قبل بدايتها بوقت كاف وكن على اتصال مستمر بالمنتجين الآخرين وقوي صلتك بهم وبالأسواق والتجار والمزارعين وأوجد تواصلا مستمرا مع الأطباء البيطريين وتطبيق التوصيات الموصى بها في بناء الحظائر من قبل مراكز التنمية الزراعية بالولايات ومراقبة القطعان وإخضاعها للتحصين القومي التي تقوم به العيادات البيطرية في مختلف مناطق السلطنة.

رؤية

هي مهنة ربحها يتحقق في حسن الاهتمام بها .. ومن خلال النماذج الكثيرة على أرض الواقع أثبتت جدواها الاقتصادية .. فبين السهول والوديان تشكّلت حضارات بدوية وحضرية اعتمدت على تربية الأغنام كاستقرار لها وضمان عيشها.. وبين شعور سكانها وحبهم لأرضهم إجماع على المضي قدما في المحافظة على مهن الآباء والأجداد .. فالأرض تتحدث بلغة الإنجاز.