مسقط-ش

تحيي مساء اليوم وزارة التنمية الاجتماعية الأمسية الفنية الإبداعية "حضارة الخلق الجميل"، وذلك على المسرح المفتوح بجامعة السلطان قابوس برعاية رئيس جهاز الرقابة المالية معالي السيد عبدالله بن حمد البوسعيدي بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة وجمع غفير من الحضور وذلك ضمن احتفالات السلطنة بيوم المرأة العمانية، والذي يوافق السابع عشر من أكتوبر من كل عام.

تهدف الأمسية إلى تجسيد فكرة أن المرأة العمانية حضارة الخلق الجميل، وذلك من خلال لوحات فنية معبرة يؤديها المنشدون العمانيون، وهذه اللوحات هي أمي العمانية، أنا عمانية، وامرأة من هنا، وخير سفيرة، وإلى الأمام، وأريد بنت بلادي.

ختام أوراق العمل

من جانب آخر اختتمت أمس جلسة أوراق العمل في قاعة مجان بفندق قصر البستان، حيث ألقت عضوة مجلس الدولة المكرمة د.سعيدة بنت خاطر الفارسية، ورقة عمل بعنوان "صورة المرأة في المجتمع"، حيث تتناول الورقة استشراف هواجس المرأة وتسليط الضوء على متطلبات المشاركة لدمج المرأة لتكون عنصرا فاعلا في مسيرة التنمية الشاملة، كما استعرضت الورقة عددا من القضايا المتعلقة بصورة المرأة النمطية في المجتمع والتي يقصد منها النظرة العامة السائدة في مجتمعاتنا للمرأة كإنسان وكيف أن هذه "الصورة النمطية" أعطت المرأة في مجتمعاتنا خصائص معينة "الإيجابية والسلبية"، كما طرحت الورقة عددا من التساؤلات حول النمطية بشكليها ومنها: من المسؤول عن تشكيلها؟ أهي مسؤولية جهة ما؟ أم مسؤولية مشتركة؟ من الذي يحدد للمرأة الأدوار التي تقوم بها في المجتمع؟ وماهي سلبيات النظرة المجتمعية النمطية على دور المرأة التنموي؟ وكيفية العمل لكسر تلك الصورة لتعزيز الجانب الإيجابي للمرأة؟ وكيف نعمل على تحسين صورة المرأة وتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة في جميع المجالات؟ وتأكيد التميز الإيجابي الذي يضمن مزيدا من المشاركة للمرأة في الحياة العامة وفي صنع القرار سعيا لمشاركة تنموية فاعلة. وظائف الأسرة

ثم تطرقت ورقتها للحديث عن وظائف الأسرة والتي تتمثل في الحفاظ على النسل البشري وعلى أعضاء المجتمع، وتمكنهم من العمل والتفاعل الاجتماعي فالأسرة تعد الفرد داخلها نفسيا وجسديا لمواجهة العالم الخارجي بكل مشكلاته، وتمنح الفرد القدرة على تحمل المسؤولية، والحفاظ على السكان، ذلك من خلال التشجيع على الإنجاب والتكاثر، وتنظيم إشباع الدافع الجنسي بشكل يبقي على المجتمع كيانه ومعاييره وقيمه، والتنشئة الاجتماعية للأجيال، من خلالها يتم تلقين الفرد قيم وتقاليد المجتمع باعتبار أن الفرد يولد صفحة بيضاء ويولد كائنا عضويا فيكتسب كل صفاته الاجتماعية التي تحوله إلى كائن اجتماعي، إلى جانب تأثر الأسرة على المجتمع من خلال تحديد حجم ونوعية السكان في المجتمع أي تحدد المقدار الإحصائي ودرجة تدريب وتأهيل وكفاءة أفراده، وكذلك تحدثت عن التطورات التي طرأت على الأسرة في الوقت المعاصر، وختمت ورقتها بمحور كيفية حفظ التوازن في الأدوار في الأسرة وذلك باقتراحها اتخاذ القرارات عن طريق الحوار والنقاش دون فرض آراء من كلا الطرفين، وفهم معنى القوامة بالمفهوم المتوازن وليس التسلطي أو السلطوي، وعدم إظهار مفهوم تبادل الأدوار على أنه تبادل سلطة، ولتعاون وتقسيم العمل: يكون الرجل والمرأة فريقاً متعاوناً، ويتم تقسيم العمل داخل الأسرة بينهما في المسائل المتعلقة بتربية الأبناء وتوجيههم ورعايتهم.

عقب ذلك قدم الأستاذ د.محمد إلياس بكر العزاوي من كلية التربية بجامعة السلطان قابوس ورقة العمل بعنوان (دافعية المرأة للإنجاز: قياسها وآليات تطويرها) حيث عرف في بداية ورقته بأن الدافعية مصطلح افتراضي يطلق على القوة المحركة للسلوك البشري، المتوجه نحو تحقيق هدف لإشباع حاجة، وهي استعداد فطري يتساوى فيه الرجل والمرأة، ولكن عوامل التنشئة الاجتماعية تعمل على تقويته لدى الرجل بدرجة أعلى مما لدى المرأة، وأن دافع الإنجاز يستخدم كمفهوم عام للإشارة إلى نزعة لدى الفرد للقيام بالأعمال والمهمات على مستوى من الجودة، وقبول التحديات التي يتضمنها ذلك العمل عندما تكون معتدلة الصعوبة، وتناول أثناء ورقته أسباب تدني دافع الإنجاز لدى المرأة على اعتبار أن التنشئة الاجتماعية والتنميط بحسب جنس الفرد هما العاملان الحاسمان في تدني دافع الإنجاز لدى المرأة، وتحديد الإنجاز هنا بالعمل في مهنة خارج الدار، سواء أكان وظيفيا رسميا، أو غير رسمي ، فكريا أو بدنيا، وتحدث عن المهمات المزدوجة للمرأة، وذلك على الرغم من أن الحياة الأسرية مسؤولية كل من الرجل والمرأة، إلا أن الأعراف الاجتماعية تتطلب من المرأة أن تنهض بالأعباء الأسرية داخل البيت، وبمهمات العمل خارجه في الأحوال التي تكون فيها المرأة عاملة خارج منزلها، سواء في الوظائف الرسمية أو الأهلية الخاصة، أو المهن الحرة، وإن كانت الأخيرة نادرة بالنسبة للمرأة. وقلما يسهم الزوج في الأعمال المنزلية، أو رعاية الأطفال فتتحمل المرأة أعباء تتولد عنها الضغوط النفسية مع الزمن، وقد تكون جزءا من الخلافات الأسرية، إلى جانب حديثه عن المحاور الأخرى كالمرأة بين التقليد والمعاصرة، وقياس دافعية الإنجاز، وذلك من خلال طريقة التقرير الذاتي والتي تعتمد على التقدير الذاتي على فقرات أو عبارات تتضمن موضوعات تحتوي على الدافعية، وتوضع أمامها بدائل متدرجة يختار منها المجيب ما يعتقد أنه ينطبق عليه، ثم تستخرج درجة كلية تمثل مستوى الدافعية، وقد يتضمن المقياس مجالات فرعية يحصل على درجة لكل منها، والطرق الإسقاطية وهي أنواع، منها ما يعتمد على منبهات غامضة مثل اختبار الرورشاخ، أو الصور التي تمثل مواقف ويطلب من المجيب أن يروي ما يراه في الصور، أو إكمال الجمل، وغيرها، والاختبارات الموقفية وهي اختبارات عملية تكشف عن شدة الدافع لدى الفرد. عقب ذلك ألقت الأستاذة سميرة بنت محمد اللواتيا من جمعية المرأة العمانية بمسقط ورقة عمل بعنوان (تغيير الأدوار الاجتماعية داخل الأسرة العمانية)، وذلك من خلال طرح المحاور والتساؤلات المتمثلة في مفهوم الأسرة، ودور الأسرة في المجتمع، والتغيرات التي طرأت على الأسرة في العصر الحديث وآثارها وبخاصة على المرأة.