هذا يبدو أفق جبال الحجر الغربي .. فأين أفق حقيقة (الحياة)؟ .. الصورة لــ عقل الحدث
لم يكن فندق (حياة) هذا الأسبوع على موعد مع حدث عادي .. ذلك أنه احتضن يوم الأحد (أمس الأول) عند الساعة السادسة وفي إحدى قاعاته الاجتماع الأول لمجلس إدارة شركة إسمنت عُمان الجديد، برئاسة الفاضل عبدالله بن عباس البحراني، الرئيس الجديد لمجلس الإدارة، وهو الرئيس السابق لبلدية مسقط، كذلك رئيس مجلس إدارة سابق لعدة شركات حكومية من بينها (حيا للمياه) و (الموج) .... إضافة لذلك هو مستشار سابق في ديوان البلاط السلطاني، وربما يكون (الأقصر عمرا) في هذا المنصب.. و (عين ما شافت .. ما لامت) ..
ذلك المؤشر الأول للشخصية التي كانت (الشغل الشاغل) في فترة سابقة لدى مجتمع ألف في بعضه رسم صور للحكايات التي تكمن بين أطراف (الإشاعة) و (الحقيقة) ..
//
بالقرب من موقع الحدث (حياة) وعلى بعد خطوات قليلة تقبع بناية حديثة تسمى (الأفق)، قيل أنها المتسبب الأول فيما حدث لــ رئيس بلدية مسقط السابق .. (والعلم عند صاحب العلم) ..
//
تلك كانت خطوات (كامنة) (كمنت) (كمن) (كان) يريد معرفة الحقيقة فالتصق عقله بذلك الرصيف الرابط بين (الحقيقة) و (الإشاعة) ..
//
من هنا أستمر في (الثرثرة) :
النظام في سلطنة عٌمان له من تجربة (الصمت) و إدارة الأمور بروية (الكثير والكثير) .. هذا الأمر أوجد (ورطة) داخلية للباحثين عن (معرفة) فضيلة (الفصل) بين (كبائر) الأمور و (صغائرها) .. هنا هم يأخذون مرسم المثل العماني (سحناه مغطايه .. ولا قبولي كشف) ..
اليوم بإمكاننا معرفة نمط سير (المعلومة الرسمية) في هذا المجتمع بسهولة تامة، فهي تتداول عبر (مزايدة جماهيرية) تفرز فئات متنوعة من (الأقنعة) .. ببساطة هي مثل (الناس في همه .. وسيفوه يغلي الكمه)..
وفي النهاية تعود (فجأة) إلى النظام نفسه الذي لا يألوا جهده في (تمكين) الآخر من (لبس) الأمر على محمله (الجاد) .. وهي أضحت كــ لعبة أوجدت منافذ كبيرة لتداول (الإشاعات) التي أمست من (منافذ) التنفيس الشعبي في بعض الأمور ..
لم يكن عبدالله بن عباس سوى (أنموذج) رسمي (بالغ الدقة) في التعامل مع الأحداث وفق عبارة شهيرة أطلقها السلطان قابوس ذات خطاب وهي (عفا الله عما سلف .. عفا الله عما سلف) ..
//
مقابل كل تلك (المسائل) .. تقودك الخطى بين (حياة) و (الأفق) إلى مساحات أرحب من نمط (انتقال المعلومة) عبر (الوسائط الشعبية) ..
فــ على بعد أمتار قليلة من هناك تجتمع (الكؤوس) .. راوية حكاية شعبية أخرى تفرش على مساحتها المعلومة على أبسط (بساط) .. وذلك قبيل وصولك (الشاطئ) بأمتار حيث لقاء (حبيبين) افترشا الرمل لسرد حكاية نمطية تتكرر فصولها مع كل غروب .. (كسره) البعض وسط (النهار)، ليخرج في (الوجهة الأخرى) من يقول:
سمعت (تقارع الكؤوس وتصارعها) .. ورأيت (العشق) على صورته .. يقابله في حديث آخر رسم عن (سكر) و (دعارة) بنفس المساحة .. ليبقى من يشبهون النظام في عالم (الصمت) .. وهؤلاء إما أن يكونوا أصحاب (الكأس) أو (الحبيبان) اللذان تزوجا فيما بعد ..
كل ذلك يحدث في بضعة أمتار .. وما أسعد (الأحرف الثرثارة) ..
//
أتعلمون: لدي هوس بــ (الأمثال العُمانية) .. ربما هو (الشوق) إلى (البساتين) و (المال) و (المقصورة) منبع تلك الكلمات (الشفافة اللاذعة).. .. وكم يؤلمني ذلك الشعور (عديم التحقق) .. حاله كــ حال (حياة) .. وهي امرأة تمر دوما على (حياة) الفندق .. وبالتأكيد هي مرت على (الأفق) .. كما مررت أنا (ببطء) ..
هذه المرأة لها باع طويل في سرد (حكايات الجسد العربي) .. وهو في معظمه (ممزق العذرية) .. لها من الأبناء أربعة .. أكبرهم حسب (الرواي) متعاطي (مخدرات) .. وأصغرهم لا زال في كنف (المنز) الذي أصطفى الله به (الأسر العُمانية) لتعديل بعض اعوجاج ظهورها ..
(حياة) هذه بحثت عنها (طويلا) .. وأرهقتني (كثيرا) بــ سرد قصص (لحوم الطيور العربية) التي تغرد الآن و (بكثرة) في (الملاهي الليلة) بعد الاختفاء (شبه التام) (للنوادي الصحية) ..
(الحياة .. مالُ يا حياة) .. قالتها وهي تحادث (نفسها) صدفة أمامي بعد أن قبضت 50 ريالا من أحدهم ..
لا أدري ماذا فقدت لحظتها .. لكني سارعت النظر إلى (أفق) (الأفق) محملا بأعقاب (دخاني) .. بعد (كسرة الخاطر) التي آلمني (ربما) انتمائها لــ (كسرة خبز) (فاسدة) (أفسدها) (فساد) من وضعوا لحماية الأرض من (الفساد)..
تذكرت النظام مرة أخرى .. تذكرت حديث (الانتماء) .. (الأرض) .. (العلكلة) التي رميتها ذات يوم في شارع (بوخارست) الروماني .. تذكرت (أصغر) طفل صادفته يتسول بــ (ورده) .. تذكرت الصاروج القريبة من (الجنة) وأطفال (الشحاذة) بــ (البخور) .. تذكرت (الأحواش) المرمية في النزف (الدامي) للشاعر المهاجر جمال الشقصي حين قال:
الفقـر .. رغبـة امـك تعيـش .. و تعـيـش
وتعيش الى التسعيـن .. مـا شافـت طيـور
الفقر .. أخـوك الصبـح : شـاف الخفافيـش
الفقر .. أخوك الثاني .. أعمـى مـع النـور
الفقـر .. أبـوك يْديـه .. رزق الطـواويـش
وفـــ البيـت : يآكـل منْـك كـل ذرة شعـور
الفقـر.. جـرح أسمالـك تحـسـه الـريـش
رث .. و تعيـش أعمامـك بعيشـة قـصـور
الفقـر.. تمـلا مْلخصاتـك .. خرابيش
تحلم بــ (طب النفس) .. و تكـون (ناطـور)
الفقـر .. بنـت تحبـهـا بقـمـة الطـيـش
والطيش لابن الفقر .. محظور .. محظـور
الفقـر .. بيتـك صـار ملـجـا الـدراويـش
ترجـم درايـش بـردك بلـوح مكـسـور
الفقـر .. تعـزم جـارك بفـرشـة الخـيـش
يآكل رغيـف عيالـك .. و تاكـل قشـور
الفقر.. عشـر أعـوام .. نفـس الدشاديـش
نصبح صباح العيـد عـن فرحنـا عـووور
الفقـر.. كـل الارض تـدري حصـل ايـش
تسمع عويلـك عمـر .. و تقـول: مستـور
الفقـر.. هـذا الشعـر .. مَـا يوكلـك عيـش
تنزف .. عشان تضمـد جـروح جمهـور
الفقر .. لما الورد .. مـا تعرفـه .. ليـش؟؟
ما مر بك مخلـوق .. يهـدي لـك زهـور
الفقر .. حوش .. وفيه .. أسره .. تبي .. تعيش
وعاشت تجيب عيـال .. تبنـي لهـا قبـور
//
أيها العدل ..
ما أتعس هذا (الأفق) حين يلتزم (الصمت) .. فمن ينخرط وسط (جبته) لا بد له من مصارعة (الحزن) .. دون ملامسة الــ (حياة) ..
المصدر : مدونة عقل الحدث