تركيا الاسلاميه علمانيه وتمنع الحجاب

    • تركيا الاسلاميه علمانيه وتمنع الحجاب


      حذر عبد الرحمن يالتشين كايا المدعي العام الجمهوري التركي‏ حزب العدالة والتنمية الحاكم والأحزاب السياسية من تمديد تعديلات تسمح بدخول الحجاب إلي الجامعات‏.
      مؤكدا أنها تخل بمبادئ العلمانية‏.‏ وأشار إلي أن أي تعديل يستند إلي المعتقدات الدينية‏,‏ يعد منافيا للعلمانية‏,‏ تأتي تلك التحذيرات متزامنة مع لقاءات بين رؤساء الكتل البرلمانية للأحزاب السياسية في محاولة للتوصل الي حل للمشكلة‏.‏
      وانتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الموجود في هلسنكي بشدة تصريحات المدعي العام الجمهوري‏,‏ رافضا تدخله في شئون البرلمان‏,‏ مؤكد أن مهام المدعي العام تنفيذ تعليمات البرلمان وليس إصدار تعليمات له‏.‏و في سياق متصل‏,‏ طالب رئيس البرلمان محمد علي شاهين‏,‏ المدعي العام بالاعتذار للنواب الذي يمثلون إرادة الشعب التركي مؤكدا أن البيان الصادر من المدعي العام بمثابة توجيهات لهم‏,‏ وهذا أمر غير مقبول‏.‏
      وانتقدت بعض الصحف الصادرة أمس موقف المدعي العام التركي واعتبرته تدخلا واضحا وصريحا في السلطة التنفيذية‏,‏ وقالت إن خطوة يالتشين ما هي إلا مؤامرة سبق وشهدتها تركيا في عام‏2007‏ بعد اتفاق حزب العدالة الحاكم والحركة القومية اليمينية‏,‏ داخل البرلمان علي تشريع قانون للسماح للطالبات المحجبات بدخول الجامعات‏,‏ وهو ما دفع حزب الشعب الجمهوري إلي اللجوء للمحكمة الدستورية التي كانت علي وشك أن تتخذ قرار ا بإغلاق حزب العدالة وهو ما يعني أن البيان الصادر من المدعي العام ما هو إلا خطة بنفس الاتجاه‏.‏
      ~!@q تدور الايام بين رحايا العاشقين غزل وهم وجراح مكروبين فهل بشفتيكي اكون حزين الدكتور شديد أستمتعوا معنا في الاستوديو التحليلي بساحه الشعر المنقول ~!@q شارك shokry.ahlamontada.net
    • الحجاب.. حكايات وقصص تركية لا تنتهي
      رسالة أنقرة‏:‏ سيد عبدالمجيد



      دقات علي باب الدار‏,‏ لكن لا أحد يجيب غير أن الطارقين سرعان ما تداركوا أن سيدة المنزل ربما تؤدي الصلاة ومن ثم فلينتظروا قليلا وقد صدق حدسهم‏.

      فما ان فرغت من صلاتها همت مسرعة وقد تأكدت أن ساتر شعرها ملفوف باحكام حول رأسها لترفع المزلاج مواربة الباب تستطلع القادم في حياء وإستحياء‏,‏ لقد كانوا اصدقاء ابنها يسألون عن أخباره حيث كان يدرس العلوم العسكرية في فرنسا وقد طمئنتهم عليه وأنه بخير وقريبا سيعود‏.‏
      كان هذا هو المشهد المألوف في الحياة التركية بثوبها العثماني مطلع القرن الماضي‏.‏ المفارقة هي أن السيدة كانت زبيدة هانم التي ظلت علي تمسكها بنهج السلف حتي آخر يوم في حياتها أما الأبن فهو مؤسس تركيا الحديثة مصطفي كمال أتاتورك الذي قام بانقلابه المدوي مدشنا جمهورية فتية لن يكون محببا فيها الطوربان أي الحجاب الذي تم اعتباره عائقا أمام الحداثة وفي لحظة عاطفية ساندتها نخبة مفتونة بأهل الفرنجة ونسوة صرخن مطالبات بالانعتاق من أسر التخلف والجهل تم إقرار قانون‏'‏ القيافة‏'‏ الذي حدد بدوره المطلوب ارتداؤه بالنسبة للرجال مسايرة للغرب الأوروبي وكذا النساء اللاتي تحررن مؤقتا من غطاء الرأس‏.‏ ومرت سنوات وعقود ظل عمق الاناضول علي حاله إجمالا محافظا شديد التشبث بالاعراف والتقاليد حتي إن بعضا من نسائه اللاتي اضطررن للعمل كن يسترن شعرهن فور خروجهن من مؤسساتهن وبات التململ يتسرب رويدا رويدا والأصوات تعلوا لماذا المنع وجاء انقلاب العسكريين في‏1980‏ الذي تعمد زيادة المساحة الدينية فالزحف الاخضر في النهاية أهون من البلاشفة الشياطين الحمر وشيئا قشيئا تحول الحجاب من مشكلة ليصبح معضلة حلها شديد التعقيد ومع بداية الدراسة يزداد طلب الفتيات الجامعيات علي شراء الشعر المستعار والسؤال الذي لايفارقهن ألم يحن الاوان وتنطلق القصص والحكايات التي يبدو أنها لن تنتهي علي الاقل في المستقبل المنظور‏!!‏
      قبل عقد ونصف تقريبا ذهب عبدالله جول في مستهل صعوده إلي عالم السياسة إلي الجامعة حاملا أوراق الالتحاق لزوجته السيدة خير النساء‏,‏ لكن المسئول رفض قبولها كون الصورة المرفقة تظهر الطالبة وهي محجبة وهو ما يتنافي مع القواعد المعمول بها‏.‏ ولم يكن الأمر مفاجأة لجول‏,‏ فقد كان يعلم مسبقا ما سوف يقوله الموظف ولكنه اراد أن يسجل موقفا رصدته آنذاك وكالات الانباء من كل صوب وحدب‏.‏ والمؤكد أن الرجل لم يدر بخلده أنه سيصبح في يوما رئيسا للجمهورية التركية وأن زوجه التي فشلت في الانتساب إلي كلية الآداب بإحدي جامعات أسطنبول سيأتي وقت وتقتحم فيه قلعة العلمانية حصن الجمهورية ألا وهو الكشك أي القصر الرئاسي بضاحية شنكاياي بالعاصمة أنقرة حيث ستصبح السيدة الاولي للبلاد بلا منازع اعتبارا من عام‏2007.‏
      والحق أن الرئيس الذي يتسم أداؤه بالاعتدال وعدم التهور لم يشأ أن يصطدم مع المناوئين للحجاب أصحاب البزات والنياشين جنرالات المؤسسة العسكرية‏,‏ ففي الذكري الرابعة والثمانين لقيام الجمهورية والتي تتزامن يوم‏29‏ أكتوبر من كل عام وتجنبا للحساسيات أقام جول حفلين واحد يقف فيه وحيدا مستقبلا رموز الدولة ووجهائها خصوصا العسكريين ثم حفل ثان للجميع وهنا تقف بجواره حرمه بزيها الاسلامي يستقبلان معا ضيوفهما‏.‏ وهنا بدت واقعة طريفة حينما حاول‏'‏ يشار يقيش‏'‏ وزير خارجية تركيا الاسبق والعضو المهم بالحزب الحاكم الآن أن يقبل ـــ كعادته منذ أن كان سفيرا لبلاده بالعاصمة المصرية القاهرة ـــ يد السيدة الأولي خير النساء هانم لكن الأخيرة ــ التي يبدو أنها كانت في غاية الحرج ــ ابت واصرت أن تبعد أناملها وقد نجحت لتعيد مع أختلاف التفاصيل مشهدا مماثلا فعلته تلقائيا وببراءة عروسة‏'‏ بلال‏'‏ نجل رجب طيب اردوغان رئيس الحكومة خلال حفل زفافها حينما حاول سيلفيو بيرلوسكوني رئيس الحكومة الايطالية وضع قبلة علي يدها‏,‏ الفارق أن خجل الفتاة ومحاولتها لم يفلحا في ان يبعدا بيرلسكوني الذي تمكن بعد نضال من طبع قبلته وقد أنتقدت الصحف الايطالية بيرلسكوني بشدة موبخة إياه‏,‏ فكان يجب عليه أن يراعي تقاليد‏'‏ الاناضول الإسلامي الشرقي‏'‏ وتلك إشارة أخري ذات مغزي في مسيرة تركيا المعقدة نحو أوروبا‏.‏
      لكن جول قرر وعلي نحو مفاجئ الكف عن تلك الازدواجية المعيبة فلن يكون هناك سوي استقبال واحد بالقصر الرئاسي في عيد الجمهورية وسيقف وبجانبه حرمه جنبا إلي جنب يستقبلان معا الضيوف من عسكريين ومدنيين مفجرا بالتالي جدلا عارما بين كافة القوي السياسية ومتأكدا أن اليوم ليس هو الأمس‏,‏ بيد أن تلك الخطوة لم تكن لتأتي إلا وهناك واقع بات يشعر فيه مؤسسو العدالة الحاكم أنهم صاروا أكثر قوة بعد تعديلات دستورية طالت النظام القضائي وأبعدت الجيش من الخوض فيما يخص العمل السياسي وجاء الدور علي الحجاب الحاضر الغائب ولابد من الغاء ما يقيده ويسلبه حريته وليس العدالة وحده في ميدان‏'‏ الطوربان العتيد‏'‏ فحزب الحركة القومية المعارض والمصنف في خانة اليمين فتقليديا يؤمن بكل قيم الاناضول والحجاب جزء لا يتجزأ من ثقافته‏.‏
      وهو ما يعني أن الحكومة بعد هذا الدعم صارت تمتلك اغلبية مطلقة بالبرلمان وفي جلسة واحدة يمكنها الغاء‏'‏ القيافة‏'‏ ورغم كل ذلك إلا أن هناك عوائق‏,‏ صحيح تبدو قليلة مقارنة بالماضي إلا أنها عنيدة مصرة علي المقاومة متسلحة بقراءتها الخاصة للدستور ببنوده الأولي التي لا يجوز الاقتراب منها وأهمها علمانية الدولة‏,‏ لكن بعيدا عن هذا وذاك فاقرار تشريع يحدد شكلا للملبس هو في الاصل خطأ وبالتالي قد يكون الحجاب هو طريق العدالة لكنه بالتاكيد لن يكون أبدا طريق تركيا إلي الاتحاد الأوروبي‏.‏

      ~!@q تدور الايام بين رحايا العاشقين غزل وهم وجراح مكروبين فهل بشفتيكي اكون حزين الدكتور شديد أستمتعوا معنا في الاستوديو التحليلي بساحه الشعر المنقول ~!@q شارك shokry.ahlamontada.net