غوتنغن (ألمانيا)-فيليب لاغه
هناك بعض السلوكيات البسيطة التي تلفت انتباه الآباء في وقت من الأوقات إلى إصابة طفلهم بمرض التوحد، منها على سبيل المثال أن الطفل لا يأتي برد فعل حينما يبتسم له شخص ما ولا يضحك هو نفسه ويفضل اللعب بمفرده عن اللعب مع الأطفال الآخرين. ويشعر كثير من الآباء بالقلق والفزع حينما يلاحظون ظهور مثل هذه الأعراض المبكرة الدالة على إصابة الطفل بالتوحد، غير أن هناك عدد ليس بالقليل منهم لا يلقون بالاً لهذه المؤشرات التحذيرية. ولكن ينبغي على الآباء أن يعلموا أنه ليس كل تأخر في نمو الطفل يجب أن يعني بالضرورة إصابة الطفل بالتوحد. وللتأكد من إصابة الطفل بالتوحد يتطلب الأمر إجراء فحوصات عديدة. وبالإضافة إلى ذلك تختلف الأعراض المميزة للتوحد بشدة فيما بينها من طفل لآخر.
وتقول رئيسة إحدى الرابطات المحلية لعلاج التوحد بمدينة غوتنغن الألمانية ريناتا زوينر:"لقد لاحظنا أن شيء ما ليس على ما يرام حينما كان أحد أطفالنا يجلس مع طفل الجيران داخل صندوق الرمال في رياض الأطفال"، موضحة أن ما أثار قلقها أن طفلها لم يستطع بكل بساطة اللعب مع الطفل الآخر. وأضافت زوينر :"لم يبال طفلنا إطلاقاً بما إذا كان هناك طفل يجلس معه أم لا"، مشيرة إلى أنه ذات مرة رغبت مشرفة رياض الأطفال في معاقبة طفلها بعدم السماح له باللعب مع الأطفال الآخرين، غير أن طفلها كان سعيداً بذلك. وتلفت زوينر أن فقدان طفلها للرغبة في اللعب مع أقرانه كان في بادىء الأمر لافتاً للنظر بشدة، ولكن الوضع تحسن مع مرور الوقت.
وأوضح رئيس قسم اضطرابات النمو بمستشفى هيكشر بمدينة ميونيخ جنوبي ألمانيا مارتن سوبانسكي أن الأعراض الرئيسية لمرض التوحد تتمثل في اضطرابات التواصل اللفظي وغير اللفظي. وأضاف سوبانسكي :"الرُضع الأصحاء يتمتمون بكلام غير مفهوم، أما الرُضع المصابون بالتوحد فلا يظهرون أي علامات تدل على بدء التعبير اللغوي". وبالإضافة إلى ذلك يشيرون فقط بأصابعهم باتجاه مكان ما أو يمدون أذرعهم نحو آبائهم، ويبدون وكأنهم ليسوا بحاجة إلى التعبير عن أنفسهم والتواصل مع الآخرين عبر الإيماءات والإشارات.
وأشارت رئيسة عيادة الطب النفسي والطب النفسجسدي والعلاج النفسي في مرحلة الطفولة والمراهقة بجامعة فرانكفورت غربي ألمانيا البروفيسور كريستين فرايتاج،إلى أن الخلل الملحوظ في التطور اللغوي يمكن أيضاً أن يكون أحد المؤشرات الدالة على التوحد، موضحة أنه ليس بالضرورة أن يظهر هذا العرض، خاصة مع الأطفال الذين تكون حالتهم المرضية بسيطة. وأضافت فرايتاج :"فمن الأمور الأكثر لفتاً للأنظار أن الطفل لا تكون لديه رغبة في اللعب مع الأطفال الآخرين". وأشارت فرايتاج إلى أنه بوجه عام يكون اهتمام الأطفال المصابين بالتوحد باللعب مع أقرانهم أقل من اهتمامهم باللعب نفسها، وتقول :"يمكن أن ينشغلون بهذه اللعب لوقت طويل جداً"، معللة ذلك بأن الأطفال المصابين بالتوحد ينغمسون غالباً في عالمهم الخاص.
وتستطرد فرايتاج وتقول إنه يمكن أيضاً الاستدلال على إصابة الطفل بالتوحد حينما لا يأتي برد فعل حيال من يبتسم له، مفسرة ذلك بأن الأطفال المصابين بالتوحد لا يكون بمقدورهم في الغالب إدراك أحاسيس الأشخاص المحيطين بهم. وتضرب فرايتاج مثالاً على ذلك قائلة :"من المألوف حينئذ ألا يقوم الطفل المصاب بالتوحد بمواساة طفل آخر حينما يصاب بأذى أثناء اللعب مثلاً"، مشيرة إلى أن الطفل المصاب بالتوحد لا يلقي في الغالب بالاً لهذا الموقف ويدير بكل بساطة ظهره للطفل المصاب. وللتأكد من إصابة الطفل بالتوحد، ينبغي على الآباء مراقبة الطفل جيداً، مع مراعاة التحدث مع مشرفي رياض الأطفال أو المدرسين في هذا الشأن.
وفيما يتعلق بالتشخيص، أوضح سوبانسكي أنه يمكن التوصل إلى تشخيص موثوق منه بدءاً من عمر ثلاث سنوات تقريباً. وبصفة أساسية يقوم التشخيص على إجراء مقابلة مع الآباء وملاحظة الطفل بشكل مباشر. وينبغي أن تعطي المقابلة صورة واضحة وشاملة عن التطور الحالي للطفل. ووفقاً لنموذج محدد يتم إخضاع الطفل لموقف سلوكي قرابة الساعة بغرض ملاحظة طريقة لهوه وكيفية تصرفه. وبالإضافة إلى ذلك يتضمن التشخيص إجراء فحوصات جسدية وعصبية ونفسية. ويعلل سوبانسكي ذلك قائلاً :"التشخيص المحض للتوحد لا يعود بأي فائدة على الطفل، فمن المهم أيضاً فحص مستوى ذكائه وتطوره اللغوي وحركيته".
ويؤكد سوبانسكي على أن المقابلات الشخصية ومواقف الملاحظة لا تعطي نتائج مؤكدة مثل التشخيص المختبري، مشيراً إلى أنه بات اليوم من الممكن التوصل إلى تشخيص مبكر للحالات التي يتواجد فيها الطفل بنطاق رمادي على حافة طيف التوحد. وأضاف سوبانسكي :"في عياداتنا يتعين علينا كثيراً أن نقول :"لا يمكننا اليوم التوصل إلى تشخيص سليم مئة بالمئة، ويتوجب علينا ملاحظة الطفل لمدة أطول". ويعلل سوبانسكي ذلك بأن الطفل المصاب بالتوحد غالباً ما يكون مستثاراً في مواقف الملاحظة الغريبة، لأنه يكون حساساً للغاية تجاه التغيرات التي تطرأ على بيئته. وتلتقط فرايتاج طرف الحديث وتقول إن التشخيص المبكر قبل السنة الثانية من عمر الطفل يمكن أن يكون خاطئاً. وفي بادىء الأمر يقابل كثير من الآباء التشخيص بالرفض التام. وعن رد الفعل هذا يقول سوبانسكي :"يمكن تفهم ذلك تماماً؛ فالأمر في نهاية المطاف يتعلق بتشخيص مدى الحياة". وإذا اتضح أن التشخيص سليم إلى حد ما، فإن سوبانسكي ينصح الآباء بأن يتعرفوا مبكراً على آباء الأطفال الآخرين المصابين بالتوحد. وعن فائدة ذلك يقول سوبانسكي :"تبادل الخبرات بين الآباء يخفف عنهم ويواسيهم، كما أنهم غالباً ما يسدون لبعضهم البعض نصائح عملية للغاية حول كيفية التعامل الصحيح مع اضطراب النمو هذا". ويختتم سوبانسكي حديثه مؤكداً على أهمية معرفة ماذا يمكن أن تفعله الأسرة بعد التشخيص.
هناك بعض السلوكيات البسيطة التي تلفت انتباه الآباء في وقت من الأوقات إلى إصابة طفلهم بمرض التوحد، منها على سبيل المثال أن الطفل لا يأتي برد فعل حينما يبتسم له شخص ما ولا يضحك هو نفسه ويفضل اللعب بمفرده عن اللعب مع الأطفال الآخرين. ويشعر كثير من الآباء بالقلق والفزع حينما يلاحظون ظهور مثل هذه الأعراض المبكرة الدالة على إصابة الطفل بالتوحد، غير أن هناك عدد ليس بالقليل منهم لا يلقون بالاً لهذه المؤشرات التحذيرية. ولكن ينبغي على الآباء أن يعلموا أنه ليس كل تأخر في نمو الطفل يجب أن يعني بالضرورة إصابة الطفل بالتوحد. وللتأكد من إصابة الطفل بالتوحد يتطلب الأمر إجراء فحوصات عديدة. وبالإضافة إلى ذلك تختلف الأعراض المميزة للتوحد بشدة فيما بينها من طفل لآخر.
وتقول رئيسة إحدى الرابطات المحلية لعلاج التوحد بمدينة غوتنغن الألمانية ريناتا زوينر:"لقد لاحظنا أن شيء ما ليس على ما يرام حينما كان أحد أطفالنا يجلس مع طفل الجيران داخل صندوق الرمال في رياض الأطفال"، موضحة أن ما أثار قلقها أن طفلها لم يستطع بكل بساطة اللعب مع الطفل الآخر. وأضافت زوينر :"لم يبال طفلنا إطلاقاً بما إذا كان هناك طفل يجلس معه أم لا"، مشيرة إلى أنه ذات مرة رغبت مشرفة رياض الأطفال في معاقبة طفلها بعدم السماح له باللعب مع الأطفال الآخرين، غير أن طفلها كان سعيداً بذلك. وتلفت زوينر أن فقدان طفلها للرغبة في اللعب مع أقرانه كان في بادىء الأمر لافتاً للنظر بشدة، ولكن الوضع تحسن مع مرور الوقت.
وأوضح رئيس قسم اضطرابات النمو بمستشفى هيكشر بمدينة ميونيخ جنوبي ألمانيا مارتن سوبانسكي أن الأعراض الرئيسية لمرض التوحد تتمثل في اضطرابات التواصل اللفظي وغير اللفظي. وأضاف سوبانسكي :"الرُضع الأصحاء يتمتمون بكلام غير مفهوم، أما الرُضع المصابون بالتوحد فلا يظهرون أي علامات تدل على بدء التعبير اللغوي". وبالإضافة إلى ذلك يشيرون فقط بأصابعهم باتجاه مكان ما أو يمدون أذرعهم نحو آبائهم، ويبدون وكأنهم ليسوا بحاجة إلى التعبير عن أنفسهم والتواصل مع الآخرين عبر الإيماءات والإشارات.
وأشارت رئيسة عيادة الطب النفسي والطب النفسجسدي والعلاج النفسي في مرحلة الطفولة والمراهقة بجامعة فرانكفورت غربي ألمانيا البروفيسور كريستين فرايتاج،إلى أن الخلل الملحوظ في التطور اللغوي يمكن أيضاً أن يكون أحد المؤشرات الدالة على التوحد، موضحة أنه ليس بالضرورة أن يظهر هذا العرض، خاصة مع الأطفال الذين تكون حالتهم المرضية بسيطة. وأضافت فرايتاج :"فمن الأمور الأكثر لفتاً للأنظار أن الطفل لا تكون لديه رغبة في اللعب مع الأطفال الآخرين". وأشارت فرايتاج إلى أنه بوجه عام يكون اهتمام الأطفال المصابين بالتوحد باللعب مع أقرانهم أقل من اهتمامهم باللعب نفسها، وتقول :"يمكن أن ينشغلون بهذه اللعب لوقت طويل جداً"، معللة ذلك بأن الأطفال المصابين بالتوحد ينغمسون غالباً في عالمهم الخاص.
وتستطرد فرايتاج وتقول إنه يمكن أيضاً الاستدلال على إصابة الطفل بالتوحد حينما لا يأتي برد فعل حيال من يبتسم له، مفسرة ذلك بأن الأطفال المصابين بالتوحد لا يكون بمقدورهم في الغالب إدراك أحاسيس الأشخاص المحيطين بهم. وتضرب فرايتاج مثالاً على ذلك قائلة :"من المألوف حينئذ ألا يقوم الطفل المصاب بالتوحد بمواساة طفل آخر حينما يصاب بأذى أثناء اللعب مثلاً"، مشيرة إلى أن الطفل المصاب بالتوحد لا يلقي في الغالب بالاً لهذا الموقف ويدير بكل بساطة ظهره للطفل المصاب. وللتأكد من إصابة الطفل بالتوحد، ينبغي على الآباء مراقبة الطفل جيداً، مع مراعاة التحدث مع مشرفي رياض الأطفال أو المدرسين في هذا الشأن.
وفيما يتعلق بالتشخيص، أوضح سوبانسكي أنه يمكن التوصل إلى تشخيص موثوق منه بدءاً من عمر ثلاث سنوات تقريباً. وبصفة أساسية يقوم التشخيص على إجراء مقابلة مع الآباء وملاحظة الطفل بشكل مباشر. وينبغي أن تعطي المقابلة صورة واضحة وشاملة عن التطور الحالي للطفل. ووفقاً لنموذج محدد يتم إخضاع الطفل لموقف سلوكي قرابة الساعة بغرض ملاحظة طريقة لهوه وكيفية تصرفه. وبالإضافة إلى ذلك يتضمن التشخيص إجراء فحوصات جسدية وعصبية ونفسية. ويعلل سوبانسكي ذلك قائلاً :"التشخيص المحض للتوحد لا يعود بأي فائدة على الطفل، فمن المهم أيضاً فحص مستوى ذكائه وتطوره اللغوي وحركيته".
ويؤكد سوبانسكي على أن المقابلات الشخصية ومواقف الملاحظة لا تعطي نتائج مؤكدة مثل التشخيص المختبري، مشيراً إلى أنه بات اليوم من الممكن التوصل إلى تشخيص مبكر للحالات التي يتواجد فيها الطفل بنطاق رمادي على حافة طيف التوحد. وأضاف سوبانسكي :"في عياداتنا يتعين علينا كثيراً أن نقول :"لا يمكننا اليوم التوصل إلى تشخيص سليم مئة بالمئة، ويتوجب علينا ملاحظة الطفل لمدة أطول". ويعلل سوبانسكي ذلك بأن الطفل المصاب بالتوحد غالباً ما يكون مستثاراً في مواقف الملاحظة الغريبة، لأنه يكون حساساً للغاية تجاه التغيرات التي تطرأ على بيئته. وتلتقط فرايتاج طرف الحديث وتقول إن التشخيص المبكر قبل السنة الثانية من عمر الطفل يمكن أن يكون خاطئاً. وفي بادىء الأمر يقابل كثير من الآباء التشخيص بالرفض التام. وعن رد الفعل هذا يقول سوبانسكي :"يمكن تفهم ذلك تماماً؛ فالأمر في نهاية المطاف يتعلق بتشخيص مدى الحياة". وإذا اتضح أن التشخيص سليم إلى حد ما، فإن سوبانسكي ينصح الآباء بأن يتعرفوا مبكراً على آباء الأطفال الآخرين المصابين بالتوحد. وعن فائدة ذلك يقول سوبانسكي :"تبادل الخبرات بين الآباء يخفف عنهم ويواسيهم، كما أنهم غالباً ما يسدون لبعضهم البعض نصائح عملية للغاية حول كيفية التعامل الصحيح مع اضطراب النمو هذا". ويختتم سوبانسكي حديثه مؤكداً على أهمية معرفة ماذا يمكن أن تفعله الأسرة بعد التشخيص.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions