عمّان – جعفر العقيلي

قدم وزير البيئة الأردني حازم ملحس استقالته من الحكومة، إثر خلاف مع نقابة الصحفيين الأردنيين، التي طالبته بتقديم الاعتذار عن ما عدّته إساءات أدلى بها الوزير لعدد من الصحفيين أثناء مشاركته في حلقة لتدريب الإعلاميين. وكانت وسائل إعلام نقلت عن ملحس اتهامه لصحفيين وإعلاميين ذكرَ أساءهم بـ"الجهل وعدم الدقة في تقاريرهم الصحفية". وفي التفاصيل، انتقد الوزير بعض وسائل الإعلام المحلية أثناء ندوة نظمها مكتب اليونسكو في عمّان بعنوان "الإعلام كشريك استراتيجي في التربية من أجل التنمية المستدامة". وتحدث بشكل خاص عن لقاء تم استضافته فيه على شاشة التلفزيون الأردني، عبر برنامج "ستون دقيقة" الإخباري الأسبوعي، وقال إن حلقة البرنامج افتقرت للمهنية والمعلومة الدقيقة، وإن الإعداد والتقديم في البرنامج لم يكونا بالمستوى المطلوب، بحسب ما نقله عدد من الإعلاميين الذين شاركوا في الندوة. بل إن بعضهم أكد أن الوزير وصف القائمين على البرنامج بـ"الحمير".

استقالة الوزير ملحس أعلن عنها وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال علي العايد، موضحاً فيها ملابسات ما جرى، ومؤكداً أن وزير البيئة أبدى في استقالته التي قدمها لرئيس الوزراء سمير الرفاعي، اعتذاره عما صدر منه من إساءة غير مقصودة لمؤسسات إعلامية وبعض الإعلاميين، واحترامه للإعلام الأردني الذي يعمل "وفق معايير المهنة وأخلاقياتها" بحسب ملحس.

الوزير المستقيل، وفي تصريح أدلى به لوكالة الأنباء الرسمية "بترا"، قال إن الاعتراف بالخطأ فضيلة، مقراً أنه أخطأ "100 في المئة"، وأنه يتحمل الخطأ الذي ارتكبه في الإساءة غير المقصودة للصحفيين خلال حلقة العمل.

ملحس أوضح أنه استقال لأنه شعر بضرورة عدم إحراج حكومة سمير الرفاعي وإشغالها في وقت عصيب تستعد فيه لإجراء الانتخابات النيابية، وأضاف أنه "من الشجاعة بمكان الاعتراف بالذنب"، مقدّراً في الوقت نفسه موقف رئيس الوزراء بقبول استقالته وصدور الإرادة الملكية بقبولها.

وكان مجلس نقابة الصحفيين طلب في وقت سابق من ملحس الاعتذار للصحفيين الذين اعتبر المجلس أنه أساء إليهم، مهدداً في جلسة طارئة عقدها على إثر ما جرى، بأنه سيحتفظ بحقه القانوني والمهني للتعامل مع الموضوع.

يشار إلى أن ملحس نفسه، كان اصطدم في إبريل الفائت مع صحيفة "الشاهد" الأسبوعية، التي شنت عليه حملة واسعة وصلت إلى القضاء، حين اتهم الوزير ذاته الصحيفة وناشرها بالعمالة مع الموساد الإسرائيلي، حين حاول أحد مراسليها الاتصال معه للاستفسار عن بعض القضايا البيئية، أثناء وجوده في مؤتمر عالمي للبيئة عُقد في العاصمة السويسرية جنيف. ملحس قال في حينه إن الصحيفة تشغل وقته في وقت يسعى من خلاله لتعويض الأردن بيئياً جراء تضرره من حربَي الخليج الأولى والثانية، متهماً الصحيفة بالعمالة للموساد وبإشغاله عن مهمة وطنية، الأمر الذي عدّته الصحيفة إساءة لسمعتها ولناشرها.