



نختلف كبشر في تعاطينا مع يحدث حولنا ، رغم تشابه الأزمات والمحن . ولكن لكن ما طريقته في نقد الامر او التعايش معه . ما دفعني لكتابة هذا الموضوع ، هو ارتفاع اسعار الطماطم او الداء الذي اطلقه عليه " جنون الطماطم " اسوة بجنون البقر والأمراض المهلكة . تابعت كيف يتناول العمانيون هذا الموضوع وكيف يتعاملون معه ، وقارنته بالوضع في جمهورية مصر العربية . قد يقول قائل : ان المقارنة ليست عادلة ، ومن الظلم مقارنتنا بمصر . دعوني اكونا كثر صراحة من الظلم مقارنة مصر بنا وليس العكس. فتعاطيهم مع مشاكلهم اكثر جرأة واكثر تصميما وأملا للتغيير ، وليس كحالنا الذي يقول : " اصبر يا فقير " و " ما باليد حيلة " الخ وغيرها من العبارات الباعثة للغثيان .
ولا يخفى عليكم بأن الدول العربية وحدها من ترتفع فيها المواد الغذائية الاساسية دون دعم حكومي ودون تحرك لجان حماية المستهلك ( التي هي مجرد اسم – لكي لا يعايرنا احد بعدم وجود لجنة تعنى بحماية المستهلك ) . فالمواد الغذائية الاساسية هي خطوط لا يجوز الاقتراب منها في الدول المتقدمة ، وان اي ارتفاع فيها ، يجعل من الحكومات تتحرك لمواجهته حماية للمواطن ، الذي لا يجوز بأي حال من الاحوال ان يواجه غلاء في سلع حيوية كهذه .
سأعود الى مصر . لا اخفيكم انني اتابع اخبار مصر وتطورات الاحداث فيها اكثر من متابعه اخبار عمان ، ببساطة لأن اخبار عمان رتابتها قاتلة . نفس الشيء في كل شيء . من سنين ودهور ، مامن شيء يتغير ، وكان الله في عون مشاهدي التلفزيون وقاريي الصحف . واظن ان ارسال المسجات بالاخبار المهمه من قبل البعض ، لهو احد الطرق لبث روح الحماسه لتلقي الاخبار . فالجميع لديه تلفزيون والجميع يملك مذياعا في السيارة او المنزل . فلماذا اذن يرسل الناس مسجات بالاخبار المهمه لبعضهم البعض ؟ الاجابه : ببساطة لكسر الرتابة . عموما هذا ليس موضوعنا . موضوعنا هو " الطماطم " او " القوطة " كما يسميها اهل مصر . فبينما كنت اتابع برنامج " مانشيت " الذي يتناول فيه الصحفي جابر القرموطي ما تناولته الصحف المصرية ، التي يقدر عددها ب 21 جريدة يومية !!!! ( هذا غير الملاحق الاسبوعية .. ياحسرتي علينا ، احنا راس مالنا 4 جرائد يومية اساسيه ولكلهم ينطبق عليهم المثل القائل : سيما خت مقزح ، يعني لو يجموعوهم في جريدة وحده يكون احسن وكلهم على بعضهم ما يملئوا محارة ، يالله عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم ، لازم اكون ايجابيه وعندي امل ) المهم في برنامج مانشيت من كم يوم استضاف المذيع الصحفية غادة عبدالحافظ من جريدة المصري اليوم ، وهي مراسلة في محافظه الدقهلية . ورغم ان تحقيقات غادة الصحفية تعتبر الاكثر تميزا وتفردا وصاحبة تجربة عملية يستحق ان يشاد ويحتذى بها ، إلا وانها كما تقول لا يزال صحفي المحافظات يعاني من التمييز وتقليل الشأن من قبل صحفي الجريدة الأساسيين او الذين يعملون في مبنى الصحفيه الرئيسي . ولكن هذا لم يمنعها من التميز وفرض نفسها . فقد خاضة تجربة تستحق الاعجاب .
صحفية تبيع الطماطم
في محاولة لكشف لغز غلاء اسعار الطماطم بشكل مفاجيء وباعث للحيرة والتساؤل . قامت الصحفية غادة عبدالحافظ مراسله محافظه الدقهلية بإجراء تجربه مثيرة . فقد إبتاعت 80 كيلو طماطم سعر الجملة 4,5 للكيلو . وقامت ببيعها في السوق بسعر 6 جنيهات و 5 جنيهات ، في الوقت الذي كان التجار يبيعون كيلو الطماطم ب 10 جنيه . وقد ربحت غادة من بيع الطماطم 70 جنيها . في الوقت الذي اثار وجودها وسط التجار ضجة ، قائلين لها : انتم عايزين تخربوا بيوتنا . وقد أدعوا انها تقوم ببيع الطماطم بذا السعر المتدني ، لأنها قامت بسرقته ! وكانت ان تنشب منازعة ولكن شرطة المرافق قامت بحماية الصحفية وطاقمها بعد اعجابهم بفكرة التجربة .
وهذا رابط الخبر من صحيفة " المصري اليوم "
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=273828
نتيجة التجربة :
قام محافظ الدقهلية بإجبار التجار على تخفيض سعر كيلو الطماطم ليكون ب 6 جنيه بعد ان كان يباع ب 9 و 10 جنيه ، وذلك بعد ان كشفت تجربة الصحفية ان ارتفاع الاسعار غير مبرر وان التجار حتى وان باعوا الكيلو ب 6 جنيه فهم مازالوا يربحون من البيع ولا توجد ازمة !
وقام المحافظ بجولة في السوق واجبر التجار على تخفيض سعر الطماطم وقام بمنح احد التجار 100 جنيه ، لأنه استجاب بسرعه ودون تردد لطلب المحافظ لتخفيض السعر .
وهذا رابط لخبر جولة المحافظ :
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=274070
في الجانب الاخر من العالم ( في عمان )
لازال التذمر ولعن الحظ والاقدار على قدم وساق في المجالس العامة والمنتديات الالكترونية .
ولا يزال الصحفي يكتب من برجه العالي ، وشخصيا لا اتابع لأي عمود صحفي عماني . اقرأ اعمدة الصحافة العمانية ولكني لا اتابعها . وهناك فرق كبير بين القراءة والمتابعه . فأنا اتابع عمود ابراهيم عيسى يوميا في الدستور ( الى اخر يوم كتب فيه اخر مقالة له قبل الاطاحه به وإقالته من منصبه ) والعديد من الصحفيين سواء في الصحافه المصرية ام اللبنانية . فهناك وجه الصحافه الحقيقي ، وهناك المواقف الاصيلة التي يرعبها رنة هاتف من وزير او حتى مدير عام . وهناك حرية التعبير ونقد الاخر ، وهناك الاطياف كلها دون انجياز لطرف وتهميش لآخر . لو احد منكم يجرب يكتب كلمة " طماطم " في خانة البحث لأي جريدة مصرية شوفوا عدد المقالات والتحقيقات الخاصه بالموضوع . في المقابل الصحفيين عندنا حد منهم يطبل ، وحد منهم يعطي دروس في الادب ومكارم الاخلاق . وصار المواطن يفرح ويتشجج من السعادة اذا قرأ مقال فيه القيمة .
نحن نستحق كل ما يجري من غلاء في المعيشة وغلاء في سعر المواد الغذائية الاساسية ، لأننا ( ما مال شي ) لا تدعمون مواقفكم بالافعال ، فكم فيكم من يقول ( خلها تخيس ) ويتضامن مع الفكرة كفكرة ، ولكن وهن ايمانه بالتغيير ، يجعله يتوانى حتى عن التجربة !
انتم تستحقون كل ما يجري
لأن لاشيء يتغير بمقولة (هذا نصيبنا , وخليهم يخرفوها ، والله معك يا فقير )
الله مع الجميع الفقير والغني
ولسان حالكم كأنه يقول : السكوت علامة الرضى
اذن خليهم يخرفوكم وانتو جلسوا فاكين حلوقكم .
صح نسيت اخبركم حتى ( شعبولا ) طلع ابرك منكم فيه خير وعنده موقف واحسن عنكم ، وساهم بلي يقدر عليه ، ونزل اغنية اسمها ( حتى انتي يا قوطة بتذلي فينا ومبسوطة)
* القوطة : الطماطم باللهجة المصرية الدارجة .
سيرة تغم ..
غيبوا عني
المصدر : مدونة omanizer
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions