تمر علينا في حياتنا أحداث ومآسي ، كما تمر علينا أيضا أفراح ومناسبات عزيزة ، فندير كافة أمورنا في هذه الحياة بالعقل والتبصر الذي ميزنا الخالق عز وجل به عن سائر مخلوقاته ، لنستغله في تمييز الخير من الشر والخبيث من الطيب وما هو ضار لنا وما هو مفيدا لنا ، فأمرنا عز وجل أن نسعى ونبحث عن لقمة العيش لنضمن حياة حرة وكريمة ، وأن نتوكل عليه ونفوض كافة أمورنا إليه ، فهو المتصرف بنا في هذا الوجود وما يصبنا إلا ما كتبه لنا ، بدون أن تتدخل يد فلان بخير أو شر لنا ، وهذا ما هو راسخا في عقولنا ، فلو اجتمعت الأنس والجن على أن يضرونا بشيء لم يكتبه الله لنا لم يستطيعوا أن يؤذننا بشيء ، وحتى لو اجتمعوا على أن ينفعونا بشيء لم يكتبه الله لنا فلم يستطيعوا جلب الخير لنا ، مهما عرج البعض منا إلى شيخ دجال أو قارئة فنجان ليجلبوا لهم الرزق أو ليدفعوا عنهم الأذى ، فالعقل نعمة من أعظم النعم التي ميزنا الله بها عن سائر مخلوقاته لكن يجب علينا أن نستغل هذه النعمة ونحافظ عليها ، وأن نرجح عقولنا في كافة أمورنا التي نخطط لها ، وأن نراجع أنفسنا قبل أن نتصرف في أمور قد تجلب لنا البلاء وتسبب لنا الضرر بتصرفات لا نحسب لها ما هي عواقبها ـ ولا ندرك ساعة تهور البعض منا ماذا ستئول إليه العاقبة ، فهل فكر سائق متهورا أو قائد مركبة مخمرا بما سيؤول عليه الوضع وهو ممسك بمقود الحافلة وبها عددا كبيرا من الركاب سوء كانوا أطفالا أو كبارا ، إن لم يتمكن أن يسيطر على الحافلة في لحظة تهور ، وماذا ستكون العاقبة يا ترى ـ أليست أمورا لا يحمد عقباها ، فكم من الأرواح البشرية أزهقت أرواحها بسبب لحظة تهور واستعجال ، وكم من الإصابات حصلت وقعدت الأنفس في أسرت المستشفيات لشهور تعاني أوجاع العاهات ، فبسبب الحوادث التي نسمع عنها كل يوم في مختلف مدن هذا الوطن الغالي كم من النساء ترملت ، وأطفال يتمت ، وأنفس زهقت ورحلت إلى باريها ، وكم من أموال هدرت ، ومنازل كانت تضج بعدد من الأرواح وفي لحظة حادث مؤسف أقفلت في لحظة عجلة دون تبصر ، وعدم مراعاة البعض منا قواعد المرور والاهتمام بها ، وبسبب أن البعض منا أخذ الحياة بمبدأ الاستهتار وعدم المبالاة فحدثت أمورا لا يحمد عقباها ، ففي حلقة هذا الأسبوع من برنامج قضية وحوار من خلالها نسلط الضوء على قضية شائكة باتت تشغل الرأي العام ، وما حدث منذ أسبوعين فقط من حادث سير لحافلة نقل طالبات أحدى الكليات الخاصة حدث مأساوي وشغل الرأي العام ، وأصبح حديث الصغير والكبير في هذا الوطن العزيز ، فقضية هذا الأسبوع وهي بعنوان (( حوادث حافلات نقل الطلبة عامة )) لنسلط الضوء على أسبابها لعل الكلمة التي تسطرها الأقلام هنا تجد آذان مصغية لها فتترك في صدور قائدي تلك الحافلات من شباب هذا الوطن العزيز شيء من اليقظة والحس بالمسئولية الملقاة على عاتقهم ، بعد أن عاش البعض منهم في غفلة استهتار وعدم التبصر أثناء قيادتهم لتلك الحافلات . ويسرنا أن نستضيف في حلقة هذا الأسبوع القلم الصاعد في منتدى الساحة العمانية
(( سابح بح ))