واشنطن - ميشال أوستين بروكس
تسللت حفنة من سكان المستعمرات البريطانية في أمريكا إلى متن سفن بريطانية في ميناء بوسطن في عام 1773 عندما كانت أمريكا مستعمرة بريطانية، وتعبيرا عن امتعاضهم من السياسات الضريبية والتجارية التي كان يمارسها التاج البريطاني آنذاك، أخذوا يلقون شحنات تلك السفن من الشاي في مياه البحر. وهذا الحدث الذي بات يعرف بحفلة الشاي في بوسطن كان له أثر على شكل وتوجه حركة الاستقلال الأمريكية. وهو حادث أضحى كل طالب تاريخ أمريكي ملما به.
في يومنا هذا فإن مجموعة مغمورة ومتحمسة من الأمريكيين بدأت تستخدم ذلك الحدث الذي وقع قبل أكثر من قرنين وربع القرن للتعبير عن خيبتها واحتجاجها ضد السياسات الاقتصادية للحكومة الأمريكية الحالية، وصارت تلعب دورا مؤثرا على الانتخابات النصفية للكونجرس الأمريكي التي ستجرى يوم الثلاثاء القادم الذي يوافق الثاني من نوفمبر المقبل .
و "حزب الشاي" الراهن هو عبارة عن تحالف يضم جماعات محلية ووطنية توحدها مصلحة تحجيم دور الحكومة في حياة الأمريكيين اليومية والحد من الإنفاق الحكومي.
وقالت مراسلة صحيفة " نيويورك تايمز" الأمريكية كيت زيرنيك، في لقاء أجري معها بمركز الصحافة الأجنبية التابع لوزارة الخارجية يوم 22 أكتوبر الجاري: إن حزب الشاي ليس حزبا سياسيا بالمفهوم التقليدي ولا يتزعمه شخص بمفرده. "وإنما هو عبارة حركة وصورة مرتسمة في الأذهان".
وفي استطلاع أجرته الصحيفة المذكورة في أبريل من العام الجاري، عرف عدد من المستطلعة آراؤهم لا تزيد نسبتهم عن 18% أنفسهم بأنهم من مؤيدي حزب الشاي ولكن العدد المشارك فعلا، مثلا في التبرع بالمال لمرشحين أو ممن يحضرون اجتماعات هذه الحركة، هو أقرب إلى 4% فقط.
وعادة ما يكون المؤيدون لهذه الحركة من الذكور وممن هم في سن الـ45 عاما وما فوق، كما أن غالبيتهم دعمت مرشحين جمهوريين في انتخابات سابقة. وقد أنشأ هذه الحركة في الأساس أفراد في العقد الثاني أو الثالث من العمر بيد أن أمريكيين الأكبر سنا استقطبتهم هذه الحركة لدى شيوعها في ربيع العام الفائت بسبب، حسب قول زيرنيكي، "الخيبة أو الغضب من الاقتصاد ومشروع الرئيس أوباما للرعاية الصحية".
وقد يكون من الصعب تعريف من هو المرشح عن حزب الشاي كونه حزبا غير رسمي. فبعض المرشحين يتنافسون لمناصب لأول مرة بعد تعاطيهم مع نشاطات هذا الحزب، فيما ترشح غيرهم من قبل لكنهم يحظون بدرجة عالية على غير عادة من الدعم بسبب حماسة الحركة.
وبحسب صحيفة " نيويورك تايمز" الأمريكية هناك حوالي 139 مرشحا عن "حزب الشاي" يتزاحمون على مقاعد في الكونجرس هذا العام وجميعهم يتنافسون كجمهوريين. وقد جرى التنافس بين غالبيتهم في دوائر تصطف فيها الشريحة الكبرى من التركيبة السكانية ضدهم. ومن المرجح أن يفوز "المرشحون الديمقراطيون في هذه الدوائر التي تحسب تاريخيا على الديمقراطيين فوزا كاسحا".
غير أن هناك حوالي 35 مرشحا يخوضون منافسات محتدمة حامية الوطيس على مقاعد الكونجرس "ما يعني أن مرشحي حزب الشاي لديهم فرصة لا بأس بها بأن يكون لديهم تجمع كبير إلى حد ما" في الكونجرس بعد إجراء الانتخابات يوم 2 الشهر القادم.
وكدأب العديد من مناصري أوباما في العام 2008 سخر "حزب الشاي" مواقع التواصل الاجتماعي لزيادة أعداد مؤيديه وتفعيل ناخبيه. إذ إن بمقدور قلة من الناخبين المتحمسين أن يمارسوا دورا له شأن كبير بوجه خاص في الانتخابات النصفية حيث يكون إقبال الناخبين عموما أدنى مما هو عليه الحال خلال سنوات الانتخابات التشريعية التي تتزامن مع الانتخابات الرئاسية والتي تجري كل أربعة أعوام.
وكان تأثير حزب الشاي على أشده خلال موسم الانتخابات التمهيدية هذا العام إذ نجح منظمون على مستوى القاعدة، أظهروا نشاطا فعالا في بعض السباقات، في إلحاق الهزيمة بسياسيين طويلي العهد مدعومين من قبل الحزب الجمهوري القومي. وتقول زيرنيكي: إن "المحك النهائي بالنسبة لحزب الشاي سيتضح فيما إذا انتهى المطاف بمرشحيه بإلحاق أذى بالحزب الجمهوري نفسه أكثر من مساعدتهم له".
وقد شكلت انتصارات حزب الشاي في الانتخابات التمهيدية تحديات للحزب الجمهوري. ففي ولاية ديلاوير، مثلا، فازت مرشحة حزب الشاي كريستين اودونيل بترشيح الحزب الجمهوري لها لمنصب عضو مجلس الشيوخ في الانتخابات التمهيدية. وقد ظفرت أودونيل، والكلام لزيرنيكي، لأن جماعات حزب الشاي كانت بالغة التنظيم بصورة لا تصدق على مستوى القاعدة".
وقد دعم الحزب الجمهوري القومي نائبا جمهوريا في مجلس النواب كان يعتقد أنه معتدل بما يكفي لكسب مقعد مجلس الشيوخ كان ديمقراطيون يشغلونه لفترة طويلة. وأوحت استطلاعات الرأي أن المرشح الديمقراطي متقدم على أودونيل بفارق بلغ 17%. وتقول زيرنيكي: إن "الديمقراطيين أضفوا صورة من التطرف الفائق على كثير من هؤلاء المرشحين في دوائرهم. وتمحور الموضوع حول ما إذا كان الحماس، أو التطرف، هو سيد الموقف."
وقد تأسس حزب الشاي كحركة معنية بالشؤون الاقتصادية والإنفاق الحكومي إلا أنها "استقطبت البعض ممن كانوا يشعرون بأن حزب الشاي هو المكان الذي يمكنهم أن يعبروا فيه عن آراء غريبة ومن هذه الآراء غير المعهودة اعتقاد البعض أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تحل وزارة التربية أو تلغي ضريبة الدخل.
ومرشحو حزب الشاي الذين لديهم حظوظ أفضل في الفوز في انتخابات هذا العام يقيمون في دوائر تؤيد الجمهوريين في العادة، كما تشير زيرنيكي، التي تضيف أنه "من ناحية ثانية هناك بعض الدوائر التي تميل إلى الجمهوريين يبلي الديمقراطيون فيها بلاء حسنا بسبب وجود مرشح عن حزب الشاي فيما يدعي الديمقراطيون أن ذلك المرشح هو مغال في تطرفه بالنسبة لدائرتهم".
وترى زيرنيكي أن ضروبا من"حركات العصيان المحافظة" ليست بدعات في التاريخ الأمريكي، مشيرة إلى عام 1960 كمثال حينما احتشد مواطنون محبطون بفعل السياسات الاقتصادية والاجتماعية وراء مرشحين من أمثال باري جولدووتر الذي رشح نفسه لمنصب الرئاسة لكنه لم يفز به.
لكن أنصار حزب الشاي لا يسعون لتأسيس حزب جديد إذ تراود أذهانهم ظاهرة روس بيرو الذي رشح نفسه للرئاسة في 1992 كمنافس من حزب ثالث (إلى جانب الحزبين الجمهوري والديمقراطي) لكن السواد الأعظم من الناخبين الذين دعموه كانوا من الجمهوريين. "وكل ما فعله هو شرذمة الأصوات ما أفضى إلى انتخاب المرشح الديمقراطي والرئيس الأسبق بيل كلينتون" كما لاحظت زيرنيكي.
نشرة واشنطن العربية
تسللت حفنة من سكان المستعمرات البريطانية في أمريكا إلى متن سفن بريطانية في ميناء بوسطن في عام 1773 عندما كانت أمريكا مستعمرة بريطانية، وتعبيرا عن امتعاضهم من السياسات الضريبية والتجارية التي كان يمارسها التاج البريطاني آنذاك، أخذوا يلقون شحنات تلك السفن من الشاي في مياه البحر. وهذا الحدث الذي بات يعرف بحفلة الشاي في بوسطن كان له أثر على شكل وتوجه حركة الاستقلال الأمريكية. وهو حادث أضحى كل طالب تاريخ أمريكي ملما به.
في يومنا هذا فإن مجموعة مغمورة ومتحمسة من الأمريكيين بدأت تستخدم ذلك الحدث الذي وقع قبل أكثر من قرنين وربع القرن للتعبير عن خيبتها واحتجاجها ضد السياسات الاقتصادية للحكومة الأمريكية الحالية، وصارت تلعب دورا مؤثرا على الانتخابات النصفية للكونجرس الأمريكي التي ستجرى يوم الثلاثاء القادم الذي يوافق الثاني من نوفمبر المقبل .
و "حزب الشاي" الراهن هو عبارة عن تحالف يضم جماعات محلية ووطنية توحدها مصلحة تحجيم دور الحكومة في حياة الأمريكيين اليومية والحد من الإنفاق الحكومي.
وقالت مراسلة صحيفة " نيويورك تايمز" الأمريكية كيت زيرنيك، في لقاء أجري معها بمركز الصحافة الأجنبية التابع لوزارة الخارجية يوم 22 أكتوبر الجاري: إن حزب الشاي ليس حزبا سياسيا بالمفهوم التقليدي ولا يتزعمه شخص بمفرده. "وإنما هو عبارة حركة وصورة مرتسمة في الأذهان".
وفي استطلاع أجرته الصحيفة المذكورة في أبريل من العام الجاري، عرف عدد من المستطلعة آراؤهم لا تزيد نسبتهم عن 18% أنفسهم بأنهم من مؤيدي حزب الشاي ولكن العدد المشارك فعلا، مثلا في التبرع بالمال لمرشحين أو ممن يحضرون اجتماعات هذه الحركة، هو أقرب إلى 4% فقط.
وعادة ما يكون المؤيدون لهذه الحركة من الذكور وممن هم في سن الـ45 عاما وما فوق، كما أن غالبيتهم دعمت مرشحين جمهوريين في انتخابات سابقة. وقد أنشأ هذه الحركة في الأساس أفراد في العقد الثاني أو الثالث من العمر بيد أن أمريكيين الأكبر سنا استقطبتهم هذه الحركة لدى شيوعها في ربيع العام الفائت بسبب، حسب قول زيرنيكي، "الخيبة أو الغضب من الاقتصاد ومشروع الرئيس أوباما للرعاية الصحية".
وقد يكون من الصعب تعريف من هو المرشح عن حزب الشاي كونه حزبا غير رسمي. فبعض المرشحين يتنافسون لمناصب لأول مرة بعد تعاطيهم مع نشاطات هذا الحزب، فيما ترشح غيرهم من قبل لكنهم يحظون بدرجة عالية على غير عادة من الدعم بسبب حماسة الحركة.
وبحسب صحيفة " نيويورك تايمز" الأمريكية هناك حوالي 139 مرشحا عن "حزب الشاي" يتزاحمون على مقاعد في الكونجرس هذا العام وجميعهم يتنافسون كجمهوريين. وقد جرى التنافس بين غالبيتهم في دوائر تصطف فيها الشريحة الكبرى من التركيبة السكانية ضدهم. ومن المرجح أن يفوز "المرشحون الديمقراطيون في هذه الدوائر التي تحسب تاريخيا على الديمقراطيين فوزا كاسحا".
غير أن هناك حوالي 35 مرشحا يخوضون منافسات محتدمة حامية الوطيس على مقاعد الكونجرس "ما يعني أن مرشحي حزب الشاي لديهم فرصة لا بأس بها بأن يكون لديهم تجمع كبير إلى حد ما" في الكونجرس بعد إجراء الانتخابات يوم 2 الشهر القادم.
وكدأب العديد من مناصري أوباما في العام 2008 سخر "حزب الشاي" مواقع التواصل الاجتماعي لزيادة أعداد مؤيديه وتفعيل ناخبيه. إذ إن بمقدور قلة من الناخبين المتحمسين أن يمارسوا دورا له شأن كبير بوجه خاص في الانتخابات النصفية حيث يكون إقبال الناخبين عموما أدنى مما هو عليه الحال خلال سنوات الانتخابات التشريعية التي تتزامن مع الانتخابات الرئاسية والتي تجري كل أربعة أعوام.
وكان تأثير حزب الشاي على أشده خلال موسم الانتخابات التمهيدية هذا العام إذ نجح منظمون على مستوى القاعدة، أظهروا نشاطا فعالا في بعض السباقات، في إلحاق الهزيمة بسياسيين طويلي العهد مدعومين من قبل الحزب الجمهوري القومي. وتقول زيرنيكي: إن "المحك النهائي بالنسبة لحزب الشاي سيتضح فيما إذا انتهى المطاف بمرشحيه بإلحاق أذى بالحزب الجمهوري نفسه أكثر من مساعدتهم له".
وقد شكلت انتصارات حزب الشاي في الانتخابات التمهيدية تحديات للحزب الجمهوري. ففي ولاية ديلاوير، مثلا، فازت مرشحة حزب الشاي كريستين اودونيل بترشيح الحزب الجمهوري لها لمنصب عضو مجلس الشيوخ في الانتخابات التمهيدية. وقد ظفرت أودونيل، والكلام لزيرنيكي، لأن جماعات حزب الشاي كانت بالغة التنظيم بصورة لا تصدق على مستوى القاعدة".
وقد دعم الحزب الجمهوري القومي نائبا جمهوريا في مجلس النواب كان يعتقد أنه معتدل بما يكفي لكسب مقعد مجلس الشيوخ كان ديمقراطيون يشغلونه لفترة طويلة. وأوحت استطلاعات الرأي أن المرشح الديمقراطي متقدم على أودونيل بفارق بلغ 17%. وتقول زيرنيكي: إن "الديمقراطيين أضفوا صورة من التطرف الفائق على كثير من هؤلاء المرشحين في دوائرهم. وتمحور الموضوع حول ما إذا كان الحماس، أو التطرف، هو سيد الموقف."
وقد تأسس حزب الشاي كحركة معنية بالشؤون الاقتصادية والإنفاق الحكومي إلا أنها "استقطبت البعض ممن كانوا يشعرون بأن حزب الشاي هو المكان الذي يمكنهم أن يعبروا فيه عن آراء غريبة ومن هذه الآراء غير المعهودة اعتقاد البعض أنه ينبغي على الولايات المتحدة أن تحل وزارة التربية أو تلغي ضريبة الدخل.
ومرشحو حزب الشاي الذين لديهم حظوظ أفضل في الفوز في انتخابات هذا العام يقيمون في دوائر تؤيد الجمهوريين في العادة، كما تشير زيرنيكي، التي تضيف أنه "من ناحية ثانية هناك بعض الدوائر التي تميل إلى الجمهوريين يبلي الديمقراطيون فيها بلاء حسنا بسبب وجود مرشح عن حزب الشاي فيما يدعي الديمقراطيون أن ذلك المرشح هو مغال في تطرفه بالنسبة لدائرتهم".
وترى زيرنيكي أن ضروبا من"حركات العصيان المحافظة" ليست بدعات في التاريخ الأمريكي، مشيرة إلى عام 1960 كمثال حينما احتشد مواطنون محبطون بفعل السياسات الاقتصادية والاجتماعية وراء مرشحين من أمثال باري جولدووتر الذي رشح نفسه لمنصب الرئاسة لكنه لم يفز به.
لكن أنصار حزب الشاي لا يسعون لتأسيس حزب جديد إذ تراود أذهانهم ظاهرة روس بيرو الذي رشح نفسه للرئاسة في 1992 كمنافس من حزب ثالث (إلى جانب الحزبين الجمهوري والديمقراطي) لكن السواد الأعظم من الناخبين الذين دعموه كانوا من الجمهوريين. "وكل ما فعله هو شرذمة الأصوات ما أفضى إلى انتخاب المرشح الديمقراطي والرئيس الأسبق بيل كلينتون" كما لاحظت زيرنيكي.
نشرة واشنطن العربية
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions