استطلاع - الزبير بن ياسر السدراني
شباب اليوم مهوس بالسيارات؛ منهم من يوظف هذا الهوس بشكل إيجابي، ومنهم من يأخذه هوسه إلى إساءة الاستخدام. غير أن إساءة الاستخدام نفسها مفهوم مختلف عليه؛ فمن الظواهر التي بتنا نشهدها في الآونة الأخيرة هي ظاهرة "التفحيط"، التي لا يشك كثير منا بأنها سلبية وغير محمودة العاقبة، واستخدام للسيارة في غير محله.
إلا أن الشباب، المغرم يالسيارات، يرى أن "التفحيط" هو هواية.. لا بل يذهب البعض منهم إلى اعتباره رياضة..
وبطبيعة الحال، فقد كثر الجدل والحديث حول هذه الظاهرة، لا سيما مع شيوعها وانتشارها بين أوساط الشباب. "الشبيبة" تكشف بعضاً من جوانب الموضوع وتستطلع التفاصيل المتعلقة من خلال صفحاتها.
الأمن والنظام مسؤولية الجميع..
في بداية المشوار تحدثنا إلى عبدالله بن سالم العبري (من عبري موظف بشركة تنمية نفط عُمان) عن ملامح هذه الظاهرة والفئة العمرية التي تمارس هذه العادة فقال: "في الغالب نجد الفئة التي تتراوح أعمارها بين سن 18 حتى 30 سنة وهي أكثر الفئات العمرية جنوحاً إلى ممارسة مثل هذه الظاهرة فهي تبدأ عند فترة البلوغ وتشتد عندما تغيب الرقابة والتوعية والمسؤولية، مشيراً إلى أن ظاهرة التفحيط لا تنحصر لفئة دون أخرى فهي تشمل جميع شرائح المجتمع التي تجمعها الرغبة في الظهور والشهرة والبحث عن الذات، فقد تجد أشخاصاً من ذوي الدخل المرتفع وميسوري الحال غير أنهم يميلون إلى ممارسة التفحيط بشكل دائم في الشوارع والطرقات غير مبالين بالتبعات وما يترتب عليها من أضرار مادية ومعنوية وصحية.
ويضيف العبري متسائلا: ان من يزعم أن هذه الممارسات نوع من أنواع التعبير عن الفرحة والسعادة في المناسبات والأعراس، فهل أصبح إيذاء وإزعاج الآخرين وبث الرعب والقلق في نفوس الناس يسمى تعبيرا عن البهجة والسرور! وحول إذا ما كان يؤيد وجود مكان مخصص للتفحيط بعيدا عن المدينة والمنازل ومجهزا يجيب العبري: هذا مطلب فيه تبعات سيئة ممكن أن تؤدي إلى تعطيل وإصابة بعض المتفرجين، أو المشاة في ذلك المكان بإصابات قد تكون خطيرة، بل قد تؤدي إلى الموت كما يحدث في أحيان كثيرة للأسف، مؤكداً إلى أن القرى وأماكن تجمع الشباب تمثل البيئة الخصبة لمثل هذه المشاهد التي تتكرر فيها شبه يومي تقريبا.
وحول دوره الشخصي حيال هذه الظاهرة يقول: حاولت في أحيان كثيرة أن أستوقف الكثير من الشباب ممن يمارسون التفحيط بشكل دائم وحاولت أن أثنيهم عنها وأنصحهم ولكن في الغالب لا ألقى استجابة منهم فهم لا يتقبلون النصائح وينظرون إليها بنظرة أخرى.
ويستعيد العبري أنفاسه قائلا: أذكر موقفا حصل منذ مدة كان ضحيته وفاة شخصين بسبب ممارسة التفحيط في إحدى القرى، ويختم كلامه بقوله: تجنب هذه السلوكيات والابتعاد عنها، والمحافظة على الأمن والنظام مسؤولية الجميع.الجهات الأمنية..
خلفان بن خميس الأبروي (من إبرا موظف بوزارة الداخلية) يقول معبرا عن رأيه: "إن انتشار هذه الظاهر تنحصر في الغالب بين فئة الشباب من سن 15 ـ 30 عاما فنجدها تمارس في كثير من القرى والمدن بشكل ملفت للنظر مما ينبئ عن وجود مشكلة حقيقية تحتاج إلى حل جذري.
وحول أهم الأسباب التي تدعو بعض الشباب إلى ممارسة هذه الظاهرة أشار الأبروي بقوله: إن لكل ظاهرة من الظواهر إيجابية كانت أو سلبية أسبابا وعوامل تؤدي إلى نموها وتفاقمها ويمكن أن يكون الطيش والاستهتار بعواقب الأمور وعدم الوعي واستمتاع الشباب بالمغامرة، وحب الظهور والشهرة هي من أهم أسباب نمو هذه الظاهرة، مؤكدا أن الشباب في العادة يحبون المغامرة، كما يستمتعون بها مما يدفعهم إلى ممارسة هذه الظاهرة الخطرة.
وتطرق خلفان الأبروي قائلا: من وجهة نظر شخصية أؤيد وجود أماكن مخصصة وآمنة فيها نسبة الأمان كبيرة تحت رقابة وإشراف الجهات الأمنية، وهذا بدوره يقلل من مشاكل كثيرة بسبب هذا السلوك اللا مسؤول، وحول انطباعه الشخصي عن هذه الممارسات في حياته العامة يقول متأسفا: هو سلوك غير سوي مرده الوازع الأسري فهي المسؤولة عن أبنائها وتبعاتهم.
ويضيف الأبروي: في حالة رؤيتي لمثل هذه الظاهرة المزعجة أقوم بتبليغ الجهات المعنية لعلاج الأمر وتسويته. مشددا إلى أهمية احترام الآخرين ومراعاة مشاعرهم، فالشخص عندما تكون لديه شحنات وطاقات فعليه أن يفرغها في أمور سليمة وجيدة وإن كان لا بد من التفحيط فالأولى أن يكون في مكان آمن وبعيد.
ويذكر احتراق سيارة نيسان كانت تمارس عادة التفحيط في إحدى الطرقات العامة مما أدت إلى حدوث أضرار مما خلفت أضرارا بشرية ومادية، وهذا ما يحدث في أغلب هذه الممارسات للأسف.
إثبات الذات..
فيما يرى موسى بن خلفان الحسني (من سمائل موظف بالقطاع الخاص) أن ظاهرة التفحيط أو ما يسميه البعض بـ "التخميس" تلاقي رواجاً لدى الشباب من سن 17ـ25 وقد تصل أحيانا إلى سن 30 عاما.
ويقول الحسني: "غالبا ما نشاهد الشاب خاصة في بداية حصوله على رخصة القيادة يغلب عليه طابع الاندفاع والذي قد يصل إلى حد التهور.
وحول أبرز أسباب نمو وتزايد هذه الظاهرة يعلق قائلا: لعل انعدام التربية العلمية السليمة عند فئة المفحطين والذين غالبا ما يعانون من مشاكل أسرية وانعدام الرعاية التربوية في طفولتهم، كما أن إثبات الذات أمام الآخرين والرفقاء المصاحبين لديهم، وغالبا ما نجد هذه الشريحة من غير المتزوجين وكثيراً ما تجدهم يعانون من مشكلة الفراغ وربما البحث عن عمل؛ مما يدفعهم لممارسة التحدي للمجتمع للفت الأنظار إليهم أو لتفريغ شحناتهم الداخلية أو غيرها من الدوافع.
وأضاف: غالبا ما ألوذ بالابتعاد عن المكان الذي تؤدي فيه هذه الممارسات والتي تؤدي إلى مشاكل لا تحمد عقباها، وتخوفاً من المسائلات الأمنية والأضرار الصحية والتي تنجم من عوادم السيارات مما تؤثر سلبا على صحة وسلامة الإنسان بشكل أو بآخر وهذه أمور تجعلني بعيداً عن أماكن وتجمعات التفحيط.
ويؤكد الحسني على دور الشرطة الفعّال في المحافظة على أمن واستقرار البلاد، فالقوانين رادعة لدى البعض وبالنقيض نجد البعض لا يبالي بها ولا يعطي لها أهمية مما يؤشر إلى وجود ظاهرة التمرد على قيم المجتمع وعاداته، وتقاليده؛ فالشباب يميلون إلى التحرر من قيود المجتمع وضوابطه، وهو الباعث الذي يدفع بعضهم إلى ممارسة لعبة التفحيط بالسيارات في الشوارع والطرقات. وفي الأخير يوضح الحسني إلى ضرورة النضج والوعي لتبعات هذه الممارسات الخطيرة والتذكير بأضرارها، كما أن الشباب المتجمهرين والمتفرجين عليهم جزء من المسؤولية فيما يحدث من المآسي بسبب التفحيط، ففيها تهور وسوء استخدام المركبة، وتمثل ضياعا للوقت وإهدارا للمال، وما أكثر ما نشاهده من حوادث راح ضحيتها شباب صغار بسبب التفحيط، فبدايتها هواية وتسلية ونهايتها موت وضحية!.
التهويل والمبالغة..
ولـ جمعة المقبالي موظف حكومي رأي آخر حيث يقول متعجباً: "إن مسألة التفحيط أخذت منحى التهويل والمبالغة في الحديث عنها في شتى وسائل الإعلام المختلفة، فوجود هذه الظاهرة ما هو إلا نتيجة التطوارت في التقنيات الحديثة والتي غالبا ما تغري الشاب المراهق لممارسة مثل هذه العادة، وهي فترة مؤقتة غالبا ما يبحث فيها المراهق والشاب عن ذاته وقدراته ومهاراته بين أقرانه الشباب، فمن الطبيعي أن يحب الانسان الإطراء وكلمات التشجيع وغالبا ما تكون الخبرة وحس المهارة التي يمتلكها البعض ويحاول أن يعبر عنها في أوقات معينة كالمناسبات والأعراس هي انعكاس لدواخله النفسية التي تتطلع إلى لفت انتباه الآخرين بشكل أو بآخر.
ويضيف المقبالي: لا يوجد اهتمام لمثل هؤلاء الشباب الذين يمتلكون مواهب ومهارات عالية في القيادة واستقطاب طاقاتهم وشحناتهم بشكل إيجابي على المستوى الرسمي، وللأسف دائما ما يكون سوء التحليل والتصرف معه هو ما يولد مزيدا من الشحنات المضادة وبالتالي تتولد منها مشكلة أكبر.
ويواصل: إن ما نشاهده في الطرقات والشوارع من مظاهر التفحيط هو انعكاس لطاقات مهدرة في الغالب، وفراغ قاتل سببه عدم وجود عمل يبدد فيه طاقاته مما يحدوه إلى إبراز وتحقيق ذاته بممارسة حركات خطيرة وأحيانا تكون ممتعة للآخرين ومسلية وفيها هواية، ولو تأملنا أكثر هذه الظاهرة لوجدناها موجودة عند جميع شرائح المجتمع، بل كثيرا ما تجد الترف لدى البعض يدفعهم إلى حب الشهرة والظهور وذلك بترويجها لدى الجمهور وإبراز قدراتهم المهارية في القيادة.
ويتساءل المقبالي: هل كل من يفعل هذه السلوكيات هو شخص غير واع وغير مدرك لعواقب الأمور أم أن هناك دواخل نفسية علينا فهمها وإدراكها قبل الحكم على هذا الشخص أو ذاك بعين البصيرة والنقد البناء الذي يعالج لا الذي يهدم ويأزم الأمور ويعطيها أكبر من حجمها؟!..
مطلب وطني..
أحمد بن علي الشبلي (موظف في القطاع العام) يقول: "إن هذه الظاهرة كثيرا ما تتسبب في خسائر الأرواح والممتلكات العامة وعلى حد علمي إنها قديمة ونابعة من حب الاستعراض وإظهار النفس والبطولة وهي مجال لإشباع غريزة الشهرة لدى العديد من الشباب والمراهقين والآخر يجدها متنفسا لهمومه ويعنونون لذلك شعارات كثيرة كقولهم: "أنا أفحط إذن أنا موجود"!
ويضيف الشبلي: مشاهدة المراهق لأفلام الأكشن ومطاردات السيارات من تفحيط وقفز هذا كله يعكس محاكاة وتقليد الآخرين مثلما نشاهده في أفلام جيمس بوند أو مثل لعبة درايفر في السوني أو ما يشاهده في السباقات فهذه تعكس لدى الطفل حب الممارسة العملية لمثل هذه الأمور وتتولد لديه الرغبة، وكثيراً ما نراه يسارع إلى ممارستها فعليا خاصة مع وجود بيئة تساعده من الصحبة والرفقاء، واستمتاعه بالمغامرة وشهرته أمام المشجعين، كما أن ضعف رقابة الأسرة وغياب الآباء عن مراقبة أبنائهم له دور مهم في اتفاقهم مثل هذه الممارسات المزعجة في قرانا ومدننا وهي مصدر قلق وإزعاج للناس وتؤدي إلى تشويه المنظر العام وما تخلفها من أدخنة تلوث المكان وتسبب أمراضا مختلفة.
كما أشار الشبلي إلى ضرورة وضع الحلول لمعالجة هذه الظاهرة وهذا مطلب وطني عام يبدأ من الأسرة والبيئة الاجتماعية.
ويؤكد الشبلي على دور المؤسسات التعليمية في هذا الجانب من الأهمية بمكان، وكذلك دور الجهات الأمنية والشرطة في التوعية ووضع الإجراءات الرادعة للحد من انتشارها ووضع دراسة جادة تسهم في تقليص هذه الظاهرة وحث الشباب على توجيه طاقاتهم في الأمور النافعة والمفيدة.
شباب اليوم مهوس بالسيارات؛ منهم من يوظف هذا الهوس بشكل إيجابي، ومنهم من يأخذه هوسه إلى إساءة الاستخدام. غير أن إساءة الاستخدام نفسها مفهوم مختلف عليه؛ فمن الظواهر التي بتنا نشهدها في الآونة الأخيرة هي ظاهرة "التفحيط"، التي لا يشك كثير منا بأنها سلبية وغير محمودة العاقبة، واستخدام للسيارة في غير محله.
إلا أن الشباب، المغرم يالسيارات، يرى أن "التفحيط" هو هواية.. لا بل يذهب البعض منهم إلى اعتباره رياضة..
وبطبيعة الحال، فقد كثر الجدل والحديث حول هذه الظاهرة، لا سيما مع شيوعها وانتشارها بين أوساط الشباب. "الشبيبة" تكشف بعضاً من جوانب الموضوع وتستطلع التفاصيل المتعلقة من خلال صفحاتها.
الأمن والنظام مسؤولية الجميع..
في بداية المشوار تحدثنا إلى عبدالله بن سالم العبري (من عبري موظف بشركة تنمية نفط عُمان) عن ملامح هذه الظاهرة والفئة العمرية التي تمارس هذه العادة فقال: "في الغالب نجد الفئة التي تتراوح أعمارها بين سن 18 حتى 30 سنة وهي أكثر الفئات العمرية جنوحاً إلى ممارسة مثل هذه الظاهرة فهي تبدأ عند فترة البلوغ وتشتد عندما تغيب الرقابة والتوعية والمسؤولية، مشيراً إلى أن ظاهرة التفحيط لا تنحصر لفئة دون أخرى فهي تشمل جميع شرائح المجتمع التي تجمعها الرغبة في الظهور والشهرة والبحث عن الذات، فقد تجد أشخاصاً من ذوي الدخل المرتفع وميسوري الحال غير أنهم يميلون إلى ممارسة التفحيط بشكل دائم في الشوارع والطرقات غير مبالين بالتبعات وما يترتب عليها من أضرار مادية ومعنوية وصحية.
ويضيف العبري متسائلا: ان من يزعم أن هذه الممارسات نوع من أنواع التعبير عن الفرحة والسعادة في المناسبات والأعراس، فهل أصبح إيذاء وإزعاج الآخرين وبث الرعب والقلق في نفوس الناس يسمى تعبيرا عن البهجة والسرور! وحول إذا ما كان يؤيد وجود مكان مخصص للتفحيط بعيدا عن المدينة والمنازل ومجهزا يجيب العبري: هذا مطلب فيه تبعات سيئة ممكن أن تؤدي إلى تعطيل وإصابة بعض المتفرجين، أو المشاة في ذلك المكان بإصابات قد تكون خطيرة، بل قد تؤدي إلى الموت كما يحدث في أحيان كثيرة للأسف، مؤكداً إلى أن القرى وأماكن تجمع الشباب تمثل البيئة الخصبة لمثل هذه المشاهد التي تتكرر فيها شبه يومي تقريبا.
وحول دوره الشخصي حيال هذه الظاهرة يقول: حاولت في أحيان كثيرة أن أستوقف الكثير من الشباب ممن يمارسون التفحيط بشكل دائم وحاولت أن أثنيهم عنها وأنصحهم ولكن في الغالب لا ألقى استجابة منهم فهم لا يتقبلون النصائح وينظرون إليها بنظرة أخرى.
ويستعيد العبري أنفاسه قائلا: أذكر موقفا حصل منذ مدة كان ضحيته وفاة شخصين بسبب ممارسة التفحيط في إحدى القرى، ويختم كلامه بقوله: تجنب هذه السلوكيات والابتعاد عنها، والمحافظة على الأمن والنظام مسؤولية الجميع.الجهات الأمنية..
خلفان بن خميس الأبروي (من إبرا موظف بوزارة الداخلية) يقول معبرا عن رأيه: "إن انتشار هذه الظاهر تنحصر في الغالب بين فئة الشباب من سن 15 ـ 30 عاما فنجدها تمارس في كثير من القرى والمدن بشكل ملفت للنظر مما ينبئ عن وجود مشكلة حقيقية تحتاج إلى حل جذري.
وحول أهم الأسباب التي تدعو بعض الشباب إلى ممارسة هذه الظاهرة أشار الأبروي بقوله: إن لكل ظاهرة من الظواهر إيجابية كانت أو سلبية أسبابا وعوامل تؤدي إلى نموها وتفاقمها ويمكن أن يكون الطيش والاستهتار بعواقب الأمور وعدم الوعي واستمتاع الشباب بالمغامرة، وحب الظهور والشهرة هي من أهم أسباب نمو هذه الظاهرة، مؤكدا أن الشباب في العادة يحبون المغامرة، كما يستمتعون بها مما يدفعهم إلى ممارسة هذه الظاهرة الخطرة.
وتطرق خلفان الأبروي قائلا: من وجهة نظر شخصية أؤيد وجود أماكن مخصصة وآمنة فيها نسبة الأمان كبيرة تحت رقابة وإشراف الجهات الأمنية، وهذا بدوره يقلل من مشاكل كثيرة بسبب هذا السلوك اللا مسؤول، وحول انطباعه الشخصي عن هذه الممارسات في حياته العامة يقول متأسفا: هو سلوك غير سوي مرده الوازع الأسري فهي المسؤولة عن أبنائها وتبعاتهم.
ويضيف الأبروي: في حالة رؤيتي لمثل هذه الظاهرة المزعجة أقوم بتبليغ الجهات المعنية لعلاج الأمر وتسويته. مشددا إلى أهمية احترام الآخرين ومراعاة مشاعرهم، فالشخص عندما تكون لديه شحنات وطاقات فعليه أن يفرغها في أمور سليمة وجيدة وإن كان لا بد من التفحيط فالأولى أن يكون في مكان آمن وبعيد.
ويذكر احتراق سيارة نيسان كانت تمارس عادة التفحيط في إحدى الطرقات العامة مما أدت إلى حدوث أضرار مما خلفت أضرارا بشرية ومادية، وهذا ما يحدث في أغلب هذه الممارسات للأسف.
إثبات الذات..
فيما يرى موسى بن خلفان الحسني (من سمائل موظف بالقطاع الخاص) أن ظاهرة التفحيط أو ما يسميه البعض بـ "التخميس" تلاقي رواجاً لدى الشباب من سن 17ـ25 وقد تصل أحيانا إلى سن 30 عاما.
ويقول الحسني: "غالبا ما نشاهد الشاب خاصة في بداية حصوله على رخصة القيادة يغلب عليه طابع الاندفاع والذي قد يصل إلى حد التهور.
وحول أبرز أسباب نمو وتزايد هذه الظاهرة يعلق قائلا: لعل انعدام التربية العلمية السليمة عند فئة المفحطين والذين غالبا ما يعانون من مشاكل أسرية وانعدام الرعاية التربوية في طفولتهم، كما أن إثبات الذات أمام الآخرين والرفقاء المصاحبين لديهم، وغالبا ما نجد هذه الشريحة من غير المتزوجين وكثيراً ما تجدهم يعانون من مشكلة الفراغ وربما البحث عن عمل؛ مما يدفعهم لممارسة التحدي للمجتمع للفت الأنظار إليهم أو لتفريغ شحناتهم الداخلية أو غيرها من الدوافع.
وأضاف: غالبا ما ألوذ بالابتعاد عن المكان الذي تؤدي فيه هذه الممارسات والتي تؤدي إلى مشاكل لا تحمد عقباها، وتخوفاً من المسائلات الأمنية والأضرار الصحية والتي تنجم من عوادم السيارات مما تؤثر سلبا على صحة وسلامة الإنسان بشكل أو بآخر وهذه أمور تجعلني بعيداً عن أماكن وتجمعات التفحيط.
ويؤكد الحسني على دور الشرطة الفعّال في المحافظة على أمن واستقرار البلاد، فالقوانين رادعة لدى البعض وبالنقيض نجد البعض لا يبالي بها ولا يعطي لها أهمية مما يؤشر إلى وجود ظاهرة التمرد على قيم المجتمع وعاداته، وتقاليده؛ فالشباب يميلون إلى التحرر من قيود المجتمع وضوابطه، وهو الباعث الذي يدفع بعضهم إلى ممارسة لعبة التفحيط بالسيارات في الشوارع والطرقات. وفي الأخير يوضح الحسني إلى ضرورة النضج والوعي لتبعات هذه الممارسات الخطيرة والتذكير بأضرارها، كما أن الشباب المتجمهرين والمتفرجين عليهم جزء من المسؤولية فيما يحدث من المآسي بسبب التفحيط، ففيها تهور وسوء استخدام المركبة، وتمثل ضياعا للوقت وإهدارا للمال، وما أكثر ما نشاهده من حوادث راح ضحيتها شباب صغار بسبب التفحيط، فبدايتها هواية وتسلية ونهايتها موت وضحية!.
التهويل والمبالغة..
ولـ جمعة المقبالي موظف حكومي رأي آخر حيث يقول متعجباً: "إن مسألة التفحيط أخذت منحى التهويل والمبالغة في الحديث عنها في شتى وسائل الإعلام المختلفة، فوجود هذه الظاهرة ما هو إلا نتيجة التطوارت في التقنيات الحديثة والتي غالبا ما تغري الشاب المراهق لممارسة مثل هذه العادة، وهي فترة مؤقتة غالبا ما يبحث فيها المراهق والشاب عن ذاته وقدراته ومهاراته بين أقرانه الشباب، فمن الطبيعي أن يحب الانسان الإطراء وكلمات التشجيع وغالبا ما تكون الخبرة وحس المهارة التي يمتلكها البعض ويحاول أن يعبر عنها في أوقات معينة كالمناسبات والأعراس هي انعكاس لدواخله النفسية التي تتطلع إلى لفت انتباه الآخرين بشكل أو بآخر.
ويضيف المقبالي: لا يوجد اهتمام لمثل هؤلاء الشباب الذين يمتلكون مواهب ومهارات عالية في القيادة واستقطاب طاقاتهم وشحناتهم بشكل إيجابي على المستوى الرسمي، وللأسف دائما ما يكون سوء التحليل والتصرف معه هو ما يولد مزيدا من الشحنات المضادة وبالتالي تتولد منها مشكلة أكبر.
ويواصل: إن ما نشاهده في الطرقات والشوارع من مظاهر التفحيط هو انعكاس لطاقات مهدرة في الغالب، وفراغ قاتل سببه عدم وجود عمل يبدد فيه طاقاته مما يحدوه إلى إبراز وتحقيق ذاته بممارسة حركات خطيرة وأحيانا تكون ممتعة للآخرين ومسلية وفيها هواية، ولو تأملنا أكثر هذه الظاهرة لوجدناها موجودة عند جميع شرائح المجتمع، بل كثيرا ما تجد الترف لدى البعض يدفعهم إلى حب الشهرة والظهور وذلك بترويجها لدى الجمهور وإبراز قدراتهم المهارية في القيادة.
ويتساءل المقبالي: هل كل من يفعل هذه السلوكيات هو شخص غير واع وغير مدرك لعواقب الأمور أم أن هناك دواخل نفسية علينا فهمها وإدراكها قبل الحكم على هذا الشخص أو ذاك بعين البصيرة والنقد البناء الذي يعالج لا الذي يهدم ويأزم الأمور ويعطيها أكبر من حجمها؟!..
مطلب وطني..
أحمد بن علي الشبلي (موظف في القطاع العام) يقول: "إن هذه الظاهرة كثيرا ما تتسبب في خسائر الأرواح والممتلكات العامة وعلى حد علمي إنها قديمة ونابعة من حب الاستعراض وإظهار النفس والبطولة وهي مجال لإشباع غريزة الشهرة لدى العديد من الشباب والمراهقين والآخر يجدها متنفسا لهمومه ويعنونون لذلك شعارات كثيرة كقولهم: "أنا أفحط إذن أنا موجود"!
ويضيف الشبلي: مشاهدة المراهق لأفلام الأكشن ومطاردات السيارات من تفحيط وقفز هذا كله يعكس محاكاة وتقليد الآخرين مثلما نشاهده في أفلام جيمس بوند أو مثل لعبة درايفر في السوني أو ما يشاهده في السباقات فهذه تعكس لدى الطفل حب الممارسة العملية لمثل هذه الأمور وتتولد لديه الرغبة، وكثيراً ما نراه يسارع إلى ممارستها فعليا خاصة مع وجود بيئة تساعده من الصحبة والرفقاء، واستمتاعه بالمغامرة وشهرته أمام المشجعين، كما أن ضعف رقابة الأسرة وغياب الآباء عن مراقبة أبنائهم له دور مهم في اتفاقهم مثل هذه الممارسات المزعجة في قرانا ومدننا وهي مصدر قلق وإزعاج للناس وتؤدي إلى تشويه المنظر العام وما تخلفها من أدخنة تلوث المكان وتسبب أمراضا مختلفة.
كما أشار الشبلي إلى ضرورة وضع الحلول لمعالجة هذه الظاهرة وهذا مطلب وطني عام يبدأ من الأسرة والبيئة الاجتماعية.
ويؤكد الشبلي على دور المؤسسات التعليمية في هذا الجانب من الأهمية بمكان، وكذلك دور الجهات الأمنية والشرطة في التوعية ووضع الإجراءات الرادعة للحد من انتشارها ووضع دراسة جادة تسهم في تقليص هذه الظاهرة وحث الشباب على توجيه طاقاتهم في الأمور النافعة والمفيدة.
¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
---
أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية
وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions
رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني Eagle Eye Digital Solutions