شنجهاي - محمد السيفي

قام وزير البيئة والشؤون المناخية معالي السيد حمود بن فيصل البوسعيدي صباح أمس السبت بزيارة جناح السلطنة في معرض إكسبو شنجهاي الصين 2010م، حيث قام معاليه بجولة شاملة في كافة أنحاء الجناح، واستمع إلى شرح واف عن محتويات المعرض والفعاليات والأنشطة التي صاحبته طوال فترة انعقاده. بعد ذلك قام معاليه بزيارة الجناح الصيني وزيارة بعض الأجنحة الخليجية والعربية للاطلاع على ما تقدمه تلك الدول وما تزخر به من تراث حضاري وفكري وثقافي. وأكّد معاليه عقب جولته في الجناح العماني بأنّ معرض إكسبو شنجهاي 2010م يعد محفلاً عالمياً يهدف إلى إبراز الوجه الحضاري للدول المشاركة، وهذا ما يؤكده بطبيعة الحال شعار المعرض "مدينة أفضل.. حياة أفضل" الذي يكتسي بالكثير من المعاني الراقية التي تخدم في المقام الأول صحة الإنسان والبيئة التي يعيش فيها. مشيراً إلى أن مشاركة السلطنة في هذا المعرض العالمي تعكس التوجه التنموي الذي تنتهجه الحكومة في التعريف بالسلطنة خارجيا وعلى كافة الأصعدة وفق خطط مدروسة تحقق التنمية والاستدامة لمختلف المجالات. كما تشارك مفوضية جناح السلطنة بمعرض إكسبو شنجهاي اليوم الاحد في فعاليات منتدى قمة اختتام معرض إكسبو شنجهاي 2010 الذي انطلق في الثلاثين من شهر أبريل الفائت وسط حضور شخصيات بارزة.

ويترأس وفد السلطنة المشارك في أعمال قمة اختتام الإكسبو مستشار وزارة التجارة والصناعة المفوض العام لجناح السلطنة سعادة محسن بن خميس البلوشي وعضوية مدير عام الاثار والمتاحف بوزارة التراث والثقافة نائب المفوض العام حسن بن محمد اللواتي.

وسيلقي أمين عام الامم المتحدة "بان كي مون" أمام المنتدى الكلمة الافتتاحية وتتوقع ادارة الإكسبو ان يصل عدد المشاركين في منتدى قمة إكسبو شنجهاي حوالي 2000 مشارك بينهم روساء دول وشخصيات بارزة وعدد من الحاصلين على جوائز نوبل وعمد وروساء بلديات كبرى المدن العالمية ورجال أعمال وأكاديميون بارزون.

ومن المقرر أن يناقش المشاركون في أعمال المنتدى الذي تنظمه اللجنة المنظمة لإكسبو شنجهاي والامم المتحدة والمكتب الدولي للمعارض موضوعات ذات العلاقة بالابداع في التخطيط الحضري والتنمية المستدامة. ويتضمن برنامج الحفل سبع حلقات عمل تتناول بشكل رئيسي "الابتكار العلمي" و"المدن الثقافية" و"التنمية الحضرية" و"المدن البيئية"، حيث تتوافق هذه الموضوعات مع العنوان الرئيسى لمعرض إكسبو شنجهاي وهو (مدينة أفضل...حياة أفضل) الذي يركز بشكل أساسي على العلاقة بين الانسان والطبيعة المحيطة به والتنمية المستدامة. وسيتعرض المشاركون في فعاليات المنتدى إلى كيفية تطوير وتحسين المدن من خلال صناعة تكنولوجيا المعلومات وما يتصل بالابداع والعلوم والتكنولوجيا وحوكمة المجتمع. وسيصدر المنتدى اعلان شنجهاي.

جدير بالذكر ان ايطاليا سوف تستضيف معرض إكسبو المقبل سنة 2015 في مدينة ميلانو.

وكانت مشاركة السلطنة في معرض إكسبو شنجهاي 2010 بالصين قد بدأت منذ الاول من شهر مايو من عام 2010 الجاري. وقد استقطب الجناح العماني خلال هذه المشاركة أكثر من 3.5 مليون زائر كما نظم أكثر من فعالية واحتفالية كاحتفالية اليوم الوطني والاسبوع السياحي وملتقى رجال الاعمال العمانيين ونظرائهم الصينيين والاحتفال بيوم المرأة العمانية. وقد تم خلال هذه الفعاليات الحرص على إبراز صورة السلطنة المشرقة في كافة المحافل الاقتصادية والسياحية وما وصلت اليه المرأة العمانية تحت ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- من خلال تنظيم فعالية ملتقى صاحبات الاعمال العمانيات ونظرائهن الصينيات وما صاحب هذا الملتقى من معارض وندوات توضح مكانة المرأة العمانية وتميزها ويأتي النجاح الذي حققه الجناح العماني بمشاركته بمعرض إكسبو شنجهاي في غمرة احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الاربعين.

كما يستدل الستار اليوم الاحد بمدينة شنجهاي على فعاليات معرض إكسبو شنجهاي 2010 الذي استمر لمدة ستة اشهر حيث نجحت السلطنة في تسجيل حضور باهر في المعرض العالمي من خلال الجناح العماني الذي استطاع ان يترك انطباعا قويا لدى مختلف الجهات المشرفة على المعرض وقبل ذلك في ذاكرة زوار الجناح الذين سيصل عددهم بنهاية المعرض الى 3 ملايين و600 الف زائر من الصينيين ومختلف الجنسيات الزائرة للجناح وهو يعد رقما ضخما بالنسبة لحجم الزيارات لأجنحة المعرض.

وقبل اختتام المعرض العالمي تبقى قلعتا صحار ونزوى التاريخيتان وسوق مطرح وسفينة صحار التاريخية معالم بارزة للجناح العماني الذي أقيم على مساحة تزيد على 3 آلاف متر مربع، وبلغت مساحة البناء أكثر من 2200 متر مربع. وقد نجح الجناح العماني في «إكسبو شنجهاي» في مسعاه المتمثل في نقل السلطنة بكل تفاصيلها ومكوناتها المختلفة بإنسانها وإرثه وملامحه وتضاريسها وانجازاتها عبر الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة حيث تم من خلال الوسيلة المرئية تجسيد البيئة العمانية بكل تفاصيلها من خلال جناح منطقة السوق التي تستحضر المجتمع العماني والحرف التقليدية اما الجانب المسموع فقد استحضر بعض الأهازيج والأغاني والموسيقى العمانية وبرزت منطقة الاستقبال انجازات السلطنة خلال الأربعين عاما الفائتة والخطط المستقبلية فيما يتصل بالمشاريع المختلفة كمشاريع الموانئ والبنى الأساسية والسياحية ومشاريع القطاع الخاص الرائدة التي تبرز كافة الأصعدة الرياضية والتعليمية والتدريب المهني وانجازات المرأة المحققة حاليا والمستقبلية.

كما استطاع الجناح العماني أن يستقطب بمعدل يومي حوالي 22 ألف زائر، منذ افتتاحه في 30 أبريل الفائت، وأنه من المتوقع أن يصل العدد الإجمالي للزوار مع إسدال الستار على معرض شنجهاي اليوم الاحد 3 ملايين و600 الف زائر. وقد شهد الجناح العماني طوال مشاركته بمعرض إكسبو شنجهاي إقبالا كبيرا من الزوار الصينيين والجنسيات الأخرى المشاركة في المعرض معبرين عن إعجابهم بالشكل الخارجي للجناح وما يعكسه من حضارة وتاريخ السلطنة، كما أبدوا اهتمامهم بالتعرف على المجتمع العماني وتراثه وتاريخه وحاضره المشرق مؤكدين ان هذا البلد جدير بالزيارة في اقرب فرصة ممكنة.

ووصف "كليان سالواني" من سنغافورة جناح السلطنة بأنه مميز بين جميع الاجنحة المشاركة في معرض إكسبو حيث إن شكله يوحي لك تاريخا وحضارة بكل تفاصيلها حيث سمعت من احد اصدقائي وهو يتحدث عن جناح سلطنة عمان بالروعة والاعجاب عما شاهده مما دفعني للمجيء الى هنا خصيصا للاطلاع على هذا الجناح وسررت معجبا به، وبالفعل فما شاهدته لامر مدهش فهذا الجناح على مساحة محدوة لكن ما بداخله تاريخ عميق وحضارة وتفاصيل حياة في بلد جميل اسمه عُمان.وقال لقد أعجبت بالحياة في عمان من خلال التكوينات التي تضمنها المعرض والصناعات التي تشتهرون بها ولجمالها فإن حكومة السلطنة اهتمت بها كثيرا ولا تزال هذه الصناعات تعيش أوجها مؤكدا انه سيقوم وعائلته لزيارة السلطنة واكتشاف الجمال في مكانه في اقرب فرصة ممكنة.

اما "الكسندر سيدوف" وهو روسي الجنسية وأحد المهتمين بالاثار يقول إن جناح سلطنة عُمان مميز بشكله الخارجي وتفاصيله من الداخل وهذا بالطبع ليس غريبا على بلد مثل عُمان التي تحتوي آثارا تاريخية كثيرة، كما ان بيئتها جميلة ومتفردة من حيث التنوع الذي تشتهر به حيث الجبال والحياة المدنية والبدوية.

وأضاف اعرف بعض المواقع في عُمان من خلال عملي ومن بينها "خور روري" بمدينة صلالة في جنوب عُمان وهو من المواقع المسجلة والمعروفة على مستوى كبير. وقد لمست في عمان تطورا كبيرا شمل مختلف جوانب الحياة. كما ان هناك اهتماما بالتاريخ والصناعات التي تشتهر بها بلدكم.

واوضح أن هذا الجناح اعطى صورة رائعة للكثيرين ممن زاروه والتقيت اصدقاء في بلدي كلما تحدثوا عن معرض إكسبو شنجهاي وما يتضمنه من أجنحة جميلة كالجناح العماني.

ويقول "كارلوس او بنالزا" من بوليفيا بأمريكا الجنوبية إن الجناح العماني استطاع ان يجسد الحياة العمانية بكل تفاصيلها الدقيقة والبيئة بتنوعها حيث الصحراء والجبال والتاريخ كما تحكي هذه المشاهد مما يجعل الزوار أن ينقلوا صورة واضحة عن بلد يستحق الزيارة بالاستمتاع ببلد جميل اسمه عُمان.

وأضاف إن الذي لفت انتباهي هو الصناعات الحرفية التي تقوم بها نساء عمانيات بكل حب وود للمهنة التي تعكس اهتمام الحكومة كما تمعنت ببعض المشغولات الحرفية كالمنسوجات والنحت على العظام والتشكيلات الاخرى. كما شاهدت بعض العروض المرئية عن عمان وخرجت بمعلومات كافية عن الجوانب التنموية والحضارية والتاريخية عن هذا البلد كما اتيحت لي الفرصة للاطلاع على بعض المنشورات الخاصة بالاقتصاد العماني واهم الصناعات القائمة به.وقال: كنت أتساءل عن سر الروائح التي تنبعث من الجناح العماني فأخبرت بأنها من البخور واللبان العماني لكنني لم اتعرف على سر تكوين هذه الروائح مضيفا إن اللبان الذي تشتهر به عُمان له نكهته في معرض إكسبو بشكل عام وليس بالجناح العماني فقط وهذه التفاصيل لها مكان كبير في مختلف العالم.

من جانبه وفي لقاء مع ابراهيم صالح الرميحي من المملكة العربية السعودية فقد اكّد اعجابه بما شاهده في جناح السلطنة من تفاصيل للمكان لعماني والحضارة العظيمة لهذا البلد.

وقال إن سلطنة عمان استطاعت ان تنقل صورة واقعية لماضيها وحاضرها وجغرافيتها والتنوع الذي تمتاز به كل ذلك احتواه هذا الجناح الذي ادهش الجميع حيث البساطة والجمال في آن واحد، مشيرا الى الصناعات الحرفية التي لقيت اهتماما واضحا من قبل حكومة السلطنة.

وأضاف انه رغم عدم زيارته للسلطنة حتى الآن إلّا أنّه ماشاهده من لوحات تعكس التطور الشامل الذي شهدته السلطنة والاهتمام الكبير بالإنسان العماني من قبل حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم الذي يعد بالفعل أساس التقدم والرقي.

يذكر أنّ معرض المعرض العالمي شنجهاي 2010، قد انطلق في الثلاثين من شهر أبريل 2010 ويعد هو الأضخم منذ انطلاق المعرض في لندن عام 1851، حيث يضم نحو 200 جناح بما فيها الأجنحة التي تمثل معظم دول العالم وما يفوق الـ50 منظمة دولية.