بقلم - ناصر بن سالم المجرفي

إن ملايين البشر في مختلف أرجاء العالم يعتمدون على الأشجار كعون لهم في سد احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والمأوى والكساء بالإضافة إلى مساهمة الأشجار في حماية البيئة من التلوث عن طريق امتصاص ثاني أكسد الكربون وإخراج الأكسجين اللازم للتنفس والحياة كما تساهم الأشجار في الحد من التعرية وتجديد خصوبة التربة من خلال تعويض العناصر المغذية التي تستهلكها المحاصيل .

وقد حث ديننا الإسلامي الحنيف في أكثر من موضع على ضرورة الاهتمام بالأشجار لأنها أساس الحياة حتى أن الإسلام اعتبر زراعة الأشجار لينتفع بها الإنسان أو الطير أو البهيمة صدقة يثاب فاعلها يقول عليه الصلاة والسلام " ما من مسلم يزرع زرعا أو يغرس غرسا ليأكل منه أنسان أو طير أو بهيمة إلا كان له به صدقة " . ويقول عليه الصلاة والسلام في حديث آخر " من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار " .

وكلنا نتذكر الرواية التي تحكي أن رجلا مر على شيخ طاعن في السن وهو يغرس شجرة فوقف وسأله : أتأمل أن تأكل من هذه الشجرة وأنت في هذه السن ، فرد عليه الشيخ الحكيم " غرسوا فأكلنا ونغرس فيأكلون " ويقول عليه الصلاة والسلام في حديث آخر " إذا قامت القيامة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها " .وفي هذا دليل على أهمية الأشجار في حياتنا والعناية بها فن يدل عاى ذوق أفراد المجتمع وتعتبر الأشجار والغابات في الصحاري والقفار أو حتى في الشوارع واحة صغيرة لقضاء أوقات جميلة وممتعة بين الشجيرات الوارفة الظلال والزهور البديعة والحدائق الغناء التي انتشرت أصبحت سمة حضارية جملية وتبذل السلطنة أموالا طائلة لتشجيرها والعناية بها وتفرد لها المساحات الشاسعة .

وفي بيئتنا نباتات لطيفة تمنحنا غذاء صحيا وبروتينا مهما فكل فرد منّا يستطيع المساهمة في صون الطبيعة سواء يغرس بضع أشجار سواء كانت في حديقته المنزلية أو مزرعته أو في أي مكان كما أن المحافظة على الأشجار وتعهدها بالرعاية والاهتمام هو في حد ذاته صون للطبيعة .

إن الشجرة نعمة من نعم الله علينا فيجب أن نصون هذه النعمة وذلك بالمحافظة عليها والاهتمام بها فهي مصدر غذاؤنا وعلينا جميعا التعاون في غرس الأشجار حتى تعم الخضرة والجمال في بلادنا وتصبح واحة غناء .

nasarito@hotmail.com