بركاء - أسامة بن حسين الفضلي

تستمر فعاليات ملتقى مسقط للشباب 2010 الذي تنظمة وحدة إدارة الهوية التسويقية للسلطنة للعام الثاني على التوالي في منتجع النهضة بولاية بركاء.

وقد سلط الملتقى في يومه الثالث الضوء على وسائل الإعلام المختلفة وتأثيرها على المجتمعات، حيث إنه مع ازدياد الاهتمام العالمي وتوجه فئة كبيرة من المجتمع لوسائل الإعلام غير التقليدية كالمدونات والمواقع الاجتماعية الإلكترونية مثل (الفيس بوك، تويتر) وغيرها وفي إطار سعي الحكومة الرشيدة لتعزيز الثقافة المعرفية في السلطنة ولكون فئة الشباب هي الأكثر اقبالاً على هذه الوسائل فإن حلقات العمل في اليوم الثالث جاءت لتتماشى مع هذا الرؤية حيث تم تنظيم عدد من البرامج التي تناولت عدة موضوعات من شأنها إرشاد الشباب إلى كل ما هو مفيد وتوعيتهم بمخاطر الاستخدام الخاطئ لهذه التقنيات الحديثة.

وقد سعت الوحدة إلى إشراك عدد من الجهات المختصة كهيئة تقنية المعلومات وجمعية السينما العمانية والشركة العمانية للاتصالات (عمانتل) وعدد من وسائل الإعلام المحلية والشركات الدولية الرائدة في مجال الإعلام في حلقات العمل والبرامج التي تم تنظيمها للمشاركين في الملتقى، حيث سيقوم المشاركون بإيصال أفكارهم وتطلعاتهم للعالم أجمع إما عن طريق النص أو الصوت أو الصورة أو جمعيها معاً، وحلقات العمل المقدمة هي عبارة عن مقدمة إلى أساسيات استخدام مثل هذه الوسائل الإعلامية.

إدارة أعمالك

قال علي السباعي من بيروت: إن الملتقى منظم ودقيق جدا من حيث الوقت وممتع بجميع فعالياته من حلقات العمل ومن المناشط التي أعدتها الهئية المنظمة للملتقى، وحقيقة استفدنا الكثير من حلقات العمل التي عقدت أمس فهي تُعِدّك لكي تستطيع إدارة أعمالك الخاصة بكل سهولة ويسر، وأضاف السباعي: تجانس الثقافات في الملتقى يلعب دوراً مهماً فهو يتيح لنا الفرصة للتعرف على ثقافات عديدة تعود لنا بالفائدة في المستقبل.

تنمية المجتمع

كما قالت الطالبة من الجامعة الألمانية للتكنولوجيا في عمان العنود بنت عبدالله آل محمد: أنا سعيدة جدا بمشاركتي في ملتقى الشباب الثاني وأعتبر نفسي محظوظة كونه تم اختياري لأمثّل الجامعة المنتسبة لها في هذا الملتقى لأنها فرصة لا تعوّض وتجربة مفيدة وممتعة تعلمت من خلالها التعبير عن رأيي بثقة وهي فرصة لأتعرف على شابات وشباب من جنسيات مختلفة لتبادل الآراء والثقافات.

وحول حلقات العمل قالت العنود: إن حلقات العمل التي أعدت مفيدة جدا وبالنيابة عن جميع زميلاتي وزملائي المشاركين أتقدم بالشكر الجزيل لهذا التنظيم الراقي واشكرهم لأنهم منحونا تجربة فريدة من نوعها تعلمنا من خلالها ما يفيدنا في مستقبلنا المهني واكتسبنا الثقة بالنفس وهي وسيلة رائعة لجعل دور الشباب أكثر فاعلية في تنمية المجتمع.

دول مختلفة

وقالت سارة علي أبو الفتح من جامعة البحرين: شدني للمشاركة أولاً وجود تنوع في هذا الملتقى حيث يستقطب طلبة من مجموعة دول مختلفة فتعرفت من خلاله على شخصيات عديدة ومتنوعة استفدت من خبراتهم وتجاربهم السابقة والأجمل في الملتقى أنه يضم مجموعة من حلقات العمل بعضها قد يكون جديداً علينا بعض الشيء ويستحق أن نتعلمه ونتعرف عليه. وفيما يتعلق بالتنظيم قال سارة: التنظيم كان أكثر من رائع من كل الجهات، سواء من حيث الوقت أو البرامج المُعدّة، وأجد في المنظمين روحَ التعاون مع جميع الطلبة والحمد الله أنني وُفقت للمشاركة في هذا الملتقى.

ادارة الأعمال

أما سارة بنت عبدالجليل الزدجالية الطالبة في كلية الدراسات المصرفية والمالية فقد قالت: إن الملتقى منظم تنظيماً جيداً جداً وحلقات العمل المعروضة أكثر من ممتازة فهي علمتنا أشياء جديدة في إدارة الأعمال وفي الإعلام وفي التنمية الحضرية وأيضا طريقة فتح أعمال خاصة.

وأضافت سارة الزدجالية: عندما أتاحت الكلية الفرصة لي للمشاركة في هذا الملتقى لم أتردد، وحقيقة هي تجربة رائعة خضتها من خلال الملتقى.

عالم الاتصالات

وقال مدير العلاقات العامة والإعلام بشركة عمانتل محمد بن يحيى السالمي: عمانتل شريك ذهبي وأحد الرعاة لهذا الحدث المهم، كما أنها تشارك في الملتقى عبر مجموعة من حلقات العمل للطلبة المشاركين، حيث بدأنا الحلقة الأولى بتقديم عن التقنيات الحديثة في عالم الاتصالات والتي أضافت الكثير إلى حياتنا عبر اختصار الجهد والوقت والقدرة على التواصل عبر خدمات الصوت والفيديو والبيانات بالرغم من بعد المسافات، أما في حلقة العمل الثانية فقد قمنا باستعراض التقنيات الثابتة وخاصة شبكة الإرسال وقد حظي هذا الجانب هو الآخر باهتمام الطلبة المشاركين، فيما كانت حلقة العمل الثالثة عن شبكات النفاذ النقالة وتم خلالها إجراء تجارب حية لكيفية عمل شبكة النفاذ كما قام المشاركون بجولة في محطة الإرسال المتنقلة والتي أُحضرت خصيصا إلى المنتجع لهذه الحلقة.

وأضاف قائلا: إن الحدث إجمالا يضيف الكثير إلى المشاركين فيه، كونه يمكنهم من الاحتكاك مع طلبة آخرين من جنسيات وثقافات مختلفة والاطلاع على تجارب الآخرين من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن حلقات العمل التي نظمتها وحدة إدارة الهوية التسويقية للسلطنة كان لها أثر كبير في تنمية معارف هولاء الطلبة واطلاعهم على الكثير مما لم يتمكنوا من دراسته في المدارس أو الكليات.

نافذة جديدة

كما زار ملتقى مسقط للشباب 2010 أمس الأمين العام لمركز السلطان قابوس للثقافة الإسلامية بديوان البلاط السلطاني سعادة حبيب بن محمد الريامي وقال: إن مثل هذه التجمعات الشبابية سواء على مستوى السلطنة أو إدماج جنسيات وطلاب وشباب وناشئة من جنسيات وشعوب أخرى يفتح نافذة جديدة سواء لأبنائنا في السلطنة للاطلاع على ثقافة الاخرين والتواصل معهم وكذلك لفتح نوافذ اخرى للقادمين الى السلطنة لمعرفة السلطنة وأبنائها سواء كان ذلك على مستوى الحياة اليومية والتعايش والمنجزات التي تحققت على هذا الوطن العزيز أو من خلال النمط المعيشي اليومي لأبناء المجتمع العماني بصورة عامة.

وأشار إلى أن الناحية الفكرية وهو كيف يتدرب الشباب على قضية التعاطي مع مختلف الأفكار والأطروحات في قضايا النقاش البناء الهادف القائم على احترام الرأي والرأي الآخر. كيف يقدم الإنسان رأيه بصورة واضحة وجلية بعيدا عن التشنج والتعصب وعن فرض الرأي والأخذ بمسببات الامور على أنه هو صاحب الرأي الصائب دائما. وقال: إن ما شاهدته جهد طيب وكانت هناك ملتقيات سابقة لهذا الملتقى واطلعت عليه سابقا وأشاد بهذا الملتقى وتمنى أن تتوسع هذه الفكرة في السنوات المقبلة سواء من حيث العدد أو المدة الزمنية لالتقاء هذه المجموعة. وأشار سعادة حبيب الريامي إلى قضية إقصاء الآخر والذات عن المشاركة في مثل هذه الأمور آن الأوان أن تراجع حتى لا تبقى في عوالق ضبابية في أذهان البعض.