كهوف السلطنة .. تحف بديعة من صنع الخالق أخبار الشبيبة

    • كهوف السلطنة .. تحف بديعة من صنع الخالق أخبار الشبيبة

      * "الهوته"..معلم سياحي وتعليمي من الطراز الأول.

      مسقط - ش

      كانت الكهوف وماتزال تراثا جيولوجيا طبيعيا يسرد قصة تطوّر ونشأة الكهوف في المقام الأول ويسطر تاريخا لحضارات استعمرت هذه الكهوف وخلفت وراءها كتابات ونقوش جدارية ماتزال شاهدة على تاريخ حافل منذ القِدم.

      إن المتأمل لطبيعة الكهف الداخلية ليقف مشدوها أمام منحوتات طبيعية بديعة تتباين بين البلورات والكريستالات الكربونية والجبسية إلى الهوابط التي تتدلى من سقف الكهف والصواعد التي تنشأ من أرضية الكهف. إنه تمازج فريد في إبداع خالق الطبيعة النابضة بالحياة داخل الكهف.

      وتكتسب الكهوف أهمية سياحية بالغة فيما تقدمه من مكنونات وتحف بديعة من خلق الله تعالى، تتيح الفرصة للمهتمين بدخول قلب الجبال الجيرية لمشاهدة عالم نابض بالحياة في قلب جبل أصم، كما أنها موضوع خصب للأبحاث العلمية والجيولوجية التي تتناول نشأة وتطوّر الكهوف قبل آلاف السنين وطبيعة المناخ الرطب الذي أدى إلى تكوين هذه الكهوف انتهاءا إلى دراسة البلورات الكلسية والجبسية وتقدير عمر الصخور عن طريق تحليل المحتوى الكربوني. إضافة إلى ما تقدم لاننسى كذلك الأهمية الفطرية للكهوف وما تحتضنه من كائنات مختلفة محط أنظار الباحثين في المجال الحيوي والحياة الفطرية، وعموماً فإن الكهوف باجتماع العوامل آنفة الذكر تكتسب أهمية اقتصادية سواء تم تطويرها أم بقيت على حالها.

      وهذا ما يؤكده واقع الحال في السلطنة من استقطاب الكهوف للباحثين والسائحين المحترفين في هذا الشأن. وقد حذت عمان حذو الدول المتقدمة والرائدة في مجال سياحة الكهوف، فاستفادت من خبرات تلكم الدول في تطوير الكهوف وعمل الدراسات المستفيضة لدراسة الجدوى الاقتصادية لتأهيل الكهوف، واستقطاب الخبراء من مختلف دول العالم للإدلاء بدلوهم في هذا القطاع السياحي الواعد.

      الكهوف في السلطنة

      تتنوّع الكهوف في السلطنة وتنتشر جغرافيّا في جبالها من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها لتحفز السائحين إلى اكتشاف الجيولوجية الفريدة بالسلطنة. فالتجوال في الجبال يمنح فرصة فريدة للسائحين المتخصصين وغير المتخصصين للتمتع بمفردات الطبيعة الجيولوجية لجبال السلطنة وسبر أغوار هذه الجبال بالغوص في أعماقها لاستكشاف الكهوف، وفيما يلي بعض الكهوف في السلطنة:

      كهف الهوته

      أنجزت الوزارة وعدها في تطوير كهف الهوته ليكون باكورة أعمالها الجادة في مجال سياحة الكهوف؛ فقامت بتحويله إلى معلم سياحي وتعليمي من الطراز الأول، وتتوفر البنى الأساسية والخدمات السياحية في هذا المعلم بما يبعث الفخر والاعتزاز ليؤكد حرص الوزارة على إخراج العمل على الوجه الأكمل رغم ما تشكله الطبيعة من تأثير على التطوير الداخلي للكهف.

      وقد توّجت هذه الكهوف بافتتاح المعرض الجيولوجي لكهف الهوته ليكون ثاني معرض جيولوجي متخصص في السلطنة، بعد متحف التاريخ الطبيعي.

      •يقع هذا الكهف بولاية الحمراء على سفح الجبل المكون من الصخور الجيرية التابعة لتكوين بلد سحتن والتي يرجع عمرها إلى مايقارب 450 مليون سنة.

      وقد أدت الفترات المطيرة والمناخ الرطب الذي ساد السلطنة قبل ما يقارب 15000سنة إلى تكوين هذا الكهف بحسب ما أثبتته نتائج الأبحاث الجيولوجية حيث أدت إذابة المياه الحمضية للصخور الجيرية إلى نحت الكهف في قلب الجبل وتكونت البلورات المختلفة من الصواعد والهوابط ومازالت إلى يومنا الحاضر.

      كهف جرنان

      يقع كهف جرنان أسفل قرية النزار القديمة بولاية إزكي بتلة غير مستقرة جيولوجياً، وهو تجويف صخري بحجم غرفة في بدايته ما يلبث أن يضيق حتى يضطر الإنسان التقدم فيه زحفاً. ولا تكمن أهمية الكهف أو التجويف في خصائصه الجيولوجية، بل تكمن في القصص والأساطير المتناقلة عنه جيلاً بعد جيل.

      قامت الحكومة في نهاية الثمانينات ومطلع التسعينات بإجراء دراسة أولية عن الكهف، وأظهرت الدراسة عدم جدوى تطوير الكهف بشكل كبير، إذ يقع في تلة صخرية غير مستقرة جيولوجياً، ومن جانب آخر فقد تم ردمه طبيعياً بعد فيضان وادي حلفين خلال إحدى مواسم السيول الجارفة.

      كما أثبتت الدراسة تضرر الكهف جراء تسرب المجاري "القديمة وغير الصحية "لقرية النزار القديمة التي تقع أعلى الكهف مباشرة، مايصعب معه تطويره بشكل كبير لاعتبارات صحية وبيئية وخشية تصدع الكتل الصخرية غير المستقرة وبالتالي تعريض القرية القديمة للسقوط والانهيار.

      قامت وزارة السياحة بتنفيذ مرحلة أولى لتطوير الكهف، وتمثلت في التالي:

      -توسعة مدخل الكهف.

      -تنظيف المدخل بعمق عدة أمتار من الردم والطين والعوائق التي دخلته أثناء فيضان الوادي فيه.

      -تنفيذ جدار استنادي على مدخله لحمايته من فيضان الوادي فيه مستقبلاً، وبناء مظلتين مع كراسي للجلوس، وتوفير معلومات أساسية عن الكهف باللغتين العربية والانجليزية، حيث تم حفر هذه المعلومات على صخر بركاني لحمايتها من العبث.

      -تنفيذ طريق ومواقف ممهدة.

      -تركيب لوائح إرشادية على الطريق المزدوج مسقط –نزوى تدل على موقع الكهف.

      وتدرس حالياً وزارة السياحة تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع تطوير الكهف.

      كهف مجلس الجن

      يعتبر هذا الكهف ثاني أكبر تجويف صخري في العالم بعد كهف "الخفافيش" بماليزيا. ويقع هذا الكهف ضمن صخور الحجر الجيري التي تكونت في العصر الثلاثي قبل ما يقارب 35 مليون سنة. ويتيح هذا الكهف فرصة فريدة لهواة المغامرات في استكشاف الكهوف من خلال فتحاته الثلاث التي تهبط عموديا إلى أرضية الكهف. يتميز هذا الكهف بجمالياته الفريدة من البلورات والمنحوتات الجيرية والحياة الفطرية التي تؤهله ليكون مزارا سياحيا وعلميا واعدا، وهذا ما تبنته وزارة السياحة من خلال عملها الدؤوب لدراسة الخصائص الطبيعية والعلمية للكهف والجدوى الاقتصادية لتطويره واستقطاب الخبراء المتخصصين في هذا الشأن لتتوّج هذه الجهود مستقبلا في تهيئة الكهف ليكون معلما سياحيا متاحا لجميع فئات السياح لاحكرا على السائحين المتخصصين في استكشاف الكهوف فقط.

      • وعلى الطريق المؤدي إلى الكهف وفي بيئة من الصخور الرسوبية التي يقبع فيها الكهف، يمكن ملاحظة التقاء الصخور النارية ذات الأصل البركاني التي تكونت قبل ما يقارب 90 مليون سنة والتي تتبع تركيب الأوفيوليت الشهير بالسلطنة مع الصخور الرسوبية الأحدث عمرا. هذا التباين بين الصخور ذات اللون البني (الأوفيوليت) والصخور الرسوبية صفراء اللون لوحة فنية تتمازج فيها الألوان لتلفت الانتباه إلى جمال الطبيعة.

      كهف الكتان

      يقع هذا الكهف بولاية عبري ضمن الصخور الرسوبية المنتمية للعصر الثلاثي والتي تكونت قبل ما يقارب 35 مليون سنة. ونظرا لاحتواء هذا الكهف على جماليات آية في الروعة والإبداع من البلورات والتشكيلات الصخرية بشهادة المتخصصين من مختلف أنحاء العالم، تعكف الوزارة حاليا على تنفيذ دراسات مستفيضة لإبراز هذا الكهف كمعلم سياحي وتعليمي سيحدث نقلة نوعية لسياحة الكهوف بالسلطنة نظرا للمقومات الفريدة لهذا الكهف.

      وبالقرب من هذا الكهف يقع كهف تاريخي آخر يسمى بكهف "الصبغ"، يشكل إضافة سياحية وثقافية لكهف الهوته، وهذا الكهف حديث نوعا ما واستخدمه العمانيون القدامى في استخراج نوع من التربة الحمراء لاستخراج الالوان المستخدمة في طلاء الأواني والأخشاب وغيرها من الاستخدامات.

      بعض الكهوف بمحافظة ظفار.

      كهف صحور

      من أهم الكهوف التي تعتبر مستوطنة للخفافيش المختلفة، هذا الكهف يقع ضمن تكوين أم الرضومة الجيولوجي بمحافظة ظفار وهذه الصخور الرسوبية المكونة من الحجر الجيري قد تكونت قبل ما يقارب 54 مليون سنة.

      يعتبر هذا الكهف من الكهوف المتحجرة إذ أنه غير نشط في تكوين الصواعد والهوابط في وقتنا الحاضر.وقد انتهت وزارة السياحة من تنفيذ دراسات الخصائص الطبيعية والعلمية والجدوى الاقتصادية لتطويره بالمستقبل المنظور.

      كهف طيق

      يتألف هذا المعلم الجيولوجي السياحي من نوعين من التكوينات الطبيعية، فهو يعد من حفر الإذابة العملاقة على مستوى العالم، كما أنه كهف طبيعي في الجزء العلوي من الجبل. هذا الكهف يقع ضمن تكوين أم الرضومة الجيولوجي بمحافظة ظفار وهذه الصخور الرسوبية المكونة من الحجر الجيري قد تكونت قبل ما يقارب 54 مليون سنة.

      ولا شك أن تأهيل هذا الكهف كمعلم سياحي سيسهم في إضافة منتج سياحي جديد بمحافظة ظفار ما لاشك فيه أن السياحة الطبيعية والجيولوجية وسياحة الكهوف ستحدث نقلة نوعية في مفهوم السياحة في السلطنة لاسيّما تلك السياحة التي تعتمد على مفردات البيئة المختلفة. ويتجلى اهتمام الوزارة في هذا النوع من السياحة في الدراسات التفصيلية التي تجريها على مختلف الكهوف بالسلطنة واستكشاف ما خفي منها، وإكسابها بعداً تعليميا يشمل النشأ لتحقيق مبدأ السياحة من أجل التنمية المستدامة والتعليم.

      وتوظف الوزارة المقومات التاريخية والجيولوجية والبحثية والسياحية لهذه الكهوف لتصبها في قالب سياحي متكامل يقابل التطلعات ويرضي أذواق السياح من مختلف الفئات العمرية.


      ¨°o.O ( على كف القدر نمشي ولا ندري عن المكتوب ) O.o°¨
      ---
      أتمنى لكم إقامة طيبة في الساحة العمانية

      وأدعوكم للإستفادة بمقالات متقدمة في مجال التقنية والأمن الإلكتروني
      رابط مباشر للمقالات هنا. ومن لديه الرغبة بتعلم البرمجة بلغات مختلفة أعرض لكم بعض
      المشاريع التي برمجتها مفتوحة المصدر ومجانا للجميع من هنا. تجدون أيضا بعض البرامج المجانية التي قمت بتطويرها بذات الموقع ..
      والكثير من أسرار التقنية في عالمي الثاني
      Eagle Eye Digital Solutions